عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. اولا: ملخص شامل للدراسة: تربط الدراسة بين الوعد الالهى باستخلاف أمه التكليف - بأممها وشعوبها التكوينية المتعددة - والذي أشار إليه القران الكريم في قوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، وظهور اشراط الساعه. غير أن هذا الربط يقوم على التمييز بين الأشكال المتعددة للاستخلاف - المتضمنة في الايه - و درجات ظهور اشراط الساعه. حيث تربط بين الاستخلاف العام الثاني للامه " في حاضرها " ، والظهور الأصغر لبعض اشراط الساعة قبل آخر الزمان- والمرتبط بهذه الاشراط – فتربط هذا النوع من انواع الاستخلاف اولا بهزيمة الدجال الأصغر، وهى هنا تميز- استنادا الى النصوص واقوال العلماء بين: اولا: الدجال الأكبروهو الدجال الذى سيظهر اخر الزمان – والذى هو ممكن التحقق فى كل زمان- فظهوره من اشراط الساعه الكبرى، وبالتالى مقترن بعالم الغيب و غير خاضع لحتميه السنن الالهيه التى تضبط حركه عالم الشهاده ، والذى اشارت اليه الكثير من النصوص وعينته فحددت انه هو شخص معين محدد الصفات - ثانيا:الدجال الاصغر اى ظهور دجالون قبل ظهور الدجال الاكبر اخر الزمان، فظهورهم من الاشراط الصغرى للساعة، وبالتالي مرتبط بعالم الشهادة والسنن الالهيه التي تضبط حركته، وقد اشارت أشارت إليه العديد من النصوص منها قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) (لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال) (أخرجه احمد : 5 /61)، واتساقا مع هذا اشار اليه العلماء منهم الامام ابن القيم الذى ىقول(فالمهدي إلي جانب الخير والرشاد كالدجال في جانب الشر والضلال كما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين، فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون)( المنار المنيف،ج1،ص 29 ) . ثم تبين الدراسه ان العلماء اقتصروا استخدم مصطلح "الدجال الاكبر "على معناه الحقيقى "الاصطلاحى"( اى شخص معين محدد الصفات) ، اما مصطلح الدجال الاصغر " اى الدجاجله الذين سيظهرون قبل ظهور الدجال الاكبر " ، فقد استخدمه العلماء بمعنيين ، دون الغاء اى معنى للمعنى الاخر:اولا:المعنى الحقيقى"الاصطلاحى": ومضمونه اشخاص سيدعون النبوه كما اشارت النصوص. ثانيا: المعنى المجازى"اللغوى": وهو معنى مجازى ماخوذ من معناه اللغوى الذى اشار اليه كثير من العلماء ، والذى يضمن صفات الكذب وستر الحق، وقد استخدمه بعض العلماء فى وصف بعض الاشخاص (.. كما قال مالك بن انس رحمه الله فى محمد بن اسحاق انما هو دجال من الدجاجله) (ارشاد السارى لشرح صحيح بخارى / ج 15 / كتاب الفتن/ باب 25 / ص 69 ). وترى هذه الدراسه ان مضمون هذا المعنى انه وصف " يمكن أن ينطبق على اى شخص او عقيده او فلسفه ، او منهج أو نظام ... "، يملك المقدرة على تزييف حقيقة وجود محدود (فعلا وغاية )، بتحويله (كذبا ) إلى وجود مطلق من جهة الفعل (اى تحويله إلى فعل مطلق زائف ، وهو ما عبر عنه القران بمصطلح الاستكبار ، ويتضمن إسناد صفات الربوبية كالحاكميه والتشريع والملكية ... لغير الله تعالى)، ووجود مطلق من جهة الغاية( اى تحويله إلى غاية مطلقه زائفة، وهو ما عبر عنه القران بمصطلح الطاغوت)، وهنا تستأنس الدراسه بتفسير العلماء للطاغوت ، كقول ابن جرير ( والصواب عندي في الطاغوت أنه كل ذي طغيان على الله فعبد من دونه إما بقهر منه لمن عبده وإما بطاعة ممن عبده له إنسانًا كان ذلك المعبود أو شيطانًا أو وثنًا أو صنمًا أو كائنًا من كان من شئ) .ثم تشير الدراسه الى ان هذا المعنى المجازى الماخوذ من المعنى اللغوى للدجال الاصغر، ينطبق فى عصرنا "على سبيل المثال لا الحصر"على الليبرالية كفلسفه( طبيعية- غير دينيه- فرديه ) ، وكمنهج يستند الى مضمون فكره "القانون الطبيعي ، وكمذهب "نظام" شامل :علمانى فى موقفه من الدين،فردى فى موقفه من المجتمع، راسمالى فى موقفه من الاقتصاد" لانها- اى الليبراليه كفلسفه ومنهج ومذهب - تحول الفرد من وجود محدود(تكوينيا وتكليفيا) ،إلي وجود مطلق ،اى وجود قائم بذاته ومستقل عن غيره ،وبالتالي تعتبر الفرد غاية مطلقه"مضمون الطاغوتيه"، وتسند إليه الفعل المطلق"مضمون الاستكبار". كما يرتبط الدراسه ثانيا بين الاستخلاف