الشعب السوداني الله يكون في عونه ، يسب ويهان ويدفع ثم رفاهية و(بحبوحة) من لا يستطيع أن يقول خيراً أو يصمت ، هل ما حدث بالنسبة للسودانيين في لبنان أمر بسيط في نظر الدبلوماسي الحاذق سفيرنا في بيروت ، يبدوا أنه كان في ثبات عميق كغالبية من يمثلنا خارج السودان ، ينام علي ريش النعام وينظر إلي المواطن من برج عالي ولا يحب أن يراه أمامه ، حتي لا يزعجه كيف لا وهو لاهم له إلا أن يفسح عياله ويمتعهم ، ويبني لهم أحدث وأجمل المساكن في ارض بلادي ومواطن بلدي يهان لايهمه حيث لا أحد يحاسبه علي ما يفعل ، ما يدعوا إلي الغيظ ، إليس لهؤلاء حياء أو قطرة من الدم ، كيف يكون الأمر الكثير أذا كان سب شعب كامل ونعته بإلفاظ نابيه ممثلا في هؤلاء الذين ضربوا وشتموا في لبنان ،من المفروض أن يتم إستدعاء سفيرنا في لبنان ويساءل علي ذلك . ماذا تفعل السفارات السودانية بالخارج ، الغرض الأساسي تعريف مواطن الدول التي بها تمثيلاُ للسودان بقيم وشيم المواطن السوداني ، للأسف الشديد نجد كل بعثاتنا بالخارج لا تعرف شئ غير التحصيل في ابسط المعاملات ، ويعاملك الموظف كمواطن بنوع من التعالي والازدراء إلا من رحم ربي من الموظفين، وفي المقابل يجد الأجنبي في سفارتنا التقدير أكثر منا نحن السودانيين ، ببساطه نجد كثير ممن يمثلنا في الخارج هو جزء من المشكله نفسها وليس الحل وقد رأيت ذلك بأم عيني ،من يأتي ليشكو لقنصلياتنا وسفاراتنا لا يعيره أحد إي إهتمام ، ويصبح في تعال بكرة وبعده الي أن يمل أو يصعب عليه تلبيه مزاج دبلوماسيينا و الموائمة بين مواقيت عمله وقوت عياله والمواعيد المضروبة له من قبل الموظف . اليكم هذه القصة الحقيقة ، حدث للكاتب حيث تم سرقة جهاز كمبيوتر (لاب توب ) مني في إحدي الدول العربية الجاره للسودان ، وللاسف إتضح السارق سوداني كما يدعي رغم انه إقر في محضر النيابه بان يحمل جنسية لبلد عربي أخر ، وهذا ليس المهم ، بعد إجراءات الشرطة والنيابة ، تم القبض علي الشريك في عملية السرقة وهو الذي يحمل الجنسية العربية كما أدعي ، ليعترف بأنه فعلا يعرف مكان الجهاز ، بعد أن أنكر في الأول ويقر بأنه باع الجهاز لإحدي العاملات في القنصلية السودانية ، قلت الحمد لله أصبح الموضوع داخل حشونا ونقدر نلم القصة برمتها ، ذهبت في اليوم التالي الي القنصلية السودانية وكلي أمل بأنه أصبح الوصول الي الكمبيوتر خاصتي مسألة وقت ليس إلا ، عند وصول مبني القنصلية ألتقيت السيد نائب القنصل في المدخل وهو يهم بالدخول ، سألته دون مقدمات بعفويتنا المعهودة عن الموظفة (م) التي أشترت المال المسروق (الكمبيوتر) رد علي بشكل مقتضب لم أفهم شئ ، ليتدخل في اللحظة نفسها شخص أخر عرفت فيما بعد بانه (أ) ويعمل سائق لنائب القنصل بان اليوم خميس ولا يوجد عمل إلا يوم الاحد . وأخذني السائق ولم اعرف عمله بعد. بشكل سماسرة السوق علي جنب ، وقال الموضوع ده حله عندي ، قلت له أنا فقط أريد تسويه الموضوع وأعيد الكمبيوتر لأنني لدي معلومات وبحوث مهمة به ، ووعدني خيرا ، وذلك بعد إنصراف نائب القنصل ، أتري كيف التسلسل الإداري والنظام . عدت الي مقر إقامتي فإذا بالسائق