شاهد بالفيديو.. (ما تمشي.. يشيلوا المدرسين كلهم ويخلوك انت بس) طلاب بمدرسة إبتدائية بالسودان يرفضون مغادرة معلمهم بعد أن قامت الوزارة بنقله ويتمسكون به في مشهد مؤثر    شاهد بالفيديو.. مطرب سوداني يرد على سخرية الجمهور بعد أن شبهه بقائد الدعم السريع: (بالنسبة للناس البتقول بشبه حميدتي.. ركزوا مع الفلجة قبل أعمل تقويم)    شاهد بالفيديو.. مطرب سوداني يرد على سخرية الجمهور بعد أن شبهه بقائد الدعم السريع: (بالنسبة للناس البتقول بشبه حميدتي.. ركزوا مع الفلجة قبل أعمل تقويم)    الخرطوم وأنقرة .. من ذاكرة التاريخ إلى الأمن والتنمية    السودان يعرب عن قلقه البالغ إزاء التطورات والإجراءات الاحادية التي قام بها المجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظتي المهرة وحضرموت في اليمن    "صومالاند حضرموت الساحلية" ليست صدفة!    مدرب المنتخب السوداني : مباراة غينيا ستكون صعبة    لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب    شاهد بالفيديو.. مشجعة المنتخب السوداني الحسناء التي اشتهرت بالبكاء في المدرجات تعود لأرض الوطن وتوثق لجمال الطبيعة بسنكات    تحولا لحالة يرثى لها.. شاهد أحدث صور لملاعب القمة السودانية الهلال والمريخ "الجوهرة" و "القلعة الحمراء"    الجيش في السودان يصدر بيانًا حول استهداف"حامية"    رقم تاريخي وآخر سلبي لياسين بونو في مباراة المغرب ومالي    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    استقبال رسمي وشعبي لبعثة القوز بدنقلا    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشُّورَىَٰ وَالسِّيَاسَةُ وَالنِّفَاقُ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
نشر في سودانيل يوم 23 - 12 - 2019

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيْمِ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
جَاءَ فِي الأَخْبَارِ أَنَّ قِيَادِيّاً فِي قُوَىَٰ الحُرِّيِّةِ وَ التَّغْيِيْرِ كَانَ فِي زِيَارَةٍ لِلمَجْلِسِ التَّشْرِيْعِيِّ لِوِلَايَةِ الخُرْطُومِ (قَاعَةُ البَرْلَمَانْ سَابِقاً) وَ قَدْ قِيْلَ أَنَّهُ لَمَّا رَأَىَٰ آيَةَ:
(وَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ أَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيْمُ
مُعَلَقَةً عَلَىَٰ إِحْدَىَٰ الجُدْرَانِ إِقْتَرَحَ إِزَالَتَهَا (إِنْزَالَهَا) مِمَّا أَثَارَ حَفِيْظَةَ وَ غَضَبَ الحُضُورِ فَكَادُوا أَنْ يَفْتُكُوا بِهِ لَولَا حِكْمَةُ بَعْضٍ مِنْ الحُضُورِ ، وَ قِيْلَ أَنَّهُ نَتَجَ عَنْ ذَٰلِكَ هَرَجٌ وَ مَرَجٌ وَ تَفَاعُلَاتٌ فِي القَاعَةِ إِمْتَدَتْ إِلَىَٰ الأَسَافِيْرِ.
لَو صَحَ ذَٰلِكَ الخَبَرُ فَإِنَّ ذَٰلِكَ يَسْتَدِعِي الوُقُوفَ عَلَيْهِ وَ قِرَاءَتَهُ وَ التَّدَبُرَ فِيْهِ وَ مِنْ ثَمَّ التَّعْلِيْقَ وَ إِبْدَاءَ الرَّأَيِّ.
