النائب العام للسودان في سجن الدامر    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    مساعد البرهان يتحدث عن زخم لعمليات عسكرية    البرهان يطلع على أداء ديوان المراجع العام ويعد بتنفيذ توصياته    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صرخة داوية : مجموعة من لواء الذئب هاجمت شقتي.!! ... بقلم: ابوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 11 - 10 - 2010

 شر البلية ما يضحك ، فزيارة مجلس الأمن بقيادة سوزان رايس والتي قامت بزيارة السودان ودخلته من الشباك على غير العرف ؛ خاصة إذا علمنا أن الدعوة وجهت له في الأصل من وزارة الخارجية السودانية ؛ فلربما غابت عن أعضاء مجلس الأمن معلومة هامة بأن عاصمة السودان هي الخرطوم وللمععلومية أيضاً أن مجلس الأمن هو المنوط به الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وهو نفسه الذي آثر دخول السودان من خلف الدار وليس من بابه المشرع !! . على كل حال ما لفت نظري أيضاً هذا التقدم الهائل في المساواة بين الرجل والمرأة في أمريكا خاصة في تولي مقاليد وزارة الخارجية فمن الآنسة كوندوليزا رايس إلى مدام هيليري كلنتون ؛ مروراً إلى سوزان رايس - التى لا أعرف إن كانت آنسة أو مدام – ولا أدري ما حكاية" الأرز" في تطابق أسماء هاتين السيدتين اللتان كانت أحداهما محافظة ومعادية للإسلام ؛ والأخرى هي سوزان رايس التي تلدغ من تحت لتحت.!!
 استوقفني إستقواء سيلفا كير وهو يلعب لعبة المستضعف أمام أعضاء مجلس الأمن باكياً ومعلناً أن الحركة مستضعفة ويستأسد عليها الشمال ؛ أذهلني هذا الرجل االذي يقتنص السوانح والفرص ويظهر بمظهر الرجل الطيب الضعيف ؛ ففي نيويورك أعلن نزعته الانفصالية ؛ ومن جوبا طلب من مجلس الأمن أن نشر قوات من الأمم المتحدة على طول الحدود مع الشمال ؛ بمعني أنه يريد فصل الجنوب بالقوة ويطلب في ذلك مساعدة ما يسمى أمريكا وأوروبا أو ما يحلو لها أن تطلق على نفسها(المجتمع الدولي) تدليساً لإيهامنا بأنه يتحدث بإسم العالم أجمع.!!
 مشهد زيارة مجلس الأمن بأعضائه الدائمين وغير الدائمين ؛ جعلتني أتأمل في المصادفة التي أتت بيوغندا عضواً غير دائم في هذا الظرف تحديداً ؛ أرجو أن لا يقول لي أحدكم أنها محض صدفة خاصة بعد أن قامت بالواجب في نظمت وأدارت مؤتمر للمحكمة الجنائية ؛ فلما كان الشيء بالشيء يذكر تذكرت أنه في عقد التسعينات وعندما أرادت أمريكا فرض حصار وعقوبات حاولت ذلك في مجلس الأمن ولكسب الموافقة حاولت حشد أكبر عدد من الدول غير دائمة العضوية فلما كان الدور على ليبيا قيل أنها دولة مارقة فاستبعدت وأختيرت دولة ( ميكرونيزيا) وهي جزيرة تعداد سكانها عشرة آلآف يرتادها الأمريكان للسياحةواللترويح والذي منو ؛ أي يعتمد اقتصادها على السياح الأمريكان ( طبعاً والذي منو دي مفهومة!! واللبيب بالاشارة يفهم ) فقامت ممثلة ميكرونيزيا بالتصويت لصالح فرض العقوبات وهي لا تعرف أين السودان أو في أي قارة ولا تعلم أن تعداد سكان دولتها السنية يساوي تعداد سكان قرية من قرى السودان ، فهل مصادفة تلاقي الحدثان في شأن السودان؟!
 اتوقف أيضاً لأتأمل المشهد من حولنا:
 قيام كيان كردي في شمال العراق في طريقه نحو الانفصال تنفيذاًَ لاستراتيجية تمزيق العراق إلى ثلاث دويلات طائفية وعرقية حتى لا يصبح مهدداً لإسرائيل . دخول اسرائيل إلى كردستان اعترافاً من الكرد بجميلها لمدها لهم بالسلاح وكذلك الدعم المعنوي والسياسي والديبلوماسي. كردستان العراق تستقوي بأمريكا عند نشوء أي خلاف مع الحكومة العراقية وهكذا يفعل سلفا كير.!!
