تابع العالم من كل اطرافه اخبار الانتخابات الامريكية متابعة لصيقة والبعض سهر الليالي لمعرفة النتيجة ولعل السبب في ذلك هو اثر امريكا الواضح على مختلف دول العالم سواء كان راضين عنها والدائرين فى فلكها اوالمعادين لهااو حتى المحايدين الذين لاناقة لهم ولاجمل في هذه الانتخابات الجميع اهتم بها اهتماما شديدا لانها من الدول القلائل التى تجدد او تقيل رئيسها كل اربعا سنوات باسلوب ديمقراطي رصين يشارك فيه كل الشعب الامريكى المستوفية فيه شروط التسجيل والانتخاب لماذا تختلف الانتخابات الامريكية عن كل الانتخابات الاخري فى العالم ؟؟؟ هذا سوال مشروع ينبغى ان نجيب عليه الدمقراطيات الاخري فى العالم تعمل بنظام الاغلبية المطلقة عدا النظام الامريكى ففى الدورة الماضية فازت كلينتون باغلبية اصوات الناخبين وباكثر من ثلاث مليون ناخب على الرئيس ترمب والذى فاز باغلبية المجمع الانتخابى والحد الادنى للفائز هو الحصول على مائتين وسبعين ناخب من اصل خمسمئة ثمانية وثلاثين ناخب فى المجمع الانتخابى وهذه هى اصوات الناخبين الامريكين من كل ولايات امريكا الخمسين والتى تعطى كل ولاية عدد من النقاط حسب عدد الناخبين فى كل ولاية وعليه يكون على الرئيس الحصول على الحد الادنى بان يفوز بالولايات ذات الاغلبية السكانية العالية حتى يتمكن من الحصول على الحد الادنى للفوز وهو مائتين وسبعين صوت فى هذه الانتخابات وقد تفوق الرئيس جو بايدن على منافسه باغلبية الاصوات تزيد عن ستة مليون ناخب وحصل على مائتين ثلاثة وسبعين نقطة فى المجمع الانتخابى قبل ان يتم حصر كل اصوات الناخبين لان الذى يفوز باغلبية الاصوات الانتخابية فى الولاية يستحوذ على كل نقاط الولاية فى المجمع الانتخابى هذا الامر فى كل الولايات م عدا ولايه نيبراسكا و مين وعليه يكون مهمة جدا لاعلان فوز الرئيس ليتمكن من الحصول على الحد الادنى فى المجمع الانتخابى وهو مائتين وسبعين صوت او نقطة. رغم ان امريكا دولة عظمى وتؤثر سياسيا واقتصاديا على كل العالم وتعتبر الشرطى الدولى الا انها اخيرا فقدت كثيرا من رونقها وقوتها الاقتصادية وايضا تاثرت دورة الرئيس ترمب بالسياسات السلبية والمعادية للمهاجرين والمعادية للاقليات الامريكية من اصول مكسيكية او م يطلق عليهم باللاتينو(Latino) وايضا المعادية للمسلمين. ولعل جائحة كرونا والطريقة الغريبة التى تعامل معها الرئيس ترمب من عدم الاستماع لنصائح العلماء والاطباء وعدم الالتزام بالضوابط الصحية والاثر الذى احدثته فى اغلاق الاسواق واماكن العمل مما اثر اقتصاديا على المواطن الامريكى وقد يكون ذلك واحد من اسباب الهزيمة للرئيس ترمب وقد تكون هنالك اسباب اخرى غير معلومة للعامة ولكنها معلومة لصناع القرار فى امريكا من اصحاب المال والنفوذ الخفى . الذين سعدو وهللو بفوز بايدن على ترمب يجب ان لا يفرحو كثيرا فرغم ان الرئيس ترمب كان مغرورا وقبيحا فى تصرفاته و فى قراراته واحيانا واضحا في ( شيل القباحة ) اما ان الرئيس بايدن يبدو عليه الظرف والدبلوماسية والحديث الناعم الودود الا انه يجب ان نعلم ان الولاياتالمتحدةالامريكية دولة مؤسسات ولديها سياسات ثابتة تقوم على المصلحة الامريكية ومصلحة جماعة الضغط من اجل مصالحهم واقوى هذه الجماعات هو قوة اصحاب السلاح (NRA) وقوة ضغط الحركة الصهيونية AIPAK)) وعليه فان السياسة الامريكية الداخلية والخارجية فى الغالب الاعم لن تتاثر كثيرا بتغير الرئيس او مجى رئيس جديد الا فى الحدود التى يتعامل معها الرئيس بمفرده وبمعزل عن المؤسسات التى تصنع القرار مثل م كان يفعل الرئيس ترمب فغالبا السياسة الامريكية سوف تتبدل في الشرق الاوسط فى منطقة الخليج ومصر ولكنها لاتتبدل في م يخص القضية الفلسطينية ولا تتبدل فيما يخص السودان كثيرا ولكن حكومة الفترة الانتقالية حكومة الناشطين السياسين لا تعرف كيف تتعامل مع المؤسسات الامريكية واجهزة صنع القرار فى امريكا وتتمنى ان تستمر السياسة السابقة فى رفع السودان من قائمة الارهاب وهذا فى الغالب الاعم