العام الثاني للامه " في حاضرها " وهزيمة ياجوج ماجوج الصغرى. ثم تبين الدراسه ان القول بوجود نسل عرقي لياجوج وماجوج محل رفض ، لكن من الممكن القول بأن لهم نسل حضاري "وهم ياجوج وماجوج الصغرى " ، ويرتبط الاستخلاف العام الثاني للامه بهزيمتهم . وان بعض العلماء اشاروا لياجوج وماجوج الصغرى ومنهم ابن كثيرالذى اعتبر انها تتمثل فى الترك"المغول"، حيث يقول فى كتاب النهايه فى الفتن والملاحم وفى معرض تفسيره حديث قتال الترك"المغول" ( فقد يكون هذا –ايضا- واقعا مره اخرى عظيمه بين المسلمين والترك. حتى يكون اخر ذلك خروج ياجوج وماجوج قريبا).اما الدراسه فتعتبر ان ياجوج وماجوج الصغرى تتمثل فى المعنى المجازى لياجوج وماجوج والماحوذ من معناها االغوى والمتضمن فى تفسير بعض العلماء لحديث( فتح البوم من ردم ياجوج وماجوج مثل هذا) ( فالجواب اما على قول من ذهب الى ان هذا اشاره الى فتح ابواب الشر والفتن، وان هذا استعاره محضه وضرب مثل فلا اشكال).(ابن كثير/ النهايه فى الفتن والملاحم ).وطبقا لهذا ترى الدراسه ان ياجوج وماجوجوهم كل المفسدون في الأرض على وجه العموم ، وكل قبيلة أو شعب تتميز أو يتميز بحضارة وحشية، على وجوه الخصوص ، وهنا تستانس الدراسه ايضا بقول الشيخ/ الشعراوى في تفسيره ( ... وياجوج وماجوج هم أهل الفساد في كل زمان ومكان) . وترى الدراسه ان هذا المعنى المجازى ينطبق فى عصرنا "على سبيل المثال لا الحصر"على الاستعمار بأشكاله المتعددة" الاستعمار القديم القائم على الاحتلال العسكري،والاستعمار الاستيطاني "الصهيوني" والاستعمار الجديد " الامبريالي "، والذي يمثل الوجه المتوحش"الخارجي" للحضارة الغربية ذات الفلسفة والمنهج الليبرالي ، والنظام الاقتصادي الراسمالى ، والذي يتناقض مع وجهها الانسانى "الداخلي" كما يرتبط الدراسه ثالثا بين الاستخلاف العام الثاني للامه " في حاضرها" وظهور المهدية الصغرى . حيث تميز الدراسه - استنادا الى النصوص واقوال العلماء - بين: اولا: المهديه الكبرى: اى ظهور المهدى الاكبر اخر الزمان – والذى هو ممكن التحقق فى كل زمان- فظهوره من اشراط الساعه الكبرى، وبالتالى مقترن بعالم الغيب و غير خاضع لحتميه السنن الالهيه التى تضبط حركه عالم الشهاده ،وقد اشارت اليه الكثير من النصوص .ثانيا:مهديه صغرى: اى ظهور مهديون راشدون قبل ظهور الدجال الاكبر اخر الزمان، فظهورهم من الاشراط الصغرى للساعة، وبالتالي مرتبط بعالم الشهادة والسنن الالهيه التي تضبط حركته، وقد اشارت أشارت إليه العديد من النصوص ،كقوله (صلى الله عليه وسلم)( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي … )، واتساقا مع هذا اشار اليه العلماء، يقول ابن القيم(فالمهدي إلي جانب الخير والرشاد كالدجال في جانب الشر والضلال كما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون)( المنار المنيف،ج1،ص 298) . وترى الدراسه ان مضمون المهديه الصغرى هو الالتزام بشروط الاهتداء التكوينية والتكليفيه، فى زمان ومكان معينين،وبالتالى فان المهديه الصغرى تتضمن – فى عصرنا- الالتزام بشروط الاستخلاف بنوعيها:اولا: الشروط النصية المطلقة : اى شروط استخلاف الامه في كل مكان " كل أمم وشعوب أمه التكليف"، و كل زمان" ماضي وحاضر ومستقبل الامه " ،وتتمثل في المفاهيم والقيم والقواعد الكلية، التي تضبط النشاط( السياسي، الاقتصادى، الاجتماعى، الحضارى..) للمجتمع ،والتي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة. ثانيا: الشروط الاجتهادية المقيدة : اى شروط استخلاف الامه في مكان معين " الامه العربية المسلمة بشعوبها المتعددة "، وزمان معين "الحاضر": وتتضمن: اولا:الحرية - طبقا لمفهومها الاسلامى، المتضمن للشورى والديموقراطيه"طبقا لدلالتها التي العامة التي لا تتناقض مع الفلسفة السياسية الاسلاميه ، والمقيدة بمفاهيمها وقيمها وقواعدها الكلية" - وتحرير الاراده الشعبية الوطنية والقومية – كحل لمشاكل الاستبداد والتبعية السياسية :اى الاستعمار بشكله القديم" القائم على الاحتلال العسكري" ، والجديد" الامبريالي القائم على التبعية ألاقتصاديه" ، والاستيطاني " ومنه الاحتلال الصهيوني لفلسطين" ، كمظاهر لثنائيه الاستضعاف – الاستكبار السياسي الداخلي والخارجي.