الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
عضو المجلس السيادي د.نوارة أبو محمد محمد طاهر تلتقي رئيس الوزراء
كامل إدريس يقف على مجمل الأوضاع بمطارات السودان
معارك ضارية ب (بابنوسة) والدعم السريع تقترب من تحرير الفرقة 22
"وثائقي" صادم يكشف تورط الجيش في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين (فيديو)
السودان.. وفد يصل استاد الهلال في أمدرمان
مسؤول بهيئة النظافة يصدم مواطني الخرطوم
اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: التقديم الالكتروني (الموحّد) للتشكيل الوزاري
السودان.. كامل إدريس يعلن عن 22 وزارة
هل ستتأثر مصر في حال ضرب المفاعلات النووية؟
إيران تغرق إسرائيل بالصواريخ من الشمال إلى الجنوب
كامل إدريس وبيع "الحبال بلا بقر"
إنريكي: بوتافوجو يستحق الفوز بسبب ما فعله
"كاف" يعلن عن موعد جديد لانطلاق بطولتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي
عندَما جَعلنَا الحَضَرِي (في عَدّاد المَجغُومِين)
نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية
السفير عدوي يشيد بدراسة إنشاء منطقة لوجستية على الحدود السودانية
الاهلي المصري نمر من ورق
الجمعية العمومية الانتخابية لنادي الرابطة كوستي
ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف
فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط
عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة
6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية
30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟
الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين
بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟
لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا
"أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟
ماذا قالت الصحف العالمية عن تعادل الهلال مع ريال مدريد؟
نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران
السودان والحرب
شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري
شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)
شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)
هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟
ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟
الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة
الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)
كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية
"دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه
التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"
السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير
المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام
مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين
المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي
خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير
والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي
أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة
(يمكن نتلاقى ويمكن لا)
بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")
3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح
معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت
إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان
رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني
شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)
أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية
ما هي محظورات الحج للنساء؟
قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
(05) تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي الحَالَةِ السُّودَانِيَّةِ: التَّعْلِيْمُ وَ الهَوِيَّةُ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
سلام
نشر في
سودانيل
يوم 29 - 10 - 2019
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيْمِ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
بِالنَّظَرِ إِلَىَٰ العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ فِي السُّودَانِ فِى حِقْبَةِ الإِسْتِعْمَارِ البِرِيْطَانِيِّ يُلَاحَظُ المُرَاقِبُ أَنَّ المَنَاهِجَ وَ المَرَاحِلَ التَّعْلِيْمِيَّةِ رُبَمَا كَانَتْ مَنْقُوصَةً وَ مُخْتَصَرَةً وَ يَبْدُوا أَنَّهَا لَمْ تُطَبَقْ فِي السُّودَانِ كَمَا طُبِقَتْ فِي بِرِيْطَانْيَا وَ فِي مُسْتَعْمَرَاتٍ أُخْرَىَٰ لَهَا حَولَ العَالَمِ وَ يَبْدُوا أَنَّ ذَٰلِكَ التُّخَلِفَ هُوَ الَّذِي دَفَعَ بَعْضٌ مِنْ الخِرِيْجِيِيْنَ كَالسَّيَّدَانِ مُحَمَّدْ أَحْمَدْ المَحْجُوبْ وَ مُحَمَّدْ عَامِرْ بَشِيْرْ فُورَاوِي إِلَىَٰ المُطَالَبَةِ بِتَغْيِيْرِ المَنَاهِجِ لِتَصْبِحَ مِثْلَ نَظِيْرَاتِهَا فِي بِرِيْطَانْيَا وَ مِصْرَ (مَرْجِعْ 1) ذَٰلِكَ التَّخَلُفُ فِي التَّعْلِيْمِ فِي السُّودَانِ مُقَارَنَةً بِدُولِ الجِوَارِ تَضَمَّنَتْهُ أَيْضاً مُذَكِرَةٌ رَفَعَهَا مُؤتَمَرُ الخِرِيْجِيِيْنَ إِلَىَٰ السِّكِرْتِيْرِ الإِدَارِيِّ فِي 1938 مِيْلَادِيَّةْ وَ كَذَٰلِكَ تَقْرِيْرُ دِي لَا وَارْ De La Warr فِي 1937 مِيْلَادِيَّةْ (مَرْجِعْ 1).
