هل بدأت الأحزاب تقتنع بضرورة قيام الانتخابات؟! نأمل ذلك لأنها أصبحت أمرا ملحا بل وواقعا لا تخطئه العين .. وكل المؤشرات تؤكد أن عدم قيامها أمر غير وارد .. أرقام التسجيل أيضاً تؤكد أن الشعب راغب فيها وبالتالي فان قرار قيامها من عدمه في يد الشعب وليس في أيدي الأحزاب الوجلة التي ملأت الساحة حينا من الدهر (هضربة) و (ولولة) .. لأول مرة في تاريخ الانتخابات في السودان يكون هناك سجل طوعي، وان الإقبال بالمعايير الدولية كان كبيرا ومشجعاً. كانت للسيد الصادق المهدي عدة تصريحات في الأيام الماضية يمكن أن تفهم أنها رغبة في إجراء الانتخابات أو انه توصل إلى قراءة سليمة لما يريده الشعب وقناعة بان قطار الانتخابات قد تحرك ولا سبيل لإيقافه أو عرقلته .. لقد دعا المهدي مستخدماً مصطلحاته الفريدة لتجنب انتخابات (كرزائية) كما قال: لابد من برزخ بين الشمولية والديمقراطية وقال أيضاً: نريد خوض الانتخابات للاحتكام للشعب كذلك دعا منسوبيه لتجاوز الخلافات والتسجيل للانتخابات .. هي إذن إشارات ايجابية لابد من أخذها في الاعتبار. كانت خطوات العملية الانتخابية محكمة فشهد لها المنصفون بالشفافية حتى الأممالمتحدة قالت كلمة حق عندما اعتبرت قانون الانتخابات في السودان الأفضل في المنظمة .. فالأممالمتحدة تدرك أن قانون الانتخابات قد أجيز في البرلمان كما أن هناك مفوضية خاصة بالانتخابات يديرها رجل قومي وهو جنوبي السيد أبيل الير احد أبناء الجنوب .. وهذا مركز كارتر الدولي لدعم الديمقراطية والتنمية يقر بأن عملية التسجيل تسير بشكل سلمي واثني المركز في بيان له على جهود مفوضية الانتخابات القومية . كل هذه المعطيات لابد وأن تشجع القوى السياسية خاصة المعارضة على استنفار قواعدها بدلا من التشكيك في الانتخابات .. ليس على قيادات القوى السياسية سوى النظر بتمعن في حقيقة بلوغ عدد المسجلين ما يقارب (12) مليون مواطن فذلك مؤشر قوى ودامغ على نجاح مرحلة التسجيل وهي مرحلة أساسية ومهمة .. بالأمس أعلنت مفوضية الانتخابات الثاني عشر من يناير المقبل وعدا لبدء تقديم طلبات الترشيح للانتخابات، وذلك أيضاً تطور كبير وخطوة متقدمة في طريق إنفاذ مراحل العملية الانتخابية المعتمدة . الحقائق على الأرض تؤكد أن أبل الانتخابات تسير نحو غايتها دون ان تلتفت لأي نباح أو دعوة واهية للمقاطعة اذا لا مجال لأن تأتي (الولولة) ولطم الخدود وشق الجيوب الا بخفي حنين .. الوقت الذي يمضي كالسيف لابد وأن يستغل في الاستعداد الجيد للمعركة بالطرح المقنع وبالخطاب المنطقي .. أن الحديث النظري عن الديمقراطية وحتميتها وضرورتها أمر سهل وميسور ظل البعض يتشدق بها لكن ممارستها على أرض الواقع محك يخرس ويلجم المنظرين والأدعياء وهذا ما نلمسه اليوم على المسرح السياسي. الانتخابات قائمة ولو طال التشكيك نقلاً عن صحيفة الرائد 2/12/2009م