ثانيا:التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية – طبقا لمفهومها الاسلامى- كحل لمشاكل التخلف والتبعية الاقتصادي والظلم الاجتماعي ، كمظاهر لثنائيه الاستضعاف- الاستكبار الاقتصاديين .ثالثا:الوحدة (الوطنية والقومية "العربية" والدينية "الاسلاميه")- طبقا لمفهوم واقعي-عملي "تدريجي /سلمى /مؤسساتي" – كحل لمشكله التقسيم والتجزئة والتفتيت.رابعا:الجمع بين الاصاله والمعاصرة ، من خلال الالتزام بمفهوم التجديد طبقا لضوابطه الشرعية ، كحل لمشاكل الهوية المتمثلة في الانشطار بين الجمود والتغريب الحضاري) .أما الاستخلاف العام الأخير للامه المتصل بمستقبل الامه، فتربطه الدراسة بالظهور الأكبر لبعض اشراط الساعة آخر الزمان - والمرتبط بهذه الاشراط - والذى هو ممكن التحقق فى كل زمان- فتربطه بهزيمة الدجال الأكبر الذي أشارت النصوص إلى أن ظهوره آخر الزمان من اشراط الساعة الكبرى . كما تربطه بظهور يأجوج وماجوج الكبرى التي أشارت إليها النصوص وربطته بدك السد الذي بناه ذي القرنين. كما تربطه الدراسة بالمهدية الكبرى ، اى المهدي الأكبر الذي أشارت النصوص إلى أن ظهوره من الاشراط الكبرى للساعة. .ثانيا: متن الدراسه التفصيلى: الوعد الالهى باستخلاف الامه : أشار القران الكريم إلى الوعد الالهى باستخلاف أمه التكليف -بأممها وشعوبها التكوينية المتعددة – فى قوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)(النور:55). وتتضمن الايه الاشاره إلى أنواع متعددة من الاستخلاف هي : أولا: الاستخلاف الاصلى- المثال - (استخلاف الرسول والخلفاء الراشدين ): النوع الأول من أنواع الاستخلاف الذي تشير إليه الايه هو الاستخلاف الاصلى ،اى الاستخلاف الذي تشير إليه الدلالة الاصليه للأيه ، وهو استخلاف الرسول (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم)، وهو المثال (النموذج) لاى استخلاف للامه ، ويتضمن أيضا نوعين من أنواع الاستخلاف: ا/ الاستخلاف النبوي(المثال الاتباعى): وهو استخلاف الرسول (صلى الله عليه وسلم) . وهذا الاستخلاف هو قسم من أقسام الاستخلاف الخاص،الذي مضمونه استخلاف الله تعالى لفرد معين، و ينفرد به الرسل والأنبياء ، ولا يجوز نسبته إلى غيرهم ، وهو مثال(نموذج) اتباعى لاى استخلاف للامه ، اى مثال (نموذج) واجب الإتباع لتحقيق الاستخلاف الاسلامى في اى زمان ومكان، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ (آل عمران: 31، 32)، ومضمون هذا الإتباع أن السنة النبوية هي احد المصادر الاصليه للتشريع الاسلامى" بالاضافه إلى القران الكريم " ، وان الأحاديث اليقينية الورود القطعية الدلالة مصدر لأصول الدين ، والأحاديث الظنية الورود والدلالة مصدره لفروعه . ب/الاستخلاف الراشدي(المثال الاقتدائى): وهو استخلاف الخلفاء الراشدين خاصة والسلف الصالح(الصحابة والتابعين) عامه، وهذا الاستخلاف هو اعلي درجات الاستخلاف العام ، وهو مثال ( نموذج ) اقتدائي لاى استخلاف للامه، اى مثال (نموذج) واجب الاقتداء لتحقيق الاستخلاف الاسلامى في اى زمان ومكان،قال تعالى (فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا)(البقرة: 137)، ومضمون هذا الاقتداء – على مستوى أصول الدين - الالتزام بفهم السلف الصالح للنصوص ، وما تتضمنه من عقائد وعبادات وأصول معاملات، كما أنه قائم على إلغاء الإضافات التي طرأت علي فهم السلف لهذه الأصول .أما على مستوى فروع الدين فمضمون هذا الاقتداء هو اعتبار اجتهاد السلف الصالح في وضع قواعد فرعيه لتنظيم مجتمعاتهم استجابة للمشاكل التي عاشوها، ، تجسيد لماضي الامه وخبرتها، وبالتالي اتخاذه نقطه بداية لاجتهادنا فى وضع قواعد فرعيه لتنظيم مجتمعاتنا ،استجابة للمشاكل التي نعيشها ، وليس نقطه نهاية له، وذلك بالالتزام بالقواعد الفرعية التي وضعوها كما هي ، أو بعد الترجيح بينها ، أو وضع قواعد جديدة استجابة لمشاكل جديدة لم يعايشوها.. ثانيا:الاستخلاف التبعى (استخلاف الامه بعد الخلافة الراشدة): النوع الثاني من أنواع الاستخلاف الذي تشير إليه الايه هو الاستخلاف التبعى ، اى الاستخلاف الذي تشير إليه الدلالة التبعية للأيه، وهو الاستخلاف الامه بعد الخلافة الراشدة ، وهو قسم من أقسام الاستخلاف العام، وقد أشار إليه المفسرين ، ورد في تفسير الطبري ( يَقُول تَعَالَى ذِكْره " وَعَدَ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا"بِاللَّهِ وَرَسُوله " مِنْكُمْ " أَيّهَا النَّاس , " وَعَمِلُوا الصَّالِحَات " يَقُول : وَأَطَاعُوا اللَّه وَرَسُوله فِيمَا أَمَرَاهُ وَنَهَيَاهُ ; " لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْض " يَقُول : لَيُوَرِّثَنَّهُمْ اللَّه أَرْض الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْعَرَب وَالْعَجَم,فَيَجْعَلهُمْ مُلُوكهَا وَسَاسَتهَا).