ابوبكر يوسف إبراهيم * قرأت في موقع (فري أمريكان برس) مقالاً جعل إعتقادي يهتز بعد يقيني بأن الملعب الذي خلا بإنهيار الإتحاد السوفيتي السابق وأن أمريكا أصبحت اللآعب الأوحد وقد بدأت أعيد حساباتي بعدما قرأت ما أورده الموقع وأكد أن الصين كشرت عن أنيابها كقوة (جبارة) ؛ وليست عظمى فقط ؛ناهيك عن أنها أيضاً الدولة التي تقرض خزانة أمريكا بعد الأزمة العالمية كما أنها قوة تملك إرادة سياسية قوية لتقول " لا " حينما يتوجب عليها أن تفعل وتقف في وجه كل من يعتقد أنه إنفرد بالملعب العالمي ويمكنه أن يقرر ما شاء وقتما وكيفما يشاء وكأنما هو المالك الأوحد لزمام العالم ؛ وما قرأته يتلخص في الآتي:- * بنيامين نتينياهو ذاك الصهيوني الصلف المتغطرس لم يعد مسموحا له بأن يبتهج فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاقية لفرض عقوبات على إيران مثلما تم التوصل إليها مع الحكومة الروسية. بعد أيام قليلة على هذا, أوضحت الصين أنها لن تتعاون في تنفيذ مثل هذه العقوبات. و بالتالي؛ فقد اعتقد نتينياهو أنه من الضروري القيام بزيارة إلى القيادة الصينية؛ و ذلك من أجل وضعهم على المسار الصحيح من خلال الأوامر الإسرائيلية والرضوخ لها . * القيادة الصينية لا تريد أن ترى نتينياهو مرة أخرى. و هكذا فإن على "بيبي" أن يبقى في البيت. ففي 25 فبراير 2010 قامت إسرائيل بإرسال وفد حكومي عالي المستوى إلى بكين, و قد تضمن الوفد نائب رئيس الوزراء موشي يعلون؛ إضافة إلى رئيس المصرف المركزي ستانلي فيشر من أجل تحريك القيادة الصينية نحو فرض عقوبات صارمة ضد إيران. * فالإسرائيليين تعرضوا للتوبيخ للمرة الثانية. لقد تركوا واقفين عل المسرح دون أن يأتي أي عضو من الحكومة للحوار معهم. و قد أعاد الإعلام كتابة هذه المهزلة بالشكل التالي: "لقد أمل الإسرائيليون أن يكونوا قادرين على الاجتماع خلال اليومين مع مستشار وزارة الخارجية الصينية داي بينج وو". لقد أصبح الإسرائيليون متواضعين جدا بحيث أن مستشار الحكومة كان يمكن أن يكون كافيا بالنسبة لهم؛و لكن حتى هو لم يكن ليعطيهم هذا الشرف. * دعونا نعود مرة أخرى لنلقي نظرة على ما يعتبر تأجيلآ للنظام العالمي الجديد وفعاليته مرة أخرى. لقد اعتقد "بيبي" أن عليه أن يتولى الأمور بنفسه لأن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد تلقت فعليا رفضا صينياً لفرض العقوبات على إيران. ولذا فإن الإسرائيليين قد قاموا تقريبا بدعوة أنفسهم إلى بكين و لكنهم كانوا متطفلين دبلوماسيا مع التعليق التالي :" إذا كنتم تريدون القدوم بشكل أكيد... فإنه لا يوجد وقت لدينا لكم". و هكذا, فإن مستشار وزارة الخارجية لم يكن حاضرا, ناهيك عن الوزير. علاوة على ذلك؛ فإن اللقاء مع رئيس الوزراء الصيني لم يكن أمرا قابلا للنظر. لقد كان على الإسرائيليين أن يتصلوا مع مسئول عام من أجل السماع منه بأن الصين سوف لن تأخذ دورا في أي عقوبات صارمة ضد إيران: "إن الصين أيضا انسحبت من الجولة الرابعة من محاولة مجلس الأمن فرض عقوبات على إيران, على الرغم من أن إيران أعلنت أنها سوف تكثف العمل في تطوير برنامجها النووي". بعد هذا الإعلان من بكين, أرادت روسيا أيضا أن تتبع هذا الخط مباشرة و أن توجه لإسرائيل ضربة قوية تحت الحزام. لقد قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لريا نوفستي بأنه " لا يوجد هناك دليل على أن إيران تريد أن تصنع القنبلة النووية". و قد أوضح وزير الخارجية بعد ذلك مرة أخرى بأن روسيا تدعم تكنولوجيا إيران النووية " و قد أكد لافروف حق إيران في توسيع نطاق برنامجها النووي". مع هذا الإعلان, تصرف وزير الخارجية الروسي بشكل أكثر فظاظة مع الحكومة الأمريكية, و ذلك نظرا للتصرفات البغيضة لهيلاري كلينتون و التي وصلت إلى حد بعيد من السخافة. لقد بدا واضحا في كل مكان في العالم بأن التمثال الإسرائيلي يغوص في