هذه ثورةٌ جديدة في سجل هذا الشعب الأبي، ونوطٌ مجيد في كساء الشرف لهذا الشعب العملاق هاهنا فرصةٌ تواتت للقبض على بيّنةٍ جديدة في طريق محاربة الطغيان والظلم نمسك بها إدانةً على سيء الذكر نائب الرئيس على عثمان محمد طه وسيء الذكر الفاتح عز الدين لطالما طالبنا أن تستمر الثورة واعيةً حتى لا تُسرق ولا تُخرَب بواسطة الخبثاء بتلطيخ السلمية التي تنتهج ووضوح مقصدها، واتهامها بالعنف والعداء، فإننا بذلك ندرك ونوعي من لا يدرك بأنها ستكون معركةً طويلة تلزِم الصبر والثبات، حتى يرى كل العالم صدق مقصدها فيكون الشعب قد كشف خلالها خداع الحكام الجاثمين على الصدور لنشر الفساد والإرهاب ومحاربة القانون ومكارم الأخلاق، وعندها سيجد النظام من ينهي عليه أحلامه بالسيطرة بالقوة على رقاب العباد، وتكون من مساهمات هذا الشعب الخلاق هديةً للشعوب المضطهدة بتقديم هذه التجربة في كيف يزيل المسالم الصابر الجبروت والقهر. إني أهيب بشعبنا الخلاق، وأبنائه المعلمين الذين علموا الشعوب ورفعوا الهامات في البطولة والثبات في النضال في حقه وفي حق أصدقائه من الشعوب، أهيب بأن يتجه بوعيه ومقدراته الفذة في الإفادة من القانون الدولي، مهما كان بطيئاً نسبة لنعومة أظافره الطفولية في مقتبل عمره هذا، الإفادة منه ومن سعيه في تحقيق العدالة والمساواة وحماية حقوق الإنسان بممارسته بشدة وعناية في ثورته تلك، ونكون بذلك أيضاً قد دفعنا النظام العالمي للأمام في إحكام قبضته بيد القانون حتى يتمكن من محاربة عصابات اللصوصية وسفك الأرواح وخلق الفتن والفساد وتحريف الأديان ومكارم الأخلاق. وحتى نتمكن من القيام بذلك، يجب ألا يفوت علينا أن لدينا نظاماً عالمياً مقتدراً في عمرِ باكر، تسعى لإجهاضه حثيثاً عصابات من أمثال عصابة الإنقاذ وأمثالها من عصابات الدول التي تدور في نفس المحور، تبذل قصارى جهدها ومكرها من أجل تعطيل مسار ذلك النظام في الحفاظ على المبادئ التي اتفق عليها العالم لإثراء حكم القانون والعدالة والحرية، وذلك بتعطيل محكمة الجنايات الدولية وإفساد الحوار العالمي بالترهيب والترغيب عن طريق السرقة المنظمة من الإخلالات الاقتصادية وإحياء الجمرات الخبيثة من حروب الثأر والفوقية الدينية والعرقية. ولكنهم لن يتمكنوا ولو طال الأمد، وبفضل الشرفاء ومناضلي بقية الأمم ممن قدم لنا ما بالنظام العالمي من مكاسب، وباطّراد وعي الشعوب التي التحقت بركب الحضارة الإنسانية، سيتم للمجتمع الدولي تمكّنه ضد الاضطهاد والحكم باللصوصية، والحمد لله فإننا قد مضينا خطواتٍ في تحقيق ذلك بالإدانة الدولية لعددٍ من مجرمي حكومة اللصوص التي تحكمنا، ولنا فيها قصب السبق في مطاردة رئيسٍ جالس ونائبه الجالس ووزراء وقادة من عصابته، وقد بدأت الحلقة تضيق بهم من الفرار، وعلينا أن نحيي حولهم نار التطهير القانوني حتى يرى العالم عزمنا وثباتنا للسعي وفي الدفع لإنفاذ الحكم الدولي على هؤلاء القراصنة، فعلى الثورة ومنسقيّتها الالتفات إلى النقاط التالية: أولاً: تكوين لجنة قانونية تتخصص في رصد وجمع الأدلة في كل عملٍ أو تصريحٍ ينطق به مسئولٌ أو منسوبٌ لذاك النظام ثم رفعه للمحكمة الجنائية الدولية والإفادة به كل القوى الدولية القانونية والسياسية والإعلام، بدءاً بتصريحات عمر البشير الجاهلة بتحوير القرآن لقانون إرهاب أسماه القصاص، وعلي عثمان محمد طه بتهديده بجنود الظلام، وتصريحات الفاتح عزالدين بالوعد الزمني وليس الرد على العدوان، بالقتل والوعيد. ثانياً: البث الإعلامي في كل المواقع الصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي، عن متابعة حصار النظام قانونياً ودولياً حتى تتم توعيةً نافذة عن أهمية القانون الدولي لتفعيله ودعمه بالقبول الشعبي في كل العالم، فهذا النظام العالمي لم يجد بعد متسعاً كافياً للتعرف عليه شعبياً في عمره القصير بعد، وبانغماره في حسم النزاعات الكبيرة التي باشرت بمواجهته، ولكن الدول النامية، وخاصة ً بلادنا بخيراتها وامتيازها بالتعددية المسالمة والحضارات الثرية والوحدة ذات الجذور العميقة، عليها أن تعي أن دور دفع الدولة القانونية وإثراء مكارم الأخلاق من الحقوق والحريات والمساواة، مناطٌ بها، فهي المنتفعة أولاً وأخيراً في قيامه وقوّته، فالعالم اختار القانون وأساليب الحوار والعقلانية، ورمى عهد القهر والفوقية والعبودية والنهب والحروب، رماها كلها من خلفه وما يحاول إرجاعها وإحياءها إلا فلول العاجزين حضارياً من التعايش السلمي واحترام الحقوق واكرام الإنسانية. هذا هو مفترق الطرق الذي نجدنا الآن فيه – أن نمد سواعدنا لتأسيس سيادة القانون والحقوق والمساواة، وهزيمة المتآمرين على ذلك الإنجاز الإنساني وانتصاراته وانجازاته، ولا يفوت علينا أن كل تلك المؤامرات من الفصل العنصري والاستعباد والقتل والسلب والتهديد والتغييب من الواقع والتفاعل العالمي بحجب المعلومة واضطهاد الآراء وخنق الأقلام والصحف ونزع الحريات ومجالات الحوار، كل ذلك يُمارسه هؤلاء الخاسرون حتي يعطلّوا دولة القانون والتي تفتح الطريق لكل فردٍ ليكون مساهماً في نصر الحق وازهاق الباطل والعدل ورد الحقوق وكرامة الانسان ليعيش إنساناً. هكذا يهابون صولة القانون وترتعد فرائصهم عند ذكره أو اللجوء إليه. إن كل ثورة وكل صحوة هي مساهمة فعّالة في هزيمة الطغيان واللصوصية، وحسبي ثورتنا مثل ما سبق من إخوتها دوماً منارة ومشعلاً يضيء لكل شعوب العالم فالسودان وشعب السودان علمٌ في رأسه نار فهو قد أبى إلا أن يكون كذلك. عاش السودان قوياً عالياً عاش الشعب السوداني وثورته حراً عزيزاً شامخاً والمرجفون والجلادون واللصوص الخائرون ليسقط بس. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.