السودان الذي كان دائماُ يطلق عليه مقولة رجل أفريقيا المريض لقد تحققت هذة المقولة في هذا الزمان الأغبر بفضل حكوماته و زمرة ساسته الفاشلين الضالين لطريق العدالة و الديمقراطية و لم يجلبوا له غير المحن و الأزمات و المصائب ، الساسة السودانيين يفتقرون للخيال السياسي الخصب لإدارة سيناريو بلد مثل السودان بهذا التباين و التنوع لإخراج دولة السلام و العدالة و الديمقراطية و التنمية المستدامة ، دولة المواطنة التي تحمي مواطنيها داخلياُ و خارجياُ و تعمل من أجل توحيد وجدان الشعب و غرس الروح الوطنية و رتق النسيج الإجتماعي و تقدم لهم الخدمات الأساسية و العيش الكريم ، هذه هي الدولة التي ينشدها الشعب السوداني و ليس الدولة المجرمة التي إنتهكت حقوقه و شردت أبناءه كما كان يحصل إبان الأنظمة السابقة و النظام البائد الذي كان الأبشع في جرائمه و أسوأ ما يتخيله الإنسان فهو أسوأ منه ، و بالرغم من نجاح ثورة 19 ديسمبر في إسقاط النظام البائد لكن على ما يبدو أن نظام الكيزان جذوره عميقة و متشعبة و مستمر في التخريب و إشعال الحرائق بمعاونة الأحزاب السياسية و نافذين في الحكومة من العسكر و أمتلأت البلاد بالخوازيق الذين يدعون السياسة بالداخل و الخارج . خوازيق البلد زادت حتى هدت حيل البلاد بسبب الترهات و التباينات السياسية السخيفة من قبل الأحزاب و اللايفات الغير مجدية التي لا تخدم مصلحة البلاد فقط مجرد مهاترات بيزنطية ، جميع الأحزاب و القوي السياسية خوازيق و تعتبر إحدى كوارث البلاد و في مقدمتهم حزب الأمة القومي و مشتقاته لأجنداتهم التي لا تؤسس لدولة حاضنة للشعب السوداني و لحماية وطن يسع الجميع في سلام و وئام ، خوازيق حزبية ليس لديها رؤى وطنية واضحة المعالم غير عقد التحالفات لحبك التآمرات و البحث عن الذات و كما توجد أيادي خبيثة حزبية و أخرى نافذة تلعب على جميع الحبال و تساند الكيزان في عمليات تخريب الإقتصاد لتقويض عمل الحكومة التنفيذية الإنتقالية . سوف تشهد البلاد في الفترة القادمة ظهور خوازيق سياسية جديدة التأسيس التي تم تسجيلها بمسجل الأحزاب السياسية و أخري تعمل على إعداد نفسها للتسجيل لزيادة عدد الخوازيق بالبلاد دون جدوي فقط لتفاقم الأزمات ، و للمصلحة الوطنية يجب إعادة النظر في قانون تسجيل الأحزاب السياسية لكي لا تتورط البلاد في خوازيق مأزومة عديمة الجدوي تدخل البلاد في ترهل حزبي ضعيف و مأزق سياسي أكثر مما هي عليه الآن و إعاقة العملية الديمقراطية المرتقبة و المرجوة ، لا يمكن بناء دولة مؤسسات حقيقية في ظل الظروف الراهنة التي تعمل فيها الخوازيق السياسية متضامنة مع بعض العسكريين ضد المصلحة الوطنية للبلاد مما يخدم مصالحهم و الأجندة الكيزانية ، و معلوم بأن التحالفات عادةُ تبنى لضعف الكيانات المؤسسة لها و يا حبذا لو كانت من أجل مصلحة الوطن لكن المؤسف في الأمر إنها تعمل و تخطط عكس تيار تقدمه و إستقراره و الدليل على ذلك ما تمر به البلاد الآن من ظروف قاسية ، و للتخلص من أزمة الكم الهائل من الأحزاب السياسية يجب على جميع الأحزاب ( الخوازيق ) أن تعمل على قيام مؤتمرات لتوحيد نفسها و مثال حزب الأمة و مشتقاته وغيرها من الأحزاب المنشقة سابقاُ بإيعاز من المؤتمر الوطني المباد وإضعافها لمصلحته ( خوازيق التوالي ) . الوضع الراهن ينذر بالكثير و كارثي لما يجري من تجاذبات و تحالفات غامضة بين الخوازيق السياسية و العسكر و الحركات المسلحة و العسكر من ناحيةو بعض الحركات مع الخوازيق السياسية و الكل يحشد و يعمل من أجل مصلحته بعيداُ عن مصلحة البلاد و الهم الوطني و الحكومة الإنتقالية راهنت الشعب السوداني بإرساء دعائم السلام السبب الذي جعلها تقبل و توافق على جميع المطالب لتحقيق السلام بأي طريقة ذات النهج الذي كان يعمل به النظام البائد و لكن بشكل مختلف مما زاد من تعقيد الأزمة و خاصة الإقتصادية و مسألة تعدد الجيوش و ميزانيتها التي تفوق ميزانية البلاد و الترتيبات الأمنية لأي إتفاق قادم مع الحركات المسلحة سوف يزيد ( الطين بلة ) ، السردان به أعداد مهولة و رقم خيالي من الجيوش المتعددة دون جدوى لخدمة مصالح قادتها فقط و البلاد أطرافها محتلة ، و صراعات قبلية داخلية غير مسيطر عليها إذن لا فائدة من وجود جيوش كهذه في بلد يعاني أهله من لقمة العيش لذا يجب تقليصها و بناء جيش وطني بكفاءة عالية قادر على حماية الأراضي السودانية بدل من الإحتراب الداخلي مع أبناء جلدته و يستحسن الوصول لسلام حقيقي يلبي طموحات الجميع و تحقيق الديمقراطية وسيادة حكم القانون و إنهاء الأزمة السودانية المستعصية بفعل الخوازيق . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.