"فلاتر التجميل" في الهواتف.. أدوات قاتلة بين يديك    ما هي محظورات الحج للنساء؟    الهلال يعود للتدريبات استعدادًا لمواجهة الشمال    الفَهم البيجِي بعد السّاعة 12    المريخ يواصل عروضه القوية ويكسب انتر نواكشوط بثنائية    شاهد بالفيديو.. هدى عربي وحنان بلوبلو تشعلان حفل زواج إبنة "ترباس" بفواصل من الرقص المثير    شاهد بالفيديو.. قائد لواء البراء بن مالك يهدي الطالبة الحائزة على المركز الأول بامتحانات الشهادة السودانية هدية غالية جداً على نفسه إضافة لهاتف (آيفون 16 برو ماكس) ويعدها بسيارة موديل السنة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يحيي حفل من داخل مياه (حوض السباحة) وساخرون: (بقينا فاطين سطر والجاتنا تختانا)    شاهد بالفيديو.. هدى عربي وحنان بلوبلو تشعلان حفل زواج إبنة "ترباس" بفواصل من الرقص المثير    494822061_9663035930475726_3969005193179346163_n    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية يقدم تنويرا للبعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية حول تطورات الأوضاع    تشيلسي يضرب ليفربول بثلاثية ويتمسك بأمل الأبطال    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    السعودية تستنكر استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية في "بورتسودان وكسلا"    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    المضادات فشلت في اعتراضه… عدد من المصابين جراء سقوط صاروخ يمني في مطار بن جوريون الاسرائيلي    بورتسودان .. مسيرة واحدة أطلقت خمس دانات أم خمس مسيّرات تم اسقاطها بعد خسائر محدودة في المطار؟    الجيش يوضح بشأن حادثة بورتسودان    "ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوادر حرب الشرق الأوسط وقيام النظام العالمي الجديد أثر صدمة فيروس كورونا .. بقلم: يوسف نبيل فوزي
نشر في سودانيل يوم 22 - 03 - 2020

تداعيات فيروس كورونا واللقاح المفترض صدوره في "إيطاليا"
ما وراء حرب النفط تاريخيا
إغراق الأسواق بالنفط وغلق مضيق هرمز بداية الحرب
أزمة اقتصادية تصيب جميع دول العالم ، وتشتد وقعها على الدول المصدرة للنفط حينها تبدأ حرب الشرق الأوسط
إنهيار الشركات و الأسواق التجارية الصغيرة
نظام العملة الرقمية
صعود اليمين والقوميين الشعبويين في أوروبا ليس صدفة
اليمين الأمريكي واليمين الروسي يتحالفان على تفكيك أوروبا
البداية: تاريخيا
كما كان وسيظل دائما ، هناك طريقة واحدة لتغيير النظام العالمي القائم ، من نظام قديم متداعي إلى نظام عالمي جديد أكثر صحة وصلابة ، عبر افتعال الحروب ومن قبلها الأزمات الاقتصادية الخانقة ، وهذا ما عرف في أدبيات علم الإقتصاد "بنظرية الصدمة" لي ميلتون فريدمان الحاصل على جائزة نوبل في العلوم الإقتصادية عام 1976 ، حتى وصفته مجلة ذي إيكونوميست بأنّه ''أكثر الاقتصاديين تأثيرًا في النصف الثاني من القرن العشرين ، وربّما القرن كاملًا‘‘.
في كتاب : عقيدة الصدمة (صعود رأسمالية الكوارث) للكاتبة نعومي كلاين ، التي وصفت سياسات صعود رأس المال بسياسات "المعالجة بالصدمة".
يقوم مذهب رأسمالية الكوارث على استغلال كارثة، سواء كانت انقلاباً ، أم هجوماً إرهابيا، أم انهياراً للسوق، أم حرباً، أم تسونامي، أم إعصارا، ام "وباءا" من أجل تمرير سياسات اقتصادية واجتماعية يرفضها السكان في الحالة الطبيعية.
فالكارثة "كورونا مثلا" تضع جميع السكان في حالة من الصدمة الجماعية، وتخدم القنابل المتساقطة (كما في الغزو العراقي) والعنف المتفجر والرياح العاتية، كلها، لتطويع مجمل المجتمعات. وفي عام 1982 كتب ميلتون فريدمان "وحدها الأزمة –الواقعة أو المنظورة- هي التي تحدث تغييراً فعلياً".