ربما يحدث وربما لا يحدث . استهل الرئيس الامريكى المنتخب جو بايدن تهنئته للشعب الامريكى بانه فخور بالديمقراطية الامريكية التى تعطى الحق للشعب فى تجديد الرئيس كل اربعة سنوات واختيار رئيس جديد وحق لهو ان يفخر بذلك فهى من الدول القلائل التى يتم فيها تبادل السلطة بصورة سلسة فقد راينا رؤساء جاوزوا الثلاثة عقود واخرين اربعة عقود فى عالمنا الثالث وما زالوا يريدوا ان يستمروا في هذا الامر. اكد الرئيس بايدن بانه سوف يكون رئيس لكل الامريكان الذين صوتو له والذين لم يصوتو له رئيسا لكل امريكا ويدعو الى الوحدة والتعاون فى بلد اودى به الرئيس السابق ترمب الى التقسيم بواسطة سياسات رعناء لاتراعى حقوق البشر الملونين وسياسات ادت الى استغلال عنصري للبيض وظهرت حركات البيض العنصرية وفى مقابلها ظهرت حركات السود المطالبة بالحرية والمساواة (Black life matters) واراد جو بايدن ان يعيد امريكا لما كانت تطلق عليه بارض الاحلام من اجل الفرص المتاحة لتحقيق الاحلام ويقول بايدن: نعم نستطيع فى هذه اللحظه التاريخية ان يحقق توفير الرفاهية وحقوق الاختيار لقد حان الوقت لنعيد لامريكا الروح الامريكية والعالم كله ينظر الينا ويجب ان تكون امريكا عادلة وشعبها شعب خير يجب ان تكون امة موحدة ,امة متعاونة ,امة متعافية تحافظ على الايمان بالرب ونشر الايمان كلمات طيبة نامل ان يكون صادقا فيها ويعمل فيها على ذلك . الامر الاخر الجدير بالذكر فى هذه الانتحابات هو فوز نائبة الرئيس كامالا هايرس كاول امراة تصل الى هذا المنصب فى تاريخ امريكا ليس هذا فحسب انما اول امراة من الملونين ومن اصول افريقية اسيوية وهذا يسجل موقفا تاريخيا عظيما ويسطر للاجيال القادمة نموذج حيا يمكن ان يحتذى . المراة تاريخيا فى الولاياتالمتحدةالامريكية لم تجد حق التصويت الا فى الستينيات من القرن الماضى بعد انتصار حركة الحقوق المدنية حيث لم يكن مسموحا للسود ولا للنساء بالحق فى التصويت وهكذا تعتبر هذا الفوز امرا مهما ومعلما بارزا في تاريخ هذه الانتخابات . الامر الاخر الذى تميزت به الانتخابات ان الرئيس ترمب لم يعترف بفوز منافسه بايدن وصار يتحدث بان الانتخابات بها تزوير بالعملية وان التصويت بالبريد اضر بالعملية الانتخابية وهذه التصريحات التى ظل الرئيس ترمب يرددها لم يقدم اى دليل لهذه الاشياء وكل اللجان الانتخابية على مستوى الولايات كان الحزب الجمهورى حزب الرئيس ترمب له حضور وممثلين يشاهدون عملية فرز الاصوات ولم يقدمو اى دليل على وجود تزوير او اخطاء فى رصد الاصوات وانما حديثه كان تهريجا سياسا لا معنى له وحتى القضايا التى رفعت فى بعض الولايات رفضها القضاء لانه لم يجد اي دليلا على هذه الادعائات الظاهرة الجديرة بالذكر فى هذه الانتخابات انها ولاول مرة في الولاياتالمتحدةالامريكية تصل نسبه المشاركين في التصويت الى 160 مليون ناخب وهذه نسبة لم تحدث فى اى انتخابات سابقة منذ اكثر من 120 سنة وهذه النسبة تمثل حوالى 70% من اجمالى 239 مليون ناخب يتمتعون بحق التصويت هذا حسب م افاد به مركز الانتخابات الامريكية التابع لجامعه فلوريداالامريكية ومازال الحديث مستمرا هل يقوم الرئيس ترمب بالازعان والقبول بنتائج الانتخابات ويقوم بتسليم الرئيس الجديد في 20 يناير القادم ام سوف يظل هذا السجال مستمرا ويدخل المحاكم الامريكية وقد حاول الرئيس ترمب الاستعانة بالجيش فى الاستمرار فى الحكم ولكنه تفاجئ برد رئيس هيئة اركان الجيش الامريكى بانهم ادوا قسم الولاء للدستور الامريكى وليس الى ملك او طاغية او دكتاتور وكانت تلك اروع بان يكون القسم للولاء والدستور لا لنزعات الحكام والافراد الذين لايلتزمون بالقانون او الدستور وهكذا تكون الدول فى تقدم والاذدهار طالما كانت ملتزمة بمؤسسات الدولة ومواثيقها وعهودها التى ترعاها وتلتزم بها فهكذا يكون المؤسسية والنهج القويم فى الحكم وفى الحاكمية والزامية القانون والدستور . عادل عبد العزيز حامد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.