"بعيدا عن السياسة" هي تسابق للإنسان عبر الزمان..حياة تجد نبضها مرتفع وصوتها عاليا مرتفع.! حياة كأن أهلها على الضفة الأخرى من شاطئ الآخرة، الكل عجول في سعيه،الكل يمارس الحياة بما في يديه، يعيش الحياة ليحيا، يسخرها وفق ما لديه من قسمة. الحياة المصرية يشارك فيها الفقير الغني، وينافس فيها الغفير المدير، ويحياها المعاق كالصحيح. هذا يمشي على رجلين وهذا على أربع، لا فرق بين غني منعم وفقير معدم. العجوز الضعيف والسائل المسكين يطلبون مساعدة الآخرين ببيع المناديل الورقية ينادون على المارة بجنيه بجنيه.. يمارسون عملا لا تنقصه همة.! الحياة المصرية الشارع فيها يهرول للإمام مهما كان الزحام، حياة لا تلتفت للوراء. المارة في الطرقات الرئيسية المسرعة لا يتريثون السيارات لتهدئ سرعتها لعبورهم، والسيارات في مرورها السريع تمررهم دون حوادث. تعدي "قطع" الطريق في طرقات القاهرة السريعة معادلة لا يعرفها إلا الشارع المصري. سايق المرسيدس وصاحب اللكزس، وسائق البص الشعبي، ومستغل الدراجة الناريه كلهم على عجل في المسير كذلك الصبي الذي يحمل أطباق مترادفة من الرغبف على راسه مخترق الزحام مستجيبا لنداء الحياة في ضفتها الأخرى! كلهم يصيحون، وكلهم يأكلون، وكلهم يشربون، وكلهم يشيشون..لا تجد أحدا فارغا من وظيفة اكل،أو شرب أو حركة.. بايع الفول لا تفرغ قدرته النحاسية من الفول، مطاعم الكشري، ومحلات الحلويات الشامية مهما تبادل الجموع خطف كمياتها فهي لا تنقص ابدا..! محلات الفاكهة والعصير تتعاقب عليهاالساعات ولا يختل منظر الفواكه المتنوعة المتراصة على منصات المحلات. الأسواق المطاعم، السوبر ماركاتات،..تمنيت يوما أن أرى نقصا، أو بضاعة داخلة لإتمام نقص أو سد فجوة..! الحياة المصرية لا تعرف فجوة البطون أو فجوة للمحلات التجارية!! ليس هناك مصطلح بمعنى "لايوجد" أو مصطلح "مافي"!.. في احيانا نادرة إذا عزا الطلب يقول لك صاحب المحل زمانو جاي..! الأسواق في اختلاف تنوعها ممتلئة لا تنقص بضائعها ومواعينها وكأن سحر ساحر يتولاها بالإكمال والامتلاء. الحياة المصرية الكلب فيها لا ينبح لطعام، والقطط فيها ممتلئة الاوداج والبطن، تموؤ لا ينقطع مؤاها، ولا ينقطع تناسلها مزاحمة للناس في المطاعم وأزقة البيوت كعضوء شرعي! الحياة المصرية تفاعل دنيا أدرك الإنسان عجلتها فكانت حياة!! تمنيت أن أرى حياة لأهل السودان كحياة أهل مصر إلا أنني تذكرت ان السوداني في طبعه ميت والميت لا حياة تحيطه.!!!! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. //////////////////