بعد مشاهدتي الحريصة توقيتاً ومتابعة لعدد مسلسلين من المسلسلات المعروضة الآن علي الفضائيات والتي يصعب أن نحدد عددها بالضبط ، إخترت المسلسل المصري (برة الدنيا) والذي يبث علي قناة (نايل دراما) والمسلسل السوري :(ماملكت أيمانكم) .. وهذا الأخير تحديداً وبعد إنتهاء حلقاته سأقوم بالكتابة عنه في مقال آخر بإذن الله ، لفت نظري أن الممثل الآن صار لا يراهن علي النص فقط أو الفكرة ولكن أضاف إليها رهان آخر وهو (نفسه) ، الممثل الآن سواء كان مصري أو سوري أأسف لعدم تضمين ممثلين سودانيين أو خليجيين لأسباب تتعلق بظلم المقارنة وأشياء أخري أخذ يتعامل مع مهنة التمثيل بإحترافية مسبوقة ويعود ذلك بسبب كثرة المشاهدة المتاحة للأفلام الغربية التي أصبحت متاحة الآن علي القنوات والتي تمكنه من متابعة رصفائه من الممثلين الغربيين ومعرفة أين يقفون ، فتحول الممثل هذا الموسم تحديدا الي ما يمكن أن أطلق عليه بجرأة مؤسسة أداء وعلي سبيل المثال لا الحصر ، بعض الفنانين الذين تفوقوا في أداء أدوارهم خلال المسلسلات وبرزوا بكفاءة من خلال إستيعابهم لتفاصيل السيناريو والبعض أضافت إليه (تعتق) الخبرة بعدا أدائيا آخر عن هذه الفئة الفنان (عزت العلايلي ) و(عبد الرحمن أبو زهرة) و(إيراهيم فرغلي ) في مسلسل (الجماعة) ،أما الأداء الذي تطلب مهارة فردية بتكثيف واضح هو أداء الفنان السوري: ( بسام كوسا ) في (وراء الشمس) ، أما في مسلسل (ما ملكت أيمانكم ) فهو يصور ما ليس بإمكاننا أن نطلق عليه ثورة الأداء النسائي فلأن فيه ظلم لتاريخ فنانات كثيرات .. ولكن يمكن أن نسميه مرحلة جديدة من الأداء النسائي غير المتكئة لتقويتها أو لإظهارها علي أداء البطل عدا البطل الأول لهذا المسلسل ولا يمكن أن ولا نجرؤ في ألا نخصص له مساحة مختلفة للحديث عن دوره في هذا المسلسل المثير للجدل ،وهو الممثل السوري : (مصطفي الخاني ) ،بعض الممثلين نتساءل عن إختيارهم من قبل شركات الإنتاج لأداء الأدوار التي يخاف بعض الممثلين الآخرين من أن ترتبط بهم وبتنوع أدائهم المقبل فيرفضونها .. كما تم من سنوات إسناد دور الملك فاروق الي الممثل السوري (تيم الحسن ) ، وعندها أرجع النقاد السبب تخوف بعض الفنانين المصريين من أداء الشخصية رغم أن الملك فاروق مصري وربما لما إرتبط بتاريخ الملك فاروق من تعقيدات ولكن المسلسل لاقي نجاحاً مبهراً وتحول بالممثل السوري الذي قام بأداء الشخصية الي مرحلة جديدة في أدائه ووجوده علي خارطة مؤسسة الأداء في سوريا ومصر ، ولكن لم نتصور مثلاً أن يقوم بأداء شخصية الشيخ (حسن البنا)، فنان غير مصري فمهما تبلغ درجة إحترافية الممثل إلا أن هناك بعض تفاصيل أسميها تفاصيل (حميمية الوطن) تلك التي تتملك المنتمين الي بقعة معينة يطلق عليها وطن فهذه تختلف وتتباين بإختلاف البقاع .. عودة الي الممثل الذي قام بأداء شخصية الداعية (حسن البنا) ، الممثل الأردني (إياد نصار) فلا نملك إلا أن نعترف أنه تجاوز حاجز اللغة وحاجز خناق جمهرة الطاقم المصري للعمل وربما الي حدّ ما أطلقنا عليه تفاصيل (حميمية الوطن) ، فالموهبة الصرف لا تعرف الحدود.