عفوا ، الجرورة معناها الشراء بالدين. للأجيال الحديثة التي لا تعرف كلمة جرورة. هي كلمة قديمة، في السودان، وخاصة لشراء حاجيات البيت المعيشية. ناس سكر وزيت ودقيق وفول وعيش. كذلك علبة فرتا أو كرز وتوضع تحت نقاع الزير إذا ليس هناك ثلاجة. لو جاء الضيف أو حضر الغائب..ترسل الأم الشافع بكراسة أو دفتر الجرورة للدكان..صاحب الدكان هناك يسجل في دفتره الخاص وأيضا يسجل في كراسة الجرورة. عادة يكون الكراس متسخ بالدهن واحيانا بدون غلاف.. في أول الشهر تبدأ الأسرة صاحبة الدفتر في الدفع، احيانا كل المبلغ وبعض الاحيان اجزاء منه ..والجرورة دائما مرتبطة بالوفرة ؛ ماكو وفرة ، ماكو جرورة...بعض الدكاكين لا يدينون...ويكتبون على لوح ظاهر في صدر الدكان، "الدين ممنوع والزعل مرفوع"، وبعضهم يكتب، "الدين ممنوع ولو بعدين".. الحياة كانت حانية وسهلة ولكن بعد ذلك قست وعمت بفعل غفلة وفساد السياسين وطمع وغلو العساكر ..السودان أصبح من الدول المقلوبة!. الحياة زمن الاباء أفضل من حياة اولادهم ؛ وحياة الأولاد افضل من حياة الأحفاد..أدت هذه الكارثة إلى هجرة أرقام مهولة من السودانيين الى الخارج. وصلت لنيوزلاندا واستراليا إلى الاسكا والصين وجزر الكاريبي..زمبرة ، غمض وفتح عيونو لقى نفسو في بلد طيرو عجمي..لا يأكلوا الحمام ولكن يأكلون الاخطبوط وسرطان البحر والطرق العراض سلطتهم ؛ وتحليتهم آيسكريم الثوم !!..زمبرة، كان يستلم مرتبه ويقسمه على ثلاثة، السكن والطعام والفواتير؛ ولا يبقى له إلا الشهادة والعمل الصالح..بعد دردحة ودشدشة والمرور بكل انواع العمل فجأة، حصلت كارثة سقوط أسعار البيوت في امريكا. وذلك نسبة للتسليف الاستحماري. اها، هنا زمبرة فتح عيونو قدر الريال ابو عشرة. وقال دي فرصة، يخش ليهو في بيت بالجرورة. حسبها، يمين شمال ما لفقت. زمبرة، طنش الموضوع ونساه ..زميلتو في الشغل مصرية ، من الملحلحات والنفسها محدثاها ، قالت ليهو، شوف يا باشا ، الفرصة دي ما حتتكرش، مرة ثانية، اتوكل وخش ليك في بيت. شرح ليها زمبرة حالو واحوالو. قالت ليهو، تعرف يا باشا، اربط الحزام على بطنك، وقلل من المشتريات وزيد من التوفير!. قالت ليهو، كتير زيك ماشين بعجل الحديد لكن مدبرين..زمبرة، قال لبها، انحنا اول ما نشعر ماشين بعجل الحديد طوالي بنطلع ونخلي الشارع !. . اخيرا نجح زمبرة واشترى البيت بالجرورة. مرت الأيام والشهور الاولى وكانت صعبة عليهو ومرات تعصلج ، لكن انستر في الدفعيات..بعد مرور سنوات، كبست عليهم الكرونا وزمبرة بقى خائف على بيت الجرورة..مرة ، قال لمرتو فطومة، شوفي يا فطومة، الله واحد والموت واحد ، لو حصل أمر الله، وشال أمانتو ، تبيعوا البيت وتدو ناس الجرورة باقي قروشهم ؛ وبعد داك بباقي القروش ترحلو لولاية رخيصة وتشتروا ليكم بيت تعيشوا فيهو مع العيال..فطومة قالت ليهو، ما بنرحل شبر من هنا. حنشيل معاشك واستحقاقاتك وندفع بيها باقي الدين. ثم مواصلة الكلام، قلت ليا يا زمبرة، كم قروش تأمين الحياة بتاعتك!؟... لأننا سنزيد بيها ونبني بيها استديو في راس القراش ونأجرو... معاك معلمة يا زمبرة.. بس أنت موت موتك !!. .... عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.