مليشيا التمرد تواجه نقصاً حاداً في الوقود في مواقعها حول مدينة الفاشر    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشُّورَىَٰ وَالسِّيَاسَةُ وَالنِّفَاقُ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
نشر في سودانيل يوم 23 - 12 - 2019

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيْمِ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
جَاءَ فِي الأَخْبَارِ أَنَّ قِيَادِيّاً فِي قُوَىَٰ الحُرِّيِّةِ وَ التَّغْيِيْرِ كَانَ فِي زِيَارَةٍ لِلمَجْلِسِ التَّشْرِيْعِيِّ لِوِلَايَةِ الخُرْطُومِ (قَاعَةُ البَرْلَمَانْ سَابِقاً) وَ قَدْ قِيْلَ أَنَّهُ لَمَّا رَأَىَٰ آيَةَ:
(وَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ أَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيْمُ
مُعَلَقَةً عَلَىَٰ إِحْدَىَٰ الجُدْرَانِ إِقْتَرَحَ إِزَالَتَهَا (إِنْزَالَهَا) مِمَّا أَثَارَ حَفِيْظَةَ وَ غَضَبَ الحُضُورِ فَكَادُوا أَنْ يَفْتُكُوا بِهِ لَولَا حِكْمَةُ بَعْضٍ مِنْ الحُضُورِ ، وَ قِيْلَ أَنَّهُ نَتَجَ عَنْ ذَٰلِكَ هَرَجٌ وَ مَرَجٌ وَ تَفَاعُلَاتٌ فِي القَاعَةِ إِمْتَدَتْ إِلَىَٰ الأَسَافِيْرِ.
لَو صَحَ ذَٰلِكَ الخَبَرُ فَإِنَّ ذَٰلِكَ يَسْتَدِعِي الوُقُوفَ عَلَيْهِ وَ قِرَاءَتَهُ وَ التَّدَبُرَ فِيْهِ وَ مِنْ ثَمَّ التَّعْلِيْقَ وَ إِبْدَاءَ الرَّأَيِّ.
أَوَّلاً:
يَجِبُ التَّأَكُدَ مِنْ مِصْدَاقِيَّةِ الخَبَرِ فَفِي الآوِنَةِ الأَخِيْرَةِ كَثُرَتْ الأَخْبَارُ الكَاذِبَةُ وَ الإِشَاعَاتُ ، وَ سَاعَدَتْ وَسَائِلُ وَ وَسَائِطُ التَّوَاصِلِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ المُتَاحَةِ عَلَىَٰ سُرْعَةِ إِنْتِشَارِ الأَخْبَارِ صَادِقُهَا وَ كاذِبُهَا وَ إِنْتِقَالِهَا وَ تَدَاوُلِهَا بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ رُبَمَا تَفُوقُ سُرْعَةَ البَرْقِ ، كَمَا جَعَلَتْ التَّقْنِيَاتُ المُتَقَدِّمَةُ الَتِّي لَا تَطَلَّبُ سِوىَٰ القَدْرَ اليَسِيْرَ مِنْ الذَّكَاءِ مِنْ فَبْرَكَةِ الأَخْبَارِ Fake news أَمْراً سَهْلاً مُتَاحاً وَ فِي مُتَنَاوَلِ الكَثِيْرِيْنَ ، وَ يَبْدُوا أَنَّ الجِهَاتِ المُنَوَّطَةَ بِالرَّقَابَةِ عَلَىَٰ وَ التَّحَكُّمِ فِي مِصْدَاقِيَّةِ مَا يُنْشَرُ وَ يُتَدَاوَلُ فِي الوَسَائِطِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ فِي الأَسَافِيْرِ قَدْ عَجِزَتْ عَنْ مُوَاكَبَةِ التَّطَوَرِ المُتَسَارِعِ فِي التَّقْنِيَاتِ أَو رُبَمَا لَيْسَ بِمَقْدُورِهَا فِعْلَ ذَٰلِكَ.
ثَانِيّاً:
مَا هِيَ المُلَابَسَاتُ وَ السِّيَاقُ الَّذِي قِيْلَ فِيْهِ ذَٰلِكَ التَّعْلِيْقُ؟ وَ مَعْلُومٌ أَنَّ بَتْرَ الخَبَرِ أَو إِخَرَاجَهُ عَنْ سِيَاقِهِ رُبَمَا يُؤَدِي إِلَىَٰ سُوءِ الفَهْمِ هَذَا عَدَا تَأَثِيْرَاتُ الصِّيَاغَةِ اللَّغَوِيَّةِ لِلخَبَرِ بِمَا يَخْدِمُ أَغْرَاضُ النَّاشِرِ كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ بَعْضٌ مِنْ المُتَاعَطِيْنَ (المُتَعَامِلِيْنَ) مَعَ الأَجْهِزَةِ الإِعْلَامِيَّةِ مِنْ الإِعْلَامِيِيْنَ وَ غَيْرِهِمْ مِنْ مُدَّعِيِّ الخِبْرَةِ الإِعْلَامِيَّةِ مِمَنْ يَجْنَحُونَ لِلمُبَالَغَةِ فِي الرِّوَايَةِ وَ إِلَىَٰ تَحْمِيْلِ الأَخْبَارِ أَكْثَرَ مِمَّا تَحْتَمِلُ وَ هُمْ بِفِعْلِهِمْ هَذَا يُرُوِجِونَ لِلفِتْنَةِ إِمَّا عَنْ قَصْدٍ مَعَ سَبْقِ الإِصْرَارِ أَو رُبَمَا عَنْ جَهْلٍ وَ قُصْرٍ فِي النَّظَرِ.