يتصل علي رقم التلفون الخاص بي ويقول لي إياك أن تأتي للقنصلية مرة أخري ، ولو حضرت سوف نحبسك ، والان معي (أ) المتهم هاك كلمه و قلت له خلاص أنا يوم الأحد سوف أكون في القنصلية لأري كيف سيتم حبسي . ويوم الاحد كتبت خطاب معنون للقنصل فيه أوضح قضية الكمبيوتر وتهديد السائق ، بعد الجلوس في الاستقبال الخاص بالقنصلية لقرابة الساعة ، دعاني مسئول الاستقبال للدخول لمقابلة الشخص المختص في الرد علي خطابي ، وتم توجهي لمقابلة شخص يدعي (ن) بعد السلام طلب مني بان أذهب للبحث عن الجهاز في سوق (أ) الذي يعمل به المتهم (أ) لانه ليس هذا اختصاص القنصلية ، فكان ردي له بأن أبسط مواطن حينما يقال له بأن المال الذي عندك متنازع حوله بين أثنين ويتهم أحدهم بسرقته ، يستدعي الطرفيين حتي تستبين الحقيقة ومن ثم تتم المعالجه بالترضيات والتسويات كما في الأعراف ( الجوديه ) قال لي نحن ليس علي إستعداد للذهاب الي الجهات العدلية خوفا علي سمعتنا ، لقد سلمنا الكمبيوتر للرجل وإعدناه اليه ، أتري كيف غمس القنصلية في القضية وتبني الموضوع في حين كان يمكن أن ينادي علي الموظفه (م) وتتم المعالجه بكل بساطه سيما هذه في النهاية مرأة سودانية لايمكن جرها الي المحاكم في حالة استعدادها للتسوية . خرجت وأنا لا إصدق ما سمعت إذناي هل العمل الاداري في الخارجية التي سبق لي العمل بها لفترة بسيطه ، وكانت مضرب مثل في الإنضباط وصل الي هذا الحد من التدني والتردي . ذهبت لإعود مرة اخري بمذكرة معنونة للقنصل ، ساردا فيها ما حدث مع الموظف ومرفق معها كل المستندات الخاصة بالقضية وقابلت نائب القنصل الذي في بداية حديثه حملت كلماته تهديد بانه يمكن إن يستدعي الشرطة لكي تأخذني ، وحينما حس بأن التهديد لن يثنيني قال لي نحن جبنا الراجل البائع (أ) وسلمناه الكمبيوتر ، ولم يعطنا ثمنه ، تابع وقارن مع الموظف الأول الذي أدعي بانهم إستعادوا الثمن . وطلب مني نائب القنصل بأن أعطيه فرصه للنظر في الحل وقد كان. ذهبت لأعود بعد أسبوع ليرد علي بواسطة الهاتف في الاستقبال بأنه فشل ولا يوجد لديه حل ، وقد أخبرني بأنهم جميعهم كانوا عملاء للرجل المتهم (أ) في شراء أصناف مثل الموبايلات وخلافه . والمتهم أحد إقرباء السائق (أ) . المهم في الامر أن الرد لاشئ يقدر عليه سعادة نائب القنصل ، ولم يتم سؤال السائق بالطبع .ليجد المتهم الفرصة للهروب الي السودان برا وينجو بنفسه بتسهيلات من منسوبي القنصلية . جمعت أوراقي وصور خطاباتي للقنصلية وتوجهت صوب السفارة السودانية ، وقد مكثت ثلاثة إيام لمقابلة السفير أو نائبه أو القنصل الذي بالسفارة دون جدوي ، من أعذار غير منطقية تماما ، وفي نهاية اليوم الثالث منَ علي الملحق الإداري بخمسة دقائق من وقته الثمين حيث الطاولة التي إمامه خاليه من جنس الورق تماما ، ليطيب بخاطري بكلمتين بان لا أضيع وقتي في حلقه مفرغة وجزاه الله خير واستأذنت لأتركه يعبث بالتلفون ، لنتحمل نحن المواطنين الفاتورة . هل هناك إهتمام في بعثات العالم أجمع من قنصلياتنا ، علما بأن كل المستندات التي تدعم حديثي موجودة لمن يريد أن يثتوثق . والله المستعان محمد بلال