 تم إحتلال العراق وفيه تم تطبيق استراتيجية الفوضى الخلاقة تحت ستار دمقرططة العراق ؛ والمضحك عندما طالعتنا أحد الصحف العراقية بمانشيست مثير يثبت مدى نعيم الديمقراطية التي يعيشها العراق . أقتطف لكم من المادة الصحفية للمناشيست التالي:( قامت مجموعة من قوات لواء الذئب بمداهمة شقتي في مجمع القادسية داخل المنطقة الخضراء وذلك يوم الخميس 22/ 9/ 2005 بقيادة أحد ضباطه ومن دون سابق إنذار، إذ لم أكن أو زوجتي موجودين في الشقة في أثناء عملية الاقتحام التي تسببت في تحطيم بعض أثاث الشقة وبعثرة مكتبتي الخاصة وإنزال العلم العراقي وطرحه على الأرض، وعند عودتي إلى الشقة لم أجد مكانا اجلس فيه، لأن الرائد وجماعته قد أخرجوا جميع محتويات الشقة خارجها وأقفلوها ولم يسمح لي بدخولها، وعند جرد محتويات الشقة تبين أن المقتحمين من لواء الذئب وبطريقة تعسفية وشرسة وغير أخلاقية سرقوا مصوغات ذهبية ومبلغ 60 ألف دينار وفقدت بعض التحفيات حتى أن شعار الأسرة الصحفية المكتوب عليه " لا ديمقراطية بدون صحافة حرة " قد داسه المقتحمون من لواء الذئب بأقدامهم.).!!
 تم إحتلال أفغانستان وطبقت استراتيجية الفوضى الخلاقة بعد أن جلبت على ظهر الدبابة كرازاي مثلما جلبت الجلبي للعراق ، أمريكا الآن تعمل بمؤارة خفية لفصل الأوزبك الافغان وبنت لهم القوات الغازية خط سكة حديد مع اوزباكستان يكلف (450) مليون دولار !! شوف كيف أمريكا حنيّنة ورحيمة وكريمة ,اياديها بيضاء على دول العالم المستضعف؟!!
 تم فصل تيمور الشرقية وزرع بؤرة في جسد الأرخبيل الاندونيسي المسلم ، بالمناسبة رئيس وزراء تيمور الشرقية يدعم البوليساريو لفصلها عن المغرب!!
 الفتنة الطائفية في مصر بداية لتفعيل استراتيجية الفوضى الخلاقة التي سيبدأ تفعيلها بالتوازي مع بدء الانتخابات الرئاسية حيث يكون في ذلك قد انفصل جنوب السودان وتكون مصر قد حوصرت واضعفت من خاصرتها رغم أن هناك أصوات في مصر تنادي بتقوية الأواصر مع الحركة الشعبية والحركة تبدي موافقة تكتيكيةلذلك. ولكن الكلمة الا×يرة لإسرائيل التي تدين لها الحركة الشعبية بكل السلاح الذي قاتلت به الدولة السودانية أو تمويلها لشراؤه من دول الاتحاد السوفيتي السابق. بالمناسبة وعلى قناة ( ابوني – الأبنوس Ebony) - في بثها التجريبي – من جوبا استضافت جوزيف لآقو الذي صرح بأنه عندما زار إسرائيل لأول مرة في أيام جولدا مائير طلباً للمساعدات العسكرية والتموينية قال لها نحن نحارب العرب وأنتم أيضاً وكلينا نحاربهم كأعداء فساعدونا لنقضي عليهم ونتحرر عنهم ، فأرسلت معه وفداً من الموساد وعبر أثيوبيا وتأكد الوفد أن الرجل يستطيع أن يخلق بؤرة نزاع تفيد منها اسرائيل وتضعف السودان مصر معاً . وقد يكون حلم جوزيف لآقو قريب المنال!!
 تقسيم البوسنة والهرسك إلى كانتونات حسب اتفاقية دايتون التي وقعها على عزت بيجوفتش وهو يعض على أنامله حزناً أتدرون لماذا؟ لأنه اتعظ من مشكلة فلسطين التي استمرت حتى وقت الاتفاقية حوالي 47 عاماً ؛ فخاف أن يفقد الأرض ويصبح شعبه من اللآجئين.!!
 ما يحدث في ن لبنان بشأن قضية الشهيد رفيق الحريري والمحكمة الدولية ، وزرع الفتن بين طوائفه والتحرش بحزب الله أليس في هذا تشابه كبير بين ما يحدث هناك ويحدث في السودان من محكمة جنايات مسيسة ؛ وبؤر في دارفور ألبست ثوب العرقيات ؛ وبؤرة في جنوب البلاد ألبست ثوباً مزدوجاً عرقياً ودينيا وحشد لها الغرب العالم الإعلام وصورها على أنها اضطهاد عرقي ديني ليلعب بالعواطف. الغرب لا يعبأ بالعواطف وحقوق الانسان إلا فيما بين دوله ولكنها تستعمل ذريعة في خارجها لتنفيذ أجندة مصالحه، وهو لا يتحرك إلا حيثما توجد غنيمة ما ؛ ولكن لا بد من استغلال الذرائع.!!