الخلفية التاريخية
في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي ، رفض الطبيب الكندي البارز ايوين كاميرون نظرية فرويد المنادية باستخدام "المعالجة بالكلام" لمعالجة المرضى وراءها غير مجدية ، وقد كان محقا في ذلك. فلم يطمح كاميرون إلى معالجة المرضى بطرق فرضية غير مبنية على نتائج تجريبية ، بل كان يطمح إلى "إعادة خلقهم" من جديد باستخدام أسلوب سماه "القيادة النفسية"، وما تهدف إليه طريقته هو إعادة دماغ المريض صفحة بيضاء عن طريق مهاجمته بالصدمة الكهربائية لمحو كل السلوكيات والذاكرة القديمة ، وهذا ما قد نجح فيه أثر تعاونه مع وكالة الاستخبارات الأميركية التي مولت أبحاثه التي تهدف إلى استخدام الصدمة الكهربائية على أدمغة المرضى النفسيين بهدف تحويل أدمغتهم إلى صفحة بيضاء لإعادة كتابة المعلومات الملائمة عليها. تُسبب الصدمات الكهربائية فقداناً للذاكرة ونكوصاً سلوكياً، فقد كان بعض المرضى يمصون أصابعهم عند انتهاء الجلسة، وبعضهم يشعر بالفراغ المطلق. كتبت إحدى من تعرضن للصدمة "بت الآن أعرف ما كان شعور حواء حقاً عندما خلقت من ضلع آدم بدون أي ماض. أنا أشعر بالفراغ الذي شعرت به حواء". ومن هنا تحولت طريقة الصدمة النفسية من نظرية في علم النفس إلى نظرية في علم الإقتصاد خطها ميلتون فريدمان "العلاج بالصدمة الاقتصادية". حتى كُرس فريدمان بعد وفاته عام 2006 ، كأحد أبطال الحرية بقرار من الكونغرس، كما سمت ولاية كاليفورنيا يوم 29 يناير 2007 بيوم فريدمان، لكن الكاتبة تكشف الوجه الآخر لهذه المدرسة ، وهي تطبيق تلك السياسات بواسطة الإرهاب والقتل والدمار ، من انقلاب سوهارتو وبينوشيه في كل من إندونيسيا وتشيلي وصولاً إلى قصف العراق.
ما حدث في العراق كان تبنياً صريحاً لعقيدة الصدمة "الوقت الأفضل للاستثمار هو حين يكون الدم لا يزال على الأرض" هذا ما صرح به للكاتبة أحد المندوبين في المؤتمر الثاني لإعادة إعمار العراق.
فمهندسو الغزو كانوا من أشد المؤمنين بعقيدة الصدمة، وكانوا متأكدين أن البلد سيتم بيعه بالمزاد العلني بينما يكون العراقيون تحت تأثير صدمة القصف. فبعد صدمة القصف جاء دور الصدمة الاقتصادية ، "فالخوف الجماعي هو جزء أساسي من الإستراتيجية".
الدلائل التاريخية
1/ أثر صدمة الحرب العالمية الثانية ، تم تشكيل نظام بريتون وودز الذي نقل الهيمنة العالمية من بريطانيا العظمى إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وربط سعر الدولار بقاعدة الذهب (لمعنى الحقيقي: إحلال الدولار محل الذهب)
2/ أثر صدمة حرب أكتوبر بين إسرائيل ومصر في عام 1973 تم تفك ارتباط الدولار بالذهب وربطه بالنفط حتى يتسنى للولايات المتحدة الأمريكية طباعة ما تشاء من عملة ورقية غير مدعومة تحت اي سقف ، والأدهى والأمر تمت مضاعفة أسعار النفط من 10 دولار للبرميل إلى 40 دولار للبرميل تحت أسباب واهية ، أي حرب أكتوبر ؛ الاكذوبة العربية الكبرى (لم تسترد مصر سيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس إلا في 25 أبريل 1982 ، أمّا على الجبهة السوريّة، فقد "وسّع" الجيش الإسرائيلي الأراضي التي يحتلها وتمدد حوالي 500 كم2 وراء حدود عام 1967 فيما عُرف باسم جيب سعسع) .. أي أن حرب أكتوبر كانت ذريعة لفرض زيادة على أسعار النفط عبر مباحثات كيسنجر مع المملكة العربية السعودية ولم تكن الحرب إلا غطاء حتى تتم عبرها زيادة أسعار النفط.
