مضت عملية الاقتراع قدما في يومها الثاني بهدوء وسلام بدون حوادث أمنية على امتداد البلاد بما في ذلك ولايات دارفور.. الإعلام الأجنبي لم يستطع تجاوز أو اهمال الاقبال الكبير فكانت صورة المشهد الانتخابي في السودان تملأ الزمان والمكان.. المتخاذلون والمنسحبون أزكموا الأجواء بتلوث سمعي فعقدوا المؤتمرات الصحفية فلم يدروا أنها أزاحت عنهم ورقة التوت التي كانوا يخفون بها عوراتهم الانتخابية. هؤلاء الذين يحاولون إثارة النقع حول العملية الانتخابية يعلمون أن العملية الانتخابية مرت بخطوات محكمة فشهد لها المنصفون بالشفافية حتى الأممالمتحدة قالت كلمة حق عندما إعتبرت قانون الإنتخابات في السودان الأفضل في المنطقة.. فالأممالمتحدة تدرك أن القانون أجيز في البرلمان كما أن هناك مفوضية قومية خاصة بالإنتخابات يديرها رجل قومي وهو جنوبي السيد أبيل الير.. وسبق لمركز كارتر الدولي لدعم الديمقراطية والتنمية أن أقر بأن عملية التسجيل قد سارت بشكل سلمي وأثنى المركز في بيان له على جهود مفوضية الانتخابات القومية.. واليوم يتابع هذا المركز عمليات الاقتراع التي أشار إلى أنها تسير بشكل سلس وبدون عوائق. كل هذه المعطيات لم تشجع القوى السياسية المعارضة من قبل على استنفار قواعدها بدلا من التشكيك في الانتخابات.. لم تمعن هذه المعارضة المتلجلجة النظر في حقيقة بلوغ عدد المسجلين ما يقارب (17) مليون مواطن فذلك كان مؤشرا قويا ودامغا على نجاح مرحلة التسجيل وكانت مرحلة أساسية ومهمة وعلامة جودة ظهرت مبكرا.. كانت الحقائق على الارض تؤكد أن أبل الانتخابات تسير نحو غاياتها دون أن تلتفت لأي نباح أو دعوة واهية للمقاطعة.. فلم تأت (الولولة) ولطم الخدود وشق الجيوب إلا بخفي حنين.. لم يتفهم المتلجلجون أن الوقت كان يمضي كالسيف فلم يُستغل في الاستعداد الجّيد للمعركة بالطرح المقنع وبالخطاب المنطقي.. إن الحديث النظري عن الديمقراطية وحتميتها وضرورتها أمر سهل وميسور ظل البعض يتشدق بها لكن ممارستها على أرض الواقع محك يُخرس ويلجم المنظرين والادعياء وهذا ما نلمسه اليوم على المسرح السياسي. تمديد الانتخابات ليومين آخرين جاء استجابة لاعتبارات موضوعية وتأكيد على المرونة التي يتمتع بها قانون الانتخابات.. نعم كانت هناك أخطاء فنية وارتباك والحمد لله لم يكن ذلك تزويرا لا سمح الله، لكن مثل هذه الأخطاء أمر وارد في كل انتخابات العالم ومن لم يكن بلا خطيئة فليرمها بحجر. Yasir Mahgoub [[email protected]]