كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالفيديو.. جنود بالدعم السريع قاموا بقتل زوجة قائد ميداني يتبع لهم و"شفشفوا" أثاث منزله الذي قام بسرقته قبل أن يهلك    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    السودان يردّ على جامعة الدول العربية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    البرهان يزور تركيا بدعوة من أردوغان    المريخ يحقق الرمونتادا أمام موسانزي ويتقدم في الترتيب    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    جنوب إفريقيا ومصر يحققان الفوز    مجلس التسيير يجتمع أمس ويصدر عددا من القرارات    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أقول لغندور لا تكن كفاطمة عبد المحمود تلولي محنة الاتحاد الاشتراكي حتى رحيلها إلى دار البقاء .. د. عبد الله علي إبراهيم ومحمد الأقرع
نشر في سودانيل يوم 02 - 10 - 2019

نشرت جريدة الوطن اليوم (أول أكتوبر 2019) لقاء صحفياً طويلاً مع الأستاذ محمد الأقرع. وليس بطرفي الرابط للصحيفة ولذا رأيت نشره على طوله هنا مرة واحدة لم له صبر على التطويل أو أن يقرأ المتعجل منه ما شاء.
سؤال: في البداية كيف تقيم الحراك الثوري الذي شهدته البلاد خلال الفترة الماضية بالإضافة الى النهايات التي آلت اليها الأحداث؟
جواب: سيصح تقييم خطر هذه الثورة فقط حين نراها حلقة في عقد ثورات قامت تحت الاستعمار (1924 ومؤتمر الخريجين ولحركة لوطنية) وما بعده (1964 و1985) لخلق "الوجود المغاير" الذي رنا له التجاني يوسف بشير. فهي ذروة حركة تاريخية لقوى خرجت من بنيات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية أنشأها الاستعمار جسرتنا غصباً إلى العالم الغربي بتاريخه الضارب في معارف ومنجزات كالحداثة. إن الثورة القائمة هي استجابة لابتلائنا بالحداثة في مصطلح الترابي. ولنضرب مثلاً: زنق المحافظون النساء في ركن ضيق في حادثة وئام شوقي في أغسطس 2018. وما اندلعت الثورة حتى كان اسمهن الكنداكات وصرن رمزها بواسطة إحداهن. وهذه هي "صناعة الدنيا وتركيب الحياة القادمة" في قول ود المكي. وخصوم هذه الصناعة متربصون.
س: هنالك من يقول أن الثورة اختطفت وما انتهينا اليه لا يعدو كونه تسوية سياسية لتحافظ بعض النخب الصفوية على امتيازاتها التاريخية، ما تعليقك؟
ج: بعضنا يعاف المساومة في الثورة بينما هي ضربة لازب متى أملاها ميزان القوى. والثوري يركب الصعب متى تغاضى حقائق هذه الميزان. ثم من هي هذه النخب التي سعت للحفاظ على امتيازاتها التاريخية؟ النخب مصطلح شائن لأن النخب نخب وليست كياناً جامعاً مانعاً. فهل استاذنا عبد الخالق محجوب هو نخبة من عيار حسن الترابي مثلاً؟ جاءنا منصور خالد بالمفهوم، وأقول مضطراً، كنا مثل عُمياناً مسكوا بعكاز. لن تستقيم لك معرفة امتيازات النخبة المهنية التي في الحكم الآن لا بمعرفة جهادها لتكون حيث هي في 1964 و1985 لتطردها العملة الرديئة من النخب في كل مرة.
