إسحق أحمد فضل الله يكتب: (وفاة المغالطات)    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشُّورَىَٰ وَالسِّيَاسَةُ وَالنِّفَاقُ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
نشر في سودانيل يوم 23 - 12 - 2019

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيْمِ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
جَاءَ فِي الأَخْبَارِ أَنَّ قِيَادِيّاً فِي قُوَىَٰ الحُرِّيِّةِ وَ التَّغْيِيْرِ كَانَ فِي زِيَارَةٍ لِلمَجْلِسِ التَّشْرِيْعِيِّ لِوِلَايَةِ الخُرْطُومِ (قَاعَةُ البَرْلَمَانْ سَابِقاً) وَ قَدْ قِيْلَ أَنَّهُ لَمَّا رَأَىَٰ آيَةَ:
(وَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ أَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيْمُ
مُعَلَقَةً عَلَىَٰ إِحْدَىَٰ الجُدْرَانِ إِقْتَرَحَ إِزَالَتَهَا (إِنْزَالَهَا) مِمَّا أَثَارَ حَفِيْظَةَ وَ غَضَبَ الحُضُورِ فَكَادُوا أَنْ يَفْتُكُوا بِهِ لَولَا حِكْمَةُ بَعْضٍ مِنْ الحُضُورِ ، وَ قِيْلَ أَنَّهُ نَتَجَ عَنْ ذَٰلِكَ هَرَجٌ وَ مَرَجٌ وَ تَفَاعُلَاتٌ فِي القَاعَةِ إِمْتَدَتْ إِلَىَٰ الأَسَافِيْرِ.
لَو صَحَ ذَٰلِكَ الخَبَرُ فَإِنَّ ذَٰلِكَ يَسْتَدِعِي الوُقُوفَ عَلَيْهِ وَ قِرَاءَتَهُ وَ التَّدَبُرَ فِيْهِ وَ مِنْ ثَمَّ التَّعْلِيْقَ وَ إِبْدَاءَ الرَّأَيِّ.
أَوَّلاً:
يَجِبُ التَّأَكُدَ مِنْ مِصْدَاقِيَّةِ الخَبَرِ فَفِي الآوِنَةِ الأَخِيْرَةِ كَثُرَتْ الأَخْبَارُ الكَاذِبَةُ وَ الإِشَاعَاتُ ، وَ سَاعَدَتْ وَسَائِلُ وَ وَسَائِطُ التَّوَاصِلِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ المُتَاحَةِ عَلَىَٰ سُرْعَةِ إِنْتِشَارِ الأَخْبَارِ صَادِقُهَا وَ كاذِبُهَا وَ إِنْتِقَالِهَا وَ تَدَاوُلِهَا بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ رُبَمَا تَفُوقُ سُرْعَةَ البَرْقِ ، كَمَا جَعَلَتْ التَّقْنِيَاتُ المُتَقَدِّمَةُ الَتِّي لَا تَطَلَّبُ سِوىَٰ القَدْرَ اليَسِيْرَ مِنْ الذَّكَاءِ مِنْ فَبْرَكَةِ الأَخْبَارِ Fake news أَمْراً سَهْلاً مُتَاحاً وَ فِي مُتَنَاوَلِ الكَثِيْرِيْنَ ، وَ يَبْدُوا أَنَّ الجِهَاتِ المُنَوَّطَةَ بِالرَّقَابَةِ عَلَىَٰ وَ التَّحَكُّمِ فِي مِصْدَاقِيَّةِ مَا يُنْشَرُ وَ يُتَدَاوَلُ فِي الوَسَائِطِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ فِي الأَسَافِيْرِ قَدْ عَجِزَتْ عَنْ مُوَاكَبَةِ التَّطَوَرِ المُتَسَارِعِ فِي التَّقْنِيَاتِ أَو رُبَمَا لَيْسَ بِمَقْدُورِهَا فِعْلَ ذَٰلِكَ.
ثَانِيّاً:
مَا هِيَ المُلَابَسَاتُ وَ السِّيَاقُ الَّذِي قِيْلَ فِيْهِ ذَٰلِكَ التَّعْلِيْقُ؟ وَ مَعْلُومٌ أَنَّ بَتْرَ الخَبَرِ أَو إِخَرَاجَهُ عَنْ سِيَاقِهِ رُبَمَا يُؤَدِي إِلَىَٰ سُوءِ الفَهْمِ هَذَا عَدَا تَأَثِيْرَاتُ الصِّيَاغَةِ اللَّغَوِيَّةِ لِلخَبَرِ بِمَا يَخْدِمُ أَغْرَاضُ النَّاشِرِ كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ بَعْضٌ مِنْ المُتَاعَطِيْنَ (المُتَعَامِلِيْنَ) مَعَ الأَجْهِزَةِ الإِعْلَامِيَّةِ مِنْ الإِعْلَامِيِيْنَ وَ غَيْرِهِمْ مِنْ مُدَّعِيِّ الخِبْرَةِ الإِعْلَامِيَّةِ مِمَنْ يَجْنَحُونَ لِلمُبَالَغَةِ فِي الرِّوَايَةِ وَ إِلَىَٰ تَحْمِيْلِ الأَخْبَارِ أَكْثَرَ مِمَّا تَحْتَمِلُ وَ هُمْ بِفِعْلِهِمْ هَذَا يُرُوِجِونَ لِلفِتْنَةِ إِمَّا عَنْ قَصْدٍ مَعَ سَبْقِ الإِصْرَارِ أَو رُبَمَا عَنْ جَهْلٍ وَ قُصْرٍ فِي النَّظَرِ.
