الاجتماع التقليدي الفني: الهلال باللون باللون الأزرق، و جاموس باللون الأحمر الكامل    يا ريجي جر الخمسين وأسعد هلال الملايين    الشعبية كسلا تكسب الثنائي مسامح وابو قيد    وجمعة ود فور    مراقد الشهداء    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    مخاوف من فقدان آلاف الأطفال السودانيين في ليبيا فرض التعليم بسبب الإقامة    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة الانتقال: خطبة الجمعة التي ألقاها الأمير: عبدالمحمود أبو بمسجد الهجرة بودنوباوي


بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الانتقال
خطبة الجمعة التي ألقاها الأمير: عبدالمحمود أبو بمسجد الهجرة بودنوباوي بتاريخ: 19 ربيع الثاني 1442ه الموافق:4ديسمبر 2020م
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا، والصلاة والسلام على نبي الرحمة الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
أمابعد
قال تعالى:" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ"
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى؛ واجهت المسلمين ثلاث قضايا: القضية الأولى: هل مات رسول الله؟ وإذا ثبت أنه مات فأين يدفن جثمانه الطاهر؟ ، والقضية الثانية كيف تكون خلافته صلى الله عليه وسلم ومن يخلفه؟ والقضية الثالثة: كيف يتعاملون مع المستجدات التي لم يرد نص على أحكامها صراحة؟ أما موضوع الوفاة فقد انبرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكل من يقول إنه مات مهددا! حتى جاء رفيقه وصديقه أبوبكر الصديق رضي الله عنه فأكد الوفاة قائلا:" من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت"مستشهدا بقوله تعالى:" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ " وحَسَمَ أمر الدفن بقوله يدفن في المكان الذي قبض فيه.
واختلفوا في أمر الخلافة وبعد نقاش حَسَم الأمر عمر بن الخطاب بمبايعة أبي بكر وبايعه الناس، وبعد عصر الراشدين بل في عهد علي بن أبي طالب تجدد النزاع حول الخلافة وسالت دماء غزيرة بشأنها حتى قال الماوردي:" ماسُلَّ سيف على قاعدة دينية في الإسلام مثل ما سُلَّ في الإمامة العظمى"
أما الأمور المستجدة التي لم ينص عليها فالأحكام بشأنها تستنبط بالقياس والإجماع . وفي هذا الصدد نشأ موقفان على طرفي نقيض مع وجود مواقف متدرجة بينهما : أهل الحديث والظاهريون التزموا بالنصوص وبظاهر معانيها . والمعتزلة أخضعوا النصوص لتأويلات عقلية .
إن قضية إكتمال الدين وثبات النص وظهور المستجدات ومسألة الخلافة؛ قضايا فتحت الباب لحوارات ومناقشات جادة في الجسم الإسلامي ودفعت علماء المسلمين لاجتهادات متنوعة تتجدد كلما طرأت عوامل جديدة حتى يومنا هذا.
أحبابي في الله
غادرنا الحبيب إلى دار الخلود في ظرف حرج تمر به بلادنا وأمتنا، وكان الحبيب يردد دائما أن المهدية نصرها متأخر وقد ظهر هذا النصر يوم تشييعه المهيب فقد شهد له الجميع بالصدق والحكمة وثاقب الرؤية، وبكته القلوب قبل الأعين وشعر الجميع بالفراغ الذي تركه.
إن رحيله آية وحدث كبير في مرحلة مفصلية من تاريخ بلادنا وكياننا وأمتنا
كأنما كان المتنبي يعنيه بقوله :
ماكنتُ أحسبُ قبل دفنك في الثرَى
أن الكواكبَ في التراب تغورُ
ما كنتُ آمَلُ قبلَ نعشكَ أن أرَى
رَضوَى على أيدي الرجالِ تسيرُ
خرجوا به ولكل باكٍ خَلْفَهُ
صَعَقاتِ مُوسَى يومَ دُكَّ الطُّورُ
والشمسُ في كَبْدِ السماءِ مريضةٌ
والأرضُ واجفةٌ تكادُ تمورُ
وحفيفُ أجنحةِ الملائكِ حولهُ
وعيون أهلِ [البقعة] صورُ
حتى أتَوْا جَدَثًا كأنَّ ضريحَهُ
في قلبِ كُلِّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ
عندما تفتحت عيون الإمام الصادق المهدي على الحياة العامة وجد أمة الإسلام مواجهة بتحديات كبيرة؛ فكرية وثقافية وسياسية وغيرها.