ثَالِثاً:
يَجِبُ إِحْسَانُ الظَّنِّ بِالرَّجُلِ القِيَادِيِّ فَرُبَمَا جَاءَ تَعْلِيْقُهُ غِيْرَةً عَلَىَٰ دِيْنِ اللَّهِ لَمَّا رَأَىَٰ آيَاتِ اللَّهِ وَ دِيْنَ الإِسْلَامِ يُسْتَهْزُءُ وَ يُتَاجِرُ بِهِ السِّيَاسِيُونَ الإِنْقَاذِيُونَ المُتَأَسْلِمُونَ (الكِيْزَانْ) شِعَارَاتٍ وَ مَنَابِرَ لِلكَسْبِ السِّيَاسِيِّ وَ المَادِيِّ ، ثَلَاثُونَ سَنَةً هِيَ عُمُرُ حُكْمِ الكِيْزَانِ وَ هِيَ فَتْرَةٌ كَانَ الكِيْزَانُ فِيْهَا وَ حُكْمُهُمْ أَبْعَدُ مَا يَكُونُونَ عَنْ الدِّيْنِ وَ عَنْ الشُّورَىَٰ وَ العْدْلِ وَ الصَّلَاحِ عَلَىَٰ الرَّغْمِ مِنْ رَفْعِهِمْ لِشِعَارِ المَشْرُوعِ الحَضَارِيِّ الإِسْلَامِيِّ وَ الدَّعْوَةِ وَ التَّأَصِيْلِ ، وَ كَانَتْ دَولَتُهُمْ قِمَّةً فِي الطُّغْيَانِ وَ التَّجَبُرِ وَ الإِسْتِبْدَادِ بِالرَّأَيِّ وَ البَطْشِ وَ الظُّلْمِ وَ الفَسَادِ وَ الإِقْصَاءِ ، وَ لَيْسَ هُنَالِكَ دَلِيْلٌ عَلَىَٰ أَنَّ الجَمَاعَةَ الإِنْقَاذِيَّةَ المُتَأَسْلِمَةَ كَانَتْ مُلْتَزِمَةً بِالبُنُودِ الأَرْبَعَةِ الَتِّي جَاءَتْ فِي الآيَةِ الكَرِيْمَةِ مِنْ حَيْثُ الإِسْتِجَابَةِ بِالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ الحَقِيْقِيَّةِ الَتِّي تَنْهَىَٰ عَنْ الفَحْشَاءِ وَ المُنْكَرِ وَ الشُّورَىَٰ فِي أُمُورِ الحُكْمِ وَ الإِنْفَاقِ العَادِلِ فِي المَصَارِفِ المَعْرُوفَةِ بَلْ عَلَىَٰ النَّقِيْضِ مِنْ ذَٰلِكَ فَهُنَالِكَ أَدِلَةٌ مُذْهِلَةٌ وَ دَامِغَةٌ عَلَىَٰ إِنْحِطَاطٍ فِي السُّلُوكِ وَ الأَخْلَاقِ وَ المُمَارَسَاتِ.
