عند قراءة هذا المقال تكون الثلاث ايام المخيفة التي بشرت بها وكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا) بهبوب العواصف الشمسية علي الارض قد مرت بسلام.... هادئة..راضية مرضيةولم يعكر صفوها لا غبار ولا كوابيس ليلية بسبب الظلام الذي كان سيغلف ارضنا الطيبة ايام ( 21 و22 و23 ) من ديسمبر الجاري...وكان الامر بالعكس تماما فقد كانت ايام اهلنا في السودان، علي الاقل. من اجمل ايام الشتاء التي عرفوها بعد احتفالاتهم بذكري العيد الاول لثورة ديسمبر المجيدة. : وحتي لا تفقد المراصد مصداقيتها عند الناس فقد تحولت تلك التنبؤات الي ترويج ظاهرة جديدة اكثر قبولا عند الناس وهي حدوث كسوف حلقي لمدة ساعتين يوم الخميس السادس والعشرين من الشهر الجاري حيث يحجب القمر نور الشمس عن الارض بنسبة 90% ...وفي تقديري فهذا حدث يعرفه الناس منذ امد بعيد وقد لا يحتاج للمراصد والترويج الاعلامي...ظاهرة كونية عادية رغم تغليفها بالخرافات عند بعض الشعوب. : هذا الذي نكتبه ونقوله لا يعني اطلاقا الاستهتار او التقليل من مصداقيه واهمية ما تحذر به المراصد العلمية او بما تقوله ( ناسا ) تحديدا...فهي وكالة علمية محترمة بل سيدة المراصد في العالم بما تقوم به من دراسات وابحاث علمية شملت كل المنظومة الكونية التي تحيط بكوكبنا تقريبا ولازالت تعمل منذ إنشاؤها عام 1958 وكان اهم انجازاتها المرصد الضخم (هابل) وقبلها الوصول الي سطح القمر عام 1969... : ورغم ذلك فان ( ناسا) لم تخلو من الانتقاد بسبب التنافس القائم بينها وبقية الوكالات الاخري خاصة في الدول ذات التوجه الاشتراكي مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية. : فوكالة الفضاء الروسية الفيدرالية لا تعترف الا برحلتها التاريخية للكلبة ( لايكا) باعتبارها اول كائن حي يطلق الي الفضاء داخل المركبة( سبوتنيك) عام 1957 اي قبل انشاء الوكالة الامريكية باكثر من عشر سنين. : وكذلك وكالة الفضاء الوطنية الصينية ( C.N.S.A) فهي دائما في حال تشكك لكل ما تحذر به الوكالة الامريكية بما في ذلك قصة وصول الانسان الي القمر !! [: وهناك بالطبع العشرات من وكالات الفضاء منها الأوروبية والآسيوية بما في ذلك الهند وايران وإسرائيل...اما الدول العربية فهي خارج اللعبة ما عدا اربعة مراصد تعمل علي استحياء ومحدودة التأثير رغم قدم بعضها كمرصد حلوان في مصر...اما البقية فهي في السعودية ودولة الإمارات ولبنان. : اقول ذلك بينما يوجد في العالم حاليا اكثر من 400 مرصد فلكي وعلمي لابحاث الفضاء منها نحو 250 في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها. اعود واقول اولا نحمد الله كثيرا بان ما تنبأت به ( ناسا النسناسا) لم يتحقق بفضل الله وتدبيره لهذا الكون. ثانيا...اذكر بما قلته في مقال سابق في هذه للصحيفة الألكترونية المقروءة...فان هناك الكثيرمن المتغيرات البيئية يرصدها العلماء حاليا قد تغير العديد من التنبؤات الكونية مثل الاحتباس الحراري والتغير المناخي. اما الشيئ الاهم فوق هذا وذاك غهو حاجتنا لوجود مرصد علمي عربي ووكالة لابحاث الفضاء..ولا اقول ذلك من فراغ بل من وجود ارث وخبرة عربية كانت موجودة في العصر الوسيط حيث كان يطلق علي اماكن المراصد ( بيت الرصد) و ( الرصد خانة) وان من أوائل المراصد العربية الإسلامية مرصد ( اولوغ بيك) في سمرقند في أوزبكستان الذي أنشأ عام 1442 اي قبل انشاء مرصد اكسفورد القديم بنحو عشرين سنة. د.فراج الشيخ الفزاري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.