إن أهم التحديات التي واجهت أمة الإسلام في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين هي:
التحدي المفاهيمي: المتمثل في الفهم الشامل للإسلام وعلاقة الإسلام بالرسالات السابقة، والتوفيق بين الكتاب المقروء والكتاب المنظور، واستصحاب مصادر المعرفة كلها.
التحدي الفكري: الذي فرضته المدارس الفكرية العلمانية والاشتراكية والرأسمالية والقومية وكل الأفكار التي تتبناها حركة الحداثة.
التحدي الثقافي: المتعلق بالفنون والرياضة وتحرير المرأة وثقافة الحوار وحقوق الإنسان.
التحدي السياسي: الخاص بطبيعة الدولة والنظام السياسي والانتقال السلمي للسلطة والفصل بين السلطات والديمقراطية والشورى.
التحدي العلمي: الذي أبرزته الحرية الفكرية وحرية البحث العلمي والتطور العلمي والتكنلوجيا
التحدي الدولي: المتمثل في النظام الدولي الذي على قمته الأمم المتحدة ومجالسها المتخصصة والمواثيق والمعاهدات الدولية ؛ هذه التحديات واجهت الفكر الإسلامي وشغلت العلماء والمفكرين وكان الإمام الصادق من أكثر الناس هما واجتهادا وعملا لمواجهة هذه التحديات؛ وفي الإطار الأنصاري وجد كيان الأنصار في أوج قوته تحت قيادة الإمام عبدالرحمن المهدي والإمام الصديق والإمام الهادي ثم رآه يتعرض لحملة انتقامية سعت لاستئصاله شارك فيها بنو جلدتنا بتدبير إقليمي، وبنظره الثاقب رأى أن مستقبل الكيان رهين ببلورة مدرسة فكرية واضحة المعالم وبقيام مؤسسة دعوية تتولى قيادة العمل الأنصاري في كل مجالاته.
لقد وظف الحبيب الإمام رضي الله عنه وطيب ثراه كل لحظة في حياته لمواجهة التحديات التي تواجه أمة الإسلام والتحديات التي تواجه كيان الأنصار؛ فجاهد واجتهد وحاور وناظر وحاضر ووظف كل طاقاته لبلورة مدرسة متكاملة تجيب على تساؤلات التحديات المعاصرة وترسم معالم الطريق لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. إن عناوين كتبه ورسائله وأطروحاته تبين حجم اهتمامه بما ذكرنا؛ فمن عناوين كتبه الآتي:
الصحوة الإسلامية ومستقبل الدعوة - مستقبل الإسلام في السودان - المنظور الإسلامي للتنمية الاقتصادية - الزكاة والنظام المالي في الإسلام - العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي - جدلية الأصل والعصر - نظرة مستقبلية للإسلام في ظل النظام العالمي الجديد - المرأة وحقوقها الإنسانية والإسلامية - مفهوم الدولة في الإسلام - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من منظور إسلامي - الإسلام والتحول الاجتماعي - التحدي العلماني الجذور والأبعاد - تحديات التسعينات - نحو مرجعية إسلامية متجددة؛ وغيرها من المؤلفات التي تبين حجم اهتمامه والدور الذي قام به في خدمة الإسلام والرد على الشبهات التي تثار حول تعاليمه، ولم يقف دوره عند الرد على الشبهات والاجابة على التساؤلات؛ بل كان يقدم البديل الذي يوفق بين المقاصد الشرعية والمصالح الإنسانية، أو مايسميه الواجب والواقع والمزاوجة بينهما.