أَوَّلاً:
يَجِبُ التَّأَكُدَ مِنْ مِصْدَاقِيَّةِ الخَبَرِ فَفِي الآوِنَةِ الأَخِيْرَةِ كَثُرَتْ الأَخْبَارُ الكَاذِبَةُ وَ الإِشَاعَاتُ ، وَ سَاعَدَتْ وَسَائِلُ وَ وَسَائِطُ التَّوَاصِلِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ المُتَاحَةِ عَلَىَٰ سُرْعَةِ إِنْتِشَارِ الأَخْبَارِ صَادِقُهَا وَ كاذِبُهَا وَ إِنْتِقَالِهَا وَ تَدَاوُلِهَا بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ رُبَمَا تَفُوقُ سُرْعَةَ البَرْقِ ، كَمَا جَعَلَتْ التَّقْنِيَاتُ المُتَقَدِّمَةُ الَتِّي لَا تَطَلَّبُ سِوىَٰ القَدْرَ اليَسِيْرَ مِنْ الذَّكَاءِ مِنْ فَبْرَكَةِ الأَخْبَارِ Fake news أَمْراً سَهْلاً مُتَاحاً وَ فِي مُتَنَاوَلِ الكَثِيْرِيْنَ ، وَ يَبْدُوا أَنَّ الجِهَاتِ المُنَوَّطَةَ بِالرَّقَابَةِ عَلَىَٰ وَ التَّحَكُّمِ فِي مِصْدَاقِيَّةِ مَا يُنْشَرُ وَ يُتَدَاوَلُ فِي الوَسَائِطِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ فِي الأَسَافِيْرِ قَدْ عَجِزَتْ عَنْ مُوَاكَبَةِ التَّطَوَرِ المُتَسَارِعِ فِي التَّقْنِيَاتِ أَو رُبَمَا لَيْسَ بِمَقْدُورِهَا فِعْلَ ذَٰلِكَ.
ثَانِيّاً:
مَا هِيَ المُلَابَسَاتُ وَ السِّيَاقُ الَّذِي قِيْلَ فِيْهِ ذَٰلِكَ التَّعْلِيْقُ؟ وَ مَعْلُومٌ أَنَّ بَتْرَ الخَبَرِ أَو إِخَرَاجَهُ عَنْ سِيَاقِهِ رُبَمَا يُؤَدِي إِلَىَٰ سُوءِ الفَهْمِ هَذَا عَدَا تَأَثِيْرَاتُ الصِّيَاغَةِ اللَّغَوِيَّةِ لِلخَبَرِ بِمَا يَخْدِمُ أَغْرَاضُ النَّاشِرِ كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ بَعْضٌ مِنْ المُتَاعَطِيْنَ (المُتَعَامِلِيْنَ) مَعَ الأَجْهِزَةِ الإِعْلَامِيَّةِ مِنْ الإِعْلَامِيِيْنَ وَ غَيْرِهِمْ مِنْ مُدَّعِيِّ الخِبْرَةِ الإِعْلَامِيَّةِ مِمَنْ يَجْنَحُونَ لِلمُبَالَغَةِ فِي الرِّوَايَةِ وَ إِلَىَٰ تَحْمِيْلِ الأَخْبَارِ أَكْثَرَ مِمَّا تَحْتَمِلُ وَ هُمْ بِفِعْلِهِمْ هَذَا يُرُوِجِونَ لِلفِتْنَةِ إِمَّا عَنْ قَصْدٍ مَعَ سَبْقِ الإِصْرَارِ أَو رُبَمَا عَنْ جَهْلٍ وَ قُصْرٍ فِي النَّظَرِ.