ويتضمن هذا الاستخلاف أيضا أنواع متعددة من الاستخلاف - تمثل مراحل متعددة للاستخلاف العام للامه منها : ا/ استخلاف الامه في الماضي(استخلاف الامه الأول): وهو استخلاف الامه بعد الخلافة الراشدة، وقد كان قائما على الاتصال الزمانى بالاستخلاف المثال بنوعيه الاتباعى " النبوي" والاقتدائى"الراشدي"، كما كان قائما على الاتصال القيمى المتناقص بالاستخلاف المثال - بنوعيه الاتباعى " النبوي" والاقتدائى "الراشدي"- بمعنى انه تضمن انقطاع قيمي تدريجي عن الاستخلاف المثال بنوعيه ، وقد أشار ابن كثير إلى هذا الاستخلاف في قوله ( فَالصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ لَمَّا كَانُوا أَقْوَم النَّاس بَعْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَوَامِر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَأَطْوَعهمْ لِلَّهِ كَانَ نَصْرهمْ بِحَسْبِهِمْ ... وَلَمَّا قَصَّرَ النَّاس بَعْدهمْ فِي بَعْض الْأَوَامِر نَقَصَ ظُهُورهمْ بِحَسْبِهِمْ). ب/ استخلاف الامه في الحاضر (استخلاف الامه الثاني): وهو استخلاف الامه في الحاضر ، وتحققه يكون بعد انقطاع زماني وقيمي عن الاستخلاف المثال - بنوعيه الاتباعى "النبوي " والاقتدائى "الراشدي" - والاشاره الى هذا النوع من انواع الاستخلاف ضمنيه وليست صريحه، فهو مندرج تحت شكل من اشكال الاستخلاف "الاستخلاف العام للامه" ، اشارت اليه الايه على وجه العموم، دون تحديد عدد مرات تحققه. ج/ استخلاف الامه في المستقبل(استخلاف الامه الاخير) : وهو استخلاف الامه آخر الزمان-والذى هو ممكن التحقق فى كل زمان- وقد اشارت اليه نصوص كثيره، كالتى تتحدث عن هزيمه الدجال الاكبر وظهور المهدى الاكبر... إثبات دلالات الأحاديث الواردة في اشراط الساعة بشرط عدم تناقضها مع نص قطعي: تنطلق الدراسة من إثبات الدلالات التي تفيدها الأحاديث الواردة في اشراط الساعة، اى إثبات هذه الدلالات ، بشرط عدم تناقضها مع النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة، لأنها تثبت حجية أحاديث الآحاد، مع تقييد درجه حجيتها كالاتى :ا/ إيجاب أحاديث الآحاد المقيد" المشروط" للعلم والعمل، ب/ أحاديث الآحاد مصدر قائم بغيره" حجه بغيرها" لأصول الدين ، وقائم بذاته" حجه بذاتها" لفروع الدين،ج/ إثبات دلالات أحاديث الآحاد التي لا تتناقض مع دلالات النصوص القطعية ، يقول الإمام النووي ( ومتى خالف خبر الآحاد نص القرآن أو إجماعا وجب ترك ظاهره ) (المجموع شرح المهذب: 4/342 ). إثبات اشراط الساعة : وقد أشارت العديد من النصوص إلى اشراط الساعة كقوله تعالى (... يوم ياتى بعض آيات ربك لا تنفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، قل انتظروا إنا منتظرون) (الأنعام:158 ) ، لذا اجمع علماء أهل السنة بمذاهبهم المختلفة على إثبات اشراط الساعة . تقسيم اشراط الساعة :وقد قسم العلماء اشراط الساعه الى قسمبن: أولا : الاشراط الصغرى: و ظهورها مقترن بالحياة الدنيا (عالم الشهادة) ،خاضع لحتمية السنن التي تضبط حركته. ثانيا: الاشراط الكبرى" العظمى" : و ظهورها مقترن بعالم غيبي غير خاضع لحتمية السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود الشهادى . وتنطلق الدراسه من تقسيم ظهور بعض اشراط الساعة إلى: اولا: ظهور اكبر آخر الزمان- والذى هو ممكن التحقق فى كل زمان- فهو مرتبط باشراط الساعة الكبرى ثانيا: ظهور اصغر قبل ذلك ، فهو مرتبط باشراط الساعة الصغرى . الربط بين استخلاف الامه العام الثاني والظهور الأصغر لبعض اشراط الساعة: وهنا نربط بين الاستخلاف العام الثاني للامه " في حاضرها" ، بالظهور الأصغر