بولاد في تلفزيون المستقلة -(His Master's Voice )-!! .. بقلم: ابوبكر يوسف إبراهيم على مدى إسبوع كامل شدني تلفزيون المستقلة إذ إستضاف شخصيات سودانية من رموز أطياف حكومة الوحدة الوطنية وأخرى من المعارضة التي مثلها (بولاد) اللآجيء في بريطانيا ؛ ممثلاً لحركة تحرير السودان بقيادة اللآجيء في فرنسا (عبدالواحد محمد نور) ؛ ودهشت حينما صرح (بولاد) بأن الحركة جمدت عضوية رئيسها عبدالواحد لرفضه ما طالب به (بولاد) من حق تقرير المصير وهذا الأمر لم يزعجني ولم يقنعني فمتى غستقام ذيل الكلب؟! وسآتي عليه لآحقاً بل حديث (بولاد) أضحكني حينما كان يطرح للنقاش سبل حل المعضلات بعد الإنتخابات والتحول الديمقراطي لأنه كان يتدث وعد الإقتناع بما يقول بادٍ عليه حتى أن في كثير من الأحيان كان يتحدث ونظراته تتجه نحو الأرض وليس في مواجهة الجانب الآخر.!! إذاً أن عنوان الحلقة والموضوع المطروح للنقاش معروف لكل الأطراف ومحدد، ولكن (بولاد) كان كان ظريفاً مع أن دمه ( ثقيل) فقط لآنه أجاد التهرب من الأسئلة المباشرة إلى تريد عبارات فارغة كطبلٍ أجوف وكأن هناك من لقنه لها وأمره بترديدها للتهرب من إجابات الأسئلة العائدة لموضوع الندوة التلفزيونية والتاي وُجهت إليه ، حسبت لأول مرة أن الأمر غير مقصود ولكن أن يردد نفس ( الكلاشيه) الطويل سبعة مرات في الحلقة الواحدة في كل يومٍ وعلى مدى اسبوع فهذا أمرٌ يدعو للريبة ويشجع على البحث فيما وراء الأكمة ، حتى أنه حينما يقاطعه مدير الحوار بالرجوع إلى الموضوع والإجابة على الأسئلة المطروحة يردد ( دعني أكمل .. دعني أشرح ) ليصطنع الهدوء حتى جاءت الطامة الكبرى حينما إندفع يكيل السباب والإتهامات للدكتور الشاعر العراقي الكبير عباس الجنابي الذي آثر أن يكون صدى دجلة والفرات ويشارك أهل السودان شعراً فرحتهم فما كان من (بولاد) إلا أن تعدى كل حدود الأداب العامة والخاصة ولم يكن إلا ( شماسي) كما يطلق أهلنا البسطاء على الصايع الضائع المتشرد الذي لا خلاق له فقد أصبنا بالخجل فما هكذا كانت شيم أهل السودان في يومٍ من الأيام.!! للمرة الأولى وأنا أستمع ( لبولاد) إعتقدت أنه رجل موضوعي سيطرح رؤية شخصية أو رؤية الحركة التي ينتمي إليها بحجج دامغة وصدمة حقيقة بأن الرجل خالي الوفاض فقد تلفظ بترهات وتخرصات تحط من قدر حركنه وشخصه ؛ ولكن حينما بدأ يكرر الأمر إتضح لي كما لو أنه يريد أن يسمع على ظهر قلب (كلاشيه ) لُقِّن له وكأنما أُمر من جهة ما يروج لها بضاعة فاسدةٍ كاسدة ؛ وإلا فما الداعي لإعادة نفس النص سبع مرات في الحلقة الواحدة ؛ والنص هو :(أن الرئيس البشير مطلوب للعدالة الدولية فقد إرتكب جرائم ضد أهلنا في دارفور وهو مطارد من قبل محكمة الجنايات الدولية والمجتمع الدول ومنظمات الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدني بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وإغتصاب نساء ستينيات وسبعينيات وقصف المدنيين بالطائرات وحرق القرى وسلح مليشيا الجنجويد فكيف نقبل أن يرشح نفسه رئيساً نحن نريد التعويضات ونريد قسمة الثروة ونريد المشاركة الفاعلة في الحكم و نريد أن يعود