بسم الله الرحمن الرحيم [email protected] July 10, 2010 عندما غادر الراحل العقيد جون قرنق الخرطوم متوجها صوب مدينة بور بولاية أعالي النيل في قلب الجنوب السوداني لقهر و دحر الكتيبة التي تمردت على حكومة الخرطوم في 1983 ضد تقسيم الولاياتالجنوبية إلى ثلاث أقاليم لم يقفل عايدا إلى الخرطوم بل تولى قيادة تلك الكتيبة و قاد ثورة لنصرة الإنسان السوداني و إزالة المظالم و الاستبداد الذي ظل يقع على كاهل الإنسان السوداني منذ فجر الاستقلال و قد صبر الراحل العقيد قرنق على الجوع و المرض و شظف العيش إلى أن أوصل مبادئه و أفكاره إلى كافة افردا الشعب السوداني و دخل فرنق أفئدة الناس أجمعين إلا من آبى ... خرجت الخرطوم التي عاد إليها بعد عقدين من الزمان من أجله الخرطوم مرتين خرجت حينما مرة قدم إليها بطلا قوميا منصورا و منتصرا و مبشرا بتنفيذ مبادئه التي أرساها من أجل السودان الجديد و خرجت الخرطوم عن بكرة أبيها مرحبة به و بمقدمه و هتف الناس له في كل ركن ركين في ارض المليون ميل و أما المرة الثانية فقد خرجت الخرطوم موجوعة مفجوعة في رحيله و قد أظلمت و ادلهمت الدنيا في وجه محبيه من أهل السودان ... و أحب الناس قرنقا لأنه كان بمثابة الأمل للضعفاء و المظلمين و لأنه كان مفجرا لثورة السودان الجديد التي طال انتظارها . و طالما انك يا صديقي الجنرال جورج أتور من أوائل من آمن بفكر و مبادئ قرنق و كنتم و السيد الفريق سلفا كير الرئيس الحالي لحكومة جنوب السودان رفقا درب و نضال فلا ينبغي أن تفرق بينكما المصالح و المناصب و بالتالي تموت فكرة السودان الجديد التي من أجلها ناضل و حارب و من ثم صالح الزعيم قرنق فان في احترابكما نكوص و غدر و عدم وفاء للراحل قرنق فمن باب الوفاء للراحل قرنق أن تمسكا بالسلام و ان تجدا طرق أخرى سلمية لعودة الأمور إلى نصابها و في ذلك خير و عدل ... إن عدد الموتى اليوم بين جيشيكما يحصى بالعشرات وفى القريب العاجل حتما سوف يصل إلى المئات بل الآلاف و بهذا فانك يا صديقي الجنرال تسدد خنجرا مسموما في خاصرة سودان قرنق و اعلم علم اليقين إن مكانتك في قلوب جنودك و رفاقك في صفوف الجيش الشعبي محفوظة و لم ينتقص منها شيئا و أقول للسيد سلفا كير بوصفك قائدا و رئيسا للجنرال جورج أتور و رفيق درب له فان وصفك له بالمجرم كبيرة في حقه و أنت تعلم تماما يا سيدي الفاضل انه ليس بمجرم ... السيد الفريق سلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان اسمح لي أن أقول : أن القائد و الزعيم ينبغي أن يكون سمحا و كريما و مسامحا و أنت أهل لذلك ... و كما قال الشاعر فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم وإن هم هووا غيي هويت لهم رشدا ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا فلا تضيعوا سادتي المبادئ الرشيدة التي ارسي حجر أساسها الراحل جون قرنق بل عضو عليها بالنواجذ و طوروها و حولوها إلى واقع يعاش لتنحل كل مشكلات السودان الكبير و كونوا أنموذجا يحتذي في التسامح و الصبر على الأخر و هيا لفتح صفحات جديدة ... الطيب رحمه فى July 10, 2010