سؤال: باعتبارك ماركسياً هل تعتقد أن ما تم في ديسمبر وحتى الآن ثورة مكتملة الاركان، وكيف ترى موقف الحزب الشيوعي الذي رحب بالانقلاب ثم تحفظ ثم فاوض ثم انسحب؟ الحزب الشيوعي قرر عدم المشاركة في الحكومة هل هي يمكن ان يختلف خطابه الجماهيري عن فعله السياسي ويشارك عبر واجهاته الأخرى؟
جواب: كماركسي حزّ في نفسي غياب الطبقة العاملة بصورة مؤسسية من مشهد الثورة. وهو غياب بدأت نذره في أكتوبر 1964 واستشرى في 1985. أما في 2018 فصارت تلك الغيبة بمثابة إهمال أو إدمان. وتسيدت على الساحة البرجوازية الصغيرة الثورية بشجاعة كبيرة. ولذا قلت مرة إنه تصدت لقيادة الثورة الحالية الدكتورتاريا بدلاً عن البروليتاريا. وهذه، للماركسي، نقطة ضعف. وربما السبب في اضطراب الحزب الشيوعي كما تلاحظ في أنه يتعاطى مع الثورة بذاكرة بروليتارية لبروليتاريا مستترة لم يستقدمها لدائرة الفعل الثوري. يرى لحزب الثورة ناقصة ودون توقعاته بذاكرة بروليتارية غائبة في الزرائب كما تقول الأرجوزة.
سؤال: الا تعتقد أن غياب الشيوعي من الحكومة في ظل تكوينها ودعمها من قبل التيارات المناوئة له او التجديدية (مفاصيل الحزب) قد يخلق وضع أخر ينتهي في نهاية المطاف بظهور حزب شيوعي جديد أكثر نفوذاً ومرونة؟
جواب: صار الحزب الشيوعي بعض منظومة البرجوازية الصغيرة. فلا خطر منه على ثورتها. حزب شيوعي جديد من خشمك لباب السماء.
سؤال: في أخر حواري لي قبل ثلاثة أعوام قلت إن المساومة مع نظام البشير هي الحل واشترطت أن لم تخونني الذاكرة تغيير في ميزان القوى لكن أتت الثورة الشعبية وقامت بتبديل المعادلة تماماً هل يعني ذلك أن قراءتك لمسار الأحداث لم تكن صحيحة أم ثمة معطيات أخرى ساهمت في هذا التحول؟
جواب: وما فعلته الثورة؟ غيرت ميزان القوى "الراكن" لصالح النظام. قلت لك بالتحديد لو أذكر إن الوضع الأمثل لمساومة مجزية مع نظام البشير هو تحريك شعبي ملموس لميزان القوى يجبر النظام المرتاح لاتخاذ القرار الصعب حول مطالب يغشغش بها محاورية ولا يلتزم بها. وكان هذا من باب النقد لمن ظنوا أنهم سيحصلون منه بالحوار على تنازلات غير مسنود بزلزلة ما في ميزان القوى. وظل الكثير منا خلال هذه الثورة يأملون من النظام أن يعدل حاله تحت ضغط الثورة القائمة. طمع هؤلاء في أن يذهب البشير ويبقى بعض النظام. ولم يفعل وسقط. جاءتنا الثورة بأكثر من تحريك ميزان القوى. فقلبت سافلها عاليها.
سؤال: هل تستطيع الحكومة بتوليفتها الحالي (مجلس سيادي "مدني ، عسكري" حكومة كفاءات وبرلمان محاصصات) أن يعبر بالسودان من أزماته الطاحنة، و برأيك ما مدى صبر السودانيين وهل تتوقع تفاعلهم مع ثورة مضاد قريباً ؟
جواب: وما هي المشكلة في بنيته المذكورة (سيادي، حكومة وبرلمان) التي ستمنعه من العبور بأزمته الطاحنة؟ وإذا ضاق السودانيون (طبعاً بعضهم لا يطيقه اصلاً وهذا مفهوم) ذرعاً به فليكن لهم بديل وإلا جاءتهم الطامة الكبرى. الوضع الذي ورثته حكومة اليوم عن البشير مما يشيب له الولدان. كما أن التقاليد السياسية التي ورثتها الحكومة من معارضة (مدنية ومسلحة) لثلاثة عقود خالية من الشفقة والنبل ونكران الذات. ومع ذلك لا خطوة للوراء. وضمانتنا الوحيدة ضد السقم العشوائي هو سهر القواعد المنظمة على الثورة. والصبر ضل النبي.