لبعض اشراط الساعة قبل آخر الزمان- والمرتبط بهذه الاشراط - : هزيمه الدجال الأصغر: حيث يرتبط هذا الشكل من أشكال الاستخلاف بهزيمة الدجال الأصغر. التمييز بين الدجال الاكبر والدجال الأصغر: و قد ميزت النصوص- واقوال العلماء اتساقا مع هذا - بين الدجال الاكبر والدجال الاصغر: الدجال الأكبر: وهو الدجال الذى سيظهر اخر الزمان – والذى هو ممكن التحقق فى كل زمان- فظهوره من اشراط الساعه الكبرى، وبالتالى مقترن بعالم الغيب و غير خاضع لحتميه السنن الالهيه التى تضبط حركه عالم الشهاده ،وقد اشارت اليه الكثير من النصوص كقوله "صلى الله عليه وسلم "( ثلاث اذا خرجن لا ينفع نفس ايمانها لم تكن آمنت وكسبت في ايمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض). وقد عينت الاحاديث الدجال الاكبر، اى حددت انه هو شخص معين محدد الصفات - وهو الامر الذى قرره العلماء اتساقا مع هذه النصوص - الدجال الاصغر :اى ظهور دجالون قبل ظهور الدجال الاكبر اخر الزمان، فظهورهم من الاشراط الصغرى للساعة، وبالتالي مرتبط بعالم الشهادة والسنن الالهيه التي تضبط حركته، وقد اشارت أشارت إليه العديد من النصوص منها قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) (لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال) (أخرجه احمد : 5 /61)، واتساقا مع هذا اشار اليه العلماء : يقول الامام النووى ( قال العلماء قصه ابن الصياد مشكله وامره مشتبه، لكن لا شك انه دجال من الدجاجله)(فتح البارى: ج3)، ويقول الامام ابن القيم (فالمهدي إلي جانب الخير والرشاد كالدجال في جانب الشر والضلال كما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين، فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون)( المنار المنيف،ج1،ص 29 ) . وقد عينت بعض النصوص الدجال الاصغر ، بانهم اشخاص يدعون النبوه بدون تحديد اسمائهم كما فى قوله "صلى الله عليه وسلم"(سيكون فى امتى كذابون ثلاثون كلهم يزعم انه نبى وانا خاتم النبيين ولا نبى بعدى)(اخرجه ابو داؤود: 4 /89).فوجه الاختلاف بين الدجال الاصغر والاكبر ان الاول سيدعى النبوه اما الثانى فسيدعى الالوهيه ، كما قرر العلماء استنادا الى النصوص.. مصطلح" الدجال الاكبر" و الاقتصار على استخدام المعنى الحقيقى" الاصطلاحى": وقد اقتصر استخدم العلماء لمصطلح "الدجال الاكبر "على معناه الحقيقى "الاصطلاحى"( اى شخص معين محدد الصفات) . وبهذا فان استخدام بعض المفكرين المعاصرين( كبديع الزمان النورسى ومصطفى محمود..) للمصطلح بمعنى مجازى يخالف اتفاق العلماء. مصطلح الدجال الاصغر وجواز استخدام المعنيين الحقيقى"الاصطلاحى" والمجازى"اللغوى" دون الغاء: اما مصطلح الدجال الاصغر " اى الدجاجله الذين سيظهرون قبل ظهور الدجال الاكبر " ، فقد استخدمه العلماء بمعنيين ، دون الغاء اى معنى للمعنى الاخر: اولا:المعنى الحقيقى"الاصطلاحى" ومضمونه اشخاص سيدعون النبوه كما اشارت النصوص. ثانيا: المعنى المجازى"اللغوى": وهو معنى مجازى ماخوذ من معناه اللغوى الذى اشار اليه كثير من العلماء ، والذى يضمن صفات الكذب وستر الحق، يقول الازهرى (كل كذاب فهو دجال، وجمعه دجالون،وقيل سمى بذلك لانه يستر الحق بدجله) (لسان العرب) ،وقد استخدمه بعض العلماء فى وصف بعض الاشخاص ( والدجال يطلق فى اللغه على اوجه كثيره منها الكذب.. كما قال مالك بن انس رحمه الله فى محمد بن اسحاق انما هو دجال من الدجاجله) (ارشاد السارى لشرح صحيح بخارى / ج 15 / كتاب الفتن/ باب 25 / ص 69 ). وترى هذه الدراسه ان مضمون المعنى المجازى الماخوذ من المعنى اللغوى لمصطلح الدجال الاصغر، انه وصف " يمكن أن ينطبق على اى شخص او عقيده او فلسفه ، او منهج أو نظام ... "، يملك المقدرة على تزييف حقيقة وجود محدود (فعلا وغاية )، بتحويله (كذبا ) إلى وجود مطلق من جهة الفعل (اى تحويله إلى فعل مطلق زائف ، وهو ما عبر عنه القران بمصطلح الاستكبار ، ويتضمن إسناد صفات الربوبية كالحاكميه والتشريع والملكية ... لغير الله تعالى)، ووجود مطلق من جهة الغاية( اى تحويله إلى غاية مطلقه زائفة، وهو ما عبر عنه القران بمصطلح الطاغوت)، وهنا نستأنس بتفسير العلماء للطاغوت ، فقد ذكر ابن كثير أن الإمام مالكًا فسر الطاغوت