بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) الآية 24 – التوبة (فمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين) 109/ التوبة (وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون) – 21/ الدخان (أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم) – 74/ المائدة -- إلى صديقي العزيز )الكوز(، كما كان يحب أن أناديه.. سوداني طيب.. من مواطني مدينة حلفاالجديدة بشرق السودان.. نشأ فيها وانضم إلى الجبهة الإسلامية حين كانت ترتدي ثوب الدين المجرد قبل عام 89.. وعندما كانت تدخل البيوت والعقول من نوافذ الإعلام غير المنتبه قبل 89 والمتعمد بعدها. أخاطب في شخصه كل عضو للمؤتمر الوطني، أخاطب سودانيته طيبته، نبله، وصدقه.. وقبوله للرأي الآخر من زاوية الحرص عليه قبل أن يتخذ مني موقف الضد لاختلافي معه في الرأي.. -- الصدق مع النفس في الشهر الكريم كان مدعاة للتفكير في مخاطبة صديقي (الكوز) الذي أكن كل تقدير لغيرته على الدين الإسلامي وحرصة على إعلاء كلمة الحق (ولو كره الكافرون)، ولعلمي بأن السبب في تغاضيه عما يعرف من أشياء (أعلم يقينا أنها تحسب ضده وضد تنظيمه) هي وفق فقه التبرير الذي يتيح قبولها كنواتج عرضية؛ تصاحب بالضرورة تطبيق المشروع الحضاري في السودان ومن ثم في العالم، كانت هذه (الأشياء) هي التي حرصت على مناقشتها معه على نار حوار رمضاني هادئة، ربما تصل بنا في نهاية الأمر إلى أنه دون وعي منه، ودون إدراك للمكان الذي يقف فيه، يدعم أعداء الإسلام أو على الأقل (لا يدعم الإسلام) هذا إن لم يكن يفعل الضد من ذلك.. تتوجه القلوب إلى الله تعالى في الشهر الكريم ابتغاء مرضاة الله والفوز بنعمه الكريمة من رحمة في أوله ومغفرة بنصفه وعتق من النار في آخره.. ويحرص المسلم السوي على تصحيح خطاه في هذا الشهر [عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر"]؛ فهي فرصة عظيمة للمراجعة، وتصحيح الأخطاء، والرجوع إلى الحق.. -- يقول أيزنهاور : لا تُضيِّع لحظة واحدة في التفكير ، في أولئك الذين تبغضهم. منهج التفكير هذا هو الذي يعطي (الكيزان) المبرر لغض الطرف عن كل ما يقال ويكتب عنهم من أيٍ كان.. ويتم سد آذانهم عن سماع الرأي الآخر عند تلقينهم ألفباء المشروع الإسلامي في أولى جلسات التنظيم بالإستناد إلى آيات من الذكر الحكيم والحديث والسنة وفقه الضرورة، يتم استخدامها بغير موضعها من زاوية (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وأجر كريم)، والتي تم تعليقها عند افتتاح سباق ما في عام ما في بدايات الإنقاذ.. زاوية أخرى أجدها هامة للغاية كمدخل مهم للحوار؛ فإن من يبنون مشروعا حضاريا تتوفر لديهم القناعة التامة بتوفر كل ما يحتاجونه لتسويقه له وعبره من مسوغات ومبررات دينية وأخلاقية تتيح لهم الحصول على الرخصة المطلوبة لا من النص القرآني أو الحديث فحسب، وأنما كذلك من الموقف النفسي تجاه القضية التي يدافعون عنها وهي الإسلام ورفعته.. وهذا المدخل هو الذي أعول عليه في حواري هذا؛ ولا أريد أن أبني نتيجة مسبقة لما ستؤول إليه الدلائل والبينات التي أستند عليها في تفنيد ماهية المؤتمر الوطني اليوم، ومدي صحة موقف عضو المؤتمر الوطني الداعم له ولسياساته، فهو وإن كان في حكم المؤكد لي يقع في دائرة المعصية، فإنه يخضع لأخذ ورد، وفق محاور النقاش المجرد ولي أجر الإجتهاد إن لم أوفق وهدفي كما أسلفت هو حرصي على أن يغير صديقي (وكل حريص على دينه في المؤتمر الوطني) من موقفه رجوعا إلى الإسلام السمح الذي نعرفه جميعا.. سؤال غير مفاجئ (لغير المعنيين بالرسالة - أي غير الكيزان) وهو : ألا يعلم الكيزان أنهم يفعلون ما يفعلونه من أجل السلطة والمال والجاه فقط؟؟ وأن الدين مجرد غطاء فقط يعملون يقينا أنهم يكذبون به على أنفسهم ثم بعد ذلك على الناس؟؟ ألا يعلم صديقي (الكوز) ذلك؟؟ الإجابة ((لا)).. وأنا على يقين أن صديقي لا يحسبها هكذا.. فهو ما زال يعتقد انه يجاهد في سبيل الله.. الجهاد الأكبر.. فقد إنتهى الجهاد الأصغر بتوقيع نيفاشا وأسمرا.. بينما لم يتم (إعلان) الجهاد في دارفور وشمال السودان بعد.. هذا مع مراعاة الهدوء النسبي وفق لغة الأخبار الرسمية في مناطق أخرى من السودان تنتظر مآلات ما يحدث بعين مفتوحة.. -- يتساءل مصطفى محمود في مقدمته لكتب إينشتاين والنسبية فيقول: هل نحن نرى الدنيا على حقيقتها؟؟ هل هذا السماء زرقاء والحقول خضراء فعلاً؟؟ وهل العسل حلو والعلقم مر؟؟ والماء سائل والجليد صلب؟؟ إلى آخر التساؤلات من هذا القبيل عن ثوابت لا تحتاج إلى أي إثبات نظري وإنما هي بدهيات لا ترقي لحد الخلاف عليها.. إلا أنها في الصفحات التالية من الكتاب تحولت إلى أسئلة مشروعة.. منطقية.. ومقبولة.. لأنه كان بصدد الحديث عن نظرية النسبية التي حولت الإجابات على هذه الأسئلة البدهية إلى ما يحتمل الصواب والخطأ.. وبالتالي يحتاج إلى إثبات.. فما هو البدهي فيما يتعلق بك صديقي (الكوز)؟؟ وما هو الذي يحتاج إلى إثبات؟؟ وما هو (النسبي) لك حتي نبدأ حواراً صافيا كالروح في رمضان؟؟ البدهي هو أن دولة الإسلام في السودان قامت على أكتاف المؤتمر الوطني وتعلم أني اسميه كذلك إحتراما لك من باب النقاش البناء بيننا فقط.. فقد سميته بغير ذلك في مكان آخر.. وأنت تعلم أنهم سموه هكذا بعد تغيير الإسم لأسباب تعلمها ليس هذا مجال ذكرها.. البدهي هو أن المشروع الحضاري السوداني سيقف بالسودان صفا واحدا مع الدول العظمى في العالم لأنه أنقذ السودان وشعب السودان من الهلاك بالإنجازات العظيمة مثل إستخراج البترول وبناء سد مروى العظيم هذا على سبيل المثال لا الحصر.. وأن كلمة السودان أصبحت مسموعة في العالم لأن هذا العالم يقف ضد الإسلام والمسلمين وأن حكومة المؤتمر الوطني أعلنتها داوية في وجه العالم يوم قالت (أمريكيا روسيا قد دنا عذابها).. البدهي هو أن المؤتمر الوطني هو الذي حقق الأمن والرخاء للشعب السوداني وتم في ظل حكومته رصف الطرق وبناء المصانع وتأسيس بنية تحتية ورصف ما يربو على 4000 كيلو متر من الطرق المسفلتة مما لم يسبق لنظام حكم في السودان تحقيقها منذ خروج المستعر الإنجليزي، وربما تتفوق هذه الإنجازات على ما قام ببنائه المستعمر إذا استثنينا مشروع الجزيرة من دائرة المقارنة.. أما خزان سنار فقد أصبح من عجائب السودان القديمة بعد افتتاح سد (مروي).. البدهي كذلك ان التعليم أصبح متاحا لكل من يرغب في وأن الجامعات أصبحت في كل شبر من السودان وارتفع عدد الطلاب المقبولين بالجامعات إلى أكثر من 100 الف طالب في العام الواحد.. وأن اللغة العربية أصبحت لغة التعليم الرسمية في الجامعات.. البدهي هو النهضة العمرانية المتمثلة في تطور العمران والصناعية بإنجاز مدينة جياد الصناعية والزراعية المتمثلة في النفرة الخضراء والإقتصادية المتمثلة في دخول السودان لمنظمة التجارة العالمية (الكوميسا) وجذب رأس المال والشركات الخارجية للسودان وتوفير فرص العمل.. البدهي هو أن المؤتمر الوطني نجح في تحقيق السلام في السودان وإيقاف حرب الجنوب والشرق.. والبدهي كذلك هو أن السودان بفضل سياسات المؤتمر الوطني أصبح ذو هيبة دولية بعد ان كان يتلقى الإعانات المخزية.. فانفتحت الدبلوماسية السودانية على العالم العربي والأفريقي والآسيوى وحققت نجاحات أخرجت السودان من عزلته السابقة إلى فضاء العالمية الرحب. البدهي والمهم هو أنه تمت إشاعة قيم الفضيلة المثلى في المجتمع وانتشرت عادات الزواج الجماعي واتجه الشباب نحو المساجد وانخفضت الجريمة إلى أقل نسبة لها.. والكثير غير هذا مما لا يسمح المجال بحصره.. فهل تسمح لي يا صديقي بأن نناقش هذه البدهيات من زاوية تماشيها مع روح الإسلام وقيمه؟؟ هل تستمع إلى نصيحة أخ حريص عليك يتمنى أن تعيد احترامك لنفسك وأن تحصل على فرصة تسمي فيها نفسك فيها (إنسان) مرة أخرى؟؟ كلي ثقة من أنك ستفعل.. لك الود والتقدير.. هشام عبيد [email protected]