ثَالِثاً:
يَجِبُ إِحْسَانُ الظَّنِّ بِالرَّجُلِ القِيَادِيِّ فَرُبَمَا جَاءَ تَعْلِيْقُهُ غِيْرَةً عَلَىَٰ دِيْنِ اللَّهِ لَمَّا رَأَىَٰ آيَاتِ اللَّهِ وَ دِيْنَ الإِسْلَامِ يُسْتَهْزُءُ وَ يُتَاجِرُ بِهِ السِّيَاسِيُونَ الإِنْقَاذِيُونَ المُتَأَسْلِمُونَ (الكِيْزَانْ) شِعَارَاتٍ وَ مَنَابِرَ لِلكَسْبِ السِّيَاسِيِّ وَ المَادِيِّ ، ثَلَاثُونَ سَنَةً هِيَ عُمُرُ حُكْمِ الكِيْزَانِ وَ هِيَ فَتْرَةٌ كَانَ الكِيْزَانُ فِيْهَا وَ حُكْمُهُمْ أَبْعَدُ مَا يَكُونُونَ عَنْ الدِّيْنِ وَ عَنْ الشُّورَىَٰ وَ العْدْلِ وَ الصَّلَاحِ عَلَىَٰ الرَّغْمِ مِنْ رَفْعِهِمْ لِشِعَارِ المَشْرُوعِ الحَضَارِيِّ الإِسْلَامِيِّ وَ الدَّعْوَةِ وَ التَّأَصِيْلِ ، وَ كَانَتْ دَولَتُهُمْ قِمَّةً فِي الطُّغْيَانِ وَ التَّجَبُرِ وَ الإِسْتِبْدَادِ بِالرَّأَيِّ وَ البَطْشِ وَ الظُّلْمِ وَ الفَسَادِ وَ الإِقْصَاءِ ، وَ لَيْسَ هُنَالِكَ دَلِيْلٌ عَلَىَٰ أَنَّ الجَمَاعَةَ الإِنْقَاذِيَّةَ المُتَأَسْلِمَةَ كَانَتْ مُلْتَزِمَةً بِالبُنُودِ الأَرْبَعَةِ الَتِّي جَاءَتْ فِي الآيَةِ الكَرِيْمَةِ مِنْ حَيْثُ الإِسْتِجَابَةِ بِالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ الحَقِيْقِيَّةِ الَتِّي تَنْهَىَٰ عَنْ الفَحْشَاءِ وَ المُنْكَرِ وَ الشُّورَىَٰ فِي أُمُورِ الحُكْمِ وَ الإِنْفَاقِ العَادِلِ فِي المَصَارِفِ المَعْرُوفَةِ بَلْ عَلَىَٰ النَّقِيْضِ مِنْ ذَٰلِكَ فَهُنَالِكَ أَدِلَةٌ مُذْهِلَةٌ وَ دَامِغَةٌ عَلَىَٰ إِنْحِطَاطٍ فِي السُّلُوكِ وَ الأَخْلَاقِ وَ المُمَارَسَاتِ.
رَابِعاً:
يَبْدُوا أَنَّ هُنَالِكَ قِطَاعاً كَبِيْراً مِنْ الغَاضِبِيْنَ الحَادِبِيْنَ عَلَىَٰ دِيْنِ الإِسْلَامِ كَانُوا فِي سُبَاتٍ عَمِيقٍ لَمَّا كَانَتْ آيَاتُ القُرْآنَ الكَرِيْمِ وَ الدِّيْنُ الإِسْلَامِيُّ وَ القِيَمُ يُسْتَهْزُءُ وَ يُتَاجِرُ بِهَا السِّيَاسِيُونَ الإِنْقَاذِيُونَ المُتَأَسْلِمُونَ (الكِيْزَانْ) ثَلَاثِيْنَ سَنَةً هِيَ عُمُرُ حُكْمِ الكِيْزَانِ الجَائِرِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَتْ غِيْرَةُ هَٰؤُلَاءِ القَومِ طِوَالَ الثَّلَاثِيْنَ سَنَةٍ العِجَافِ مِنْ حُكْمِ الجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ كَانَ شَرْعُ اللَّهِ فِيْهَا شِعَاراً تَلُوكُهُ الأَلْسُنُ وَ تُدَنِسُهُ الأَفْعَالُ بَيْنَمَا كَانَ الفَسَادُ ظَاهِراً فِي بَرِّ وَ بَحْرِ وَ سَمَاءِ بِلَادِ السُّودَانِ وَ كَذَٰلِكَ الإِسْتِبْدَادُ وَ الظُّلْمُ وَ القَتْلُ وَ التّعْذِيْبُ وَ ذَٰلِكَ بِمَا كَسِبَتْ أَيْدِي الجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَ هَٰؤُلَاءِ وَ الشَّرَائِعُ وَ القِيَمُ وَ كُلُّ أُمُورِ الدِّيْنِ وَ الحُكْمِ وَ المُجْتَمِعِ كَالجِهَادِ وَ الزَّكَاةِ وَ الحَجِّ وَ الدَّعْوَةِ إِلَىَٰ اللَّهِ وَ التَّعَامُلِ مَعَ الآخَرِ وَ الحُكْمِ الرَّاشِدِ وَ الأَمْنِ وَ التَّزَاوُجِ وَ أَمْوَالِ المُسْلِمِيْنَ وَ أُصُولِ الدَّولَةِ تَتَعَرَضُ لِلسَّرَقَةِ وَالغُلُولِ وَ الإِسْتِغْلَالِ وَ الإِسَاءَةِ وَ التَّفْرِيْطِ وَ التَّشْوِيْهِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَ هَٰؤُلَاءِ وَ الفَسَادُ وَ الإِفْسَادُ يَسْتَشْرِيَانِ فِي التَّعَامُلَاتِ المَالِيَّةِ وَ الضَّرَائِبِ وَ المُكُوسِ ، وَ لَا أَحَدٌ يَدْرِي أَيْنَ كَانَ هَٰؤُلَاءِ وَ الدَّمَارُ المُمَنْهَجُ لِسُلَطَاتِ الدَّولَةِ التَّنْفِيْذِيَّةِ وَ التَّشْرِيْعِيَّةِ وَ القَضَائِيَّةِ وَ الإِعْلَامِ الحُرِّ يَتَسَارَعُ بِصُورَةٍ غَيْرِ مَسْبُوقَةٍ حَتَّىَٰ كَادَتْ أَنْ تَنْهَارَ أَرْكَانُ دَولَةِ السُّودَانِ وَ رُبَمَا تَزُولُ تَمَاماً عَنْ الوُجُودِ.
خَامِساً:
أَظُنُّ أَنَّ الرَّجَلَ القِيَادِيَّ ، إِنْ صَدَقَ الخَبَرُ ، جَانَبَ الصَّوَابَ وَ قَصُرَتْ خِبْرَتُهُ السِّيَاسِيَّةُ عَنْ حِكْمَةِ القِرَاءَةِ المُسْبَقَةِ وَ التَّنَبُوءِ بِرُودُدِ الأَفْعَالِ لِمِثْلِ هَذِهِ التَّصْرِيْحَاتِ المُتَطَرِّفَةِ ، وَ كَانَ حَرِيٌّ بِهِ وَ هُوَ القِيَادِيُّ التَّرَيْثَ قَبْلَ النُّطْقِ بِعِبَارَةٍ يَعْلَمُ سَلَفاً أَنَّهَا سَوفَ تَسْتَفِزُّ قِطَاعاً عَرِيْضاً مِنْ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ الَّذِي تُدِيْنُ غَالِبِيَتُهُ بِدِيْنِ الإِسْلَامِ ، وَ يُظَنُّ بَعْضٌ أَنَّ ذَٰلِكَ القِيَادِيَّ يَعْلَمُ جَيْداً أَنَّ إِثَارَةَ الفِتَنِ مِنْ صِفَاتِ قَلِيْلِي الحِكْمَةِ فَلَيْسْ هَكَذَا يَكُونُ التَّعَامُلُ مَعَ مُعْتَقَدَاتِ النَّاسِ الدِّيْنِيَّةِ وَ مَعَ آيَاتِ الذِّكْرِ الحَكِيْمِ خُصُوصاً وَ الأَجْوَاءُ السِّيَاسِيَّةُ فِي بِلَادِ السُّودَانِ مُلَبَّدَةٌ بِالعَدَوَاةِ وَ البَغْضَاءِ بَيْنَ أَرْزَقِيَّةٍ يُحْسِنُونَ التِّجَارَةَ بِالسِّيَاسَةِ وَ الدِّيْنِ وَ يُجِيْدُونَ إِزْكَاءَ الفِتَنِ وَ آخَرَونَ تَمُورُ فِي دَوَاخِلِهِمْ مَرَارَاتٌ عَظِيْمَةٌ مِنْ الَّذِينَ تَآذَوْا كَثِيْراً مِنْ حُكْمِ الإِنْقَاذِيِيْنَ المُتَأَسْلِمِيْنَ الجَائِرِ الَّذِي جَثَمَ عَلَىَٰ صَدْرِ الشَّعْبِ سِنِيْنَ عَدَداً ، وَ يَبْدُوا أَنَّ القِيَادِيَّ نَسِيَ أَو تَنَاسَىَٰ أَو تَجَاهَلَ عَمْداً شِعَارَاتِ الثَّورَةِ فِي حُرِّيَّةِ التَّعْبِيْرِ وَ الإِعْتِقَادِ وَ التّعَدُدِيَّةِ وَ إِحْتِرَامِ الرَّأَيِّ الآخَرِ وَ أَنَّ الشَّعْبَ السُّودَانِيَّ رَفَضَ وَ ثَارَ ضِدَ تِجَارِ الدِّيْنِ مِنْ الجَمَاعَاتِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ لَكِنَّهُ لَمْ يَنْتَفِضَ ضِدَ دِيْنِ الإِسْلَامِ ، نَوعِيَةُ هَذَا الخِطَابِ المُسِئِ لَا تُؤَدِي إِلَّا إِلَىَٰ تَغْرِيْبِ أَفْرَادٍ وَ جَمَاعَاتٍ كَانَتْ تُحْسِنُ الظَّنَّ فِي قِوَىَٰ الحُرِّيِّةِ وَ التَّغْيِيْرِ.