وقدم أطروحة في هذا الصدد لكل المسلمين بعنوان نداء المهتدين يدعوهم فيها للاتفاق على رؤية مشتركة والعمل على أساسها لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة وخلاصتها:
يا أهل القبلة تعالوا إلى كلمة سواء بيننا:
أولا: إن كتابنا واحد معلوم ومحفوظ النص، ورسولنا واحد معلوم السيرة والهوية. هذه من نعم الله علينا. كتاب الله وسنة رسول الله بين أيدينا. علينا أن نؤمن تماما بأن ما نلتزم به هو القطعي ورودا والقطعي دلالة من الكتاب والسنة. أما الظني ورودا والظني دلالة وما ليس فيه نص أصلا فأمور اجتهادية غير ملزمة لنا.
ثانيا: التعامل مع الآخر المذهبي الإسلامي يجب أن يقوم على الإيمان المشترك بالقطعيات والاعتراف المتبادل بالاجتهادات على أساس أن التقليد في الاجتهادات غير ملزم وأن القاعدة السنية من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فاخطأ فله أجر واحد.
ثالثا: هنالك عوامل مستجدة اختلف المسلمون حول كيفية التعامل معها:
وعصرنا الحالي يمتاز بإلغاء المكان عن طريق المواصلات، وإلغاء الزمان عن طرق الاتصالات مما يتيح لنا وسائل افضل في التعامل مع هذه القضايا. الأسلوب الأمثل هو تحديد هيئة أو هيئات فنية ذات معرفة وتخصص في كل المجالات ذات دور استشاري. واتخاذ هيئة أو هيئات تشريعية ذات تفويض شعبي للتداول بشأن المستجدات واتخاذ قرار بشأنها.
رابعا: ينبغي أن نحدد أساسا واضحا للتعامل مع الآخر الملي في أوطاننا. إنهم وجدوا معنا في هذه الأوطان واستمروا فيها باختيارهم، وإن هذا الموقف أكسبهم موقف أهل العهد –عهد المواطنة-
خامسا: النظام الدولي الحالي يقوم على أساس العهد الذي يقوم عليه نظام الأمم المتحدة. إنه نظام بالنسبة للمسلمين يعتمد على مرجعية إسلامية أساسية هي: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا"[الإسراء:34] و "لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ.."[الممتحنة:8]
سادسا: هنالك منجزات حققها الغرب لا تتعارض مع أصول مبادئنا الإسلامية، ولكن الفضل في تحقيقها وتكوين مؤسسات لاستدامتها يرجع للحضارة الغربية في المقام الأول. تلك المنجزات ينبغي أن نستصحبها دون أدنى حرج، وأن نحدد مرابطها في مقاصد الشريعة الإسلامية؛ تلك المنجزات هي : الحرية الفكرية وحرية البحث العلمي والتكنولوجي، والنظام السياسي الذي يقوم على رضا المحكومين ومساءلة الحكام ويحقق التداول السلمي للسلطة والخضوع العسكري للشرعية الدستورية. والنظام الاقتصادي الذي يقوم على آلية السوق الحر لا سيما في مجال الاستثمار والإنتاج والتبادل التجاري. والالتزام بحقوق الإنسان على أساس أن الله كرمه وأوجب له حقوقا مقدسة.. وحقوق الإنسان في الإسلام تمتاز على غيرها لأنها تستمد من جذور روحية وخلقية وتستوجب جزاءا أخرويا. وتحرير المرأة التي جعلها الله شقيقة الرجل وساوى بينهما إنسانيا وإيمانيا.
سابعا: الجهاد هو ذروة سنام الإسلام. والجهاد هو رهبانية أمة محمد (ص). والجهاد ماض إلى قيام الساعة. إن مادة جهد هي أساس الصلاح والفلاح والنجاح في كل مجالات الحياة. المطلوب تصحيح مفهوم الجهاد للتمييز بينه وبين العنف العشوائي والإرهاب.
إن اتحاد الفهم بين كافة أهل القبلة حول هذه النقاط السبع واجب إسلامي.
كما قدم أطروحة أخرى للحوار بين الأديان سماها نداء الإيمانيين وأطروحة أخرى للحضارات سماء نداء حوار الحضارات.
لقد اجتهد الرجل وقدم لأمة الإسلام خدمة ومنهجا واجتهادا يسميه أهل الحقيقة واجب الوقت.
الحديث:
قال صلى الله عليه وسلم:" يحمل هذا العلم من كل خلف عدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"
الخطبة الثانية
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم
وبعد قال تعالى:" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" صدق الله العظيم
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
في مجال الدعوة الأنصارية نذر الحبيب حياته لتحقيق هدفين مهمين هما: بلورة وترسيخ المدرسة الفكرية للأنصار، ونقل العمل من النظام الأبوي إلى العمل المؤسسي؛ فالمدرسة الفكرية بدأها بمقدمة كتاب العبادات وأصلها في يسألونك عن المهدية، وشرح متنها وحدد أصولها ومرتكزاتها في أيديولوجية المهدية، وعبدالرحمن الصادق إمام الدين، وخطبة العقيدة وغيرها من الكتب والرسائل والمنشورات التي حددت بوضوح طبيعة المدرسة الأنصارية المهدية حيث ميز بينها وبين المدارس الأخرى الشيعية والسنية والصوفية والفلسفية، وأكد أنها مدرسة سنية وظيفية اجتهادية وسطية توفق بين الأصل والعصر وتجديدية مؤصلة تستصحب الأصول وتتفاعل مع الحاضر وتتطلع لمستقبل له وفاء.
ونقل التنظيم الأنصاري من تنظيم أبوي يتبع لشخص الإمام ويخلط بين الشخصي والعام إلى مؤسسة يحكمها نظام أساسي وتقوم على أجهزة تشريعية ورقابية وتنفيذية تمارس عملها وفق عمل مدروس ومخطط له أهداف وتنظمه لوائح.
أحبابي في الله
الإمامة في كيان الأنصار تمثل مرتكزا من مرتكزات الدعوة وقد حدد الدليل الأساسي لهيئة شؤون الأنصار الشروط التي يجب أن تتوفر في المهام والكيفية التي يختار بها. والإمام الراحل تم إختياره من المؤتمر العام في 19 ديسمبر 2002م وقد نص الدليل الأساسي في المادة (32 ) أن مجلس الحل والعقد يتولى مهام الإمام في حال غيبته. وستصدر الهيئة منشورا لكافة الأحباب الأنصار تبين فيه الإجراءات المتبعة لحين قيام المؤتمر. وعليه فإن الحبيب الإمام الصادق المهدي رحمه الله وطيب ثراه لم يغادر الدنيا حتى اطمأن على نضج المؤسسة وقدرتها على القيام بمسؤولياتها، وسوف تقوم الهيئة بكل أجهزتها على تفعيل نظامها وهياكلها لتواصل مسيرتها وأداء عملها إلى حين قيام المؤتمر العام الذي يقرر ما يراه إن شاء الله.
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز:
تأكد للجميع أن الحبيب الإمام الصادق المهدي طيب الله ثراه كان أمة بعطائه وكان مدرسة متعددة الفصول وقد تبارى الكتاب والشعراء والصحفيون وغيرهم في الحديث عن مآثره كل من الزاوية التي يراها، وفي الواقع كان الحبيب ملهما وبلسما
قال عنه الحبيب محمد صالح مجذوب:
كلَّما ضِقنا صبرْ
ورما حبالاً للنجاة
وإذا جَزِعْنا للخبر
خط ابتسامته وجاء
وكأنما خلف الحجاب أتته بشرى
طرد التشاؤم جملة
فأحال علقمنا لتمرة
رحم الله الحبيب الإمام ورضي عنه وطيب ثراه وجعل الفردوس الأعلى مقامه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
نعاهد الحبيب الإمام ونعاهدكم وقبل ذلك عهدنا مع الله أن الراية التي رفعها لن تسقط يإذن الله وأن الدعوة ستستمر وفق الخطة التي رسم معالمها تجديدا لعهد الأئمة وإمام المرسلين، وإننا على العهد باقون وعلى سكة رسول الله سائرون وبمنهج مهدي الله والأئمة من بعده مستمسكون وعلى معالم مدرسة إمامنا الراحل ماضون، تأصيلا واتباعا والتزاما بالمبادئ وتجديدا في الوسائل وصيانة لمشارع الحق حتى نلقى الله إن شاء الله.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.