كَانَتْ المَنَاهِجُ المُطَبَّقَةُ فِي السُّوْدَانِ وَ المَرَاحِلُ مُخْتَصَرَةً فِي المَدَارِسِ:
- الصُّغْرَىَٰ
- الأَوَّلِيَّةْ
- الوُسْطَىَٰ
وَ كَانَتْ هُنَالِكَ مَدْرَسَةٌ ثَانَوِيَّةٌ أُحَادِيَّةٌ هِيَ مَدْرَسَةُ غُرْدُونْ وَ الَتِّي كَانَتْ النَّوَاةَ لِكُلِّيَّةِ غُرْدُونْ التِّذْكَارِيَّةِ Gordon Memorial College (مَرْجِعْ 1) ، وَ غُرْدُونْ هُوَ الحَاكِمُ البِرِيْطَانِيُّ الَّذِي قُتِلَ عَلَىَٰ يَدِ أَنْصَارِ الإِمَامِ مُحَمَّدْ أَحْمَدْ المَهَدِي عَلِيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ فَتَحِ الخُرْطُومْ فِي 26 يَنَايْرْ 1885 مِيْلَادِيَّةْ ، كَمَا كَانَ هُنَالِكَ تَبَايُنٌ كَبِيْرٌ فِي تَوزِيْعِ المَدَارِسِ بَيْنَ شَمَالِ وَ جَنُوبِ السُّودَانِ وَ بَيْنَ العَاصِمَةِ الخُرْطُومْ وَ بَقِيَّةِ الأَقَالِيْمِ أَمَّا الإِنَاثُ فَكَانَ نَصِيْبُهُمْ مَنْقُوصاً فِي التَّعْلِيْمِ وَ لَمْ يَنْطَلِقْ تَعْلِيْمُ المَرْأَةِ الحَدِيْثِ فِي السُّودَانِ إِلَّا بَعْدَ مُبَادَرَةِ الشَّيْخِ بَابِكِرْ بَدْرِي الَّذِي أَنْشَأَ أَوَّلَ مَدْرَسَةٍ خَآصَّةٍ لِلبَنَاتِ فِي مَدِيْنَةِ رُفَاعَةْ فِي 1907 مِيْلَادِيَّةْ ، وَ عَلَىَٰ الرَّغْمِ مِنْ تَبَنِي السُّلُطَاتُ الإِسْتِعْمَارِيَّةُ البِرِيْطَانِيَّةُ لِسِّيَاسَةٍ حَكُومِيَّةٍ تَعْلِيْمِيَّةٍ مُتَقَدِمَةٍ كَانَتْ تَبْدُو أَكْثَرَ إِنْفِتَاحاً مُقَارَنَةً بِالمُسْتَعْمَرَاتِ الأَفْرِيْقِيَّةِ الأُخْرَىَٰ إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ مُتَخَلِفَتَةً مُقَارَنَةً بِالتَّعْلِيْمِ فِي بِرِيْطَانْيَا وَ مِصْرَ ، لَكِنْ يَبْدُوا أَنَّ تِلْكَ السُّلْطَاتِ قَدْ قَدَّرَتْ أَنَّ تِلْكَ المَنَاهِجَ وَ ذَٰلِكَ التَّرْتِيْبَ تَتَنَاسَبُ وَ تَتَلَائِمُ مَعَ طَبِيْعَةِ وَ إِحْتِيَاجَاتِ السُّودَانِ وَ المَرْحَلَةِ آنَذَاكَ فَقَدْ كَانَتْ أَهْدَافُ التَّعْلِيْمِ:
1- تَخْرِيْجَ الصُّنَاعِ المَهَرَةِ (الفَنِّيِيْنَ)
2- تَخْرِيْجَ صَفْوَةٍ مِنْ طَبَقَةٍ صَغِيْرَةٍ مِنْ السُّودَانِيِيْنَ الإِدَارِيِيْنَ لِشَغْلِ الوَظَائِفِ الحَكُومِيَّةِ الصُّغْرَىَٰ فِي الخِدْمَةِ المَدَنِيَّةِ
3- تَدْرِيْبَ السُّودَانِيِيْنَ لِلعَمَلِ بِالجَيْشِ وَ القُوَاتِ النِّظَامِيَّةِ الأُخْرَىَٰ
