يقولون أن من لا يمارس الفضيلة فهو قريب من الرذيلة.. ونقول أن ما لا يمارس السياسة بمعناها الرفيع يكون قريبا من النفاق.. النفاق أن تملأ الساحة ضجيجا بمفاهيم الديمقراطية ولكن تنكص عن ممارسة اللعب النظيف في ميدان الانتخابات وتشكك في نزاهتها وربما في جدواها.. في التاريخ ذكريات غير نظيفة عن الممارسات السياسية لدي مختلف شعوب العالم، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، التي خلفت دمارا مرعبا لجأت الدول المكتوية بنار تلك الحرب التي لم تبق ولم تزر أن تضع تجربة الحرب في المتاحف، وإتجهت (نظريا) لتطوير النظم الديمقراطية فيها، على أن تدار الخلافات الداخلية في البرلمانات، وتدار الخلافات الدولية في قاعات الأممالمتحدة.. لكن أكتشف من بعد خمسة عقود أن الشعوب فقدت الثقة في السياسيين والبرلمانات؟!.. فتحولت الديمقراطية إلى ديكتاتورية المال والشركات ورجال الأعمال، فلم تعد هناك إرادت شعبية بل هناك إرادت المال والشركات، ولذلك شاب الممارسات السياسية سلطان المال وكان من السهل تفسير ارتفاع تكاليف الحملات الدعائية للمرشحين والميزانيات الضخمة التي ترصدها الشركات والمنظمات العملاقة لتقديم الدعم المالي لهم، فتساءل المواطن العادي، ماذا تنتظر منهم تلك المؤسسات والشركات بعد نجاحهم في الانتخابات؟!. ونحن هنا نتحدث عن الممارسات غير الرشيدة نذكر بألم شديد وحسرة ما صاحب العملية الانتخابية من ممارسات لقادة سياسيين ولأحزاب لاشك أن مكانها بعد نتيجة الانتخابات سيكون في متحف السياسة السودانية، كانت الحقائق على الارض تؤكد أن الانتخابات تسير نحو غاياتها دون أن تلتفت لأي دعوة واهية للمقاطعة أو الانسحاب.. فلم تأت (الولولة) ولطم الخدود وشق الجيوب والاتهامات المسبقة بالتزوير إلا بخفي حنين.. لم يتفهم المتلجلجون أن الوقت كان يمضي كالسيف فلم يُستغل في الاستعداد الجّيد للمعركة بالطرح المقنع وبالخطاب المنطقي.. إن الحديث النظري عن الديمقراطية وحتميتها وضرورتها أمر سهل وميسور ظل بعض القادة السياسيين يتشدق بها لكن ممارستها على أرض الواقع كان محكا أخرس وألجم المنظرين والادعياء وهذا ما نلمسه اليوم حتى أن أولئك القادة هرعوا إلى الخارج مستنجدين ومستعينين على وطنهم بالآخر المتربص؟!. الأعداء في الخارج لاشك لم يكونوا سعداء بقيام الانتخابات في السودان وبهذا الشكل الحضاري لأن قيامها يعني استقرار الأوضاع في البلاد، لأن الانتخابات عادة ما تُجرى في الدول المستقرة الأوضاع مما ينتج عنه تشكِّل مفردة حيوية في مسار العمل السياسي المنفتح.. كما أن قيام الانتخابات يصب في جهود تأسيس دولة المؤسسات والانتقال إلى التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية، وهذا أمر غير مسموح به.. ستسمر موجة التشكيك في الانتخابات ونتائجها ريثما تأخذ تلك الأحزاب وقادتها مكانهم الطبيعي في المتاحف. Yasir Mahgoub [[email protected]]