و المثلُ يدعُو للانتظار ويأخذ الأمُور بتمهُّل، ورويّة... فإن القضايا الساخنة يبرِّدها مُرور الزمن. ويقع على خلاف المثل: - يُطرق الحديدُ وهو ساخنٌ. و يشيرُ المثلُ إلى أن الأمر المُلتبس لدرجة الالتهاب، لا بد أن (يرُوق) ويهدأ حتى يخمُد (كالرَّماد)، ما أن يمر عليه الزمن. 57- تعلَّم الزيانة في رؤوس اليتامى قال الشاعر ابن أبي حجلة في قصيدةٍ له: - "كأنهم اليتامى حيث شعري... تعلم في رقابهم الحجامة"... مما يعني أن المثل كان معروفاً منذ القرن الثامن. والزيانة هي الحلاقة، واليتامى هم فاقدو الأم والأب، أي لا أحد يرعاهم ويهتم لأمرهم، فهم إذن: بلا وجيع! فإن أخطأت وأنت تحلق لهم، فلن يلومك أحد، ولن تنال عقاباً... لذا يُطلق المثل عندما تكُون محاولات التجريب الخاضعة للخطأ بدون مسؤوليات عما يترتب عليها من عواقب وتبعات.. 58- تكاكي عندنا وتبيِّض عند الجيران وهو مثل استنكاري، يستهجن تحميل الناس المصاعب في سبيل تحقيق شيءٍ ما، وما إن يؤتي أكله: يستفيد منه الغير. وتكاكي هو أن تصيح (الدجاجة) عندما يحين وقت وضعها البيض، وهو صوتٌ مزعجٌ لأصحابِ الدَّار، ولكنها، عندما تضع بيضها: تضعه عند الجيران، ليستفيدوا هم منه، لا أهل البيت. ومعنى المثل: - (نحن نتحمل مصاعبك، وعندما تأتي بخير يستفيد منه الجيران، أو الآخرون؟). عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.