ثورة و اسقاط النظام فقط لن يجعلا السودان جنة الله في الارض. تأثير حكومة الانقاذ على الشعب لم يكن فقط في الادارة و الاقتصاد بل امتد ليتلاعب بتفكير الفرد. هذه الثورة يجب و لابد ان تكون ثورة فكرية. يجب ان تكون هذه الثورة ضد كل الافكار التي غُرست فينا دون دراية و ان تختفي عبارة (هذا ما وجدنا عليه ابائنا). في بداية المشوار يجب ان نفهم ان لكل فرد منا نصيب فيما آل له وضع السودان حالياً لذا وجب على كل ثائر منا ان يرى كيف اثر النظام على تصرفاته (من اهمال و عدم مبالاة الى عبارة "دا السودان متوقع شنو" كلما تحدثنا عن سوء الاوضاع) و ان لم نفعل ذلك فيا شهداء الثورة سلام عليكم. هنالك جانب اخر -لا يمكن ان ندعوه بالقليل و لا البسيط- من الحال الذي يعيشه وطننا حالياً كان ناتجاً من ان الشعب تعود على لوم الحكومة و صار المسئوؤلين "شماعة" لكل مصيبة صغيرة كانت او كبيرة ( و لا انكر دور الحكومة و تأثيرها) على الرغم من ان اصلاح هذا كان من الممكن ان يبدأ بالفرد و المجتمعات الصغيرة(مثل نظافة الشوارع، الاخلاص في العمل والانضباط في المؤوسسات الحكومية). و طالما ذكرت كل ذلك، وجب علي ذكر شباب الحوادث الذين اظهروا تفانيناً جميلاً وجب ذكره تقديراً لجهودهم. بعض الافكار التي يجب ان نتبناها بعد زوال النظام و التي تبدأ بالفرد قبل كل شئ: 1. نبذ القبلية/العنصرية 2. نبذ الذكورية و احترام حقوق المراة 3. تقبل الاختلاف الفكري/الديني/السياسي و فهم ان الاختلاف لابد منه من اجل نضوج سوداننا الجديد 4. التوقف عن تمجيد الافراد و البدء في تمجيد الافكار 5. تطور البلاد يبدأ بتطور فكر الفرد 6. فهم ان الدين علاقة بين الفرد و ربه تنعكس في تعاملاته مع الاخرين 7. مطاردة الاحلام: احد الاشياء المخزية التي كانت نتيجة القمع الفكري انه انتج جيلاً كاملاً -الا ماقل و ندر- غير قادر على ان يحلم ناهيك عن تحقيقه - فصارت الاحلام كلها هي مغادرة البلاد او ان تتعين في وظيفة ذات راتب مغري للتشتري بعض من الماديات ذات الاسعار الباهظة ليثبت نجاح الفرد او الزواج-. فكم من موهوب سُمي موهوب ولم ينجز من مواهبه شيئا ..و كم من حلم فشل قبل البدء في تحقيقه لان بذرته قد غُرست في تربة مسمومة. التغيير السياسي قادم لا محالة و لكن ان لم يتم دعمه و توثيقه بثورة فكرية فإننا موعودون ب"إنقاذ" جديد و ان تغيرت المسميات و الاشكال. "لن يغير الله بقوم حتى يغيروا مابنفسهم" . و في الختام وجب ذكر ان الثورة لاتزال في مرحلة النضج و الثوار كذلك و لعل اجمل مظاهر هذه الثورة شعارات توحي بتوجهات فكرية سليمة من شاكلة : (يا عتصري المغرور كل البلد دارفور) .. وكان ظهور المرأة بقوة في هذه الثورة مؤشر اخر للمضي في صراط الثورة المستقيم .. مازن عيسى وتسقط بس عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.