بسم الله الرحمن الرحيم دار الأمة 27 مايو2019 م كثر الجدال واللغط في اليومين الماضيين عن وجهة نظر حزب الأمة وموقفه من الإضراب الذي اعلنته قوي الحرية والتغيير، ووصف بيانه ذلك بأنه شق للصف وتخاذل، بل وتعرض السيد الإمام الصادق المهدي لحملة شعواء بمناسبة ذلك البيان، والذي نراه بيانا متوازنا عقلاني، كله وطنية والتزام جانب الوطن وجانب ديمقراطية اتخاذ القرار في تجمع قوي الحرية والتغيير. بيان حزب الأمة كان واضحا لا لبس ولا غموض فيه، فقد ثمن حق المواطن في الإضراب بما كفلته له القوانين ودافع عن ذلك الحق وابان ان السلطات ليس لها الحق في محاسبة اي عامل او منسوب لأي مؤسسة ينفذ الإضراب. رأي حزب الأمة كان واضحا وصريحا ان الوقت غير مناسب للإضراب طالما ان هنالك لجان فنية وتنسيقية مازالت تناقش وتتفاوض مع المجلس العسكري، وان كانت وتيرة التفاوض بطيئة ولم يصدر ما يفيد ان تلك اللجان قد وصلت إلى طريق مسدود. ان الأطباء كان لهم القدح المعلى في قيادة هذه الثورة السلمية عبر لجنة أطباء السودان المركزية ونقابة أطباء السودان الشرعية ولجنة الاختصاصيين والاستشاريين، ومازالوا هم قادة الركب وحاديه منذ نهاية عام 1989م وحتى يومنا هذا، عبر وقفات واضرابات سجلها لهم التاريخ. واطباء الأمة على مدى التاريخ كانوا جزءاً أصيلاً من كل تلك الثورات والانتفاضات والوقفات الاحتجاجية والاضرابات في عهد هذا النظام البئيس. نحن في أمانة أطباء الامة، والتزاما بخطنا الوطني ووقوفا مع التوجه العام واستشعارا منا بمسؤوليتنا التاريخية تجاه متطلبات المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن هذه الأيام واستكمالا لثورته السلمية، وبما ان حزب الأمة القومي قد كان له تحفظ في الإضراب وتوقيته، الا انه لم يمنع كوادره من المشاركة فيه، ولهذا فإننا في أمانة أطباء الامة واستشعارا لمسؤوليتنا التاريخية وحفظا للصف الوطني ووحدته، نتوجه الي جميع قواعدنا من الأطباء وبقية الكوادر الطبية بأن الحصة وطن، وكلنا جميعا في خندق واحد من أجل الوطن العزيز. ولهذا فإننا سنلتزم بقرار تنفيذ الإضراب يومي 28 و29 مايو مسترشدين بوطنيتنا وتجردنا من أجل أن تصل الثورة الي غاياتها المرجوة في تكوين حكومة مدنية بكل استحقاقاتها ومسؤولياتها. ان ذلك الهدف لن يتحقق الا عبر وحدتنا ولم الصف والشمل، والتي هي محور نجاح ثورتنا السلمية نحو ديمقراطية ينعم بها الشعب السوداني، مسترشدين بهدي جدودنا الذين خضبوا ارض الوطن بدمائهم الطاهرة الزكية منذ ثورة الإمام المهدي من أجل استقلال السودان، مرورا بنضالاتهم في كرري وودنوباوي والجزيرة ابا، وثورة اكتوبر وانتفاضة رجب أبريل، وصولا لانتفاضة سبتمبر2013م،وتتويجا لثورة ديسمبر 2018 السلمية التي ازاحت عن كاهل الشعب السوداني الرئيس المخلوع. حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب د سيد عبد القادر قنات رئيس أمانة أطباء الامة دار الأمة امدرمان 27 مايو 2019م