سؤال: ظهر لاعبين جدد في الخرطة السياسية السودانية (تجمع المهنيين ، القوى المدنية) وكانت لهما مساهمات مقدرة في انجاز التحول الأخيرة ، كيف تنظر الى مستقبلهما ؟
جواب: تجمع المهنيين جديد قديم. فهو سليل اللواء الأبيض ومؤتمر الخريجين وجبهة الهيئات (1964) والتجمع النقابي (1985). هو الخمر القديم في قناني جديدة. إنه جاء ليبقى. فلتكن هذه عقيدته.
سؤال: في ذات السياق هل تتوقع بعد ثورة ديسمبر أن تتغير ذهنية الجماهير في التعامل مع الأحزاب ونشهد ضمورها او حالة انفضاض من حولها كما حدث في الانتخابات التونسية مؤخراً؟
جواب: هذا امتحان منتظر وغير خاف إن فرص الأحزاب ليست كما كانت أول. وعادة ما نتكلم عن الأحزاب ونحن نقصد موروثنا منها: حزب أمة، اتحادي، شيوعي إلخ. ليست هذه خاتمة الأحزاب عندنا. وصارت منذ طويلة هدفاً لهجوم تجاوزها لمبدأ الحزبية نفسه. صارت الحزبية كفر. وهذه فكرة خطرة لأن الديمقراطية بلا أحزاب لا تكن. لنكف عن هذا الترويح بنقد الأحزاب. الأحزاب لم تكتمل تاريخياً. والمؤتمر السوداني دليل على ذلك. أنشئ حزباً بدلاً من أن تلعن الأحزاب.
سؤال: نلاحظ أن قوى إعلان الحرية والتغيير وعبر لجنتها الميدانية مازالت تستخدم نفس أدوات الضغط (مواكب واضرابات) في اجبار حكومتها على تنفيذ المطالب، هل تعتقد ان هذه الادوات صالحة في الوضعية الحالية أم ثمة هناك حوجة ملحة لا بتداع أدوات جديدة؟
جواب: تذكر أن خصمنا في الثورة مننا فينا متمثلاً في الفريق العسكري في مجلس السيادة. و"تمرد" هذا الفريق حيال تعيين رئيس القضاء والنائب العام وضم الاتصالات للقوات المسلحة مكر لا بد من الرد عليه. وددت مع ذلك لو اهتمت قحت ببناء كيانها في الأحياء والولايات فتعد خلاله لمؤتمر عام تفرض به قحت نفسها بجانب التظاهرات. وسبيلها الآخر هو أخذ النقابات إلى صفها بانتخابات حرة. فمن العار أن يخرج علينا الدكتور الرويبضة يوسف عبد الكريم رئيس اتحاد النقابات بعد كل هذه الشهور من الثورة ونصرها ليحدثنا عن مطالب للاتحاد على الحكومة، وأن دورتهم الانتخابية ستنتهي في 2020. ولم اسعد بانتظار النقابيين وزيرة العمل لتحل لهم الاتحاد والنقابات حتى يشرعوا في استعادة النقابات للديمقراطية. لربما احتاجت قحت لمظاهرات أقل لو وقفت فوق منابر قوية ومؤثرة.
سؤال: الى أي مدى يمكن أن يصمد تحالف (قحت) في مرحلة الدولة بعد أنجر الثورة أو نقل السقوط؟
جواب: لقد جئت بسبيل قحت للصمود للفترة الانتقالية في إجابتي الماضية. تحتاج قحت أن تجذر نفسها في القواعد وأن يتفرغ كادرها للمهمة. لقد أردنا لجبهة الهيئات أن تتوطن ككيان نقابي وسياسي بعد ثورة أكتوبر ولكن كانت الثورة المضادة أقوى. وشلعوها الرجعيون. ظروف أن تبقى قحت، أو تجمع المهنين على الأقل، كبيرة.
