العالم الآن يخطوا إلى حالة التعايش مع كورونا،مرت حالة الزعر ولا تزال آثاره باقية في تضارب الآراء حول رفع الحجر المنزلي وعودة الحياة الى طبيعتها، أم التريث خوفا من (موجات) جديدة من الوياء. على مستوى أخر بدأ تبادل الإتهامات في أصل الوباء ، وتبييت النوايا السياسية لعهد ما بعد كورونا. ضمن تدرج الحالات في وباء كورونا تبقى حالة ستستمر مع قليل من البشر وينساها أغلب البشر في سنة الإنسان والنسيان، حالة التأمل والتفكر في هذا الوباء الذي أوقف الحياة في كل مظاهرها. لأول مرة يشهد العالم تعطلا كاملا لنشاطه لا عمل ولا سفر ولا خروج، ضعف إنساني يؤرخ لجائحة كورونا على العهد الحديث. لكنه أشار الى معنى كبير في قوة التوجه الخالص لله تعالى لرفع البلاء، توحد الانسان بمختلف دياناته مساجد، وكنائس، ودير وصلوات داعيا الله الواحد الأحد "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون" ( ) من هنا ينبغي على الانسان اي انسان قائم على أمر دين ان يُدرك اي توحيد لله في نفوس أهل الديانات، فينهج لطفا في التسامح والتعايش مع أخيه الانسان بكل اطيافه. على المستوى الدولي وتنافس القوى الدولية تُظهر حالات الحروب والنكبات ترتيبا جديدا لمواقع الدول. فكما أظهرت الحرب العالمية الثانية الولاياتالمتحدةالامريكية كقوي عظمى،(وكانت من قبل لا يسمع بها أحد) في سطوة ألمانيا وجبروت إيطاليا، وقوة بريطانيا..ربما تُغير جائحة كورونا تشكيلة العالم..لقد أظهر الوباء ضعف القوة العظمى كأكثر دولة فتك بها المرض. الصين إتهمتها قوي النظام القديم ممثلا في الولاياتالمتحدة وتابعتها بريطانيا كونها تسترت على الوباء الذي إنطلق من أرضيها.. وكما هو حال الفواجع في خلط الأفعال والأقوال- إتُهمت الولاياتالمتحدةالامريكية كذلك منظمة الصحة العالمية بالتقصير في الكشف والتعامل مع الوباء، وقد نسيت أن هذه المنظمة هي وليدة نظامها العالمي الذي قارب تحكمه على الإنسانية قرنا من الزمان.. لكن ذات الخلط في أوراق القوى الذي في اثناءه ترسل جمهورية إيران قمرا صناعيا للفضاء لتتبؤ مكانا إلى جانب قوى العالم. هوالذي من المتوقع أن يُخرج قوي جديدة إلى العالم.. إذا لم تكن بديلة للولايات المتحدةالأمريكية فلتكن منافسة لها بصوت عال. تصريحات القيادة الصينية في ردها على إتهامات الولاياتالمتحدةالامريكية في "التستر على وباء الكورونا" أخذت لأول مرة لهجة ندية قوية حينما لفتت نظر أمريكا الى "ترك التنمر الذي كان سائدا في القرون الوسطى" وطلبت منها عدم تسييس كورونا والعمل سويا على محاربته، لغة جديدة في الخطاب الصيني، كلمات مختصرة يفهمها القادة الامريكان والحليف الانجليزي.. دون احتياج الى ترجمة ولو قيلت باللغة الصينية..! ربما عبرت قسمات وجه الصاعد الصيني عن معان تذكر "عنج القرون الوسطى" أن للزمان دورات في سنن الخلق بدء دورته الجديدة فيروس لايُرى بالعين المجردة.. هل تؤدي جائحة كورونا إلى ترتيب جديد في قيادة العالم..؟ سؤل يشغل كثير من مهتمي السياسة الدولية، لكن الآهم من ذلك ما أكده طاعون كرونا من "هزيمة للإنسان" اي انسان..؟ لدرجة أن إختلط مفهوم الدولة في الانسان. الكل يبحث عن مخرج. تساوت دول عظمى مع دول صغرى لافرق. وبفاصل تاريخ كورونا الذي إنهزم فيه انسان القرن الحادي والعشرين بكل علمه وجبروته سيُرتب التاريخ قوائمه الجديدة في قيادة العالم. ليس من سبيل للدول سوى التعايش مع كورونا والتضحية بإعداد من مواطنيها إلى حين الوصول إلى اللقاح، فالموت بكورونا أخف من الموت جوعا.. ويتوافق هذا مع عقلية الداعين لرفع الحجر والعودة للحياة،وهذا في الغالب ما سوف تسير عليه البشرية، وقد يتطلب اللقاح وقتا لا يقل عن عام كما يتنبأ العلماء. لكن مهما يكن من أمر فإن من أهم الدروس التي لفت لها وباء كورونا الانسانية، عدم التناسب فيما بين العلوم والصناعات المهتمة بحياة الانسان في الطب والتجهيزات.. والصناعات الساعية للفتك بالانسان- ففي الوقت الذي يجتهد فيه الانسان لصناعة الاسلحة الفتاكة بكافة تقنياتها ويتنافس في بيعها لتقتل الضعفاء في اليمن، والعراق، وفلسطين، وافغانسات، وليبيا..يتضاءل عطاءه في الجانب الصناعي الطبي الانساني- لتفتك به جرثومة لا ترى بالعين المجردة، ولتنتظر دول كامريكا وايطاليا وبريطانيا واسبانيا..مساعدات طبية من دول كتركيا وقطر وإيران اي مفارقة في الجانب الانساني يكشفه طاعون كورونا !! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.