العنوان صادم بعض الشيء لكن قد يفيد التوضيح التالي ،،، حمل بعض السودانيين رؤيتهم التي احترمتها رغم فناعتي بإنها ليست الخيار الأمثل آنذاك، فهم أشخاص بغض النظر عن ضخامة أناهم وثقافتهم التي أراها جيدة إلى حدٍ ما، كان خيار بعضهم في أتون نظام التشظي الشكلي لتيارات الكيزان أن (ينقشطو ) كما فعلت طروادة بدعم طرف ضد الآخر، وهكذا ابتلعت رفاقنا حالة الانتصار المصنوعة بحسن نية منهم وكيد من ثلة الكيزان. لم يتوانى طرفا مسرحية الصراع في استخدام أصحاب طروادة في غمرة تلك المعركة المقدسة حسب وجهة نظر الطرودانيين التي مع الأسف فشل العقل الثوري والمعارض لسنوات فلكية في إقناعهم أن المرحلة الآن تُعنىٰ بتجفيف الصلة مع النظام، وهي وصفة مجربة وقع من اعترض عليها من مؤسسات حزبية كاملة ناهيك عن شخوص ضخام الأنا في شباك تلك المعركة منذ دخول البرلمان في 2006 وحتى الخروج في 2012 تطاردهم ويلات قانون النظام العام، لكن أيقنو كم هي وعرة تلك الوسيلة، ولن تصبح مرة أخرى خياراً حكيما. ثم عاد الطرواديون بعد الثورة وهم متخمين بجرثومة الطُعم الذي ابتلعوه بطرح آخر أيضاً مفاده أن بناء إدارة الصراع ضد من ألقينا بهم في محرقة الثورة من قوة الحرية والتغيير وكل إمتداداتها، ولكنهم خرجوا إلينا بوثيقة معطوبة، نحن ثلة الأنا الضخمة علينا مواجهة كل من لا يتفق معنا في تلك الرؤية، فكبرت بالونة الأنا وأصبحت أكثر ضخامة من سابقتها، فهي هذه المرة أنا تقف على تلة الانتقاد للوثيقة الدستورية التي كانو يقفون عند أي فاصلة من بنائها، ويتفهمون الظروف التي أدت إلى ما شابها من إخفاق، وتقبل البعض نصيبه من تلك اللعنة بشجاعة وظل منافحاً تلك الوصمة ولم يسقط رايته هربا من المسؤولية وهو يعلم هول العبء. كان من وأجب الأحزاب السياسية تحديد منسوبيها الذين قد لا يكونوا قادرين على تحمل المرحة الثانية، مرحلة العبور الشاقة، فهي مرحلة تحتاج الى صحة نفسية ووجدانية عالية، بينما فضَّل الآخر إعادة إنتاج نفسه من جديد متنصلا مما سبق وموجهاً له كل سهام العداء. هكذا وقف الطرواديين أيضا في مواجهة شرسة وعمياء بعض الشيء ضد من يرون أنهم حظوا باحترام الحزب والمؤسسات المدنية أكثر منهم، بل وعاقبتهم أيضا على درجة التنمر غير الناضجة تجاه من يختلف عنهم في الرأي، لم تكن ردة الفعل هذه المرة أقل من سابقتها بل كانت الأكثر ضراوة، ولأنها ضد وهم احتاج بقوة لصناعة سيناريوه تؤمن بها بشدة، بل فوض بعضهم أنفسهم أنبياء لنشر تلك الدعوة لصناعة أعداء وهميين لإدارة الحرب، فهذه هي صكوك الحياة الأبدية ضد الشر الذي يجب ان نقاتل ونستشهد من أجلها نحن الثوريين الجدد. احتاجت المعركة في هذه المرة تحت شعار الثورية لكل مبررات الايديولوجية، فالغاية تبرر الوسيلة، ولا يضير إن ظلَّ الكذب والتمويه والنميمة وخج الصناديق، فكلها أدوات مبررة لإنقاذ الثورة المجيدة، فرئيس الوزراء ليس مؤهلاً، وكذلك قادة الحرية والتغيير ليسو شرفاء، وهكذا حتى الوزراء والولاة وكل من له صلة بتك الثورة من أبطال ليسوا محل احترام، ويجب نسفهم بكل ما لدينا من قوى وعلاقات اجتماعية وصداقات، يجب أن يذهبوا وينهد المعبد على رؤوس الكل. نعم كل محاولات السلام أيضا ليست جديرة بالحماية طالما يديرها طاقم الانتقالية من أدناه إلى أعلاه ولا جدوى، بل يجب أن تغلف كل الوثائق والقوانين التي صاغها هؤلاء ونوقع عليها نحن ثلة الثوار الجدد ودون كشط أو تعديل، فقط يجب أن نكمل نحن الطرواديون تلك الفترة وحدنا لا شريك لنا فنحن الانبياء. رؤيتي :- ثورة ديسمبر المجيدة هي نتاج لثورة امتدت منذ العام 1989 وماقبلها من مواقف ضد العقل الأحادي والأنا العرجاء التي تضعك داخل حويصلة لا ترى فيها إلا نفسك، تلك الثورة صنعتها صدورٌ شاسعة تتسع للجميع، وكل من يأتيها هو ذرة أوكسجين إضافية ستخرج في مقابلها كل يوم كتلة سموم الكراهية والعنصرية ورفض الاخر، ليس منطقيا أن تُبقيك هذه الصدور وأنت شعلة من الديكتاتورية وحب الأنا والعنصرية ضد الكل، ولا ترى نجاحا لا تكون على قمته، فهذه الصدور تسع الجميع وأنت تناضل من موقفٍ ضد الجميع . ديباجة أخير: أينما كنت وكيفما كنت فأنت قادر على صناعة حل لوطن يسع الجميع ،،، لن تحتاج مطلقا لقتل الآخر كي تعيش، ولن تحتاج لنفي الاخر لتشعر أنك موجود، فأنت موجود بتقديم ما لديك لا بهدم ما يبنيه الآخرون. حملة :لا تعطي خنجرك لكوز عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.