أما زلت تلعق مر الدم أما زلت يابن التراب الخسيس تقيم الحوائط بالأعظم لك الويل إن جاش مثل السيول تجر السيول ولم ترحم وأنت على الموج رمة حوت بلا أي قبر ولا مأتم غداً إن رمتك أعالي الهضاب إلى القاع قاذروة ترتمي ومرت عليك الطيور الجياع فصارت جياعاً ولم تطعم وعاث بك الدود حتى ارتوى وعاد يقيؤك لم يهضم يا ويلها ورقات الخريف أذا سقطت فى يدي تحتمي " قصيدةللشاعر محي الدين فارس" أستعير قولة مارتن لوثر " عندي حلم" وحتماً فلا عجب إن انطبق هذا القول والشعور به على نفس كل السودانيين الشرفاء الذين للأسف قد سحقوا قهراً نفسياً ومادياً واجتماعياً وعنصرباً وجهوياً وعرقياً واسترقاقاً وتشريداً وتنكيلاً بدنياً استمر طيلة ثلاثين سنين من عمر الزمان المر الكالح السواد لم يعهد فيه السودان بل حتى دول العالم باجمعه نظاماً قمعياً فاسداً متجبراً متكبراً على أمته من خلق الله وبإسم الدين كنظام ( الاإنقاذ) الذى جاء كاذباً بإسم الدبن الشكلي الرتوش ليصدقه العوام من غوغاء البشر أو الذين اشترى منهم ذممهم بمال دافع الضرائب الذى جُففت كل موارده بما فى ذلك حرية الأفراد لإخراج زكواتهم لذويهم الفقراء بانفسهم وهم الأعلم بحاجتهم أكثر من حكومة هي فى غياب كامل عن الحكم الرشيد والتنمية الرشيدة والإصلاح الديمقراطي الرشيد وفوق كل ذلك هي بممارساتها الفعلية أبعد ما تكون من طريق الدين الحنيف والإسلام الذى يساوي بين الناس فى كل شيء. والطامة الكبري بيع الوطن وبيع ابنائه وجنده وانشطار أعز أجزائه فضعف وطن كان له وزن واحترام إقليمي وعالمي. ونحن الذين يعمرون الأرض أينما يقطنون قد فشلنا بفعل سياسة هذا النظام الغير منقذ ولا منظم فشلنا من الرقي بالتنمية المرجوة لكي نكون أفضل قطر في كل أفريقيا والشرق الأوسط! بالعكس صرنا أفقر الشعوب وأجوع الشعوب ونحن فى وطن ينعم بكل خيرات الأرض والسماء وعقول بشرية خلاقة وشباب ذكي يرجى منه الكثير يحلم بالاستقرار يريد ان بخترع وينتج لو فوض وتوفرت له فرص المساواة فى التعليم والتوظيف والبحث العلمي وفرص الإبتعاث للخارج. عندي ولغالبية أهل السودان الحلم ليس بسقوط هذا الطاغية وحده بل سقوط كل رموزه ومؤسساته وشركاته ومشاريعه ومبانيه وممتلكاته وكل ما عقدها من اتفاقيات إقليمية او عالمية كلها كانت فاسدة والحلم الكبير أيضاً بتحرير كل السودانيين من الأمراض النفسية وعدم الثقة بانفسهم و النخوة التى قتلها فيهم الذل والجلد ومهانة انتهاك البيوت والأعراض الآمنة الشريفة أو غيرها من أفعال وآثار جانبية نتيجة الكذب والفساد وعدم المصداقية التي صارت سرطاناً تفشى وعم القرى والحضر فصار الواحد فينا لا يصدق حتى نفسه للأسف طيلة تلك السنين العجاف كنت أحلم بسودان جديد وبعض الأحيان أفيق وأجد نفسي كأنني أعيش فى ديجافو سودان عام 1970 يوم كنت أشتري تذكرة القطار وأسافر منفرداً إلى نيالا أو أرقو أو بورتسودان أو القضارف بدون خوف واجد فى تلك الاماكن موطناً آمناً وأهلاً سمحاً كريماً وترحاباً وسهلاً كانني واحداً منهم. احلم بالسودان الذى عشته تلميذاً ثم طالباً جامعياً لم يتكلف والدي بشيء سوى ملابسي التى تكسوني فالدولة مشكورة قد وفرت لى كل شىء حتى أقلام الرصاص والحبر والكتب والكراسات ومعلمين مرموغين . احلم بسودان الحربة والمساواة والجمال والنهضة فى كل شيء والعلاج المجاني والتعليم كذلك متاحاً لكل فرد وسودان عديم التزمت الديني والعرقي والبغضاء السياسي او الجهوي بل سودان التماسك والتعاضد والتنمية والتضحية من أجل بناء وطن جديد وإصلاح فى كل شيء بعد عقد البحوث العلمية بدلاً من إتخاذ القرارات التخطبية العشوائية التى لا تخدم إلا مصالحاً ومنافعاً شخصية (وهذا السبب الذى دمر السودان خلال الثلاثين سنة الكؤد الماضية) أحلم بنظام أمن جديد للوطن وليس أمناً قومياً مسيساً فقط لقمع المواطنين وكذلك جيش مستقل يحمي الوطن وشرطة محترمة مهذبة ديدنها خدمة الشعب وتأمين أنفسهم وممتلكاتهم وممتلكات الدولة. أحلم بوطن البيئة السليمة والنمو و الرخاء فى كل شيء أرفع الليلة وغداً ومن بعد القبعة والتجلة والتحية لكل شعب السودان الملهم المعلم الشباب والشابات والشيب وحتى الأطفال الشرفاء داخل وخارج السودان وللجنود الأوفياء الشرفاء من جيش وشرطة وأمن ودعم سريع وأئمة مساجد يخافون الله لم يدنسوا إيديهم والتحية والعزة لأسر الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وشبابهم وحياتهم فداءاً للحرية الغالية التى خرجوا من اجلها ليس لأنفسهم فحسب بل لكل مواطن سوداني شريف. عليهم رحمة الله والعزة للسودان والدعاء والعمل لكي نراه يعود بقوة شامخاً عزيزاً رائداً لكل الأمم متبوعاً وليس تابعاً. هنيئاً لكم أهلي فى القرى والبادية وموطني السودان بسقوط الطاغية ورموزه والتهنئة ثانياً تلحق بالأولى عجلة بسقوط نائب الطاغية الذى ماهو إلا كان حقيقة إستمرارية لنظام الآ إنقاذ البغيض. المجد والخلود والمنعة والرخاء للسودان الحبيب ولشعبه الكريم الأبي الأمين. والخلود لتلك اللوحة التاريخية " السودان الجديد" التى جملت وسط الخرطوم عند مدخل القيادة العامة للجيش السوداني . ليت كلية الفنون تنصب لوحة تذكارية تمثل ذلك الزخم والحراك التاريخي وتمثالاً لتلك الكنداكا التى صارت أيقونة الثورة الظافرة وحديث كل العالم. يا شباب السودان والله إنكم تستحقون جائزة نوبل للحرية والسلام ومن القلب ساغني لكم فرحاً ممروجاً بدمع السرور ومعي رهط كثير يردد : سنغني لك يا موطناً عظيماً تنادينا يا ديسمبر الملهم ذكراك تشجينا سنغني يا إبريل ولشعب الميادينا و سنرقص طرباً لفرح المساكينا كلما هدرت مياه النيل وعطبرا فينا لا ننسى تكاتفنا ولا ننسي تآخينا سنبني المجد والله ناصرنا مقوينا فلتدم سوداننا وطناً حدادي تأوينا عبدالمنعم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.