بأنه كل ما عبد من دون الله... ثم خلص ابن جرير في معني الطاغوت في قوله ( والصواب عندي في الطاغوت أنه كل ذي طغيان على الله فعبد من دونه إما بقهر منه لمن عبده وإما بطاعة ممن عبده له إنسانًا كان ذلك المعبود أو شيطانًا أو وثنًا أو صنمًا أو كائنًا من كان من شئ) . مثال تطبيقى: وهذا المعنى المجازى الماخوذ من المعنى اللغوى للدجال الاصغر، ينطبق فى عصرنا "على سبيل المثال لا الحصر"على الليبرالية كفلسفه( طبيعية- غير دينيه- تستند الى فكره القانون الطبيعى"، فرديه- ان للفرد طبقا لهذه الفكره حقوق طبيعيه سابقه على المجتمع ) ، وكمنهج يستند الى مضمون فكره "القانون الطبيعي " أن مصلحه المجتمع ككل تتحقق حتما من خلال عمل كل فرد فيه على تحقيق مصلحته" ، وكمذهب "نظام" شامل :علمانى فى موقفه من الدين،فردى فى موقفه من المجتمع، راسمالى فى موقفه من الاقتصاد" قانون حركته الأساسى حرية المنافسة على موارد الحياة والبقاء للأقوى"... لانها- اى الليبراليه كفلسفه ومنهج ومذهب - تحول الفرد من وجود محدود(تكوينيا بالمجتمع والطبيعة والسنن الالهيه التي تضبط حركتهما ، وتكليفيا بالمفاهيم الكليه للوحى) ،إلي وجود مطلق ،اى وجود قائم بذاته ومستقل عن غيره ،وبالتالي تعتبر الفرد غاية مطلقه"مضمون الطاغوتيه"، وتسند إليه الفعل المطلق"مضمون الاستكبار" ، فمن القانون الطبيعى استمد كل فرد حقوقاً سابقة على وجود المجتمع والدولة خالدة ومقدسة لا يجوز لنظام أن يمسها. ففى مجال السياسه والتشريع والاقتصاد اسندت السيادة "السلطه المطلقه (ألحاكميه) والتشريع" حق وضع القواعد القانونيه المطلقه" والملكية"اى ملكيه الرقيه اى حق التصرف المطلق فى المال" إلي الإنسان، بدلا من إسنادها إلي الله تعالى (باعتبارها صفات ربوبية) ، واستخلافه في إظهارها في الأرض(باسناد السلطه"الامر" والاجتهاد والانتفاع بالمال الي الجماعه المستخلفه اصلا عن الله تعالى ) .تلك الليبراليه التى نشأت كنظام فى اوربا و اصبحت امريكا(كنظام امبريالى لا كشعب) قائدته فى مرحله لاحقه. امتد الى كل أطراف الارض، ساحقا الافراد والقبائل والشعوب والأمم بالسيطره العسكريه و السيطرة الثقافية( بواسطة الإعلام، والفكر، والثقافة، والفن حيث يقدم من خلالها أسلوب الحياة الغربية بصورة عامة - أو الأمريكية بصوره خاص - على أنه أسلوب الحياة الأمثل لكل المجتمعات "وهو ما يشكل مضمون التغريب"). هزيمه يأجوج وما جوج الصغرى" نسل ياجوج وماجوج الحضارى": كما يرتبط الاستخلاف العام الثاني للامه " في حاضرها " بهزيمة ياجوج ماجوج الصغرى. القول بوجود نسل عرقي لياجوج وماجوج والرد عليه: إذا كان القران الكريم قد قرر أن ياجوج وماجوج قد تم حجزهم خلف السد الذي بناه ذي القرنين، فان عددا من العلماء قد قرر أن لياجوج وماجوج نسل عرقي خارج السد ، أورد ابن حجر العسقلاني ومن رواية سعيد بن بشير عن قتادة قال(يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة ، بني ذو القرنين السد على إحدى وعشرين " وكانت منهم قبيلة غائبة في الغزو وهم الأتراك فبقوا دون السد )، غير أن هذه الأقوال تتناقض مع ظاهر النصوص ، الذي يفيد أن كل ياجوج وماجوج قد تم حجزها وراء السد . النسل الحضارى لياجوج وماجوج" ياجوج وماجوج الصغرى": وإذا كان القول بوجود نسل عرقي لياجوج وماجوج محل رفض ، فان من الممكن القول بأن لهم نسل حضاري "وهم ياجوج وماجوج الصغرى " ، ويرتبط الاستخلاف العام الثاني للامه بهزيمتهم . اشاره بعض العلماء لياجوج وماجوج الصغرى: وقد اشار بعض العلماء لياجوج وماجوج الصغرى ومنهم ابن كثيرالذى اعتبر انها تتمثل فى الترك"المغول"، حيث يقول فى كتاب النهايه فى الفتن والملاحم وفى معرض تفسيره حديث قتال الترك"المغول" (والمقصود ان الترك قاتلهم الصحابه فهزموهم وغنموهم وسبو نساءهم وابنائهم. وظاهر هذا الحديث يقتضى ان يكون هذا من اشراط الساعه.فان كان كانت اشراط الساعه لا تكون الا بين يديها قريبا. فقد يكون هذا –ايضا- واقعا مره اخرى عظيمه بين المسلمين والترك. حتى يكون اخر ذلك خروج ياجوج وماجوج قريبا منها،. فانها تكون مما وقع فى الجمله وتقدم قبلها بدهر طويل، الا انه مما وقع بعد زمن النبى. وهذا الذى ىظهر بعد تامل الاحاديث الوارده فى هذا الباب).