ولكنهم ماتت الإنسانية فيهم .عندما قتلوا المعلم الذي نشأنا وتربينا على الوقوف له اجلال وتبجيلا وكنا ننشد كل يوم في طابور الصباح؛ كاد المعلم ان يكون رسولا وحقا كنت فينا رسولا يوم ان اعتقلت و يوم نحرت و يوم رفعت شهيدا وذهبت الي ربك راضيا مرضيا بأذن الله و ذهب الجلادون الي السجن و الي المشانق والي مزابل التاريخ تتبعهم اللعنات في كل مكان كأبشع من تدثر بالدين زورا و اجحافا ، سحلوا المربي بالخازوق هتفوا (فليعد للدين مجده ) ارقد بسلام في الخالدين أيها المعلم فقد سمعت صدي صوت استشهادك يتردد في عواصم العالم و يهتف الملايين باسمك شهيدا في العلا. ان الذين اعتدوا علي الأستاذ احمد الخير و استباحوا حياته و حيوات كل شهدائنا الكرام ليسو بخلية امنية متفلتة خالفت التعليمات او ان الامر خرج عن السيطرة دون قصد و لكنه الفكر والثقافه البغيضه المتجذره في التنظيم من عهود تسمي كذبا بالتوجه الحضاري و الاصح ان تسمي بالتوجه الدموي هذا الفكر الذي يؤمن أربابه بأنهم يتقربون الي الله زلفي بقتل الأبرياء ء العزل و التنكيل بهم عن عمد و ترصد و بدم بارد ثم لا يخشون عاقبة امرهم ، انه عمل ممنهج تعقد له دورات التدريب خارج الحدود و ترصد له الموارد و الأموال من خزائن الدولة بسخاء و تفتح بيوت الاشباح و المعتقلات الأثمة التي تمتهن كرامة الانسان الذي كرمه ربه لقد رأيت العدالة السودانية اليوم تخطو نحو افق بعيد يعيد للقضاء السوداني أمجاده السليبة ، لقد كانت راية العدالة ترفرف علي اجنحة الحرية تبشر بعهد العدالة القادم التي هي احد اركان الثورة السودانية المجيدة و لا محالة ان سيف العدالة سيطال رؤوس كثيره اينعت وقد حان قطافها و سيطال رأس كل من تآمر و امر و تستر علي الجرائم البشعة ، إن من صميم اهداف الدولة في العصر الحديث حماية أرواح الناس و أعراضهم و أموالهم وبيئتهم التي يعيشون فيها و إقامة العدل وإعطاء كل ذي حق حقه وحماية الضعيف من تعدى القوى ( بما في ذلك الحكومة نفسها) بواسطة القضاء المستقل والعادل والفاعل انها دوله القانون و الحقوق دوله المؤسسات . و رأيت اليوم التوجه الحضاري البغيض رايته خاشع البصر و هو حسير ترهقه ذلة يحبو نحو اسفل سافلين في مزابل التأريخ غير مأسوف عليه و علي كل الفظاعات التي ارتكبت باسم الدين في العهد الغيهب . تحية واجبة ومستحقة لكل شهداء بلادي الذين هم اكرم منا جميعا لما قدموه من تضحيات رسخت فينا روح التضحية و انبل قيم العطاء علي الصافي سياتل واشنطون . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.