 التحرش بإيران والعمل على تكييف وتشكيل رأي عام لدمغ برنامجها النووي بأنه غير سلمي عبر ما يسمى أيضاً تدليساً ( المجتمع الدولي) واعلامه ومؤسساته والذي نعرف ممن يتكون وما هي مؤسساته!!
 هناك بؤرة عرقية اندلعت فجأة في غرغيزيستان بين عرقيتي الأوزبك والغرغيز وحدثت صدامات دموية راح ضحيتها في عشرة أيام مئات الأرواح من الطرفين ؛ فمن يا ترى أوقدها قاتله الله؟ هل هناك من يعرف ويلوذ بالصمت أم أن ميديدف يعلم أن أمريكا والناتو يعملون لمحاصرة روسيا الاتحادية من خواصرها كما يفعلون مع مصر من خاصرتها وعمقها الاستراتيجي السودان؟!
 عند توقيع اتفاقية كامب ديفيد بوساطة أمريكية تم تأمين الموارد اللآزمة لإسرائيل من غاز طبيعي وبترول مصري وأتفق على 10% من حصة مصر والسودان من إيرادات مياه النيل ستصل إلى النقب وأن أمريكا ستمول ترعة (السلام ) أي ما يقارب ثمانون مليون متر مكعب؛ مع ملاحظة أن اسعار المياه ارتفعت في اسرائيل هذه الأيام بنسبة 30% . إسرائيل الآن تحاول ابتزاز مصر وقد عرضت صفقة لإطفاء نار الفتنة الطائفية والاثنية ( الاقباط والنوبة) ودعم التوريث وتسوية موضوع دارفور وكذلك انهاء الاستفتاء لصالح وحدة السودان إذا ما وافقت مصر على عقد صفقة بمدها بماء النيل من ترعة السلام.!! كما أشرتُ لهذا في مقال سابق في هذه المساحة وذكرت أنه يوم أن افتتح الرئيس مبارك كوبري (سفط اللبن) فاجأ الاعلاميين بتصريح فهمت خلفياته فيما بعد ؛ وذلك حين أعلن للصحفيين :" أن مياه النيل لن تخرج خارج حدود مصر".!!.. بانفصال جنوب السودان لن يهدأ لإسرائيل بال حتى تضعف مصر وتصل المياه للنقب.!!
 أقنعوني كيف تكون جزر الفوكلاند الأرجنتينية والتي تبعد عن بريطانيا 7500 كيلومتر جزء من بريطانيا وديمغرافياً أهلها أرجنتينيون يتحدثون الاسبانية وعروف أنها أرجنتينية؟! . الطريف أنه حينما قامت الحرب بشأنها بين الدولتين لم يحرك الغرب بقيادة أمريكا قائدة الحرية في العالم ساكناً وظلّ النااتو ثلاثة أعوام يبحث إن كانت أرجنتينية أم بريطانية وبعدها نام الناتو وربما كان مستغفياً في اغفاءة القيلولة التي لم يستيقظ منها إلا بالأمس فقط حينما أشعرت الارجنتين بريطانيا بأنها عازمة على إجراء مناورات بحرية!!
 كل ما أوردته من أحداث يجب استصحابها فيما يجب أن نحتاط له من الغدر والغادرين ؛ ويعزى للهواجس التي تعتريني بعد أن استقوى بالأمس سلفا كير ميارديت بأمريكا وطلب من مجلس الزائر للسودان نشر قوات للأمم المتحدة على طول الحدود مع الشمال وهذا يشابه لحد بعيد مطلب الأكراد لما بُرر وقتها من أنه حماية لهم من الشهيد صدام حسين حينها كان الغرب يفرض حصاراً إاقتصادياً وعسكرياً على العراق؛ حتى تمّ غزو العراق بمبررات متضاربة أولها فرية إزالة أسلحة الدمار الشامل ومن ثم حينما إكتشف كذب الادعاء تحول المبرر إلى جلب الديمقراطية للمنطقة عبر إزالة نظام صدام.!! السؤال ما هي الحدود التي يدعو سلفا كير من تنشر فيها قوات الأمم المتحدة وهي لم ترسم بعد؟!!
