احتشد مئات الآلاف من شباب جنوب السودان يقودهم "اتحاد انفصالي شباب جنوب السودان" "واتحاد شباب الحركة الشعبية" ونخب من شباب وقادة منظمات المجتمع المدني فى تجمع حاشد ومظاهرة هادرة فى مدينة جوبا يوم الأربعاء 9 يونيو 2010م للتعبير عن قرارهم للتصويت للانفصال ولحشد ولتعبئة شباب وبقية مواطني جنوب السودان للتصويت للانفصال فى الاستفتاء المزمع إجراؤه فى 9 يناير 2011م. وقد أكد المتظاهرون وقادتهم بأن وحدة السودان كانت طوال الأربعة وخمسين سنة الماضية منفرة، وأوضحوا بأنهم سيبذلون أقصى جهدهم لجعل "الانفصال جذاباً". وقد صرح بعض المتظاهرين بأنهم يتبنون الانفصال ليس حباً فى الانفصال ولكن بسبب السياسات الظالمة التي فرضتها الحكومات (المركزية) القومية علي الجنوب وقد ناشدوا جميع الجنوبيين للتوحد من أجل الانفصال. وفى الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة تحدث العديد من الخطباء الذين أكدوا بأن الوحدة لم تعد جاذبة وبأنهم ليسوا حريصين على الوحدة وبأنهم يريدون أقامة دولتهم فى ظل جوار ودي مع الشمال. ورفض بعض المحدثين الادعاءات بأن الجنوبيين لا يستطيعون حكم أنفسهم وأكدوا أنهم يستطيعون إدارة دولتهم بسلام ورخاء، وناشد قادة الشباب الجنوبيين لنبذ خلافاتهم التي نتجت من الحملات الانتخابية الأخيرة وان يتوحدوا بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والقبلية. وكان الأستاذ/أكول بول كورديت، رئيس اتحاد شباب الحركة الشعبية وعضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، قد صرح فى لقاء تلفزيوني أجراه تلفزيون حكومة جنوب السودان يوم الاثنين 7/6/2010م بأنه سيتم تنظيم مظاهرات ولقاءات هادرة فى جميع ولايات الجنوب العشرة. وقد أوضح الأستاذ/أكول أن سكان جنوب السودان فقدوا ملايين الأرواح لأجل تحقيق حقهم فى تقرير المصير من خلال استفتاء حر ونزيه لتحديد مصيرهم وإقامة دولة مستقلة. كما أوضح الأستاذ/ارجيو واني، ممثل احدي منظمات المجتمع المدني، بأن هذه المظاهرة ستتبعها مظاهرات شهرية فى اليوم التاسع من كل شهر حتى تاريخ الاستفتاء (9/1/2011م)، وناشد حكومة جنوب السودان للقيام بنشر وتوزيع قانون الاستفتاء لإرشاد المواطنين، كما ناشد الهيئات والأجهزة الحكومية ذات العلاقة للتعاون مع منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لضمان وصول رسالة الانفصال لكل مواطني جنوب السودان، كما ناشد المجتمع الدولي لدعم عملية الاستفتاء والسماح للجنوبيين بتقرير مصيرهم. وقام المتحدثون بتذكير الجماهير بسنوات المقاومة والتحرير والصعوبات التي واجهوها بغرض تقرير المصير حيث قالوا ان التحديات والتضحيات كانت كبيرة بالنسبة لمواطني جنوب السودان. وأشار المتحدثون كذلك إلى دور المجلس التشريعي بجنوب السودان وناشدوا أعضاء المجلس التشريعي لتوحيد الصفوف لتحقيق حق تقرير المصير. وكانت المطالبة بالانفصال قوية حتى أن بعض المتحدثين اقترحوا علي أعضاء المجلس التشريعي لجنوب السودان فى حالة التلاعب بالاستفتاء أن يقوموا بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان لإقامة جمهورية جنوب السودان المستقلة بحدود واضحة. وقد بدأت الحشود بالتظاهر من إستاد جوبا وانتهت فى مقر طريح القائد الراحل جون قرنق حيث شارك آلاف الشباب من مختلف ولايات جنوب السودان وتحملوا الحر القائظ للاستماع للمتحدثين الذين كانوا يهتفون بشعارات الانفصال طوال المظاهرة.