رَابِعاً:
يَبْدُوا أَنَّ هُنَالِكَ قِطَاعاً كَبِيْراً مِنْ الغَاضِبِيْنَ الحَادِبِيْنَ عَلَىَٰ دِيْنِ الإِسْلَامِ كَانُوا فِي سُبَاتٍ عَمِيقٍ لَمَّا كَانَتْ آيَاتُ القُرْآنَ الكَرِيْمِ وَ الدِّيْنُ الإِسْلَامِيُّ وَ القِيَمُ يُسْتَهْزُءُ وَ يُتَاجِرُ بِهَا السِّيَاسِيُونَ الإِنْقَاذِيُونَ المُتَأَسْلِمُونَ (الكِيْزَانْ) ثَلَاثِيْنَ سَنَةً هِيَ عُمُرُ حُكْمِ الكِيْزَانِ الجَائِرِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَتْ غِيْرَةُ هَٰؤُلَاءِ القَومِ طِوَالَ الثَّلَاثِيْنَ سَنَةٍ العِجَافِ مِنْ حُكْمِ الجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ كَانَ شَرْعُ اللَّهِ فِيْهَا شِعَاراً تَلُوكُهُ الأَلْسُنُ وَ تُدَنِسُهُ الأَفْعَالُ بَيْنَمَا كَانَ الفَسَادُ ظَاهِراً فِي بَرِّ وَ بَحْرِ وَ سَمَاءِ بِلَادِ السُّودَانِ وَ كَذَٰلِكَ الإِسْتِبْدَادُ وَ الظُّلْمُ وَ القَتْلُ وَ التّعْذِيْبُ وَ ذَٰلِكَ بِمَا كَسِبَتْ أَيْدِي الجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَ هَٰؤُلَاءِ وَ الشَّرَائِعُ وَ القِيَمُ وَ كُلُّ أُمُورِ الدِّيْنِ وَ الحُكْمِ وَ المُجْتَمِعِ كَالجِهَادِ وَ الزَّكَاةِ وَ الحَجِّ وَ الدَّعْوَةِ إِلَىَٰ اللَّهِ وَ التَّعَامُلِ مَعَ الآخَرِ وَ الحُكْمِ الرَّاشِدِ وَ الأَمْنِ وَ التَّزَاوُجِ وَ أَمْوَالِ المُسْلِمِيْنَ وَ أُصُولِ الدَّولَةِ تَتَعَرَضُ لِلسَّرَقَةِ وَالغُلُولِ وَ الإِسْتِغْلَالِ وَ الإِسَاءَةِ وَ التَّفْرِيْطِ وَ التَّشْوِيْهِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَ هَٰؤُلَاءِ وَ الفَسَادُ وَ الإِفْسَادُ يَسْتَشْرِيَانِ فِي التَّعَامُلَاتِ المَالِيَّةِ وَ الضَّرَائِبِ وَ المُكُوسِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَ هَٰؤُلَاءِ وَ الدَّمَارُ المُمَنْهَجُ لِسُلَطَاتِ الدَّولَةِ التَّنْفِيْذِيَّةِ وَ التَّشْرِيْعِيَّةِ وَ القَضَائِيَّةِ وَ الإِعْلَامِ الحُرِّ يَتَسَارَعُ بِصُورَةٍ غَيْرِ مَسْبُوقَةٍ حَتَّىَٰ كَادَتْ أَنْ تَنْهَارَ أَرْكَانُ دَولَةِ السُّودَانِ وَ رُبَمَا تَزُولُ تَمَاماً عَنْ الوُجُودِ.
خَامِساً:
أَظُنُّ أَنَّ الرَّجَلَ القِيَادِيَّ ، إِنْ صَدَقَ الخَبَرُ ، جَانَبَ الصَّوَابَ وَ قَصُرَتْ خِبْرَتُهُ السِّيَاسِيَّةُ عَنْ حِكْمَةِ القِرَاءَةِ المُسْبَقَةِ وَ التَّنَبُوءِ بِرُودُدِ الأَفْعَالِ لِمِثْلِ هَذِهِ التَّصْرِيْحَاتِ المُتَطَرِّفَةِ ، وَ كَانَ حَرِيٌّ بِهِ وَ هُوَ القِيَادِيُّ التَّرَيْثَ قَبْلَ النُّطْقِ بِعِبَارَةٍ يَعْلَمُ سَلَفاً أَنَّهَا سَوفَ تَسْتَفِزُّ قِطَاعاً عَرِيْضاً مِنْ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ الَّذِي تُدِيْنُ غَالِبِيَتُهُ بِدِيْنِ الإِسْلَامِ ، وَ يُظَنُّ بَعْضٌ أَنَّ ذَٰلِكَ القِيَادِيَّ يَعْلَمُ جَيْداً أَنَّ إِثَارَةَ الفِتَنِ مِنْ صِفَاتِ قَلِيْلِي الحِكْمَةِ فَلَيْسْ هَكَذَا يَكُونُ التَّعَامُلُ مَعَ مُعْتَقَدَاتِ النَّاسِ الدِّيْنِيَّةِ وَ مَعَ آيَاتِ الذِّكْرِ الحَكِيْمِ خُصُوصاً وَ الأَجْوَاءُ السِّيَاسِيَّةُ فِي بِلَادِ السُّودَانِ مُلَبَّدَةٌ بِالعَدَوَاةِ وَ البَغْضَاءِ بَيْنَ أَرْزَقِيَّةٍ يُحْسِنُونَ التِّجَارَةَ بِالسِّيَاسَةِ وَ الدِّيْنِ وَ يُجِيْدُونَ إِزْكَاءَ الفِتَنِ وَ آخَرَونَ تَمُورُ فِي دَوَاخِلِهِمْ مَرَارَاتٌ عَظِيْمَةٌ مِنْ الَّذِينَ تَآذَوْا كَثِيْراً مِنْ حُكْمِ الإِنْقَاذِيِيْنَ المُتَأَسْلِمِيْنَ الجَائِرِ الَّذِي جَثَمَ عَلَىَٰ صَدْرِ الشَّعْبِ سِنِيْنَ عَدَداً ، وَ يَبْدُوا أَنَّ القِيَادِيَّ نَسِيَ أَو تَنَاسَىَٰ أَو تَجَاهَلَ عَمْداً شِعَارَاتِ الثَّورَةِ فِي حُرِّيَّةِ التَّعْبِيْرِ وَ الإِعْتِقَادِ وَ التّعَدُدِيَّةِ وَ إِحْتِرَامِ الرَّأَيِّ الآخَرِ وَ أَنَّ الشَّعْبَ السُّودَانِيَّ رَفَضَ وَ ثَارَ ضِدَ تِجَارِ الدِّيْنِ مِنْ الجَمَاعَاتِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ لَكِنَّهُ لَمْ يَنْتَفِضَ ضِدَ دِيْنِ الإِسْلَامِ ، نَوعِيَةُ هَذَا الخِطَابِ المُسِئِ لَا تُؤَدِي إِلَّا إِلَىَٰ تَغْرِيْبِ أَفْرَادٍ وَ جَمَاعَاتٍ كَانَتْ تُحْسِنُ الظَّنَّ فِي قِوَىَٰ الحُرِّيِّةِ وَ التَّغْيِيْرِ.
سَادِساً:
رُبَمَا كَانَ الخَبَرُ صَحِيْحاً وَ رُبَمَا يَكُونُ الرَّجُلُ قَدْ أَطْلَقَ تَصْرِيْحَهُ بَالُونَةَ إِخْتِبَارٍ لِلأَجْوَاءِ السِّيَاسِيَّةِ خُصُوصاً وَ أَنَّ هُنَالِكَ أَطْرَافاً عَدِيْدَةً عَارَضَتْ النِّظَامَ البَائِدَ إِيْمَاناً مِنْهَا بِالدِّيْمُقْرَاطِيَّةِ وَ مَدَنِيَّةِ الدَّولَةِ وَ الَتِّي تَعْلَمُ وَ تَحْتَرِمُ الدِّيْنَ الإِسْلَامِيِّ وَ تُؤمِنُ بِهِ لَكِنَّهَا أَيْضاً تُؤمِنُ بِضَرُورَةِ فَصْلِ الدِّيْنِ عَنْ الدَّولَةِ وَ ذَٰلِكَ إِيْمَاناً مِنْهَا بِالتَّعَدُدِيَّةِ وَ التَّنُوعِ.
وَ أَخِيْراً:
لَيْسَ دِيْنُ الإِسْلَامِ الصَّحِيْحِ أَحَادِيْثَ وَ أَقْوَالَ تَتَنَاقَلُهَا وَ تَنْطُقُ بِهَا الأَلْسُنُ أَو أَلحَاناً يُقْرَأُ بِهَا القُرْآنَ أَو تَرَانِيْمَ تُنْشَدُ فِي المُنَاسَبَاتِ وَ لَا هِيَ صِرَاخٌ وَ تَعَصُبٌ يَنْطَلِقُ مِنْ حَنَاجِرَ تُجَارِ الدِّيْنِ وَ المُدَّعِيْنَ وَ لَا شِعَارَاتٌ تُقَالُ فِي المَنَابِرَ أَو تُخَطُّ عَلَىَٰ اللَّوحَاتِ وَ الجُدْرَانِ وَ الكُتُبِ وَ الدَّسَاتِيْرَ إِنَّمَا الإِسْلَامَ إِيْمَانٌ رَاسِخٌ يَسْتَقِرُ فِي القُلُوبِ وَ الوِجْدَانِ تَفْقُهُ العُقُولُ فَيَنْعَكِسُ أَفْعَالاً وَ تَعَامُلَاتٍ تُمَارِسُهَا الأَفْرَادُ وَ المُجْتَمَعِاتُ.
ضَاعَ وَقْتٌ ثَمِيْنٌ ، وَ قَدْ قِيْلَ أَنَّ العِبْرَةَ فِي النِّهَايَاتِ وَ النَتَائِجَ ، وَ عَلَىَٰ أَهْلِ بِلَادِ السُّودَانِ الإِنْصِرَافَ إِلَىَٰ العَمَلِ وَ البِنَاءِ فَالمُكَايَدَاتُ وَ الفِتَنُ لَا تَنْصُرُ الأَدْيَانَ وَ لَا تُؤَمِّنُ الثَّورَاتِ وَ لَا تَبْنِي الأُمَمَ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
فَيْصَلْ بَسَمَةْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.