إثيوبيا تصرح بأنها لا تريد اتفاقاً ملزماً بشأن السد في المفاوضات الجارية والتي تفشل في كل جولة. في حين يؤكد السودان بضرورة أن يكون الإتفاق ملزماً. إذا كان الإتفاق وبحسب رؤية إثيوبيا له غير ملزم فعلامة يتم التفاوض أصلا؟! يتضح من منهج إثيوبيا التفاوضي انها عملت وبنجاح مبهر على استغلال المفاوضات وتعمل جاهدة على تنفيذ ما تريد أثناء التفاوض. فقد أكملت تشييد السد وهي تفاوض، ثم أثناء الجولات اللاحقة من المفاوضات أكملت ملء السد الأول بصورة منفردة. ثم تصرح وعلى لسان وزير خارجيتها ان النيل قد اصبح بحيرة إثيوبية. والآن تفاوض على يكون الإتفاق غير ملزم. الخلاصة أن إثيوبيا سوف تفاوض دون كلل أو ملل طالما أن المفاوضات لا تجلب اتفاقا ملزما وفق الاستراتيجية التي اختطها منذ البداية وهي تحقيق أهدافها المعلنة التي بدأت بالتشييد ثم الملء ثم التشغيل دون أن تلتزم لأي طرف بأي شيئ. السودان يدخل هذه المفاوضات وفي جعبته بعض من رجاءات أن تستجيب إثيوبيا لها وعينه ترنو الي "فوائد قطوفها دانية low hanging fruits من السد". المفاوض الإثيوبي ينظر من وراء الشاشات المعلقة التي تيسر المفاوضات الاسفيرية للمفاوض السوداني، وابتسامة ساخرة تعلو محياه يجللها همس من قبيل ما كان يردده اسماعيل للقط في كتاب المحفوظات في السنة الثالثة الابتدائية عندما تمسح القط في رجلي اسماعيل ( يا صديقي انا ادري بالذي تسعى إليه ) ولسان حاله يقول:(إذا كنت تنتظر من السد كل تلك الفوائد التي بشرت بها المواطن السوداني، فلماذا تحاول أن تشترط علينا اتفاقا ملزما.. وأنت لم تساهم معنا في تمويل السد ولم تقم بتشييده؟! أليست تلك رجاءات بلهاء ؟! ). د. محمد عبد الحميد/ استاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية د، محمد عبد الحميد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.