قال مسؤول ببرنامج الاغذية العالمي ان الاممالمتحدة أجلت عشرة من عاملي الاغاثة من جزء ناء بجنوب السودان بعد اشتباكات دارت هناك بين قوات الجيش وجماعة مسلحة غاضبة من نتائج الانتخابات التي جرت في أبريل نيسان. وقال مات بيرسون رئيس مكتب برنامج الاغذية العالمي في ولاية جونقلي ان الازمة القائمة في الجنوب الذي يعاني نصف سكانه من نقص الغذاء قد تتفاقم اذا استمرت حالة عدم الاستقرار. وسيجري الجنوب خلال أقل من ثمانية أشهر استفتاء على انفصاله. وقال بيرسون "الوضع الامني يسوء... هناك تقارير عن تعبئة جنود وعن نزوح سكان عن البلدة... قررنا الانتقال." وأضاف أن الطعام لن يوزع على 11 ألف شخص بمنطقة بيبور في ولاية جونقلي حيث دار القتال لكن "اذا استمر هذا فسيتأثر 62 ألفا في يونيو." وولاية جونقلي احدى أكثر المناطق تضررا بأزمة الغذاء وشهدت قتالا قبليا داميا. وكان ديفيد ياو ياو وهو زعيم جماعة مسلحة اشتبكت مع جيش الجنوب يوم الخميس الماضي قد رشح نفسه للبرلمان عن حزب الجبهة الديمقراطية المتحدة المعارض لكنه خسر. واتهم ياو ياو الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم الجنوب بالتزوير وترويع الناخبين خلال التصويت. وقال لرويترز "لم يسمح لاي حزب سياسي اخر بالفوز وهذا أغضب الجميع ... الناخبون تعرضوا للتهديد والضرب." وقال جيش جنوب السودان ان ياو ياو هاجم قاعدة عسكرية مما أسفر عن مقتل جندي واصابة ثلاثة اخرين. وأكد ياو ياو حدوث اشتباكات لكنه لم يذكر تفاصيل. وشهدت ولاية جونقلي أيضا تمرد جورج اثور وهو ضابط كبير بجيش الجنوب يوم 30 ابريل نيسان بعد أن خسر في انتخابات حكام الولايات أمام المرشح الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان. وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات بين أنصاره وقوات الجيش. وقال ياو ياو انه على اتصال مع اثور وان قضيتهما واحدة. ولم يذكر ما اذا كان سينضم لقوات اثور. ويخشى محللون أن يتسبب العنف القبلي في زعزعة استقرار جنوب السودان وأن يمتد في أنحاء المنطقة. وقتل ما يقدر بنحو 2500 شخص في أحداث عنف قبلية بالجنوب عام 2009 . وتسببت الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه والتي دارت بشكل متقطع منذ عام 1955 في مقتل ما يقدر بنحو مليوني شخص ونزوح أربعة ملايين عن ديارهم. وأنهى اتفاق سلام أبرم عام 2005 الصراع الذي كان يدور أساسا حول النفط والعرق والايديولوجية والدين. وكان الاستفتاء على انفصال الجنوب المقرر في التاسع من يناير كانون الثاني عام 2011 جزءا من ذلك الاتفاق.