بدأ العم المهندس محمد سعيد يوسف منزعجاً وهو يتناول هموم البلاد و المنطقة و أزداد حزنه وهو يتحدث عن التعليم وهي الزانة التي نقفز بها نحو النهضة – لقد تدني مستوي النجاح بابي فروع في نتيجة شهادة الأساس لهذا العام وهي في تقديري نموذج للمنطقة و للسودان. طلبت من المهندس محمد سعيد أن يُحدد عوامل النجاح و أسباب تدني التعليم في نقاط و لعله يفعل. وهنا أُدلي ببعض الملاحظات لعلها تفيد في مسيرة التعليم المتصلة نحو التقدم و التطور باذن الله. حاولت مع الأستاذة حرم عبد الرحمن الوقوف علي بعض الأسباب التي تعوق التعليم و تردي أوضاعه، بمعرفتنا للسلبيات يمكننا الوصول للايجابيات أو ما هو مطلوب للنهوض بالتعليم. من أهم أسباب تدني التعليم هو المعلم. وحق لنا أن نطلق عليهم جيش المعرفة ! وهو من أهم الأسلحة لقهر التخلف. التأهيل: كثير من المعلمين لم ينالوا تعليماً كافياً و منهم من لم يتحصل علي الشهادة الثانوية وكان ذلك نتيجة لزيادة المدارس و عدم الاقبال علي الاشتغال بمهنة التعليم وذلك لتدني أوضاع المعلمين و يشمل ذلك المعلمات.مع إنعدام الدافعية و الحافز أو التشجيع. ومع هذه العوامل تفتر الهمة، و لا يبذل جهداً لترقية آدائه. مع وجود إستثنآءات لمعلمين تمكنوا من رفع قدراتهم و تدرجو في سكة التعليم حتي أكملوا درجات الدكتوراة وتوجد نماذج مشرقة. أذكر من معلمي مرحلة الأساس د. محجوب الطيب محمد زين فقد تحصل علي الدتوراة في لغة العرب. الادارة: الادارة تشمل إدارة المدرسة و إدارة الفصل و إدارة الوقت و الموارد. لذلد فان أي ضعف في أي جانب من الادارة سيؤدي إلي ضعف العملية التعليمية و التربوية. إن تسيب المدير أو المعلم لا يؤثر فقط في مستوي التعليم و لكنه يؤثر في التربية و السلوك و سينعكس علي الطلاب و يشمل ذلك الطالبات. تلك أمور تحتاج للمراجعة و التجويد. للوصول إلي التجويد يمكننا أن ندخل تحسينات طفيفة و بسيطة هنا و هنالك لنصل إلي الجودة و هو ما يعرف في اليابان الكايزن وهنا يأتي التدريب المتواصل للمعلم، بالمدارس عبر الموجهين و المفتشين أو وفقاً لبرامج بكليات التربية بالمناطق المختلفة و قد زادت أعداد الكليات وقد بدأت بالفعل في برنامج للتدريب مع المنظمة، الأمل أن يتواصل و أن يصبح شاملاً ليتناول طرق التدريس وتدريس المواد العلمية و اللغات مع الادارة وفنونها. وألا يترك هذا البرنامج معلماً واحداً في الخلف. فيما ذكرت و ما لم أذكر. مع تأثير البيت و الأسرة و الجوانب النفسية و الاجتماعية في التحصيل و تأثير صحة الأطفال –خاصة السمع و البصر والادراك العقلي، حتي يمكن تلافي أوجه القصور. وهنا أجدد دعوتي لتعزيز الصحة المدرسية ، علي أن تبدأ منذ الروضة أو الميلاد وتسجيل كل الملاحظات في كراسة أو ملف يتبع الطالب في كل مراحله الدراسية. علينا جميعاً بذل الجهد و الرأي فيما يمكن أن نغير فيه أو نحسن من آداء. أما الأسباب التي تلي المؤسسات مثل المنهج فلا سبيل بتغييره إلا بتدخل الدولة و الجامعات و المجالس التشريعية. بالطبع يمكن ممارسة الضغط لتغيير السلم التعليمي أو إستبدال منهج بمنهج أصلح. يمكن لمنظمات المجتمع المدني و مجالس الآباء و لجان المقاومة أن تساهم في تحسين بيئة المدرسة- صيانة للمدارس و الأساسات، في التشجير و توفير بعض المعينات مثل مبردات المياه و المكيفات و المراوح. علينا ألا ننسي الرياضة و ميادينها و السعي لادخال رياضات جديدة مثل كرة السلة و الطاولة و السباحة والجري مع الرياضات العقلية مثل الشطرنج وإسكرابل مما يمكن البلاد من المنافسات الاقليمية و العالمية في مستقبل الأعوام. علينا ألا نغفل التحفيز و التشجيع مثلما تفعل منظمة تنمية و تطوير منطقة الحلاوين عبر مهرجانها السنوي – تكريماً للمدرسة المتفوقة، للمعلم المتفاني و الأم المثالية مع الأب المكافح، المعلمة الرائدة و المعلمين الرواد- علينا زيادة الحوافز و التبرعات و الهبات لهذا المشروع الهام. كما يجب تحفيز إدارات التعليم ، فهي من أهم مقومات العملية التعليمية و التربوية. عبر إداراتها المتكاملة و حملات التفتيش و الرقابة و الاشراف، للوقوف علي كل ما يؤثر علي سير الدراسة مع توفير المعينات و إستقطاب المجتمع المحلي و إدخال نظام أوقاف التعليم لضمان مورداً مالياً متواصلاً. مع وباء الكورونا يزداد التحدي للحفاظ علي أرواح الطلاب و المعلمين و الاداريين و العاملين. لم يتوقف الحديث علي التعليم وإنتقلنا إلي المشروع الكبير و المهم وهو مراكز تدريب و تطوير قدرات المراة التي أسميناها راقية. فهي جد مهمة لتمكين المرأة من متابعة أبنائها و تحسين تغذيتهم و لباسهم مع الاعتناء بصحتهم – إذ الأم الواعية العاملة و المدركة مدرسة لا تقل في أهميتها عن المدارس الرسمية.لذلك ستعمل هذه المراكز علي تدريب النساء في بعض المهن مثل الزراعة و البستنة مع الطبخ و التغذية و صناعة الملابس و الحاسوب بما يمكنها من الحصول علي أي معلومات و متابعة المعارف المستجدة. مع محو الأمية إذا ما حالت دون التدريب. عشمنا أن تنتقل فكرة مراكز راقية إلي كافة أنحاء البلاد – مساهمة من المنطقة في تطور السودان و ترقيته. إذا ما وجدت مراكز للمرأة أو الشباب فيمكن تطويرها باضافة أنشطة أخري لتدريب المرأة و محو أميتها. تعتمد فكرة مراكز راقية علي التدريب الانتاجي و فلسفة الصغير أجمل. Small is beautiful التي تبناها المحسن الكبير شوماخر في كافة أعماله الخيرية و منها منظمة براكتكال آكشن. يمكن البدء في إنشاء هذه المراكز بمشتل صغير لتدريب النساء علي الزراعة بمختلف أنواعها- أشجار مثمرة و أخري للظل و الزينة.لاضفاء البهجة و المسرة علي حياتنا ، لتنمو هذه المراكز بالتدريج و تتوسع في مهن أخري مثل التي ذكرتُ و ما لم أذكر. لتصبح مصدر رزق و طريقنا إلي التقدم و التطور إن شاءالله. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.