عندما كان زمبرة يتجول في عرصات شوارع الخرطوم، لمح ، غير بعيد منه، زحمة وتدافع. فتوجه لإجلاء الأمر. هناك شاهد. الرئيس كلينتون بدون حرس وزمبليطة. يرافقه، أحد السودانيين كمترجم. تبدو عليه الغبطة والسرور، من اخمص قدميه وحتى أعلى شعره. المكان، بالقرب من مقابر فاروق. من ضمن الجمع الغفير، كان الأطفال المشردين سعداء، وكأنهم في حفل مرح.. زمبرة، دخل في الجمع، خطوة، تبعتها خطوات حتى وجد نفسه في حافة مجرى عملاق يكاد يبتلع سيارة بحالها. لا أحد على سطح الأرض!. الجميع نزلوا في المجرى الفارغ. بما فيهم الرئيس كلينتون شخصيا. وهو بذات سمته، وبهدوءه المعروفين. وجد زمبرة على سطح الأرض عصا رفيعة، اقرب إلى المطرق!.. فتناولها، وغرزها على الأرض، فما كان إلا أن مادت به الأرض الرملية، وطاحت به داخل المجرى. دهشته استطالت، عندما شاهد كلينتون وهو يتكى على سرير حافي. يا الله ما هذا. سأل زمبرة، نفسه. مرت لحظات، داخل المجرى ومازالت الحركة والضجيح تتوالى. طوالي زمبرة، بدأ الحديث بصوت مسموع، تجاه الرئيس كلينتون. " أول شئ يا ريس، مرحب بيك الف..وتاني، تشرفنا زيارتك للخرطوم. ولكنك اخترت زيارة الخرطوم الأخرى. ونشكرك تاني كمان، لوقفتك مع الغلابة والمشردبن". ، ثم ناول المترجم، زمبرة مكبر صوت، وبدأ في التحدث والفضفضة!. بعد أن تنحنح للتخلص، من بعض توتر وقلق، ولتحضير ماذا سيقول.. . وكيف لا، فهو يخاطب رئيس دولة تسيطر على شئون الخلق والعباد. .في ختام كلمته، شكر زمبرة مرة أخيرة، الرئيس كلينتون. مضيفا، بأنه يقدر هذه الزيارة، ويرجو إن تثمر خيرا على الجميع. تحرك كلينتون نحو زمبرة، وسأله هل ولدت، أو عشت في كلفورنيا؟!. زمبرة، يا الله. الشئ المكاشفى!. رددها بصوت غير مسموع.. ثم مجيبا. نعم ، نعم. ولكن كيف عرفت ذلك. كلنتون، نعم . عرفت ذلك من لكنتك الكالفورنية الظاهرة ؟!. لم يسترسل زمبرة، كثيرا في الحديث مع الريس كلنتون، فقد ايقظته فطومة!. قوم يا زمبرة، السباك اتصل وقال، هو في الطريق لاصلاح عطب الماسورة. بعد ذلك، حكى زمبرة هذه الرؤيا لفطومة. فأخبرته، بأن هذه الرؤيا، تدخل في فصل، قدوم الخير للسودان. وأن الشماسة الذين زارهم كلينتون، هم الشعب السوداني الصابر... وكلنتون ده ذاتو يعني، المجتمع الدولي وقوتو. واما المجرى او الخور، فهو يعني العزلة أو القاع الذي كان يعيش فيهو الشعب السوداني.. خير . كلو خير...ابشر يا زمبرة.. مش قلت ليكم. فطومة دي، خترية.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.