سَادِساً:
رُبَمَا كَانَ الخَبَرُ صَحِيْحاً وَ رُبَمَا يَكُونُ الرَّجُلُ قَدْ أَطْلَقَ تَصْرِيْحَهُ بَالُونَةَ إِخْتِبَارٍ لِلأَجْوَاءِ السِّيَاسِيَّةِ خُصُوصاً وَ أَنَّ هُنَالِكَ أَطْرَافاً عَدِيْدَةً عَارَضَتْ النِّظَامَ البَائِدَ إِيْمَاناً مِنْهَا بِالدِّيْمُقْرَاطِيَّةِ وَ مَدَنِيَّةِ الدَّولَةِ وَ الَتِّي تَعْلَمُ وَ تَحْتَرِمُ الدِّيْنَ الإِسْلَامِيِّ وَ تُؤمِنُ بِهِ لَكِنَّهَا أَيْضاً تُؤمِنُ بِضَرُورَةِ فَصْلِ الدِّيْنِ عَنْ الدَّولَةِ وَ ذَٰلِكَ إِيْمَاناً مِنْهَا بِالتَّعَدُدِيَّةِ وَ التَّنُوعِ.
وَ أَخِيْراً:
لَيْسَ دِيْنُ الإِسْلَامِ الصَّحِيْحِ أَحَادِيْثَ وَ أَقْوَالَ تَتَنَاقَلُهَا وَ تَنْطُقُ بِهَا الأَلْسُنُ أَو أَلحَاناً يُقْرَأُ بِهَا القُرْآنَ أَو تَرَانِيْمَ تُنْشَدُ فِي المُنَاسَبَاتِ وَ لَا هِيَ صِرَاخٌ وَ تَعَصُبٌ يَنْطَلِقُ مِنْ حَنَاجِرَ تُجَارِ الدِّيْنِ وَ المُدَّعِيْنَ وَ لَا شِعَارَاتٌ تُقَالُ فِي المَنَابِرَ أَو تُخَطُّ عَلَىَٰ اللَّوحَاتِ وَ الجُدْرَانِ وَ الكُتُبِ وَ الدَّسَاتِيْرَ إِنَّمَا الإِسْلَامَ إِيْمَانٌ رَاسِخٌ يَسْتَقِرُ فِي القُلُوبِ وَ الوِجْدَانِ تَفْقُهُ العُقُولُ فَيَنْعَكِسُ أَفْعَالاً وَ تَعَامُلَاتٍ تُمَارِسُهَا الأَفْرَادُ وَ المُجْتَمَعِاتُ.
ضَاعَ وَقْتٌ ثَمِيْنٌ ، وَ قَدْ قِيْلَ أَنَّ العِبْرَةَ فِي النِّهَايَاتِ وَ النَتَائِجَ ، وَ عَلَىَٰ أَهْلِ بِلَادِ السُّودَانِ الإِنْصِرَافَ إِلَىَٰ العَمَلِ وَ البِنَاءِ فَالمُكَايَدَاتُ وَ الفِتَنُ لَا تَنْصُرُ الأَدْيَانَ وَ لَا تُؤَمِّنُ الثَّورَاتِ وَ لَا تَبْنِي الأُمَمَ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
فَيْصَلْ بَسَمَةْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.