مع التحية للأخ أبو الريش في الدوحة والإعراب عن معقولية إقتراحه على سودانايل حول الموضوع أعلاه ، وبعد أن أخذَ الصبر منا ما أخذ في إنتظار تعقيب من المسئوليين في دار الوثائق القومية السودانية عسى ولعل يلهمهم المولى نعمة الإنتباهة إلى قدرٍ من واجبهم القومي رغم يقيننا بأن الفاقد لايعطي، إرتأينا الإشارة إلى ملفات إرث مُعتبر حول ذات الموضوع بين أضابير دارالوثائق القومية في الخرطوم، ويا ناس خلف الله يمكن أن يدلكم عليها الأخ سيد مصطفى حمور، أطال الله عمرة وأمده بالصحة، إذا غلبتكم الحيلة وأنتم في إدعاءٍات جوفاء بتوظيف الأرشيف الرقمي. 1) ملفات لجنة أسماء الشوارع والميادين الأولى والثانية تحت رئاسة المرحوم الراحل المقيم أبو سليم وعضوية نخبة من الأكاديمين والإجتماعيين من 1970- 1972، 1988- 1989، أجزلهم الله بها خيرالثواب وأثقل بها ميزان حسناتهم. 2) محاضر إجتماعات اللجنة الثانية والتي قد كُلفتُ أنا شخصياً بإعدادها إبان عملي في الدار، لما تعكسها من وجهات نظر ومداخلات كثيره ومُعتبرة من أعلام شهود، وبعضها تحت أسماء مسؤولي الغفلة مضحكة ومزرية ومؤكدة لتخلفهم حتي في أبجديات الثقافة والعرف والمجتمع السوداني، أذكرعلى سبيل المثال أن أحد المهوسين وكان ثاني أميرلمجلس أمراء الخرطوم قد إعترض علي إختيار مسمى (أم بدة) متحججاً بضرورة تجاهل وشطب الأسماء الشائنه، وأظنه قد تصور في (أم بدة) معنى أقرب إلى محيطه الشخصي قبل موضة التوبه وعودة الوعي. 3) كما أشير إلى مرجعية مجموعات أرشيف ملفات مجموعة السكرتير الإداري، مجموعة مديرية الخرطوم، مجموعات الأراضي 1- 4، مجموعة المتنوعات، ومجموعة المخابرات السودانية والداخلية. كل هذا الكم الهائل من الإرث والثراء الأرشيفي أتمني أن يكون في أمن من هيجان الثورالهائج في مستودع الخزف، وقراراته العنترية المشبوهة والحمقاء، وإن النبيه بالإشارة يفهم. لم أعاصر اللجنة الأولى أما في الثانية كانت لنا الحظوة بالمشاركة كمقرر لها في جلسات العمل الداخلية بالدار أو إجتماعات التنوير في مباني المفوضية والمديرية سابقاً ، مما أتاح لنا سانحات الإستماع إلى لغو الحديث من فتوات هذا الزمان الغابر، قطع الله دابره كما أراحنا من سابقه. تأسست أعمال اللجنة الثانية على تأكيد توصيات اللحنة الأولى، لأنه لا يعقل أن نعيد تسمية الشوارع والميادين والأحياء وفق مزاجات متغيرة وإطروحات مستجدة وغريبة على المجتمع، وعليه تواصلت أعمال ودراسات اللجنة الثانية كملحق تكميلي ينظر في تسمية الإمتدادات الجديدة والميادية والأحياء المستحدثة بما فيها تلك المنبثقة من إمتدادات عشوائية . كما كان يؤخذ في ترشيح المسميات إعتبارات متعددة منها طبيعة وثقافة وإرث ومعارف البيئة السكانية حول النطاق المعني، إلى جانب تخليد الشوامخ وأسماء أبطال وشهداء النضال الوطني والعمل المدني العام، فضلاً عن تخليد مسميات الأراضي المفقودة المُستقطعة من هوامش وأطراف السودان في كل الإتجاهات تبعاً لجذورغالبية سكان المنطقة المعنية. كما كان التَحَفظ على إلغاء المسميات الموروثة مهما كان تفسيرها وتأويلها لأنها في تداولها مقصودة بصياغتها وشيوع نطقها ومعارفها وليس لمعانيها في زمان النفاق والرياء. هكذا المعاني كانت تقديريه وإعتباراتها من وحي ثوابت مظاهر تاريخية تستوجب الإبقاء والدراسة . على هذه القواعد تمت تغطية جميع النطاقات المعنية حتي العام 1989 وتوثيق تعليلات مقنعة وكافية حول إختياراتها في ملف يفترض وجود نسخته العمدة في دارالوثائق القومية، وأخرى في مفوضية العاصمة الخرطوم وقد قمت شخصياً بتسليمها في مكتب المفوضية الكائن بشارع الجامعة، أما نسختي الشخصية إحتفظُ بها حتي إصباح إشراق منتظر ومنظور. بعدئذٍ كانت الطامة الكبري وكان ما هو كائن اليوم من عجب العجائب منذ بداية زمان الهرجلة وضبابية أسلمة المجتمع في إطارالمشروع الحضارئ سيئ الذكر، نقرأ مسميات بأسماء الصحابة عليهم رضوان الله في مناطق أغلبية اهلها من غيرالناطقين بها شهادةً كانت أو لغة مستقوية بالسلطان، نقرأ ترقيماً متسلسلاً للقرى والمناطق بدلاً من تأكيد تسمياتها بعناوينها الأصل إمعاناً في شطب ذاكرتها في الأجيال... ألخ مثل هكذا التخبط والإزدراء بالمجتمع. هؤلاء أخي وقريبي أبوالريش، نكرات الجذورمن منبع مجهول الهوية في وهم كاذب بأن مبتدأ السودان بهم ولا يعقل أخذهم بوجهات النظر المستنيرة والشفافة، فالتتوحد إهتماماتنا على حماية إرث الأمة ومستودع ذاكرتها في دارالوثائق القومية وتطهيرها من نبتها الطفويلي المتسلق وفي هذا آمال بشوارع أسمائها تحمل الطيب والرياحين من نرجسٍ وقرنفلٍ وفلٍ وياسمين. محجوب بابا محمول 0097339347132 ، بريد الكتروني [email protected]