بسم الله الرحمن الرحيم ( .. ربنآ ءآتنا من لدنك رحمةً وهييء لنا من أمرِنا رشدا ) الكهف10 الجدلية الثلاثية يبدو أن الثورة المسلحة في اقليم دارفو، تحتاج الى آليات أخرى جديدة غير تلك التي أكل الدهر منها وشرب ، إن هي ارادت ما تسميه باستحقاقات السلام ، التي لا يمكن أن يقطف ثمارها كائناً من كان من دون توافق ارادتها ونهجها تجاه السلام مع ارادة من تتفاوض معه وهو النظام ، وعليه يبقى السؤال الكبير الكبير الذي يحتاج الى اجابة ، هل النظام صادق وراغب في السلام ودفع تلك الاستحقاقات ؟ على افتراض أنه كذلك .. فما معنى هذا الانكفاء والابتعاد عن منبر الدوحة للسلام ومحاولة إيذاء من هم في المنبر ومن قبلُ الوسطاء ، والمناداة باستراتيجية جديدة يفاوض بها نفسه من الداخل، بالله عليك ما هو الخلاف الحاصل بين الحكومة وبين أعضاء حزب المؤتمر الوطني من أبناء دار فور حتى يُجلب له كبراء افريقيا وامريكا وأن يُحشر الناس ضحى ليشهدوا وأده ونسيان ماضيه المرير ، ومن هم الجماعات الأخرى التي يزعم التحاور معهم من الداخل ؟ أم أن المقصود بهذه الاستراتيجية المجتمع المدني الذي جاء ممثلوه الى الدوحة وقالوا كلمتهم نهاراً جهاراً ، وأيدوا كل خطوة تفاوضية قامت أو تقوم بها حركة / جيش التحرير والعدالة ، في تناغم رائع شهد له الوسطاء ، ليقف أساطين النظام حيارى أمام ما اعتبروه خروجاً عن المألوف ، وراحوا يكيلون السباب ويلعنون الاختيار العاثر ، أم المقصود بالاستراتيجية الجديدة ممثلي معسكرات اللجوء والنزوح ممن جاءوا بفصل الخطاب... فكان من نصيبهم القتل والايذاء وتفكيك معسكراتهم وتفريغها إرضاءً لشهوة الانتقام على أيدي جلادي دارفور ، تؤزهم شياطينهم أزاً . نعم الثورة تحتاج الى آليات أخرى لأنها لم تكن موفقة في تعاملها مع نظام يرى ولا يبصر ، يسمع ولا يعقل ، وكبراؤها باستحقاقات الثورة كافرون ، فكان حري على الثوار البحث عن هذه الآليات الجديدة لمواجهة الاستراتيجية القديمة والتي سٌميت زوراً بالجديدة ، وعندما نقول الثورة نقصد الكل لأن الكل فاوض النظام كما تفعل حركة التحرير والعدالة الآن في منبر الدوحة ، اذ ليس ذلك عيباً ما دمنا نقول أن مناشدة السلام العادل الشامل هو أمر حيوي واستراتيجي في أدبيات الثورة ، الثورة التي هي ليست ملكاً لأحد ، ولا يحق لأي كان ولا من المصلحة العامة أن يتفرغ البعض بكيل المزايدات الرخيصة التي ما قتلت ذبابة تجاه مواقف حركة التحرير والعدالة بدعوى أنها تفاوض الحكومة ، وأن كل من في المنبر التفاوضي عميل من عملاء النظام ... فالحركة لا تستأذن أحد في دخولها التفاوض ولا في خروجها منه عندما يعيل صبرها ، و لها سياساتها ، وتقييمها العقلاني للأمور ، اذ أن موقف الحركة واضح فيما يخص الاستراتيجية الجديدة المعلنة ، وما تبعتها من أحداثٍ تنزع المصداقية والجدية من هذا النظام . لذلك علينا الابتعاد عن المهاترات وخلق بؤر الشقاق من أجل وحدة الصف وقراءة أدبيات الثورة من جديد وبفهم أوسع يقفز بالناس الى الآليات الجديدة التي ترنو اليها النفوس العاقلة لمواجهة الاستراتيجية الجديدة التي لا تبقي أحداً ولا تذر . اذ لا يعقل أن نكون مثل اولئك البسطاء الذين باتوا يندبون حظهم العاثر بعد عقد من زمان الانقاذ لأن أطفالهم قد الهاهم اللعب البريء عن القيام بانقلاب أبيض ضحى الثلاثين من يونيو 1989 على النظام الديمقراطي الهزيل الضعيف حكومة الصادق المهدي التي لا تستحق سوى ضربة يتيمة من أطفال أحد أحياء العاصمة المثلثة . اذ لو فعلوا ذلك لما كان الانقاذ بل لم تظهر في قاموس حياتنا السياسية كلمات مثل المجازر والابادة الجماعية وبيوت الأشباح وهلم جرا...ولأزاحوا الغُبن عن العباد ، بل وأبقوا جنوبنا العزيزبعيداً عن التفكير في الانسلاخ من الجسم الكبير، السودان الذي ينتظر التمزق ، بل واحتمال أفول شمس بلد أُطلق عليه يوماً سودان المليون ميل مربع . ولأننا نفكر فرادى، ونصوِّب الى الهدف فرادى ،ولا نملك آليات مشتركة ، ظهر زميلنا وصديقنا البروفسير شريف عبد الله حرير ، شيخ المناضلين الطيب القلب ، ذو الوجه البشوش والعقل الثاقب ، مكفهر الوجهِ عابسهُ ، ليطالب الأممالمتحدة بوضع اقليم دار فور تحت الوصاية الدولية ، ومن قبلُ طالبت حركة العدل والمساواة بتقرير المصير، وقد يظهر آخر أو آخرون يطالبون بالاستقلال ، في حنين واضح الى سماع إيقاع نحاسات السلطان علي دينار التي ما فتىء أهل فاشر السلطان يجيدون ضربها تحت رقصات الميارم . نتوقع كل ذلك لأن السؤال الكبير المخيف ما زال قائماً ، الأ هو ما جدوى الانتماء الى دولة ، حكومتها ترمي مواطنيها من فوق السماوات السبع بحمم من النيران ، وتمعن في القتل والتشريد والاغتصاب ويرتكب قادتها بدم بارد جرائم يندي لها جبين الانسانية جمعاء ، تراهم يتراقصون كأنهم سكارى وما هم بسكارىولكن حقت عليهم لعنة اللاعنون الى يوم يبعثون عبد المجيد دوسة عبد الرحمن المحامي نائب الرئيس للاقتصاد وإعادة الإعمار حركة / جيش التحرير والعدالة