فقد الوطن أحداً من أعز أبنائه في ظهر الثاني من إبريل 2014.صعدت الروح الطيبة الطاهرة وتركت لنا الجسد ليواري في نفس الطين الذي خلق وأنبت منه لم يحمل معه أي شي بل ترك لنا أنبل شي في الحياة الدنيا والوجود وهو الحب،حب الناس جميعاً دون الإلتفات لإي لون أو دين أو معتقد أو جنس وترك لنا عدم الفجور في الخصومة، ترك لنا معنى الإنسانية الحقه وقد أعطي كل شي فكره ووقته وجهده الجسدي والذهني وموهبته للوطن والكادحين المنتجين ولم يستبقي شيئاً. عاصرت الشاعر الإنسان الأستاذ في سجن كوبر قرابة العشر أشهر فجعل مع غيره من الفنانين والمبدعين والاختصاصين في كل مجالات المعرفة،جعلوا من سجن كوبر قلعة للثقافة والعلم والمعرفة وطردوا السأم والإحباط وزرعوا الأمل على الرغم من المجازر التي أرتكبت بحق أشجع وأغلي الرجال ،وبصمود ال26 ألف معتقل في سجون الوطن لم ينظروا إلى الوراء بل دائماً رؤوسهم عالية لأن كلمات الشعراء كانت كالرصاص تهد جدار الإستبداد وقد حصل الإنهيار بل كاملا في أبريل 1985.الطغاة والمستبدون لا يتعلمون ويجربون المجرب يغتالون ويسجنون ويشردون،وفي مقدمة ضحاياهم المبدعون لان العدو الأول للطغاة هم المثقفون والمبدعون . إن الكلمة كالزمهرير ترجفهم وتحرقهم كالشمس في بشنس عندما يقول محجوب في وجه الريح سنتقدم ....ويقول أجمل الاطفال قادمون ساعة فساعة..... هذه الكلمات تعني القوة والشجاعة والبسالة وتعني أيضاً المستقبل الأجمل آت وكنا نردد هذه الأشعار في سجن كوبر. وإن أشعار محجوب عبرت المسا فات الطويلة وقد صادقت طلاب من اليمن الشمالى فى 1990م ببريطانيا وابهرونى لانهم كانو يترنمون باشعار محجوب وخاصة يا والده يامريم. بخجل قلت لهم لست بحافظ على الرغم من جمال القصيدة نصا ومضمونا فالمبدع اللصيق بشعبه ليس ملكا ( بكسر الميم) له فقط بل ملك لكل الشعوب المضهده التى تعانى من الإستغلال والقهر . أيها الشاعر الملهم نم هانئا فقد أكملت الرسالة الإنسانيه فإن أشجع المبدعين الملهمين الملهمين قادمون ساعة فساعه ليشيدوا حلمك الجميل طوبه طوبه ومدماك ومدماك وسريقا سريقا. إن رحيلك المفاجىء خطب جلل أحزن كل القلوب الحيه و أدمعت العيون لكنها لم ولن تغمض بل شاخصة الى الأمام . لن نقول من يغنى للثورة المستمره والنصر القادم بل نردد نشيدك إن حواء السودان انجبت وتنجب أشجع المبدعين البواسل وهم قادمون ساعة فساعه. عنوان المقال: خالد خالد الشريف محجوب شريف.