سؤال: الصادق المهدى لوح بانتخابات مبكرة في حال فشل الحكومة. كيف تنظر لهذه الدعوة؟ وهل مازال المهدى وحزبه يمتلكون حظوظ وفيرة في حال التوجه لصناديق الاقتراع؟
جواب: فال الله ولا فاله. لا أدري ما يضطر السيد الإمام لمثل هذا القول المثبط. عرفنا شنو هسع؟ بالطبع الإمام صاحب جمهرة والانتخابات حاضرة في ذهنه دائماً حين يقارن ضعف حظه بالثورة عنه بالانتخابات. وحمل هو والاتحادي (أزهري) البلد لانتخابات كئيبة في 1965 لقطع دابر ثورة أكتوبر. لا اتكهن بحظوظه الانتخابية هذه المرة. قود لك.
سؤال: بعد سقوط النظام البائد مباشرة صعد على سطح الأحداث مطالبات تطبيق الشريعة التي تقودها تيارات دينية مازالت تناور وتحاول في تحقيق أهدافها كيف ترى تأثير هذه الخطابات على الجماهير، هل هي قادر على خلق التفاف جماهيري مجدداً؟
جواب: مؤثر. وللأسف قحت تسوف في التعاطي برأي حول الدولة والدين. وتصدر منها مرات تصريحات حول الأمر غير موفقة. سرتانا (الثورة المضادة) لا ترحم.
سؤال: سؤال الهوية والالتفاف الايدلوجي: هل نشهد نهاياته في ظل وجود ثورة قامت على قضايا مطلبية عاجلة النفاذ ومحصورة في الخبز والكرامة؟
جواب: والكرامة تتغذى من الهوية. فالذي تحرمه من حقوقه الثقافية تحد من كرامته بالطبع. ولربما قلت لك إننا بحاجة للإيدلوجيا في يومنا هذا بأكثر من أمسنا. الإيدلوجيا قبس وخارطة طريق إلا أن تتحول إلى "عقيدة". قلت للشيوعيين في كتابي "أصيل الماركسية" إنكم عطلتم تطبيق الماركسية في تحليلكم للوضع في دارفور فحرمتم الوطن من ملكاتها في تحليل مثل ذلك الوضع برشد وقوة. لكن الإيدلوجية حمل ثقيل. أرقد يا عيش أنا جرابك.
سؤال: لم تمض أشهر على خلعه من سدة الحكم حتى عاد المؤتمر الوطني للواجهة وأعلن عن تشكيل أمانات جديدة برئاسة غندور، هل تعتقد أن العطار يستطيع أن يصلح من اسقطه الثوار؟ أم هي فرفرة مذبوح؟
جواب: ليذكروا خيرات الديمقراطية. أقرأ لبعض الإنقاذيين في الصحف وأود أن اسألهم "أها لقيتونا كيف"؟ ولكني أقول لدكتور غندور، الذي يعرف أنني أكن له احتراما كبيرا، قيل البِلد المحن بلولي صغارهن. والمؤتمر الوطني محنة لوليت كبارها وما أجدي. فلا تشتبك مع صغارها. الناس باكلو لحمك. ولا تكن كفاطمة عبد المحمود تلولي محنة الاتحاد الاشتراكي حتى غادرتنا إلى دار البقاء.
سؤال: في ذات السياق هل يمتلك المؤتمر الوطني دولة عميقة حقيقية قادرة على زعزعة الفترة الانتقالية؟ وهل تظن أن حله وحظره من النشاط السياسي هو الخيار الأفضل والعاجل؟
جواب: نعم يحظر. وصدرت قرارات في أول أيام المجلس العسكري بحله ومصادرة دوره. المؤتمر كحزب مؤسسة نذلة وكمصلحة حكومية يعود موجودها للدولة.