4- التَّعْلِيْمَ بِالقَدْرِ الَّذِي يَمْحُو الأُمِيَّةَ وَ يَنْشُرُ التَّعْلِيْمِ بَيْنَ عَامَّةِ سُكَانِ البِلَادِ بِمَا يَتِيْحُ فَقَطْ فَهْمَ أَبْجَدِيَاتِ عَمَلِ الجِهَازِ الحَكُومِيِّ (فَكْ الخَطْ) وَ قَدْ لَامَ السَّيِّدُ غِرِيْفِيْثْ Griffith وَ هُوَ أَوَّلُ مُدِيْرٍ لِمَعَهَدِ بَخْتِ الرِّضَا المُدَرَسِيْنَ البِرِيْطَانِيِيْنَ عَلَىَٰ تَدْرِيْسِ الثَّورَةِ الفَرَنْسِيَّةِ (مَرْجِعْ 2) وَ كَانَ يَرَىَٰ أَنَّ التَّعْلِيْمَ الأَهْلِيَّ أَنْ يَكُونَ أَقَلَّ أَكَادِيْمِيَّةٍ فَكَانَ إِخْتِصَارُ المَرَاحِلِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَ تَحْوِيْرُ المِنَاهِجِ ، وَ هَكَذَا تَمَّ تَجْهِيْزُ السُّودَانِيِيْنَ وَ فِيْهُمْ اللَّاعِبُونَ الأَسَاسِيونَ مِنْ السَّاسَةِ وَ التَّنْفِيْذِيِيْنَ لِيَكُونُوا: عُمَالاً وَ مُزَارِعِيْنَ وَ كَتَبَةً (مَرْجِعْ 2) ، وَ يَبْدُوا أَنَّهُ كَانَ تَعْلِيْمٌ وَ "تَدْرِيْبٌ فُصِّلَ عَلَىَٰ عَجَلٍ وَ بِمَا يُلَائِمُ البِيْئَةُ المَحَلِّيَّةُ (مَرْجِعْ 2) وَ بِمَا يُوَافِقُ أَهْدَافَ السُّلْطَاتِ المُسْتَعْمِرَةِ الحَاكِمَةِ وَ ذَٰلِكَ حَتَّىَٰ تُسْتُوفَىَٰ الشُّرُوطُ المَطْلُوبَةِ لِتَسِيِيْرِ أُمُورِ الدَّولَةِ وَ دُولَابِ العَمَلِ فِي الخِدْمَةِ المَدَنِيَّةِ وَ القُوَاتِ النِّظَامِيَّةِ وَ القَضَاءِ وَ الجِهَازِ التَّنْفِيْذِيِّ تَحَسُباً لِجَلَاءِ المُسْتَعْمِرِ وَ لِمَلءِ الفَرَاغِ الَّذِي سَوفَ يَنْجُمُ بَعْدَ الجَلَاءِ وَ جَرَاءَ التَّخَلُصِ مِنْ العَمَالَةِ الأَجْنَبِيَّةِ الَّتِي جَلَبَهَا مَعَهُ المُسْتَعْمِرُ البِرِيْطَانِيُّ مِنْ: الأُورُوبِيِيْنَ وَ المَصْرِيِيْنَ وَ الأَرْمَنِ وَ الشُّوَامِ وَ الآسْيَوِيِيْنَ وَ المَغَارِبَةِ وَ كَذَٰلِكَ لِضَمَانِ الوَلَاءِ فِي مُقْبِلِ الأَيَّامِ لِلأَمْبَرَاطُورِيَّةِ الَتِّي كَانَتْ لَا تَغِيْبُ عَنْهَا الشَّمْسُ ، هَذِهِ الصُّورَةُ الغَيْرُ مُضِيْئَةٍ تَخَلَلَتَهَا مُبَادَرَاتٌ إِيْجَابِيَّةٌ فِي التَّعْلِيْمِ صَدَرَتْ مِنْ مُؤَتَمَرِ الإِدَارَةِ فِي السُّودَانِ (1946/1947) مِيْلَادِيَّةْ أَفْضَتْ إِلَىَٰ خُطَةٍ خُمَاسِيَّةٍ كَانَ المَأَمُولُ مِنْهَا ضَمَانَ عَدَالَةِ تَوزِيْعِ فُرَصِ التَّعْلِيْمِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ السُّودَانِ.