3/ أما الحدث الثالث الذي سيشهده العالم ، هو فك ارتباط النفط بالدولار معلنا نهاية سطوة ما يعرف ب البترودولار ، وسيحدث فك الارتباط هذا بعد حرب ثالثة ستدور رحاها في الشرق الأوسط .. وأرجو من الله بأن أكون مخطئا في تحليلي هذا ، رغم أن كل المؤشرات تدل على أن القوى العظمى تخطط لذلك.
منظمة أوبك وحرب النفط
تُصنّف منظمة أوبك لدى العديد من بلدان العالم على أنها منظمة احتكارية ، كونها تضم 12 دولة وتمتلك 40% من الناتج العالمي للنفط وأكثر من 70% من الاحتياطي العالمي ، وهو ما يسمح لها بالسيطرة تمامًا على السوق النفطي واقتصاديات العالم عبر نظام البترودولار.
ومن المعلوم للجميع بأن حركة اي سلعة في السوق تعتمد على حركة العرض والطلب ، فكلما زاد العرض عن الطلب قلة سعر السلعة ، والعكس بالعكس ، أن زاد الطلب على العرض زاد سعر تلك السلعة ، وهذه الآلية لا تحدث بالصدفة في سوق النفط ، لكن يتم التحكم بها عبر منظمة أوبك عبر إتفاقيات تنظم عمل سوق النفط من أجل المحافظة على أسعار النفط حتى لا تتأثر اقتصاديات معظم دول أوبك المعتمدة في ميزانياتها على إيرادات النفط.
في العام 2016 انضمت روسيا إلى منظمة أوبك مكونة ما يعرف ب أوبك بلس. مما أدى إلى تحكم كبار منتجي النفط ممُثلين في «أوبك» وعلى رأسهم السعودية من جهة، إلى جانب روسيا من جهة أخرى، في أسعار النفط عبر خفض الانتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا، بهدف المحافظة على متوسط سعر للبرميل في متوسط سعر 65 دولارًا، صعودًا أو هبوطًًا بهامش خمس دولارات تقريبًا، وهو الاتفاق الذي عُرف عام 2016 باتفاق «أوبك بلس»، وكان من المقرر أن ينتهي في أبريل (نيسان) القادم.
لكن تفشي فيروس كورونا بدل أوراق اللعبة كثيرا ، مبعثرا أسعار العرض والطلب. وبما أن حركة الطلب العالمي على النفط انخفضت بصورة كبيرة في ظل ركودٍ دولي أصاب السوق النفطية إثر تراجع الطلب والاستهلاك العالميين بسبب هذا الوباء «العالمي»، مما أدى إلى انخفاض الرحلات التجارية بين الدول وإغلاق المجال الجوي ، وتوقف الكثير من المصانع ، حتى انخفض الطلب على النفط مما أدى إلى هبوط سعر برميل الدولار من 65 دولار الى حدود 50 دولار للبرميل بصورة مبدئية. حتى تدخلت السعودية "عمدا" قبل أسبوعٍ من الأزمة مطالبة ومقترحة من وزراء «أوبك» خفض الإنتاج بعدما وصل سعر البرميل لأدنى مستوى له في فبراير الماضي إلى 50 دولارًا للبرميل. لكن روسيا رفضت هذا الطلب ، بدعوى أن خفض الإنتاج يعني السماح للولايات المتحدة الأمريكية بشركاتها النفطية بالدخول عوضا عن منظمة أوبك بلس واقتسام جزء من حصة تلك الدول المصدرة للنفط!!! وفي أثناء هذا الطرح يترتب توجيه سؤال هام جدا: بما أنه لا يوجد طلب على النفط نظرا للأحداث الجارية والمعلومة ، إذن: كيف ستحل الشركات الأمريكية عوضا عن منظمة أوبك بلس مقتسمة سوق مبيعات أرباح النفط؟
ومن المفارقات العجيبة ، تعد أمريكا من الدول المصدرة للنفط ومن الدول المستوردة للنفط!! والسؤال: إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية من الدول المصدرة للنفط ، فلماذا تستورد النفط؟
تستورد الولايات المتحدة الأمريكية 19 مليون برميل يوميا من النفط ، وبعدها تأتي الصين بعشرة ملايين برميل يوميا. هذا يوضح بأن ما تقوم به الولايات المتحدة من استيراد النفط الرخيص "نفط أوبك" يُستهلك داخليا ، بينما تقوم الشركات الأمريكية بتصدير النفط الحجري -عالي التكلفة- بثمن عالي. أي أن الولايات المتحدة تقوم بالاستثمار من الجانبين ، استهلاك نفط العالم الرخيص لتسير عجلة الولايات المتحدة داخليا ، بينما تقوم الشركات الأمريكية من جانب آخر بالمتاجرة في سوق النفط حسب العرض والطلب.