ثَالِثاً:
يَجِبُ إِحْسَانُ الظَّنِّ بِالرَّجُلِ القِيَادِيِّ فَرُبَمَا جَاءَ تَعْلِيْقُهُ غِيْرَةً عَلَىَٰ دِيْنِ اللَّهِ لَمَّا رَأَىَٰ آيَاتِ اللَّهِ وَ دِيْنَ الإِسْلَامِ يُسْتَهْزُءُ وَ يُتَاجِرُ بِهِ السِّيَاسِيُونَ الإِنْقَاذِيُونَ المُتَأَسْلِمُونَ (الكِيْزَانْ) شِعَارَاتٍ وَ مَنَابِرَ لِلكَسْبِ السِّيَاسِيِّ وَ المَادِيِّ ، ثَلَاثُونَ سَنَةً هِيَ عُمُرُ حُكْمِ الكِيْزَانِ وَ هِيَ فَتْرَةٌ كَانَ الكِيْزَانُ فِيْهَا وَ حُكْمُهُمْ أَبْعَدُ مَا يَكُونُونَ عَنْ الدِّيْنِ وَ عَنْ الشُّورَىَٰ وَ العْدْلِ وَ الصَّلَاحِ عَلَىَٰ الرَّغْمِ مِنْ رَفْعِهِمْ لِشِعَارِ المَشْرُوعِ الحَضَارِيِّ الإِسْلَامِيِّ وَ الدَّعْوَةِ وَ التَّأَصِيْلِ ، وَ كَانَتْ دَولَتُهُمْ قِمَّةً فِي الطُّغْيَانِ وَ التَّجَبُرِ وَ الإِسْتِبْدَادِ بِالرَّأَيِّ وَ البَطْشِ وَ الظُّلْمِ وَ الفَسَادِ وَ الإِقْصَاءِ ، وَ لَيْسَ هُنَالِكَ دَلِيْلٌ عَلَىَٰ أَنَّ الجَمَاعَةَ الإِنْقَاذِيَّةَ المُتَأَسْلِمَةَ كَانَتْ مُلْتَزِمَةً بِالبُنُودِ الأَرْبَعَةِ الَتِّي جَاءَتْ فِي الآيَةِ الكَرِيْمَةِ مِنْ حَيْثُ الإِسْتِجَابَةِ بِالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ الحَقِيْقِيَّةِ الَتِّي تَنْهَىَٰ عَنْ الفَحْشَاءِ وَ المُنْكَرِ وَ الشُّورَىَٰ فِي أُمُورِ الحُكْمِ وَ الإِنْفَاقِ العَادِلِ فِي المَصَارِفِ المَعْرُوفَةِ بَلْ عَلَىَٰ النَّقِيْضِ مِنْ ذَٰلِكَ فَهُنَالِكَ أَدِلَةٌ مُذْهِلَةٌ وَ دَامِغَةٌ عَلَىَٰ إِنْحِطَاطٍ فِي السُّلُوكِ وَ الأَخْلَاقِ وَ المُمَارَسَاتِ.