وَ قَدْ شَابَ العَمَلِيَّةُ التَّعْلِيْمِيَّةُ وَ تَصْمِيْمُ المَنَاهِجِ وَ التَّدْرِيْبُ بَعَضَ القُصُورِ ، وَ كَانَ إِخْتِيَارُ التَّلَامِيْذِ وَ الطَّلَبَةِ لِلمَدَارِسِ وَ المَعَاهِدِ تَنْقُصُهُ الشَّفَافِيَّةَ ، وَ يَبْدُوا أَنَّ سِيَاسَةَ المُسْتَعْمِرِ كَانَ شِعَارُهَا هُوَ أَنَّ (أَي شِئٍ أَفَضَلُ مِنْ لَا شَئٍ) ، و كَانَ إِخْتِيَارُ التَّلَامِيْذِ وَ الطَّلَبَةَِ فِي أَغْلَبِ الأَحْيَانِ إِنْتِقَائِيّاً وَ كَانَتْ إِخْتِبَارَاتُ الكَفَاءَةِ وَ المَقْدِرَاتِ تَفْتَقِرُ إِلَىَٰ المَنْهَجِيَّةِ كَمَا لَمْ تُرَاعَىَٰ العَدَالَةُ فِي التَّوزِيْعِ عَلَىَٰ مُكَوِنَاتِ القَومِيَّةِ السُّودَانِيِّةِ بَلْ كَانَ الإِخْتِيَارُ فِي أَغْلَبِ الأَحْيَانِ يَتِمُّ عَلَىَٰ أَسَاسِ الحَظْوَةِ فَجَاءَ الإِخْتِيَارُ خُصُوصاً فِي التَّعْلِيْمِ العَالِي صَفَوِيّاً (مَرِجِعْ 1) وَ مِنْ نَصَيْبِ أَبْنَاءِ شِيْوخِ القَبَائِلِ وَ النُّظَارِ وَ العُمَدِ وَ بَقِيَّةِ الأَعْيَانِ وَ امْتَدَتْ الإِنْتِقَائِيَّةُ لِتَشْمَلَ بَعْضاً مِنْ المَحَاسِيْبَ مِنْ قَاطِنِيِّ التَّجَمُعَاتِ الحَضَرِيَّةِ وَ كَذَٰلِكَ كُلَّ مَنْ خَدَمَ وَ تَعَاوَنَ مَعَ السُّلُطَاتِ البِرِيْطَانِيِّةِ المُسْتَعْمِرَةِ.
