خرج الملايين من المتظاهرين في شوارع الخرطوم والولايات نهار أمس الخميس بمناسبة الذكرى الأولى لثورة ديسمبر المجيدة، ووصلت جماهير غفيرة من لجان المقاومة من مختلف مناطق ولاية الخرطوم إلى دار منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة بشارع البلدية وهتفوا بدعم حكومة حمدوك ومطالبتها بالقصاص للشهداء. وأغلقت قوات من الجيش كل الطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية إلى القيادة العامة، عدا شارع البلدية، حيث نصبت اللجنة المنظمة منصة عند نهاية شارع البلدية شرق. وردد المتظاهرون أمام قوات الجيش التي انتشرت على امتداد الطرق المؤدية الى مقر الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة رددوا هتافات تمجد النقيب حامد الذي دافع عن الثوار، وتبادلوا التحايا والصور مع أفراد الجيش، و كتب بعض الثوار على الجدران شعارات تمجد النقيب حامد ودفعته، وفي الأثناء أثار ظهور عربتين من قوات الدعم السريع في شارع البلدية حفيظة الثوار وهتفوا في وجهها (كتلونا مندسين لوحاتهم قاف دال سين) قبل أن تظهر السيارتان وتنسحبان فوراً من المكان، واشتد وطيس الهتافات عقب انسحاب عربتي الدعم السريع وردد الثوار (يا عسكر مافي حصانة يا المشنقة يا الزنزانة). ووقف الثوار بعد وصولهم أمام دار أسر شهداء ثورة ديسمبر وقفة حداد على أرواح الشهداء وذرفوا الدموع داخل الدار التي تزينت بلوحات وصور الشهداء، في مشهد إنساني نادر، بحضور أسر الشهداء، وخاطب الثوار وزير رئاسة مجلس الوزراء السفير عمر مانيس مؤكدا مواصلة الحكومة في طريقها نحو محاكمة كل من يثبت تورطه في قتل الشهداء. وأعادت التظاهرة في ذاكرة الثوار مشاهد اعتصام القيادة عبر ترديدهم للشعارات والهتافات التي كانت سائدة هناك، مثل أرفع يدك فوق والتفتيش بالذوق، وكذلك مطالبتهم بمحاسبة رموز النظام البائد، وشكرهم لرئيس الوزراء حمدوك، رداً على هتافات تظاهرة الزحف الاخضر، يحملوا صورة مكتوباً عليها «شكراً حمدوك» وعلت هتافات : « أرفع راسك فوق وقول شكراً حمدوك».وكذلك الشعارات والهتافات الداعمة والمساندة لحكومة الثورة. ووزع بعض الباعة الجائلين بضائعهم من البرتقال واليوسفي مجاناً على جموع الثوار احتفالاً بذكرى ثورة ديسمبر المجيدة. والى جانب مدن العاصمة الثلاث الخرطوم، وأم درمان، وبحري، احتفل امس مئات الالاف في مدن الأبيض، وعطبرة، والقضارف، والدمازين. واحتفت مدينة عطبرة التي كان فيها انطلاق الغضب الثوري في 19 ديسمبر 2018 بشكل خاص حيث استقبلت حشود من الخرطوم والمدن المجاورة في مواكب ما عرف برد الجميل. وأحرق المتظاهرون أمس مجسما لمقر المؤتمر الوطني الذي أحرقه الثوار في 19 ديسمبر من العام الماضي لتنطلق بعدها مدن السودان في احتجاجات قوية امتدت لنحو 5 أشهر الى أن اطيح بحكم البشير. وحمل المتظاهرون في ذكرى الثورة الأعلام الوطنية، كما رفعوا صور الشهداء، وطالبوا بالقصاص الفوري وتقديم الجناة إلى محاكمات فورية وعادلة.