امريكا هي من صنعت دولة إسرائيل وتعرف إسرائيل بالابنة المدللة لامريكا فلما قويت ساقها واستوت بفضل رعايتها ودعمها اللامحدود اصبحت تؤثر على اضواء رسم السياسة الامريكية داخليا وخارجيا لانها ذراعها في منطقة الشرق الأوسط المنطقة الحساسة والغنية بالموارد النفطية واليهود يشكلون ما يقارب3 مليون مواطن أمريكي ويسيطرون على كبريات شركات الاعلام بأنواعها المختلفة وكذلك شركات الماركات الكبيرة للصناعات والتجارة اذا اللوبي الصهيوني قوة ضغط إعلامي واقتصادي داخل امريكا ولها وضعها الخاص وبالرغم من ان اليهود حول العالم يقدر عددهم حوالي13مليون فرد منهم3 مليون في امريكا و5 مليون في إسرائيل والباقي مشتت في الدول الآخري حول العالم ورغم قلة عددهم مقارنة بإجمالي سكان العالم 7 مليار ونيف ولكنهم يديرون اكثر من 65 ٪ في من ثروات العالم لذلك لهم كلمة في الاقتصاد والسياسة والإعلام ومنظمات المجتمع المدني . الرئيس ترامب على راس السلطة التنفيذية ويريد الفوز بجولة انتخابية ثانية فلا بد ان يخلق قوة تنافسية للاستفادة من صوت الناخب اليهودي لذلك اتجه الي استحواذ استمالة تاييد اليهود عبر بوابة دولة إسرائيل ولاجل ذلك تمكن خلال 3 شهور من تطبيع علاقات إسرائيل مع دولتين عربيتين ولتعظيم الفرصة إرادات ان تكون السودان الثالثة فاستغلت امريكا ورقة الضغط رفع الحظر الاقتصادي ورغم محاولات السودان العديدة لكنها رفضت مبادرة السودان وتقديم طلب للإفراج من قايمة الحظر الامريكي الا انها باتت تنتظر الفرصةالثمينة لفرض شروطها القاسية والمجحفة على السودان وتضرب عصفورين بحجر واحد فعرضت اخيرا على السودان ازالة اسمها من قائمة الحظر والمبطن بشرط التطبيع مع إسرائيل خلف الكواليس وذلك لكسب صوت الناخب اليهودي اما حديث إمريكا عن دعم استقرار السودان والديمقراطية فهذا مجرد كلام إعلامي استهلاكي فباعلان تطبيع السودان فقد يرجح أغلب أصوات اليهود الذهاب لصالح ترامب الا ان فوزه وسقوطه لا يعنينا في السودان كثيرا اما هو فقد وجد ما يريد من وراء التطبيع . 2- إسرائيل :- إسرائيل هي دولة وسط المحيط العربي وذات اقتصاد كبير وتقدر ميزانيتها السنوية ب 300 مليار دولار ولكنها تعيش نوعا من العزلة والمقاطعة السياسية والاقتصادية تبحث الفرص للتوسع والتغلغل الي الداخل العربي والافريقي في كل الاتجاهات للشعور بوجودها فالتطبيع مع دولة السودان يعتبر انتصار وانجاز معنوي كبير لتحقيق رؤيتهم لإقامةدولة اسرائيل الكبرى من الفرات الي النيل كاستراتيجية طويلة المدى اما في الوقت الراهن فاستفادت اقتحام أسواق السودان والجوار واجواء السودان للطيران برسوم أرخص نحو غرب افريقيا وأمريكا اللاتينية والمياه الإقليمية والميناء البحري والطريق البري الرابط حتى جنوب افريقيا لنقل منتجاتها وتسويقها في افريقيا وقد يكون هنالك اسرار وفوائد اخرى لم يعلن ويتضح بعد. 3- السودان :- السودان رغم قدرة ثورتها من ازالة حكومة الإنقاذ ولكنها تعاني من مشاكل عديدة تهدد الاستقرار وامريكا تعلم جيدا ان السودان لا تستطيع سداد الغرامة المفروضة عليها مبلغ ال 12 مليار دولار المفروضة عليها جورا وظلما جراء أعقاب تفجير سفارتها في نيروبي ولكنها احتفظت القرار الصادر لابتزاز السودان يوما ما وفِي الوقت المناسب فعندما زار وفد السودان امريكا على راس وفد كبير مع دولة رئيس الوزراء لإزالة اسمها من قائمة الحظر اشترطت الإزالة مقابل التطبيع وسداد التسوية فقد أعطت الحكومة الامريكية الضوء الأخضر لوفد السودان للوصول مع اصحاب الحق عن طريق مكاتب الخدمات فكان الاتفاق مع أسر الضحايا على دفع مبلغ 335مليون دولار ورغم ان قرار التسوية قد صدر منذ فترة اي بعد زيارة الوفد مباشرة الا ان ادارة ترامب ارادت توظيف الفرصة لمصلحتها وفي شي أكبر من مبلغ 12 مليار فربطت امريكا عملية الإزالة من القائمه بالتطبيع غير معلنا ذلك رسمياً وعقدت سرا كثير من جولات التفاوض مع الوفد .السوداني واستغلت امريكا الاوضاع الحالية دولة السودان في مفترق الطرق سياسيًا واقتصاديًا فما كان على قيادة السودان الا الموافقة الخجولة لاسباب ترجع للقادة أنفسهم كانوا يبحثون فرصة التقارب وكسب ود الأمريكان وماذا تستفيد امريكا اذا لم يكن الإزالة مقرونا بالتطبيع واضطرت الحكومة كذالك لفك الضائقة الاقتصادية الطاحنة قبول الإزالة مقابل التطبيع الا ان تجاهل الشعب عن مضمون الاتفاقية وعدم وضوح الرؤيه فقد انقسم الشارع بين مؤيد ومعارض وغير مهتم بما يجري وفرضت حالة من الترقب لنتائج الإزالة والتطبيع فقد حدث ما حدث كعادتهم .اما مسألة عدم علم بعض القادة ما جرى المعطيات على الارض توحي ان الجميع يعلمون ذلك منذ ان اجتمع الريئس مع نتنياهو الا ان تصريحات البعض بعدم المشاركة فهذا نوع من الدهاء السياسي لخلق التوازن الداخلي والخارجي ليس الا .وخاصة ان كان احداً من اعضاء مجلس السيادة لا يعلم ولَم يستشار فماذا ينتظر بعد وهل هنالك موضوع سيادي اكبر واهم من التطبيع فان كان صادقا من يدعي فلماذا لايستقيل ويحفظ كرامته . فالمستفيد الاول هي إسرائيل ولا تهمها بقاءاو ذهاب رونالد ترامب لان امريكا تحكمها المؤسسات وإسرائيل لها منظور ووضع خاص لا يتبدل مهما تغير الأحزاب والاسماء .اما امريكا فقد استطاعت تقديم هديةلإسرائيل واثبتت نجاح سياستها الخارجية في الشرق الاوسط . اما السودان فهي تنتظر الوعود وكشف مضمون الاتفاقية وعلى امل ترجمة الوعود واقعاً تخفف من وطأة المعاناة ولعل القيادة تفرج للشعب مضمون التطبيع وتسرع عملية تشكيل المجلس الوطني لفحص واجازة المضمون ان كان فيها خيراً يرجى للبلاد او الرفض القاطع والصريح في حال تضمنت الاتفاقية أية بنود ابتزازية وخصما على هيبة الدولة وكرامة اهل السودان دكتور طاهر سيد ابراهيم عضو الأكاديمية العربية الكندية عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.