الدَّارِسُ المُتَفَحِّصُ لِلحَالَةِ السُّودَانِيَّةِ لَنْ يُصَادِفْ الكَثِيْرَ مِنَ العَنَاءِ فِي رَصْدِ الأَمْثِلَةِ لِلأَخْطَاءِ الإِدَارِيَّةِ وَ السِّيَاسِيَّةِ الَّتِي إِرْتَكَبَهَا (الخِرِيِجِونَ) مِنْ "جِيْلِ السَّودَنَةِ" فِي شَتَّىَٰ المَجَالَاتِ وَ مَا حَدَثَ فِي مُشْكِلِةِ الجَنُوبِ وَ الهَوِيَّةِ وَ دَسْتُورِ البِلَادِ الدَّائِمِ وَ بَعْضِ مَشَارِيْعِ التَّنْمِيَةِ المُتَعَثِرَةِ هِيَ بَعْضٌ مِنْ تِلْكَ الإِخْفَاقَاتِ فَمَطَالِبُ الجَنُوبِيِيْنَ المَشْرُوعَةِ فِي الحُكْمِ الذَّاتِيِّ أَو الكُونْفِدْرَالِيَّةِ أُسِئَ فَهْمُهَا بِسَبَبِ الجَهْلِ وَ قَصْرِ النَّظَرِ السَّيَاسِيِّ وَ الإِسْتِعْلَاءِ العِرْقِيِّ وَ العُنْصُرِيَّةِ وَ الخُوفِ المُبَطَّنِ مِنَ الوَاقِعِ الأَفْرِيْقِيِّ فَتَمَّ تَسْفِيْهُ حُلُمَ الجَنُوبِيِيْنَ فِي الحُكْمِ الفِيِدْرَالِيِّ وَ غُمْضَ حَقُّهُمُ المَشْرُوعُ فِي السِّيَادَةِ وَ فِي الوَظَائِفِ المُسَوْدَنَةِ بِحُجَةِ عَدَمَ جَاهِزِيَّةِ الجَنُوبِيِيْنَ لِتَسْيِيْرِ أُمُورِهِمْ الإِتِّحَادِيَّةِ وَ المَحَلِّيَّةِ وَ لَا عَجَبَ فِي ذَٰلِكَ خُصُوصاً إِنْ عُلِمَ أَنَّ قَرَارَاتِ السَّودَنَةِ أَصْدَرَتْهَا لِجَانٌ مِنْ "الخَرِيْجِبِيْنَ" هِيَ فِي ذَاتِهَا فَاقِدَةٌ لِلأَهْلِيَّةِ وَ الجَاهِزِيَّةِ وَ قَدْ تَذَمَّرَ الجَنُوبِيُونَ مِنْ تِلْكَ القَرَارَاتِ وَ وَصَفَوهَا بِالعُنْصُرِيَّةِ فَغَالِبِيَّةُ أَعْضَاءِ اللِّجَانِ كَانَتْ مِنْ الخِرِيِجِيِيْنَ "المَنْدَكُورُو" مِنْ الشِّمَالِ النِّيْلِيِّ ، وَ المَنْدَكُورُو فِي لُغَاتِ أَهْلِ جَنُوبِ السُّودَانِ يُرْمَزُ بِهِ سَلْباً إِلَىَٰ الشَّخْصِيَّةِ الشِّمَالِيِّةِ وَ بِالتَحْدِيْدِ النِّيْلِيِّةِ ، وَ الَّذِي يُدْعَىَٰ أَيْضَاً بالجَلَابِيِّ وَ يُقَالُ أَنَّ لِكِلَا المُسَمَيَيْنِ مَدْلُولَاتٌ عُنْصِرِيَّةٌ تَعُودُ إِلَىَٰ زَمَنِ الرِّقِ وَ الإِضْطِهَادِ الشِّمَالِيِّ لِلجَنُوبِيِيْنَ.