رَابِعاً:
يَبْدُوا أَنَّ هُنَالِكَ قِطَاعاً كَبِيْراً مِنْ الغَاضِبِيْنَ الحَادِبِيْنَ عَلَىَٰ دِيْنِ الإِسْلَامِ كَانُوا فِي سُبَاتٍ عَمِيقٍ لَمَّا كَانَتْ آيَاتُ القُرْآنَ الكَرِيْمِ وَ الدِّيْنُ الإِسْلَامِيُّ وَ القِيَمُ يُسْتَهْزُءُ وَ يُتَاجِرُ بِهَا السِّيَاسِيُونَ الإِنْقَاذِيُونَ المُتَأَسْلِمُونَ (الكِيْزَانْ) ثَلَاثِيْنَ سَنَةً هِيَ عُمُرُ حُكْمِ الكِيْزَانِ الجَائِرِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَتْ غِيْرَةُ هَٰؤُلَاءِ القَومِ طِوَالَ الثَّلَاثِيْنَ سَنَةٍ العِجَافِ مِنْ حُكْمِ الجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ كَانَ شَرْعُ اللَّهِ فِيْهَا شِعَاراً تَلُوكُهُ الأَلْسُنُ وَ تُدَنِسُهُ الأَفْعَالُ بَيْنَمَا كَانَ الفَسَادُ ظَاهِراً فِي بَرِّ وَ بَحْرِ وَ سَمَاءِ بِلَادِ السُّودَانِ وَ كَذَٰلِكَ الإِسْتِبْدَادُ وَ الظُّلْمُ وَ القَتْلُ وَ التّعْذِيْبُ وَ ذَٰلِكَ بِمَا كَسِبَتْ أَيْدِي الجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَ هَٰؤُلَاءِ وَ الشَّرَائِعُ وَ القِيَمُ وَ كُلُّ أُمُورِ الدِّيْنِ وَ الحُكْمِ وَ المُجْتَمِعِ كَالجِهَادِ وَ الزَّكَاةِ وَ الحَجِّ وَ الدَّعْوَةِ إِلَىَٰ اللَّهِ وَ التَّعَامُلِ مَعَ الآخَرِ وَ الحُكْمِ الرَّاشِدِ وَ الأَمْنِ وَ التَّزَاوُجِ وَ أَمْوَالِ المُسْلِمِيْنَ وَ أُصُولِ الدَّولَةِ تَتَعَرَضُ لِلسَّرَقَةِ وَالغُلُولِ وَ الإِسْتِغْلَالِ وَ الإِسَاءَةِ وَ التَّفْرِيْطِ وَ التَّشْوِيْهِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَ هَٰؤُلَاءِ وَ الفَسَادُ وَ الإِفْسَادُ يَسْتَشْرِيَانِ فِي التَّعَامُلَاتِ المَالِيَّةِ وَ الضَّرَائِبِ وَ المُكُوسِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَ هَٰؤُلَاءِ وَ الدَّمَارُ المُمَنْهَجُ لِسُلَطَاتِ الدَّولَةِ التَّنْفِيْذِيَّةِ وَ التَّشْرِيْعِيَّةِ وَ القَضَائِيَّةِ وَ الإِعْلَامِ الحُرِّ يَتَسَارَعُ بِصُورَةٍ غَيْرِ مَسْبُوقَةٍ حَتَّىَٰ كَادَتْ أَنْ تَنْهَارَ أَرْكَانُ دَولَةِ السُّودَانِ وَ رُبَمَا تَزُولُ تَمَاماً عَنْ الوُجُودِ.
خَامِساً:
أَظُنُّ أَنَّ الرَّجَلَ القِيَادِيَّ ، إِنْ صَدَقَ الخَبَرُ ، جَانَبَ الصَّوَابَ وَ قَصُرَتْ خِبْرَتُهُ السِّيَاسِيَّةُ عَنْ حِكْمَةِ القِرَاءَةِ المُسْبَقَةِ وَ التَّنَبُوءِ بِرُودُدِ الأَفْعَالِ لِمِثْلِ هَذِهِ التَّصْرِيْحَاتِ المُتَطَرِّفَةِ ، وَ كَانَ حَرِيٌّ بِهِ وَ هُوَ القِيَادِيُّ التَّرَيْثَ قَبْلَ النُّطْقِ بِعِبَارَةٍ يَعْلَمُ سَلَفاً أَنَّهَا سَوفَ تَسْتَفِزُّ قِطَاعاً عَرِيْضاً مِنْ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ الَّذِي تُدِيْنُ غَالِبِيَتُهُ بِدِيْنِ الإِسْلَامِ ، وَ يُظَنُّ بَعْضٌ أَنَّ ذَٰلِكَ القِيَادِيَّ يَعْلَمُ جَيْداً أَنَّ إِثَارَةَ الفِتَنِ مِنْ صِفَاتِ قَلِيْلِي الحِكْمَةِ فَلَيْسْ هَكَذَا يَكُونُ التَّعَامُلُ مَعَ مُعْتَقَدَاتِ النَّاسِ الدِّيْنِيَّةِ وَ مَعَ آيَاتِ الذِّكْرِ الحَكِيْمِ خُصُوصاً وَ الأَجْوَاءُ السِّيَاسِيَّةُ فِي بِلَادِ السُّودَانِ مُلَبَّدَةٌ بِالعَدَوَاةِ وَ البَغْضَاءِ بَيْنَ أَرْزَقِيَّةٍ يُحْسِنُونَ التِّجَارَةَ بِالسِّيَاسَةِ وَ الدِّيْنِ وَ يُجِيْدُونَ إِزْكَاءَ الفِتَنِ وَ آخَرَونَ تَمُورُ فِي دَوَاخِلِهِمْ مَرَارَاتٌ عَظِيْمَةٌ مِنْ الَّذِينَ تَآذَوْا كَثِيْراً مِنْ حُكْمِ الإِنْقَاذِيِيْنَ المُتَأَسْلِمِيْنَ الجَائِرِ الَّذِي جَثَمَ عَلَىَٰ صَدْرِ الشَّعْبِ سِنِيْنَ عَدَداً ، وَ يَبْدُوا أَنَّ القِيَادِيَّ نَسِيَ أَو تَنَاسَىَٰ أَو تَجَاهَلَ عَمْداً شِعَارَاتِ الثَّورَةِ فِي حُرِّيَّةِ التَّعْبِيْرِ وَ الإِعْتِقَادِ وَ التّعَدُدِيَّةِ وَ إِحْتِرَامِ الرَّأَيِّ الآخَرِ وَ أَنَّ الشَّعْبَ السُّودَانِيَّ رَفَضَ وَ ثَارَ ضِدَ تِجَارِ الدِّيْنِ مِنْ الجَمَاعَاتِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ لَكِنَّهُ لَمْ يَنْتَفِضَ ضِدَ دِيْنِ الإِسْلَامِ ، نَوعِيَةُ هَذَا الخِطَابِ المُسِئِ لَا تُؤَدِي إِلَّا إِلَىَٰ تَغْرِيْبِ أَفْرَادٍ وَ جَمَاعَاتٍ كَانَتْ تُحْسِنُ الظَّنَّ فِي قِوَىَٰ الحُرِّيِّةِ وَ التَّغْيِيْرِ.
سَادِساً:
رُبَمَا كَانَ الخَبَرُ صَحِيْحاً وَ رُبَمَا يَكُونُ الرَّجُلُ قَدْ أَطْلَقَ تَصْرِيْحَهُ بَالُونَةَ إِخْتِبَارٍ لِلأَجْوَاءِ السِّيَاسِيَّةِ خُصُوصاً وَ أَنَّ هُنَالِكَ أَطْرَافاً عَدِيْدَةً عَارَضَتْ النِّظَامَ البَائِدَ إِيْمَاناً مِنْهَا بِالدِّيْمُقْرَاطِيَّةِ وَ مَدَنِيَّةِ الدَّولَةِ وَ الَتِّي تَعْلَمُ وَ تَحْتَرِمُ الدِّيْنَ الإِسْلَامِيِّ وَ تُؤمِنُ بِهِ لَكِنَّهَا أَيْضاً تُؤمِنُ بِضَرُورَةِ فَصْلِ الدِّيْنِ عَنْ الدَّولَةِ وَ ذَٰلِكَ إِيْمَاناً مِنْهَا بِالتَّعَدُدِيَّةِ وَ التَّنُوعِ.
وَ أَخِيْراً:
لَيْسَ دِيْنُ الإِسْلَامِ الصَّحِيْحِ أَحَادِيْثَ وَ أَقْوَالَ تَتَنَاقَلُهَا وَ تَنْطُقُ بِهَا الأَلْسُنُ أَو أَلحَاناً يُقْرَأُ بِهَا القُرْآنَ أَو تَرَانِيْمَ تُنْشَدُ فِي المُنَاسَبَاتِ وَ لَا هِيَ صِرَاخٌ وَ تَعَصُبٌ يَنْطَلِقُ مِنْ حَنَاجِرَ تُجَارِ الدِّيْنِ وَ المُدَّعِيْنَ وَ لَا شِعَارَاتٌ تُقَالُ فِي المَنَابِرَ أَو تُخَطُّ عَلَىَٰ اللَّوحَاتِ وَ الجُدْرَانِ وَ الكُتُبِ وَ الدَّسَاتِيْرَ إِنَّمَا الإِسْلَامَ إِيْمَانٌ رَاسِخٌ يَسْتَقِرُ فِي القُلُوبِ وَ الوِجْدَانِ تَفْقُهُ العُقُولُ فَيَنْعَكِسُ أَفْعَالاً وَ تَعَامُلَاتٍ تُمَارِسُهَا الأَفْرَادُ وَ المُجْتَمَعِاتُ.
ضَاعَ وَقْتٌ ثَمِيْنٌ ، وَ قَدْ قِيْلَ أَنَّ العِبْرَةَ فِي النِّهَايَاتِ وَ النَتَائِجَ ، وَ عَلَىَٰ أَهْلِ بِلَادِ السُّودَانِ الإِنْصِرَافَ إِلَىَٰ العَمَلِ وَ البِنَاءِ فَالمُكَايَدَاتُ وَ الفِتَنُ لَا تَنْصُرُ الأَدْيَانَ وَ لَا تُؤَمِّنُ الثَّورَاتِ وَ لَا تَبْنِي الأُمَمَ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
فَيْصَلْ بَسَمَةْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.