الغبار. و يدرك المرء بأن الأمر هذا قد حصل من خلال ثقة إيران بنفسها. خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس محمود أحمدي نجاد لرفيقه الرسمي بشار الأسد في دمشق سخر الاثنان من السيدة كلينتون. "بعد أيام قليلة على محاولة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إخراج سوريا من تحالفها مع إيران, قام الرئيس السوري باستقبال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, و قد كان اللقاء وديا إلى أبعد الحدود". * إن سقوط السلطة الإسرائيلية/ الصهيونية العالمية أصبح أمرا غير قابل للجدل. إن عملية القتل الفاشلة لمقاتل الحرية الفلسطيني محمود المبحوح في 19 يناير 2010 في فندق في دبي, تظهر ذلك أيضا. إن أفضل جهاز مخابرات مزعوم في العالم يسمح لنفسه بأن يصور من خلال كاميرات الفندق خلال عملية الاغتيال و علينا أن ننظر أيضا إلى عرض هويات القتلة التي ظهرت في جميع أنحاء العالم في العناوين الرئيسة مع الأسماء وا لصور. * إن أي قاتل هاو يمكن أن يقوم بهذه العملية بشكل أكثر ذكاء و لربما لن يكتشف أيضا. لقد كان الإسرائيليون متأكدين أنهم سوف يكونون قادرين على مغادرة دبي دون أن يكتشفوا و ذلك لأنهم و لحد الآن كانوا يرتكبون عمليات القتل دون الخوف بأن يكشتف أمرهم. و على هذا فإنهم لم يقوموا باتخاذ أي إجراءات أمنية أو وقائية, لأنهم يتمتعون بحرية عمل كاملة في كل الدول الغربية, إضافة إلى بعض الدول العربية التابعة. * وبشكل طبيعي فقد اعتقدوا أن دبي المفلسة وكما صور لهم خيالهم المريض ؛سوف تتركهم لأن الشيوخ هناك بحاجة إلى أن يفعلوا أي أمر تجاه الغرب من أجل الخروج من الكارثة المالية التي دفعت إليها الإمارات من خلال وول ستريت. لقد كان سوء تقدير فادح. * بينما تُذَل وتُضطهد إسرائيل في المحافل الدولية الهامة كما هو الآن واضح من خلال ردات الفعل الصينية والروسية والتركية ومن دول كان يعتقد أنه حينما توميء لها إسرائيل بالبنصر تستجيب على الفور صاغرة لأوامرها وطلباتها؛ أما اليوم فقد تغير الحال – فسبحان الله المعز المذل – لقد بدأ التنين الصيني يزمجر متسلحاً بثقله السياسي والإقتصادي والتكنولوجي والصناعي علاوة على الديون المكبلة التي ترزح فيها الخزانة الأمريكية لصالح الصين ؛كما لا يخفى عليكم أن الصين مؤخراً من مساحات تأييد إذ أنها الدولة الوحيدة التي المعونات والمنح للدول الفقيرة فلا تشترط عليها الدوران في فلكها بل ما يجمعهما هو المصالح المتبادلة والتعامل في ندية ؛ لم يعد خافياً أن الصين عززت علاقاتها الدولية والبينية المؤثرة خاصة بعدما ما قدمت معونات تنموية غير مشروطة أومقرونة بإملآءآت لدول العالم الثالث الفقير خاصةً الأفريقي منها ؛ كما يجب أن لا يفوتنا أن نذكر بأن الصين هي عضوٌ دائم في مجلس الأمن الذي تطبخ فيه القرارات الدولية المصيرية وبإمتلاكها لحق النقض فأن بإمكانها فرملة الصلف الغربي بإيقاف أي قرار جائر أو ترى أنه يسيس لأمور ما ينبغي تسييسها وهذا هو دأب الدول الغربية دائماً فها هو التنين قد بدأ يكشر عن أنيابه للغرب الذي كان في السابق لا يُعره إهتماماً بل وينظر إليه في دونيةواستعلاء ؛ وفجاءةً حان الأوان وجاء وقت سداد الحسابات القديمة المتراكمة . عاى كل حال؛ أنه رغم كل الذل والهوان الذي تُقابَل به إسرائيل سواء في الصين أو تركيا ؛ فالملفت للنظر هو ما تنفرد به بعض الدول العربية التي تضرب " تعظيم سلام " لإسرائيل الذليلة في المحافل الدولية بل إسرائيل تأمرها فتطيع صاغرةً ؛ وما زاد عن الحد هو تكفُل هذه الدول بحراسة حدود إسرائيل العنصرية ؛ فالله المستعان على ما ابتلينا به ؛ وأنا لا أملك من أمري غير الكلمة ؛زمع ذلك لا أملك إلا وأن أتجرأ فأرفع عقيرتي هاتفاً: " عارعلى دول الإعتدال صمت الحملان والأقصى يُدنَّس ويُهوَّد فيا فيا للذل والهوان!! abubakr ibrahim [[email protected]]