سؤال: في ذات المنحى كيف ترى مستقبل الحركة الاسلامية واحتمالية تطبيق المنظومة الخالفة التي كان ينادي بها الترابي قبل وفاته؟
سؤال: لي مقال عنوانه "ماذا خسرنا بتهافت الحركة الإسلامية". خسرت نفسها وخسر الوطن. فلن يكون السودان بغير حركة إسلامية. وسننتفع لو كانت هذه الحركة هي التي خبرناها بدلاً من أن تأتينا أخرى طاوية حبالها كداعش. فالحركة جربت الحكم وخسرته ونشأ جماعة في المحنة يستبطنون كسرتهم بمسؤولية. والتمست منهم مراراً أن يحكموا النفس اللوامة لا "المشارعة" كما يفعل كثير منهم وفي المؤتمر الشعبي خاصة. صح أن يتصالحوا مع حقيقة خسارة مشروعهم الذي سارعوا إليه بالسلاح. وأن يكثروا النقد والصلاة.
سؤال: ثوار السهل وثوار الجبل نظرية طالما استدلى بها بروف عبدالله في توضيح العلاقة والتحالفات بين القوى المدنية السلمية والحركات المسلحة في السودان برأيك كيف تمضي الآن بعد إنجاز ثورة ديسمبر؟
جواب: اتسمت هذه العلاقة بسلبية واضحة من ثوار الجبل تجاه ثوار السهل. وما جرى من الجبهة الثورية من مزاحمة للثورة القائمة صورة متطرفة من هذه السلبية. لا اعتقد أن الثورة أخذت نفسها من ويلات خصومها في باطنها لتجد نفسها مستدعاة مكررا من الجبهة للنظر في مطالب لها. كانت الثورة تطوف بعواصم الجيران لمراضاة الثورية وهي لم تكون حكومتها بعد ولم تتواثق على استراتيجية للسلم تأخذ في الاعتبار حركات أخرى منتظرة. وقادت سلبية المسلحين تجاه ثورة السهل إلى زعزعة للثورة قضت عليها في 1964 و1985. ففي الحالين واصل المسلحون الحرب ضد الوضع الثوري الناشئ ووفروا للعسكرية الرسمية سبباً للتدخل لحماية بيضة الوطن. وبينما امتنع المسلحون في 64 و85 من مد يدهم لثوار السهل تجدهم يمالئون العسكريين الذين أزاحوا ثورا السهل من مسرح السياسية. رفضت أنانيا التعاطي مع ثوار أكتوبر لكنها وقعت اتفاقية 1972 مع نميري. وكذلك الحركة الشعبية. لم تنصر ثورة 1985 وعادت بآخرة لتتفق مع الإنقاذ في 2005. نأمل أن يستصحب المسلحون دروس هذه الجفوة بينهم وبين الثوار المدنيين حفظاً للثورة.
سؤال: ماهي آفاق تحقيق السلام في ظل حكومة الثورة؟
جواب: آفاقه كبيرة متى لم نفصل بينه وبين تحقيق الديمقراطية كما يفعل ثوار الجيل عادة. فلديهم اعتقاد لا أساس له بأن ثوار السهل، متى تولوا الحكم، انشغلوا عن السلام بالديمقراطية. وعرضت لتجربة أكتوبر التي تنقض هذا الزعم. فعقدت أكتوبر مؤتمر المائدة المستديرة للسلام في مارس 1965 بينما جرت الانتخابات في يونيو 1965. وانعقد المؤتمر ولم يتفضل المسلحون في الجنوب بوقف إطلاق النار حتى. صبوا ماء بارداً على الأشواق للسلام.
