عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. إذا صحت مقولة ان"الحرب أولها كلام"، فإن المرحلة الاولي من الحرب المصرية-الإثيوبية، على النيل الأزرق، قد بدأت بالفعل. وستكون سماوات السودان، الشريك الخفي، حتى الآن، في أحدث حروب القرن المحتملة، على الأقل، بعضا من ميادين تلك الحرب، ومسارحها. وتعتبر التصريحات التي أدلى بها الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، التي حذر فيها من المساس بحصة مصر من مياه النيل، متوعدا المنطقة بحالة من عدم الاستقرار، ورد الفعل الاثيوبى، على تلك التصريحات، معركة أولى من حرب الكلام. فمع بدء مرحلة ثانية من مناورات مصرية سودانية، أكدت عمليا اصطفاف السودان إلى جانب مصر في النزاع حول سد النهضة، وعلى أعتاب جولة جديدة من مفاوضات السد ، برعاية الرئيس الكونغولي، رئيس الاتحاد الأفريقي، اطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحذيرا من المساس بحق مصر في مياة النيل، الذي وصفه بانه "خط أحمر"، وقال: "لا أحد يستطيع أن يأخذ قطرة ماء من مياه مصر، ومن يريد أن يحاول فليحاول وستكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها ولا أحد بعيد عن قوتنا".ومع ذلك، قال السيسي" أنه لا يهدد أحدا بتصريحاته"،وأكد" إن التفاوض هو الخيار الذي بدأته مصر وأن بلاده تامل في التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يحقق الكسب للجميع. ". الا أن إثيوبيا، لم تقتنع، فيما يبدو، بتلك الإشارة،ولم تأبه لما قد تنطوي عليه من استدراك، لما سبق من قول، وتعاملت مع الأمر كتهديد صريح ومباشر، وهو منعطف دبلوماسي حرج.فقد أعلنت الخارجية الإثيوبية، من جانبها، بإن تهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليس جديدا، بل هو تكرار لما فعله رؤساء مصر السابقون، مؤكدة أن أديس أبابا اعتادت استخدام القوة من قبل مصر. وَسردت الخارجية الإثيوبية تاريخا مطولا مما وصفته باعتياد" مصر على استخدام القوة، أكثر من مجرد التهديد باستخدامها"، وهو تاريخ يبدأ بغزو الخديوي اسماعيل باشا لاثيوبيا عامي 1875 و1876. وفيما أكدت استعدادها لجميع الاحتمالات، حذرت بدورها" الجميع ألاّ يخطئوا في أنّ جميع الخيارات مطروحة على طاولة إثيوبيا أيضاً".ما قاله السيسي يعني " أن صبر القاهرة الاستراتيجى قد نفذ ؛ بعد عشر سنوات من المرارة"وفق ما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام، بسبب ما تعتبره تعنتا من الجانب الاثيوبى". وربما لهذا السبب، عرفت جولة المفاوضات التي انتهت يوم الأحد 4 أبريل 2021م، بالتزامن مع انتهاء المناورات العسكرية، المصرية-السودانية، بمفاوضات الفرصة الأخيرة، وان فشلها، ربما يعني، حتمية، انتقال الأطراف، خاصة مصر، إلى الخيارات الأخرى. إلى الحرب، لاغير. فهل ستقدم مصر على ضرب سد النهضة، قبيل بدء موسم نزول الأمطار في الهضبة الإثيوبية، وما يرتبط بذلك من بدء عملية ملء السد، التي تعارضها مصر والسودان، اللذان يشترطان اتفاقا ثلاثيا، مسبقا؟ باعتبار أن تفجير السد، من وجهة نظر أمريكية، هو الخيار المتبقي أمام المصريين.؟! في هذا الأثناء، تواصلت المناورات العسكرية المصرية-السودانية، والتي تشارك فيها القوات الجوية للبلدين، بشكل واصح، في شمالي السودان. وتضمنت التدريبات، حسب، وكالة الأنباء السودانية،" تنظيم أساليب التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية"، إلى جانب " تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية وحماية الأهداف الحيوية، بمشاركة مجموعة من المقاتلات متعددة المهام". وحسب بيان من الإعلام العسكري السوداني، فقد أضاف الفريق ملاح كوكو، موضحا المزيد من مستهدفات التدريبات، بقوله، أن "القوات الجوية تعمل على حماية أجواء البلاد من كل استهداف مباشر للمواقع الاستراتيجية وضبط أي هجمات جويه تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار، كما تقوم بتوفير مناخ آمن وإنها تعمل بحرية تامة على أراضيها". وفيما أكد رئيس هيئة القوات السودانية، محمد عثمان الحسين، "أن هذه التدريبات المشتركة مع مصر بأنها لا تستهدف بلدا معينا". شدد نظيره المصري،محمدز حجازي على " وقوف القوات المسلحة المصرية إلى جانب الجيش السوداني مدافعة معه في خندق واحد تطلعا لمستقبل آمن وواعد". وقد تزامن ختام المناورات المشتركة، مع فشل جولة مفاوضات جديدة، برعاية الاتحاد الأفريقي، وفق مراسل الجزيرة، الذي أفاد بانتهاء اليوم الأول من الاجتماعات الوزارية في كينشاسا حول سد النهضة بدون التوصل إلى نتائج، مع تمسك كل من مصر والسودان بطلب وساطة رباعية لتسوية الأزمة، بينما عبرت إثيوبيا عن أملها في إيجاد حل يرضي كل الأطراف، لم يتضح، بعد ،موقف إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي تشارك بلاده، بجانب الاتحاد الأوروبي، في المفاوضات، وتيسير وصولها لحل سلمي، بدلا من الخيار العسكري، والذي أعلن سلفه دعمه له بدون مواربة. ففي تصريح وصف في حينه بالمفاجئ والنادر، حذَّر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب من خطورة الوضع المتعلق بأزمة السد، قائلا إن "الأمر قد ينتهي بالمصريين إلى تفجير السد"، مضيفا "قلتها وأقولها بصوت عال وواضح: سيُفجّرون هذا السد، وعليهم أن يفعلوا شيئا، كان ينبغي عليهم إيقافه قبل وقت طويل من بدايته".وأكد ترامب، فيما يشبه التحريض، واستحسان الحرب، وتسويغها، بديلا للتفاوض، أن مصر "لديها كل الحق في حماية حصتها في مياه النيل". ويعزز التقارب، المصري - السوداني، في الميدان العسكري، فرضية استعداد مصر لاحتمال الحرب، وليس مجرد التلويح بها، كوسيلة ضغط على الخصم، الاثيوبي، الذي يبدو أنه لا يقل استعدادا لهذا الاحتمال. ويتعلق أمر تفادي خيار الحرب، إلى حد بعيد، على قدرة المفاوضين، والميسرين، في أحداث اختراق في جمود الموقف، خلال الأسابيع القليلة المتبقية من بدء موسم الأمطار، والتوصل لاتفاق مرض لجميع الأطراف. https://www.aljmaheer.net/ https://m.facebook.com/aljamaheersd/