يبدو للمحلل الجرئ جليا ، بأن ما قامت به السعودية وروسيا لا يعد أكثر من خطة مسبقة تم التخطيط لها جيدا من أجل افقار ميزانيات الدول المصدرة للنفط ، فكلا من السعودية وروسيا يعد حليفا الولايات المتحدة الأمريكية!! يظن الكثيرين بأن روسيا تكن العداء الشديد لأمريكا وهذا أمر حقيقي نسبيا، لكن الرئيس الروسي بوتين هو حليف ايديولوجي للرئيس الأمريكي ترامب ، فكلاهما ذو توجه قومي شعبوي داعم لتفكيك الاتحاد الأوروبي.
ولا يخفى على الجميع صعود أحزاب القوميين الجدد واليمين الشعبوي في أوروبا. منذ أن قالت بريطانيا نعم لبريكست -للخروج من الاتحاد الأوروبي- في عام 2016، برزت ظاهرة اليمين القومي المتطرف بقوة: ترامب في أمريكا وسالفيني في إيطاليا وأخيرا فوز جونسون في بريطانيا. يندرج في هذا السياق الذي كان شهد أيضاً في أوقات سابقة صعود اليمين المتطرف في البرازيل ممثلاً بجاير بولسونارو ، ويشير أيضاً إلى زعماء متواجدين في السلطة منذ مدة (مثل رئيس وزراء الهند ناريندا مودي، الأرجنتيني ماوريسيو ماكري والتركي رجب طيب أردوغان)، وكذلك زعماء آخرين مثل الرئيس الروسي بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ما يشير إلى أن قيام حرب عالمية ثالثة باتت على الأبواب ، هو صعود اليمين المتطرف والقوميين الجدد في كلا من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية والشمالية وآسيا. بحيث تعد هذه الحالة متطابقة تماما مع الحالة التي شهدها العالم قبل قيام الحرب العالمية الثانية بصعود اليمين المتطرف "الفاشستية" والقوميين "النازية" في عمق أوروبا.
فوائد حرب النفط
حرب النفط من جانب ، تساعد ترامب في حملته الانتخابية القادمة ، وقد عبّر عن كامل رضاه بحرب النفط التي نشبت مؤخرا بين السعودية وروسيا حتى كتب على موقعه في تويتر "انخفاض أسعار النفط في مصلحة المستهلك" ، وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر مستهلك للنفط في العالم ، فإن انخفاض أسعار النفط يعد دعاية انتخابية لترامب قبل حلول موعد الانتخابات في نوفمبر القادم. نزول أسعار النفط الى ما يقرب من ال 20 دولار يعزز من نمو الاقتصاد الأمريكي ، خاصة أن ترامب وعد الشعب الأمريكي مسبقا بتقليل أسعار النفط. فحرب النفط تخدم المصالح الأمريكية من الدرجة الأولى وتضر بمصالح الدول المصدرة ، لكن للسياسة حسابات أخرى. المحافظة على عرش المملكة السعودية بين يدي ملوكها يستحق منها التخلي عن تلك الإيرادات في مقابل دفاع الولايات المتحدة الأمريكية عن ملوك السعودية وابقائهم على العرش. ومن جانب آخر يسعى بوتين لتقوية جناح الحركات القومية وإعادة إحياء نظرية القائد الشعبوي التي تخدم مصالحه في البقاء على عرش روسيا مطولا. أي أن كلا من ولي العهد السعودي بن سلمان والرئيس الروسي بوتين مساهمين في عملية إعادة انتخاب ترامب عبر تقليل أسعار النفط عالميا.
المتضررين من حرب النفط
تعد الدول المتأثرة بتلك السياسات السعودية/الروسية الجديدة ، كلا من:
1/ العراق (يشكل النفط عصب الاقتصاد العراقي، فهو يشكل 45% من الناتج المحلي الإجمالي، و93% من إيرادات الموازنة العامة، وبينما تسهم الصادرات النفطية في 98% من تدفقات العملة الأجنبية).
2/ وسلطنة عمان (تعتمد الموازنة العمانية على 44% من تصدير النفط)
3/ البحرين (نصف إيرادات الدخل القومي تتبخر ..
