بنك نيالا ، الحدث الأكثر إثارة ، أكاشا يقول قبضنا المجارمة وسنقدمهم الى العدالة ، كلمة العدالة التي يخاف منها الكل في بلادنا ، كيف لا في بلد ينعق فيه البوم حيثما تلتفت ، بلد السبع العجاب ! والكل يبكي ليلاه ... ولكن من ليلى هذه التي تذرف حولها الدمع الغزير ، دمع اليتامى والأرمل الثكالى خلائف حاملو ألوية النضال ، نضال السنين الطوال الذي لم نستطع معه إسكات صوت الشباب الذين يرون في الانتقام قيمة ، وفي الانتقام مسح لذاك الدمع . برز أكاشا هذا الذي يحتاج الى الف لام التعريف ، لينصب نفسه إلها لقوم قالوا من قبل إنا لما تدعونا اليه مريب ... ومن حكمتكم وجلون ، ومن طريقتكم المثلى كافرون . ولكن نتساءل أفمن أكاشا تشتكون ؟ ومن قبل قلنا أن لكل فرعون موسى ، وموسى فرعون السودان هو الثورة في دارفور ، الثورة التي اعتقد البعض أنها ماتت ولكن يقيننا أن الثورة شيء والقضية شيء آخر ، اذ قد تموت الثورة ولكن تظل القضية باقية شامخة ، يحملها الأجيال ، أجيال المعسكرات التي اعتقد أكاشا ومن حام حوله أنها اصبحت في خبر كان ، صفق المصفقون بكان وأخواتها ونسوا أن لكان هذه فعل مضارع .. وهكذا كان فعل الذين يدفنون رؤوسهم في رمال الخذلان ، رمال التيه والضياع .. رمال الجرف الهاو الذي ينهار بهم يوماً ولو طال المشوار . فصبراً آل ياسر ، اذ موعدكم بر الأمان ... ترهات البنك المسروق لا تخرج عن تلك المسرحية الي عهدناها قبل سنين ، وفي نيالا ذاتها ، أجهزة الأمن تسرق وتنسب الجريمة الى الأبرياء ، الكل مشترك في هذه الجريمة إن وقعت فعلاً ، والا أين كل تلك التجهيزات التي وعدنا بها أكاشا يوم تسلمه لمنصب الوالي ... أين حراساتهم ، أين أزيز كلامهم الذي قالوه ،، يستطيعون ضرب المعسكرات وإخراج الملايين بالدبابات ، ولا تستطع هذه الدبابات حماية باب صغير لبنك هو الأجدر بالحراسة ؟ ومن الآخِر نقول إنا منكم وجلون ، ومن طريقتكم المثلى ، واتهاماتكم الجزاف لكافرون ... وفي انتظار أن تعرض على شاشات التلفاز الملايين من الجنيهات المقبوضة من السُراق ، وتلك هي فرية من الفريات التي عهدناها من قبل .. فأبحثوا عن مسلك آخر ويقيينا أن المسالك الملتوية قد انتهت ،،، ولكن من يدري لعل الله يبعث اليكم بهامان آخر يريكم طريق الرشاد ، وفرعون القوم يتبخترعارياً وحوله الأطفال الذين رأوا سوأته رأيي العين وكبراء القوم يقولون ومعهم هامان في استحياء ، ما أجمل حُلة فرعون هذه ... وآخر قول فرعون ( على فرعون يا هامان ! ) دروس وعبر ، ذكريات وتاريخ ، أقوال الأولين يليهم قول الآخرين وهكذا علمتنا وتعلمنا الأيام ... وغداً مع أكاشا كلام ، مما عهدنا سمعه ، فلا تبتئسوا مما يفعله سفهاء القوم ، الذين أنتم ونحن معكم وجلون ! لنردد في الأصداء (إنا لمن عملكم لمن القالين ! ) . عبد المجيد دوسة المحامي abdel magid dosa [[email protected]]