سؤال: ما هو مستقبل خطاب الهامش وقدرته على خلق احتشادات جديدة بالمقابل كيف يمكن أن نفهم الدعوات التي تطلق هنا وهناك بانفصال شرق السودان مثلا؟
جواب: وودت لو توقف المسلحون من عادة التفاوض تحت تهديد اقتطاع جهتهم من الوطن إن لم يلقوا مرادهم. فلو لم يتعظوا بانفصال-استقلال الجنوب وترديه المشاهد لا أعرف بمن يتعظوا.
سؤال: البيئة الإقليمية لن تقبل ترسيخ الديمقراطية في السودان وستعمل على إفشالها ما استطاعت ... ما تعليقك؟
جواب: أسألنا نحن سيبك من غيرنا. الديمقراطية عالمياً في أسوأ حالاتها بصعود نجم القوميين المتعصبين في أحسن بيوتها في أمريكا وبريطانيا. لكن نحن جاهزون لها ودفعنا ضريبتها منذ استقلالنا. ومتى توطدنا في هذه الروحانية والعزيمة وصار الذي بيننا وبينها عامر فليكن ما بيننا والآخرين "خراب". في أيام عز كوبا قال معلق ألا ترى للاشتراكية تُبني على بعد 90 ميلاً من قلعة الرأسمالية. من أراد بديمقراطيتنا سوء نسأل الله أن تعديه.
سؤال: أخيراً ما هي أهم أخطاء النخب السياسيين التي وقعوا فيها عقب ثورة (اكتوبر) وانتفاضة (أبريل) وهل يمكن أن يتفادوها هذه المرة وكيف؟
جواب: النخب كما قلت لك نخب وليست تشكيلة جامعة مانعة صمدة. لقد صارعنا نحن صفوة الشيوعيين في أكتوبر لاستمرار الثورة، لتمكين جبهة الهيئات، لبقاء حكومة الثورة التي مثلت لأول مرة قوى مبتكرة لم تطرق باب الحكم (مهمشة) وهم المهنيون والعمال والمزارعون والشيوعيون. ولقينا الأمرين من صفوة الثورة المضادة التي زحفت على كل هذه المعاقل وأخرستها واحدة بعد الأخرى. بل وظفت البرلمان نفسه للكيد لنا بحل الحزب الشيوعي. وتقول لي الصفوة؟ لم نخطئ نحن صفوة الشيوعيين في الولاء للثورة. شوفو الأخطأ منو وبطلو الجغمسة.
سؤال: الى ماهية أدوار المثقفين في هذه التوقيت ؟
جواب: يبطلوا نصح الحاكم إلى إدارة حوارات فكرية وفي بالهم زبائن من القراء والمهتمين والشباب لتؤسس لوعي. المفكر لا يتحدث إلى الحاكم حديث الصديق الوفي (يا حمدوك!) من أيام الجامعة. المثقف المشغول يتحدث إلى طاقات في الأمة فيصمم أجندة للتغيير تتخلق حولها كتلة حاسمة من السكان لتنزيلها على الأرض. لهذا كنا نقول في الماركسية إن الفكر، متى تنزل في الوجدان والعقل، صار قوة مادية مزلزلة. وجدت كثيراً من مثقفينا بدأوا بالنصح للحُكام الجدد ولما لم يسمعوا منهم كفوا عن التفكير والكتابة بل منهم من اعتقد أنهم تجاهلوه وتحول إلى غبين. جبهات التغيير الثوري خامدة فكريا (التربوي، الاقتصادي، الفلسفي، التاريخي، الشبابي، والإعلامي إلخ) والجبهة الأنشط هي القانون. وصرنا كمن يمرن عضلة واحدة من جسده. وما اقرأه من كتابات في القانون فيها حراق روح كثير وميل للعقوبات لا التنوير. قرأت اليوم: قبل سويعات من تعيينه نائب عام، الحبر يعتذر ويوجِّه أكبر صفعة ل (قحت). لا اعرف ما ترك هذا الإعلامي في عنوانه للرويبضة الطيب مصطفى. كيسنا فاضي من هذه الجهة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.