تخسر البحرين التي تنتج 500 ألف برميل يوميًا نحو مليون دولار في اليوم نتيجة حرب الحصص السوقية بين السعودية وروسيا. كشفت «رويترز» أنّ البحرين تجري محادثاتٍ مع عدة بنوك للحصول على قرض لتجنب انهيار عملتها بسبب الأوضاع السيئة بالسوق. ويتوقع خبراء ألا تنجح البحرين في تجاوز الأزمة الحالية كون اقتصادها غير متنوع)
4/الجزائر (يمثل قطاع الطاقة في الجزائر نحو 60% من إيرادات الدولة، ونحو 95% من حجم الصادرات، ومن هنا يأتي الارتباط الهائل للاقتصاد الجزائري بعائدات النفط)
نظرية المؤامرة
إن أصحاب نظرية المؤامرة "يدعون" بأن فيروس كورونا سلاح بيولوجي متعمد ، قصدوا به عدة أشياء:
1/إحداث صدمة إقتصادية عالمية ، تهوي باقتصاديات العالم أجمع ، خاصة تلك المعتمدة بشكل كبير في ميزانيتها على إيرادات النفط وتحديدا دول الخليج العربي وما جاورها ، كونها المنطقة التي ستنطلق منها شرارة الحرب العالمية القادمة. وحسب المخطط العالمي للقوى الخفية يكمن في تفكيك عروش العرب كما فككوا مسبقا عروش العسكر في دول الربيع العربي ، فلا توجد طريقة لإنهاء سطوة تلك السلاطين إلا عبر الحرب واستزاف ميزانية الدول الغنية المصدرة للنفط.
2/ أمراض الأشخاص بالفيروس حتى يتم تقليل أعداد البشرية ، ومن جانب آخر يروجون بأن إيطاليا ستصدر لقاح ضد فيروس كورونا ، على أن يتم إعطاءه للأشخاص وفق شروط معينة ، وهي زراعة رقائق إلكترونية من أجل فرز الأشخاص المطعمين "إلكترونيا" والآخرين غير حاصلين على التطعيم ، لأن الشهادات الصحية يمكن تزويرها ، لكن الرقاقات ستحمل رقما خاصا بكل لقاح تم إعطاءه لكل شخص.
3/ لن تتحمل إيران عبء العقوبات الاقتصادية وستقوم بعمل عدائي ضد السعودية ، يقولون بأن إيران ستعمل على ضرب مكة المكرمة!! وثانيا بغلق مضيق هرمز .. ومن هنا ستنطلق شرارة الحرب ضد إيران عبر كلا من الولايات المتحدة الأمريكية مدافعة عن حليفتها السعودية ، وإسرائيل مدافعه على موقعها الإقليمي. بحيث أعد المخطط أولا لإغراق الأسواق بالنفط ومن ثم ستبدأ الحرب في الشرق الأوسط ، أي أن الحرب باتت على الأبواب.
4/ سيتم تدمير جزء من أسطول لينكولن "الأسطول الأمريكي الخامس" الذي يحمي مضيق هرمز التي تمر عبره خمس نفط العالم. اما عبر إيران او عبر حلفائها.
5/ يهدف المخطط إلى إنهاء نظام الإسلام السياسي أولا بتدمير إيران ، ومن ثم الحد من طموحات أردوغان التوسعية في الشرق الأوسط.
6/ قيام نظام عالمي جديد ، او كما عرف في أدبيات السياسة ب "ما بعد العالم الأمريكي" للكاتب فريد زكريا. ويرى آخرون بأنه سيتم تحويل النظام العالمي إلى نظام "عالم الأقاليم" "متعدد القطبيات" كما وصفه رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية الأسبق شيمون بيريز في كتابه الشرق الأوسط الجديد او كما وصفته وزارة الخارجية الأمريكية ب "الشرق الأوسط الكبير" التي تكون فيه إسرائيل قوى عظمى تتشارك سيادة العالم مع دول أخرى. وهناك اجتهادات تقول بأن النظام الجديد سيضم قوى عظمى متعددة ، من بينها الصين والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وروسيا وإسرائيل ، على أن يتم بعد أقل من عشرة أعوام من الآن ، انتصاب مجد الإمبراطورية الرومانية من جديد ، اي دولة ايطاليا !
7/ سيتم تدمير قيمة الذهب والفضة ، وسوف يصبحان بلا أي قيمة ، وكل دولة تقتنية تلك المعادن لن تنتفع بها مجددا. على أن يتم تحويل نظام "المال" من قاعدة وقيم الذهب "والعملات الورقية" الدولار إلى نظام رقمي او ما بعرف.ب "crypto-currency"
يوسف نبيل فوزي
22 مارس 2020
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.