لا أدري علي أي منطق يستند صديقنا الوزير فيصل محمد صالح، وزير الثقافة والاعلام، عندما يصرح بالقول ، بأن كل الاحتمالات واردة بشأن الخلاف الحدودي مع أثيوبيا! وهل يعني ذلك أن (خيار الحرب) وارد ومحتمل مع (أقرب) و( أعز) و( أصدق) جار لنا في القارة الأفريقية؟ : ونقولها بصدق ووعي كامل، أن هذا الخيار غير وارد علي الاطلاق ، لا في الذاكرة الجمعية للشعبين، ولا في خيال المستقبل لشباب اليوم....لسبب بسيط: أن في بيتنا يوجد حبشي...وفي بيتهم يوجد سوداني من زمان... نعم...في كل بيت سوداني لهم وجودهم..وفي العاصمة السودانية، علي الأقل، قد دخل الحبشي بيتنا...زائرا أو جارا ملاصقا او صديقا أوعاملا ، من الجنسين، وأسالوا عنهم،صداقتهم ومحبتهم لأهل السودان...في السجانة ستجدونهم..وفي الديوم وفي الرميلة وفي الصحافة وحتي في عشش فلاتة...وفي المنطقة الصناعية وكرين السيارات وتشييد المباني والعمارات... وبالمقابل، أسال عن السوداني في أثيوبيا ، وفي ولاياتها التسعة..في عفار...في أمهرة...في بني شنقول...في جامبيلا...في هررجي...في أروميا...في تيغراي..في ديرة داوا...أما في العاصمة، أديس أبابا، فما أكثرهم..وكم فيها من سواح وتجار ورجال اعمال وطالبي العلاج...ونماذج وشرائح سودانية متداخلة في المجتمع الأثيوبي بذات الحميمية والمودة والمحبة بين الأشقاء . وفي إعتقادي الراسخ، أن حكومة يقودها حمدوك، الذي يعرف تماما عراقة العلاقة والصداقة بين الشعبين، لن تسمح بتلك الحرب اللعينة أبدا. أثيوبيا، منذ ، وقبل ، (الأمبرطور هيلاسلاسي) وماتلاه، كانت دائما ملاذا امننا للهجرات السودانية، فرارا من الظلم أو طلبا للأمان..ومعظم لقاءات المعارضة واتفاقاتها كانت تتم في( أديس ابابا )وتحمل أسمها.. ولعل أبرزها( اتفاقية أديس أبابا ) التي تم التوقيع عليها في( فبراير1972) بين حكومة جمهورية السودان وحركة تحرير السودان لانهاء الحرب الأهلية السودانية الثانية.كما كانت أثيوبيا دائما حاضرة ووسيطا فاعلا بين الفرقاء السودانيين ، واخرها تحقيق اتفاقية تقاسم السلطة بين المجلس العسكري وقوي الحرية والتغيير ، فقد كان للوسيط الأثيوبي دورا فاعلا في تقريب وجهات النظر ، وفي الاشراف علي توقيع الطرفين علي الوثيقة الدستورية للمرحلة الانتقالية. : لو كنت في مكان وزير الثقافة والاعلام ، لسارعت بتصحيح الوضع باضافة كلمة( الا الحرب) الي التصريح السابق ،باعتبار أن ذلك هو رد الفعل الطبيعي لمسئولي البلدين عند حدوث مثل تلك العوارض والأزمات...وما دامت هناك اتفاقيات سابقة وموقعة بين البلدين بشأن المناطق الحدودية المتاخمة لاقليم( أمهره) فعلي الدولتين الشقيقتين تفعيل تلك الاتفاقيات وعدم التصعيد علي أي شكل كان ما دام يضر بخصوصية العلاقة بين الشعبين. د.فراج الشيخ الفزاري f.4u4f@ hotmail.com