أقر المتحدّث باسم المجلس العسكري الحاكم في السودان مساء الخميس بأن المجلس هو الذي أمر بفض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم في عملية تسبّبت بمقتل العشرات، في الوقت الذي كثّف فيه الدبلوماسيون الأمريكيون والأفارقة جهودهم للتوصل لحل سلمي للخلاف القائم بين المحتجين والجيش. وأوضح الفريق أول شمس الدين كباشي للصحافيين إنّ "المجلس العسكري هو من اتّخذ قرار فض الاعتصام (...) ووضعت الخطة لذلك، ولكن بعض الأخطاء والانحرافات حدثت". وتابع بأنه تم التخطيط ل"أكثر من انقلاب" أحبطت جميعا، وهناك "ضباط من مجموعتين مختلفتين الآن قيد الإيقاف". وجاءت تصريحات الكباشي بعد موافقة المحتجّين على إنهاء عصيانهم المدني مساء الثلاثاء وموافقتهم على عقد مباحثات جديدة مع المجلس العسكري الحاكم في أعقاب وساطة قادها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. جهود أمريكية لحل الأزمة وبعد جهود الوساطة الإثيوبية، التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان دونالد بوث ومساعد وزير الخارجية المكلف إفريقيا تيبور ناج رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان الخميس. وقال البرهان للموفدين إن السودان وشعبه ينظرون بايجابية الى جهود الولاياتالمتحدة للتوصل الى تسوية سياسية، وفق بيان وزعه المجلس العسكري. وأعلنت واشنطن أن تعيين بوث جاء للمساعدة في للتوصل "لحل سلمي" للازمة التي تعصف بالبلد العربي الواقع في شمال شرق إفريقيا. فيما ذكر تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" المنظم للاحتجاجات أن قادته قدموا ايجازا للمسؤولين الاميركيين الأربعاء حول الحاجة لتحقيق شفاف في اعتداء 3 حزيران/يونيو. كما طالبوا بانسحاب "الميلشيات" من شوارع الخرطوم والمدن الأخرى وإنهاء قطع الإنترنت وتأسيس إدارة مدنية لحكم البلاد، على ما اعلنوا في بيان. وأفاد القيادي في حركة الاحتجاج مدني عباس مدني الصحافيين أنّ المسؤولين الأميركيين أبلغا قيادات الاحتجاج أنّ واشنطن "تدعم الوساطة الاثيوبية" للتوصل لحل. وأكّد الاتحاد الإفريقي، الذي علّق عضوية السودان بعد الحملة الأمنية الأخيرة، أن جهودا دولية تبذل لحل الأزمة المحتدمة. وقال مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى السودان، الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات للصحافيين الخميس "يمكن أن أقول بدون تفاؤل مفرط أن النقاشات التي نقوم بها مع كل طرف على حدة تتقدم". وتابع "تشكل فريق دولي لدعم الوساطة الإفريقية منذ أسابيع ويتشكل هذا التجمع من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي". فرانس24/ أ ف ب