أَمَّا هَوِيَّةُ أَهْلِ السُّوْدَانِ فَهِيَ وَاضِحَةٌ وضُوحُ الشَّمْسِ فَهِيَ إِفْرِيْقِيَّةٌ لَا شَيَةَ فِيْهَا يَسْنِدُهُا فِي ذَٰلِكَ العُنْصُرُ العِرْقِيُّ وَ الوَاقِعُ الجُغْرَافِيُّ وَ المَورُوثُ الإِفْرِيْقِيُّ فِي الثَّقَافِةِ وَ العَادَاتِ وَ التَّقَالِيْدِ وَ كَذَٰلِكَ التَّارِيْخُ المُوَثَّقُ فِي الآثَارِ وَ المَخْطُوطَاتِ ، وَ هِيَ لَيْسَتْ فِي حَوجَةٍ إِلَىَٰ وِرَشٍ لِلعَمَلِ وَ نَدَوَاتٍ وَ أَبْحَاثٍ وَ مَخْطُوطَاتٍ لِتَأكِيْدِهَا فَالأُمَمُ تَتَخَلَقُ بِالتَّدَاخُلِ وَ التَّمَازُجِ وَ تَنْمُو فِي البُعْدَيْنِ الجُغْرَافِيِّ وَ الزّمَانِيِّ فَتَتَكَونُ هَوِيَتُهَا وَ تَكُونُ كَمَا هِيَ فَالهَوِيَّةُ لَا تُصْنَعُ وَ لَا تُصْطَنَعُ وَ لَا هِيَ (مُخَرَجَاتٌ تَوَافُقِيَّةٌ) إِثْرَ حِوَارٍ وَ لَكِنْهَا وَاقِعٌ مُعَاشٌ ، مَا حَدَثَ فِي الحَالَةِ السُّودَانِيِّةِ هُوَ أَنَّ أَقَلْيَّةً حَدِيْثُةَ "الإِسْتِعْرَابِ" فَرَضَتْ وَ تَشَبَسَتْ بِهَوِيَّةٍ أَعْرَابِيَّةٍ مَشْكُوكٍ فِي أَمْرِهَا وَ نَسَبَتَ كُلِّ السُّودَانِ إِلَىَٰ مَا تَظُنُّ أَنَّهَا هَوِيَتُهَا وَ أَلصَقَتَهُ بِأُمَّةٍ:
أَصْلُهَا لِلعَرَبْ
دِيْنُهَا خَيْرُ دِيْنِهَا يُحَبْ
وَ ذَٰلِكَ فِي بَلَدٍ يَتَكَوَنُ مِنَ العَدِيْدِ مِنَ الأَقْوَامِ غَالِبِيَتُهَا أَفْرِيْقِيَّةٌ وَ أَكْثَرُهَا مِنَ النَّاطِقِيْنَ بِغْيْرِهَا وَ هِيَ أَقَلِّيَاتٌ لَا يُسْتَهَانُ بِهَا لَهَا عَادَاتٌ وَ تَقَالِيْدٌ وَ مَورُوثَاتٌ أَعْرَابِيَّةٌ وَ غَيْرُ أَعْرَابِيَّةٍ وَ لِبْعْضٍ مِنْهَا دِيَانَاتٌ أُخْرَىَٰ سَمَاوِيَّةٌ وَ غَيْرُ سَمَاوِيَّةٍ ، هَذَا التَّصَرُفُ لَيْسَ لَهُ تَفْسِيْرٌ سِوىَٰ العُنْصُرِيَّةَ وَ الإِسْتِعْلَاءَ العِرْقِيِّ وَ الإِنْحِيَازَ إِلَىَٰ عُنْصِرٍ أَوْحَدٍ مِنْ أَقَلَّيَّةٍ "مُسْتَعْرِبَةٍ" مُتَمَكِنَةٍ ، وَ هُوَ مَنْطِقٌ سَنَامُهُ الجَهْلُ وَ قُصْرُ النَّظَرِ وَ الأُمِيَّةُ الفِكْرِيِّةُ وَ العَنْجَهِيَّةُ وَ عَدَمُ إِحْتِرَامِ بَقِيَّةَ مُكَونَاتِ القَومِيَاتِ السُّودَانِيِّةِ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
فَيْصَلْ بَسَمَةْ
1- Iris Seri-Hersch. Education in Colonial
Sudan
, 1900 -1957
2- F. L. Griffith. An Experiment in Education: An Account of the Attempts to Improve the Lower StagesofBoys' Education in the Moslem Anglo-Egyptian
Sudan
, 1930-1950.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
تَخْرِيْمَاتٌ وتَبْرِيْمَاتٌ فِي الدِّيْمُقْرَاطِيَّةِ وَالسُّودَانِ وَالمِيْزَانِ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
(04) تَخْرِيْمَاتٌ وَتَبْرِيْمَاتٌ فِي الحَالَةِ السِّيَاسِيَّةِ السُّودَانِيَّةِ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي الهَويَّةِ وَ الوَطَنِيَّةِ السُّودَانِيِّةِ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
جِيْشْ الهَنَا .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
التَّهْمِيْشُ كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيْدَ بِهَا بَاطْلٌ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
أبلغ عن إشهار غير لائق