لم يوفق الصديق ضياء الدين بلال مدير تحرير صحيفة الرأي العام وهو يكتب عموده المقروء "العين الثالثة" يوم أمس الأول الاثنين بعنوان " أبناء المغتربين ومحاضر الشرطة" عندما تحامل كثيرا على أبناء المغتربين ، وحملهم تبعات الفكر المتطرف طالما قدموا من السعودية ، والبس فئة أخرى من أبناء المغتربين العائدين إلى السودان من الخليج وأوربا أراء وأفكار متطرفة ومتحررة في الحريات الشخصية ..وهو يستشهد بواقعة مقتل الأمريكي جون غرانفيل بأن منفذيها تلقوا تعليمهم في السعودية ، واعتبر ذلك مؤشرا على أنهم "نهلوا من منبع واحد مما وضعهم على مصير مشترك هو "التطرف" ، واحسب أن صديقنا ضياء الدين جانبه الصواب تماما فأبناء المغتربين الذين يدرسون بالسعودية ، يتلقون علوما شرعية بعيدة عن روح التطرف ، والسعودية كدولة تحارب عبر مؤسساتها كل أنواع التطرف والغلو بشكل لافت ، كونها تأذت من التطرف والإرهاب . صحيح أن من بين أبناء المغتربين من يحفظ القران ، ومنهم من هو على قدر عال من الثقافة الإسلامية التي بطبيعة الحال تحول دون الغلو والتطرف والإرهاب ، وبالتالي لاتشكل عودة أبناء المغتربين من السعودية هاجسا يستوجب استنفار أجهزة الدولة لتضطلع بمهمة تجفيف منابع التطرف ، وان كان من بين العائدين الى السودان يحمل فكرا متطرفا ، فهو بطبيعة الحال لم يستفد من تعليمه في السعودية ، وبالتالي ضاقت به كونه يحمل فكرا متطرفا يُحارب من قبل السعوديين بضراوة. أما حديث صديقنا ضياء الدين عن المتطرفين في الحريات الشخصية من أبناء المغتربين العائدين من الخليج وأوربا ، فهو حديث لايستند على وقائع محددة ، وشواهد موثقة .. وتبقى المفارقة العجيبة أن كثير من أولياء أمور الطلاب في منطقة الخليج يترددون كثيرا في إرسال أبنائهم للدراسة في " جامعاتنا" في ظل قصص تُحكى عن "انفلات" كبير في أوساط طلاب كثير من " جامعاتنا" ، حيث أصبح "ترويج "المخدرات داخل "مدرجات"الجامعات ، ليس من بين الأخبار "المدهشة" !، بدليل إفادة مدير إحدى الكليات الخاصة للزميل ضياء الدين "باعتياد" عن انتشار المخدرات في كليته التي لاتتجاوز مساحتها 500 متر مربع !، وبالتالي تزداد مخاوف أولياء الأمور من انزلاق أبنائهم في عوالم المخدرات ،بل هم يفضلون إرسالهم إلى جامعات في ماليزيا والفلبين والهند ، وبذلك تتبدد مخاوفهم ، وهي صورة مؤلمة لواقع جديد لجامعات بلادنا ، نحزن لاتساع دائرتها ، ولتبقى ساحات الجامعات ومدرجاتها مقرا لنهل العلوم ، وتخريج أجيال في وطن يتطلع الى مكان يليق به بين الأمم . ونأمل أن نشهد في مقبل الأيام تلقي الإشارات الخضراء بتجفيف منابع المخدرات ، واجتثاث أفكار التطرف والغلو ، وان لانتكئ على تحميل أطراف خارجية مسئولية "التطرف أو الانحلال" ، ويتوجب أن تكون لدينا مناعة قوية ضد كل التيارات السالبة . وتبقى حقيقة أن من بين السودانيين الذين سارعوا بالسفر إلى أفغانستان وغيرها من أماكن تأجيج"الغبن" من لم يؤد العمرة ،طوال حياته ، ولايعرف عن السعودية غير أنها دولة غنية بالنفط ! .