إتبان هذه المرحلة من فترة الحكومة الإنتقالية ندرك واقعيا أن ماحدث من دمار علي كل الأصعدة و علي مدي 30 عام هو من صنيعة يد السفاحين واللصوص من عناصر الجبهة الإسلامية حيث لايمكن معالجته في 3 سنوات من حكومة قحت الانتقالية لاسيما أن عناصر الدولة العميقة مازالت تحت أضابير المؤسسات والسوق تعمل علي تخريب ماتم إنجازه ثوريا بمعاول الهدم وخلق الأزمات ، لذا أن المقولة الثورية ذات المفتاح الدلالي الموسومة بكلمة : لم تسقط بعد ، تعني أن الثورة مستمرة ، فإن مواصلة النضال بإتجاه تحقيق أهداف الثورة يجب أن يفهم في سياقه الثوري ، فعندما تتحرك مواكب تحمل مطالبها العادلة الواضحة مثل فلق الشمس في رابعة النهار ، فإن ذلك لايعني التضيق علي الحكومة الوليدة وتشتيت تركيزها بل إستعادة تركيزها ودفعها نحو العمل السريع والعاجل والذي يحتاج فقط لقرار لاينتظر تأخر بروقراطية دولاب العمل الحكومي ولا تشاكس العسكر مع مدنيي قحت ، لأن أي صمت عن أي قضية مركزية في أهداف الثورة مع مرور الزمن والوقت كفيل بإدراجها في طي النسيان ، بل يدفع بالإنتهازيين الي السيطرة علي المشهد السياسي الذي يبحر قاربهم بعيدا عن مطالب الشعب وهمومه وتطلعاته الثورية . بالرغم أننا نناضل في جبهات عديدة لأهداف الثورة ، أولها القصاص والعدالة لدماء الشهداء وتطهير المؤسسات من بقايا النظام البائد والعديد من الملفات لإنجاز مهام الثورة ، إلا أن قضايا المعيشة والتي تهم حياة المواطنين و أبسط حقوقهم الحياتية واليومية العادية ، تظل قضية مركزية كأحد أهداف الثورة حيث يجب أن يتم تحقيق العيش بكرامة لكافة السودانيين والسودانيات ، وذلك أمر بديهي لإدراك مدي الأزمة الحالية التي يجب التحرك بإتجاهها سواء تجمع المهنيين أو تحالف قحت وكافة لجان المقاومة بالمدن والأحياء لأن أزيال النظام البائد والدولة الكيزانية العميقة مازالت تتحكم في السوق والتجارة والسلع الضرورية للمواطنين وتفتعل هذه الأزمات كندرة السلع وغلاء الأسعار كعقاب لجماهير الشعب السوداني التي لفظتهم الي مذبلة التاريخ ولخلق الإضطرابات لحكومة قحت الثورية ، وتتوافر المعلومات بغزارة عن إخفاء الدقيق والتلاعب في صرف البنزين والجازولين والتيار وفي محطات الوقود وانقطاع التيار الكهربائي ، ولكن أن تكون هنالك ندرة في البصل وهو عنصر أساسي لحلة ملاح السودانيين وان سعر البصلة الواحدة يصل الي حد 20 جنيه ، في الوقت الذي يتنامي الي مسامعنا ان البصل يتم تهريبه الي أثيوبيا ودول الجوار ، فتلك هي قضايا المعيشة المرتبطة جذريا بمفهوم العدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية التي لايمكن التعامي عنها مثلها ومثل قضايا الصحة والتعليم وكافة الحقوق التي أقرتها وثيقة حقوق الإنسان ، فهي أحد ركائز العمل الثوري للجان الأحياء وأمهات مطالب الشعب السوداني وحلمه في الحياة بكرامة ، فكم من الأسر السودانية لم تقدر علي ( شد حلة ملاحها ) كمايقول السودانيون بسبب ندرة البصل وهنالك من الأسر التي تعيش علي وجبه او وجبتين في اليوم بفعل غلاء الأسعار وقلة دخل الفرد وندرة السلع وإتساع دائراة الفقر ، في وقت يستمتع فيه زبانية السوق الإسلاموي وحلفاءهم من الرأسمالية الطفيلية بالتحكم في غذاء الشعب السوداني وتجويعه حيث لم تطالهم يد الثورة السودانية بعد وأن أسقطت حكومتهم ورأس نظامهم ، فهم يتحكمون في مزارع الألبان ومزارع الخضر والفاكهة والزيوت وتجارة الضان والماشية واللحوم ويقومون بتصديرها او تهريبها أو ضع أسعار إضافية خرافية عبر السماسرة في وقت يتم فيه حرمان المواطنين منها وهم في أمس الحوجة لها او إن توفرت هذه السلع الضرورية لا يستطيع المواطن / ة شراءها أو الحصول عليها لإرتفاع أثمان هذه السلع ، فقضية مثل ذلك تتطلب حراكا ثوريا لهزيمة الكيزان الذين يتحكمون في قوت الشعب ومحاربة جشع التجار والسماسرة والمرابين والرأسمالية الطفيلية التي تعمل علي التحكم في السلع الضرورية ، فالتحرك بإتجاه هذه الأزمات يفتح السؤال من أين نبدأ وكيف ننطلق نحو قضايا المعيشة والصحة والتعليم ، وكيف لسلطتنا الإنتقالية ان تشكم جشع التجار والمرابين في حليب الأطفال والغذاء الرئيسي للسودانيين وفي علاجهم وتعليم أجيال المستقبل ، وكيف نحقق أبسط المطالب : بسيطرة الحكومة علي السلع الضرورية ودعمها للمواطنين ، وتحديد الأسعار ، ومراقبة السوق ، وأصدار أحكام وإلغاء الرخص وفرض غرامات وعقوبات ومصادرة علي كل تاجر لايلتزم بتحديد الأسعار ، وتكوين الجمعيات التعاونية فورا . يجب أن لانغفل عن تلك القضايا كإحدي جبهات النضال وميادين معاركه الثورية ، قضايا المعيشة والصحة والتعليم جمبا الي جمب تحرير المؤسسات من بقايا النظام في اللجان التسيرية في الوحدات الإدارية ولجان الزكاة ولجان المساجد والأندية وتطهير السوق وإجتثاثهم منه مع مواصلة المواكب المركزية في كبريات القضايا الثورية كالعدالة والقصاص وإلغاء قانون النظام العام ، وعودة الميادين والمباني التي إستولي عليها الكيزان كمنتزه المقرن وكازينو الجندول وحديقة النيلين والنادي الكاثوليكي والكثير من الملفات والقضايا بإنتظار الثوار والثائرات ، نعم كما قال الشهيد عبد العظيم : تعبنا يا صديقي ولكن لا أحد يمكنه الاستلقاء أثناء المعركة" # لم تسقط بعد ، فمازال الكيزان يتحكمون في قوت الشعب # الثورة مستمرة قضايا المعيشة واهداف الثورة السودانية عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.