فقوله ( فقد يكون هذا –ايضا- واقعا مره اخرى عظيمه بين المسلمين والترك. حتى يكون اخر ذلك خروج ياجوج وماجوج قريبا) اشاره واضحه لكونه يعتبر الترك "المغول"ياجوج وماجوج الصغرى. ياجوج وماجوج الصغرى والمعنى المجازى لياجوج وماجوج: اما الدراسه فتعتبر ان ياجوج وماجوج الصغرى تتمثل فى المعنى المجازى لياجوج وماجوج والماحوذ من معناها االغوى والمتضمن فى تفسير بعض العلماء لحدبث( فتح البوم من ردم ياجوج وماجوج مثل هذا) ( فالجواب اما على قول من ذهب الى ان هذا اشاره الى فتح ابواب الشر والفتن، وان هذا استعاره محضه وضرب مثل فلا اشكال).(ابن كثير/ النهايه فى الفتن والملاحم ). وطبقا لما سبق ترى الدراسه ان ياجوج وماجوجوهم كل المفسدون في الأرض على وجه العموم ، وكل قبيلة أو شعب تتميز أو يتميز بحضارة وحشية، على وجوه الخصوص ، وهنا تستانس الدراسه ايضا بقول الشيخ/ الشعراوى في تفسيره ( ... وياجوج وماجوج هم أهل الفساد في كل زمان ومكان) . مثال تطبيقى: وهذا المعنى المجازى الماخوذ من المعنى اللغوى لياجوج وماجوج الصغرى، ينطبق فى عصرنا "على سبيل المثال لا الحصر"على الاستعمار بأشكاله المتعددة" الاستعمار القديم القائم على الاحتلال العسكري،والاستعمار الاستيطاني "الصهيوني" والاستعمار الجديد " الامبريالي "، والذي يمثل الوجه المتوحش"الخارجي" للحضارة الغربية ذات الفلسفة والمنهج الليبرالي ، والنظام الاقتصادي الراسمالى ، والذي يتناقض مع وجهها الانسانى "الداخلي" ظهور المهدية الصغرى : كما يرتبط الدراسه الاستخلاف العام الثاني للامه " في حاضرها" بظهور المهدية الصغرى . مذهب الاثبات المقيد: تنطلق الدراسه من اثبات الدلالات التي تفيدها الأحاديث الواردة في المهدي، والتي لا تتناقض مع النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة . عدم اتخاذ الاعتقاد يالمهدى ذريعه لاسقاط التكاليف: بناءا على هذه الدلالة لا يجوز اعتبار الإقرار بالمهدي، ذريعة لإلغاء القواعد الامره ، الناهية، التي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة"المعبر عنها بالحدود" كتعليق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أو الجهاد أو الأوامر والنواهي(الحدود) التي جاءت بها هذه النصوص ...على مجيء المهدي"كما فى المذهب الشيعى فى المهدى". المهدى والمهديه: وقد نظر العلماء المتقدمين الى هذه النصوص من جهه معينه تتسق مع واقعهم، اى واقع الدوله التى كانت السلطة فيها مركزيه (الخليفة) الذي له حق تعيين الولاة في الأقاليم وقاده الجيوش...فركزوا على مفهوم المهدى كفرد فى ذاته (مولده،صفاته...). وسوف تنظر الدراسه الى هذه النصوص من جهه اخرى لا تتناقض مع الجهه السايقه، بل تكملها وهى النظر الى المهدى كفرد فى جماعه منظمه قانونيا اى نركز على مفهوم المهديه- خاصه عند الحديث عن المهدى الاصغر - التمييز بين المهديه الكيرى والصغرى: و قد ميزت النصوص- واقوال العلماء اتساقا مع هذا - بين المهديه الكبرى والصغرى: ا/ المهديه الكبرى: اى ظهور المهدى الاكبر اخر الزمان – والذى هو ممكن التحقق فى كل زمان- فظهوره من اشراط الساعه الكبرى، وبالتالى مقترن بعالم الغيب و غير خاضع لحتميه السنن الالهيه التى تضبط حركه عالم الشهاده ،وقد اشارت اليه الكثير من النصوص . ب/مهديه صغرى: اى ظهور مهديون راشدون قبل ظهور الدجال الاكبر اخر الزمان، فظهورهم من الاشراط الصغرى للساعة، وبالتالي مرتبط بعالم الشهادة والسنن الالهيه التي تضبط حركته، وقد اشارت أشارت إليه العديد من النصوص ،كقوله (صلى الله عليه وسلم)( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي … )، واتساقا مع هذا اشار اليه العلماء، يقول ابن القيم(فالمهدي إلي جانب الخير والرشاد كالدجال في جانب الشر والضلال كما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون)( المنار المنيف،ج1،ص 298) مضمون المهديه الصغرى: ومضمون المهديه الصغرى هو الالتزام بشروط الاهتداء التكوينية والتكليفيه، فى زمان ومكان معينين. الشروط المطلقه والمقيده للمهديه الصغرى: وبالتالى فان المهديه الصغرى تتضمن – فى عصرنا- الالتزام بشروط الاستخلاف بنوعيها: اولا: الشروط النصية المطلقة : اى شروط استخلاف الامه في كل مكان " كل