للنيجر من تم توطينهم في أراضينا وحتى نجلس إلى طاولة الحوار والمفاوضات لا بد وأن تعترف الحكومة لنا بحق تقرير المصير ليكون الضمانة في حال فشل أخلت الحكومة باتفاقاتها معنا)!! ، إن كل هذه المعلقة معروفة لدينا وأصبحت ممجوجة وأسطوانة مشروخة لا أقنعت الجامعة العربية ولا الإتحاد الأفريقي ولا لجنة الحكماء ولا الجنرال إسكوت غرايشن فلماذا بدأ هذا ( البولاد) في إعادة تدوير إسطوانة سيده مرة أخرى علينا His Master's Voice )!!؟ .. نعم هناك جديد وهي إضافة جملة جديدة ( حق تقرير المصير)!! في رأيي أن (بولاد) بحق شخصية تحترف الكوميديا السوداء لدرجة أنه لا يجيد حتى فن تكرار (الإفيه) لذا كان تكراره ممجوجاً ومنفراً حتى لم يجد قبولاً من المشاهد ولم يقنع به أحداً غيرالمتداخلين من أهلنا الدارفوريين من جماعة حركته والذين تنظم لهم الجهات المسئولة عن توجيههم المداخلات وقد كانوا جميعاً من اللآجئين في دول أوروبا الغربية وكانوا يرددون ترديد الببغاء وبصورة واضحة للمشاهد لنفس ما قاله ( بولاد) بالنص وبدا واضحاً بأن السادة الذين يوظفونهم قد أملوا عليهم نفس (الكلاشيه) رغم أن الحرفية تقتضي وضع رتوش من الإختلافات حتى لا يبدو الأمر منظماً لأنه كان صورة منسوخة لم يرد أي إختلاف بينهم حتى نقول أن هناك تباين أو تقارب في الآراء ؛ لذا فمن الواضح إن (بولاد) نفسه ما كان يملك من أمره شيئاً بل وضح جلياً للمشاهد بأنه مرتهن الإرادة وما عليه إلا التنفيذ لذا فقد أصبح وأضحى وأمسى ونام واستيقظ ليجد نفسه صوت لسيده (His Master's Voice )!!) هو وتابعيه من الأرزقية أمثاله وحتى لا يقطع منه السادة الماء والنور والمدد والنفحة لذا فعليه تقديم فروض السمع والطاعة حتى لا تصبح بعدئذٍ حياته حالكة، ضنكاً بعد أن كانت رغدة ؛ فالذي يدفع له تكاليف كل هذا العيش الباذخ لم يفتح ( تكية)لوجه الله بل لتوظيف بعض ضعاف النفوس من أهل دارفور لخدمة أهدافه وكان ذاك (البولاد) خير مثال لذلك!!. عندما ووُجّه ( بولاد) بحقيقة أنه لا وجود لهم على الأرض كرر حوالي ثلاث وعشرون مرة تواجدهم في المناطق المحررة في منطقة جبل مرة وتحديداً ( قولو) فقيل له أنه لا وجود أصلاً للقوات المسلحة هناك فإتضح أن حركتهم إنشطرت إلى مجموعات صغيرة جداً متفلتة تزاول النهب والسطو المسلح ويتحاربون فيما بينهم للإختلاف على قسمة الأسلاب وذلك بشهادة منظمات دولية. هذا ( البولاد) ينطبق عليه المثل القائل: ( إن لم تستحِ فأفعل ما شئت) ؛ فلم يعد العرض والشرف أمر له قيمة كما في التقاليد السودانية فقد قال قول زورٍ وبهتان أفقدته أي تعاطف كان يمكن أن تكون بقاياه متوافرة لدى البعض من أهل السودان حينما كرر هذه الفرية إحدى عشرة مرة ، هل وصل بهذه الحركات أن تتاجر بشرف الحرائر؟! هل يصدق أي عاقل أن هناك أي سوداني حتى ولو مجنون أي ( فاقد لعقله وأهليته الشرعية) يمكن أن تسمح له تقاليده واخلاقياته ومثله في القيام بهكذا عمل دنيء؟! .. حقاً أن الدنايا لا تأتي إلا من دنيء مد يده للأجنبي للإرتزاق إرتزاق على حساب كرامة وقدسية وحرمة الوطن.!! إن الفاجعة والصدمة التي أصابت حركة تحرير السودان حتى باتت تتصرف كالذي أصيب بلوثة عقلية هو ما جرى مؤخراً من توقيع إتفاق إطاري للسلام بين العدل والمساواة الحركة الرئيسة التي إرتزق على حسها وحسابها الكثير من الفصائل الإنشطارية التي لا وزن لها إذن ماذا كان للإنشطاريات أن تفعل؟ بالطبع على مموليها عقد دورات تدريبية تحت مسميات براقة – وهذا يحدث فعلاً – مثلاً التدريب على مهارات التفاوض وبعد كل دورة تعقد دورات إنعاشية تمليها التطورات والمستجدات التي يراها الممولون فيحدث مثلما حدث مؤخراً من إدخال لتعبير ( حق تقرير المصير) وحتى لو سلمنا بأن هذا المطلب المستحيل أعطي ( لبولاد) فلا بد من عقد دورة إنعاشية أخرى للبحث عن سبب تعجيزي آخر.!! عبد الواحد لم يرفض حق تقرير المصير عن قناعة فمن تآمر مرةً ضد وطنه يمكنه التآمر ألف مرة ولكن الرجل من الذكاء بمكان لأن لا يقبل بالفتات الذي يقبله ( بولاد) ومن في شاكلته ووزنه ، بل يريد الرجل الثمن المعقول والسعر المجزي مقابل الترويج لطلب حق تقرير المصير. دائماً ما كان بولاد يستشهد بإتفاق نيفاشا وحق تقرير المصير الذي نصت عليه الإتفاقية دون أن يستصحب التاريخ معه وسأطرح بعض الأسئلة عّلهُ يستفيد منها ويدرك مدى مزايدته ومكايدته: هل كانت دارفور منطقة مغلقة إلى يوم أن غادر المستعمر السودان مثلما كان الجنوب؟ هل يقارن بين نصيب دارفور ونصيب جنوب السودان والحظ من التنمية في المرافق والعمران والطرق والمدارس والمستشفيات والإتصالات والمواصلات منذ الإستعمار والإستقرل وما تلاه من حكومات؟ هل يدين سكان دارفور بغير الإسلام؟ ما عدد أهل دارفور الموزعين في العاصمة المثلثة وبقية ولايات السودان؟! في أي المدارس تعلم ؟ هل تعلم في مدارس منظمات الإعاشة وكم كلف الدولة تعليمه؟ ما مدى مشاركة المتعلمين والأكاديميين والمثقفين من أبناء دارفور في شتى مستويات الحكم المحلي والولائي والفيدرالي؟! ( بولاد) مثال سيء وقميء قدمته حركة تحرير السودان لتفقدها حتى بقايا تعاطف لم يبق منه إلا شراذم الأرزقية اللآجئون في دول الغرب صاحبة الأجندة وهم الذين يلعقون الأحذية ويتعلقون بأعتاب مذليهم من أجل فتات لا يستحق أن يهين المرء نفسه ووطنه وقيمه وأخلاقياته ويذل روحه من أجل حفنة دولارات أو يوروهات أو الإقامة في فنادق أوروبا ؛ فهل يستحق هذا أن إتباحتهم للخطوط الحمر ولقدسية الأوطان؟! بولاد أصبح (His Master's Voice )!!) وليس الناطق الرسمي بإسم حركة متمردة تعتاش على الدنايا من فتات موائد الأجنبي الذي هزمه السلطان على دينار ومرمط به الأرض فرجع مذموماً مدحورا فليته عاد للحياة ليرى ماذا يفعل بعض من أحفاده من رزائل طالت حتى سمعة حرائر جداتنا في دارفور ، فماذا عسانا أن نفعل أو نقول غير أن النار تلد إلا الرماد وأمثال بولاد لن نقول لهم إلا : ( إن لم تستحِ فأفعل ما شئت) فالذي يشنع بشرف الجدات ويعرض سمعتهن وشرفهن لعار الرذيلة زوراً وبهتاناً وتدليساً ودناءةًوخسةً فهو الديوث والعياذ بالله!! جواهر الحديث: حق على بولاد ومن في شاكلته قول الله تعالى : ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الوارثين).. الآية abubakr ibrahim [[email protected]]