الظهران/السعودية بدأت عطلة المدارس الصيفية ومعها بدأت (البهدلة) الموسمية للسودانيين المغتربين ليس في المملكة فحسب بل في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا واستراليا وغيرها من مواطن الاغتراب . كنت أظن أن المسألة قد انتهت، ولكن الواقع يكذبني ورغم كثرة الخطوط الجوية والرحلات وعدد الطائرات الا أن المسافرين للسودان يعانون معاناة تجعلنا نرثي لحالهم، وكنت اعتقد أن معضلة البحث عن مقعد قد انفرجت وولت الادبار وكان هذا الأمر قد لازمنا ردحا من الزمان، لما كنت يومئذ بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية وكان الواحد منا يحجز لاجازة العام القادم بمجرد عودته من السودان هذا العام وكتبت عن هذا الموضوع في شتى صحف المملكة اليومية في الصفحات التي كانت تهتم بأمر السودانيين والتي يشرف على تحريرها أخوة لنا في بلاط صاحبة الجلالة. لماذا يحدث هذا للسودانيين المغتربين؟؟؟ يقول أهل العلم والدراية أن عدد المسافرين الى السودان في تزايد مستمر سيما في موسم الذروة مع بداية عطلة المدارس الصيفية حيث يضطر كثير من العاملين في جميع مناطق المملكة وفي جميع قطاعات العمل من استغلال عطلة الصيف لمرافقة أسرهم والتمتع باجازاتهم، هذا علما بأن عدد الرحلات التي تتجه الى الخرطوم لا تستطيع استيعاب تلك الأعداد الكبيرة اذ أن الخطوط الجوية السودانية (الناقل الوطني) تعجز عن توفير الرحلات المناسبة لنقل تلك الأعداد الهائلة والخطوط السعودية تشكو من أن السلطات السودانية لاتسمح لها بتسيير اعداد اضافية من الرحلات للمساهمة في حل المشكلة وفي النهاية تقع المعاناة على كاهل المواطن المسكين الذي يتحمل ضغوطا جمة. فالبحث عن مقعد شاغر الى الخرطوم أصبح ضرب من ضروب المستحيل والخيال في موسم العطلة الصيفية والمواسم الأخرى ابان عطلة العيدين، هذا بالنسبة للمقيمين في منطقة الرياض وماحولها. أما في المنطقة الشرقية فقد أسهمت بعض الخطوط في فك الأزمة بعض الشئ الا ان ذلك على حساب المغترب السوداني، اذ أنه أصبح مضغوطا بين مطرقة الحاجة وسندان تعسف وتعنت وسوء معاملة مشغلي تلك الخطوط الذين لا يأبهون لراحة عميلهم السوداني الذي ظلت تلاحقه لعنة غير مبررة وليس لها سند ولا دليل؟؟؟؟ بل وقد أصبحنا شعبا يستهان به في جميع المحافل بعد أن كان محل التقدير والمعاملة الحسنة والتكريم..... وحسب تجربتي في السفر من المنطقة الشرقية عبر تلك الخطوط التي تعمل من مطار البحرين هناك الخطوط العربية والبحرينية والخليجية ورغم أن عميلها السوداني يشكل قدرا لا بأس به من مجموعة المسافرين على خطوطها للخرطوم الا أن المعاملة لا ترقي الى ما ينبغي أن يلاقيه هؤلاء العدد المقدر من العملاء من التقدير والاحترام حتي اصبحنا (الحيطة القصيرة) لتلك الخطوط. والدليل على ذلك أنني لم أسافر مرة واحدة على طائرات تلك الخطوط وكانت الرحلة قد غادرت في ميعادها المحدد، اذ تكون دائما طائرة الخرطوم عرضة للتأخير بدون سبب ظاهر، ولعل ذلك يتكرر سنويا ونبدي تبرمنا وسخطنا لكن لا حياة لمن تنادي والغريب في الأمر أنني لاحظت أن مغتربي امريكا وكندا وأوربا يشكلون اعدادا كبيرة من ركاب طائرة رحلة الخرطوم ولعلنا كلنا مكرهين لا أبطال، وبالفعل هذا الأمر يستفز المشاعر وكأن الأمر مقصود ليس من باب المصادفة أو الأمر الواقع. ولكن للأسف ليس لدينا ملاذ آخر وعين الناقل الوطني معصوبة عن مسرح الأحداث مما يجعلنا نطرح ألف سؤال وسؤال أين الخطط التسويقية للخطوط الجوية السودانية ؟؟؟ وبالرغم من أن المنطق يقول ان أجرة السفر الجوي للسودان يجب أن تكون متناسبة مع الأجرة المعمول بها في خطوط أخرى قد تكون مسافة رحلتها أقصر من المسافة الى الخرطوم الا أن رحلة الخرطوم دائما مبالغ في سعرها، بل ان الخطوط السعودية التي تدخل خزينتها من الوزن الاضافي لرحلة الرياض/الخرطوم وحدها مبالغ طائلة !!!! (حتى سميت طائرة المليون) لا تعير عميلها السوداني أقل قدر من الاهتمام والتقدير، فقد لاحظت في كثير من الأحيان أن الخطوط السعودية تطبق تخفيضات ترويجية على جميع رحلاتها الى عواصم العالم كافة العربية والأوربية عدا الخرطوم التي يظل سعر تذكرتها كما هو بل يضرب الرقم القياسى في الغلاء الفاحش الواضح. ليس ذلك فحسب بل أمر آخر أصبح يعاني منه مغتربي المنطقة الشرقية المسافرين على طائرات بعض الخطوط الخليجية وهو يتعلق بضياع أو تأخير العفش المصاحب للركاب في الرحلات المتجهة الى الخرطوم مما يسبب بعض المضايقات للمسافرين خصوصا القاصدين وجهات غير الخرطوم مثل مدني/القضارف/عطبرة أو غيرها، وهي مشكلة أضحت تتكرر وتتزايد عاما بعد عام، وقد تسير الخطوط الجوية السودانية بعض الرحلات المباشرة من المنطقة الشرقية للخرطوم الا أن متلازمة التأخير المزمنة تجعل من السفر على رحلاتها تلك جحيما لا يطاق، ذلك لأنه ربما تعدى التأخير أكثر من عشرين ساعة فيضطر كثير من السودانيين المسافرين الى الخرطوم الى اللجوء الى الخطوط الأخرى مفضلين قضاء ساعات طوال في أرض مطارات تلك الدول صاحبة الخطوط الناقلة في انتظار حلول ميعاد رحلاتهم معرضين انفسهم وأطفالهم الى غير قليل من مضايقات السفر ومعاناته. يظل السؤال قائما والمواطن السوداني المغترب حائرا الى متى ياربي نحس بأننا بشر نعامل بانسانية أسوة بغيرنا من شعوب العالم المحترمة، ومتى تحل أزمة المقاعد ويصير السفر لنا متعة ونكون مرتاحي البال والمثل يقول (هين مالك ولا تهين بالك)...؟؟؟؟ alrasheed ali [[email protected]]