أمم وشعوب أمه التكليف"، و كل زمان" ماضي وحاضر ومستقبل الامه " . ثانيا: الشروط الاجتهادية المقيدة : اى شروط استخلاف الامه في مكان معين " الامه العربية المسلمة بشعوبها المتعددة "، وزمان معين "الحاضر": وفيما يلى نوضح هذين النوعين من انواع شروط الاستخلاف طبقا للابعاد المتعدده للاستخلاف: أولا: الاستخلاف السياسي : ا/ شروطه النصية المطلقة : وتتمثل في المفاهيم والقيم والقواعد الكلية، التي تضبط النشاط السياسي للمجتمع ،والتي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة ،كالمفاهيم الكلية: إسناد الحاكمية (السيادة أو السلطة المطلقة ) لله وحدة ﴿ …إن الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ﴾ ( يوسف: 40)، واستخلاف الجماعة في إظهار حاكمتيه تعالى ، بإسناد الأمر (السلطة المقيدة بالحاكميه"السيادة"الالهيه) إليها، قال تعالى ﴿ وأمرهم شورى بينهم﴾، أما الحاكم فهو نائب ووكيل عن الجماعة لها حق تعيينه ومراقبته وعزله إذا جار ، وكالقيم الكلية:الشورى والعدل والمساواة.. ب/ شروطها الاجتهادية المقيده ( الحرية ): وتتمثل في الحرية - طبقا لمفهومها الاسلامى، المتضمن للشورى والديموقراطيه"طبقا لدلالتها التي العامة التي لا تتناقض مع الفلسفة السياسية الاسلاميه ، والمقيدة بمفاهيمها وقيمها وقواعدها الكلية" - وتحرير الاراده الشعبية الوطنية والقومية – كحل لمشاكل الاستبداد والتبعية السياسية :اى الاستعمار بشكله القديم" القائم على الاحتلال العسكري" ، والجديد" الامبريالي القائم على التبعية ألاقتصاديه" ، والاستيطاني " ومنه الاحتلال الصهيوني لفلسطين" ، كمظاهر لثنائيه الاستضعاف – الاستكبار السياسي الداخلي والخارجي. ثانيا : الاستخلاف الاقتصادي: ا/ شروطه النصية المطلقة : وتتمثل شروط في جمله من المفاهيم والقيم والقواعد الكلية، التي تضبط النشاط الاقتصادي للمجتمع، والتي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة،كالمفاهيم الكلية: إسناد ملكية المال (اى حق التصرف المطلق في المال) لله تعالى وحده ﴿ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ (النور: 33)،وكون الجماعة مستخلفه في الانتفاع به بالاصاله ﴿وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه﴾ (الحديد: 7)،وهو ما يتحقق بان تتولى ألدوله كممثل للجماعة أداره مصادر الإنتاج الاساسيه، أما الفرد فمستخلف في الانتفاع بالمال بالتبعية ، وبالتالي فان انتفاعه به مشروط بعدم التعارض مع مصلحه الجماعة(الوظيفة الاجتماعية للملكية).وكالقيم الكلية التي أهمها العدل الاجتماعي بشرطيه تكافؤ الفرض وعدالة توزيع الثروات ، كغاية للنشاط الاقتصادي للدولة الاسلاميه، بالاضافه إلى إشباع الحاجات الاساسيه للجماعة. ب/ شروطه الاجتهادية المقيدة (التنمية المستقلة و العدالة الاجتماعيه) : وتتمثل في التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية – طبقا لمفهومها الاسلامى- كحل لمشاكل التخلف والتبعية الاقتصادي والظلم الاجتماعي ، كمظاهر لثنائيه الاستضعاف- الاستكبار الاقتصاديين . ثالثا: الاستخلاف الاجتماعي: ا/ شروطه النصية المطلقة : و تتمثل في المفاهيم والقيم والقواعد الكلية، التي ضبط النشاط الاجتماعي للمجتمع ، والتي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة ب/ شروطه الاجتهادية المقيدة (الوحدة): و تتمثل في الوحدة (الوطنية والقومية "العربية" والدينية "الاسلاميه")- طبقا لمفهوم واقعي-عملي "تدريجي /سلمى /مؤسساتي" – كحل لمشكله التقسيم والتجزئة والتفتيت. رابعا: الاستخلاف الحضاري : ا/ شروطه النصية المطلقة : وتتمثل شروط في المفاهيم والقيم والقواعد الكلية، التي تضبط النشاط الحضاري للمجتمع، والتي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة . ب/ شروطه الاجتهادية المقيده( الاصاله والمعاصرة والتجديد) : وتتمثل في الجمع بين الاصاله والمعاصرة ، من خلال الالتزام بمفهوم التجديد طبقا لضوابطه الشرعية ، كحل لمشاكل الهوية المتمثلة في الانشطار بين الجمود والتغريب الحضاري) - الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات https://drsabrikhalil.wordpress.com عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.