 أتى غزاة العراق بالديمقراطية التوريثية؛ فها هو نور المالكي ( جواد المالكي سابقاً) قد أقسم بأغلظ الايمان وبرأس جده الأكبر أنه لن يترك كرسي رئاسة الوزارة لأحدٍ غيره ليتمتع به حتى لو كانت نتائج الانتخابات لغير صالحه ؛ وحتى بعد أن " تسلبط " و طلب إعادة فرز الأصوات ورغم ذلك لم تتغير النتيجة فلجأ إلى إغتيال أعضاء من قائمة أيّاد علاوي الفائزة بالانتخابات ليقلل عدد نوابها ؛ وها هو الفائز بها يتجول بين العواصم العربية طالباً تدخلها لإقناع السيد نور المالكي بالترجل ؛ ولكن من يملك الجرأة في التدخل من دول الاعتدال؟ ؛ وأمريكا تقول لهم أن العراق خط أحمر ممنوع عليكم الاقتراب منه وعندها صمت الجميع إلا من رحم ربي من دول الممانعة . هذ هو نهج ونوع الديمقراطية التي أرست قواعدها أمريكا في العراق ؛ هو غير الانتخابات الغربية ؛ ديمقراطية فيها تقتحم مجموعة من لواء " الذئب " شقق المواطنين.( خوش ديمقراطية أمريكية مالكية وخوش مسمى أطلق على اللواء الأمني ) كما يقول أهلنا في العراق... يا حليلك يا صدام!!
 لنأخذ المفاوضات الاسرائلية الفلسطينية المباشرة بدأت غير مباشرة ولكن اشترط نتنياهو على أمريكا على أن تكون مباشرة ورفض أبومازن والعرب؛ ولكن سبحان مغير الأحوال تحول العرب وأبومازن وتفاوضوا تفاوضاً مباشراً بيد أن الاستيطان لم يتوقف وبينما إسرائيل ما زالت محتلة لاراضي فلسطين ومستمرة في تهود المسجد الأقصى وطرد المقدسيين وهدم منازلهم ومصادرة أراضيهم؛ وتقطم كل يوم مساحات من أرض الضفة حتى ما تبقى من أراضي 1967 فقط 26% . وإلتأمت القمة العربية في (سرت – الرباط) وأتاها ابومازن بسقف عالٍ من البدائل واعتقد أن الملوك والأمراء والشيوخ و الرؤساء سوف يقفون معه عضداً وسنداً ولكنه لم يخرج – كما علمنا حتى بخف واحد من خفي حنين ، وخرج من دهاليزها من يقول أننا سنعمل بالتنسيق مع بعضنا فيما يرد إلينافي هذا الصدد من مدام هيلري كلنتون. هناك مثل سوداني قديم حينما يصاب الشباب بخيبة أمل من كبارهم ( باينة الدقون الدايرة بس وين العقول النايرة) !!
 الرئيس البشير ذهب ليشرح مدى خطورة الضغوطات التي تمارس على السودان ليجري الاستفتاء في موعده بغض النظر عن توفر وتواتي الظروف الموضوعية لإجرائه؛ لأنه ما زالت هناك مسائل شائكة عالقة وطبعاً أغدق المؤتمرون بما جادت به حناجرهم من قاموس(عضد ووقف وآزر وأخواتها) بينما مجلس الأمن وعد ببحث طلب سلفا كير بنشر قوات للأمم المتحدة على طول الحدود مع الشمال؛ أما كان الأجدر تكوين وفد من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي لمقابلة مجلس الأمن وشرح عدم إمكانية إجراء استفتاء حر ونزيه وشفاف في الأجل المضروب واستحالة اجرائه دون حل القضايا المعلقة وأهمها -:ترسيم الحدود ؛ استفتاء أبيي؛ والديون والأصول والمياه والعملة والجنسية !!
 العقيد معمر القذافي خاطب القمة الافروعربية المنعقدة في سرت محذراً من خطورة تفتيت دول القارة الافريقية إذا ما تمّ انفصال جنوب السودان ؛ بالطبع أوغندا ستكون أول المرشحين لهذا ويليها رواندا وبوروندي ونيجريا والكنغو وأثيوبيا والقائمة طويلة من مسامير جحا التي ضربها الاستعمار الأوروبي الغربي كبؤر يرجع إليها لزرع الفتن بين أبناء مستعمراته السابقة ومواصلة لعبة ( فرق تسد) بعد أن تحررت الدول الأفريقية من ربقته .. والمؤسة كمدعاة للأسى أن الرموز والنخب الافريقية لم تتعلم الدرس فما اتعظت !! هل يتدبر القادة الأفارقة الأمر قبل فوات الأوان أم يكتفوا بالتحذير فقط ؟!! و القادة العرب هل يدعمون البشير أم يتركونه يرزح تحت الضغوط الأمريكية والأوروبية كما ترك محمود عباس فلم يخرج من بينهم حتى ولو بخفٍ من خفي حنين؟!
 برأيي أن الحركة الشعبية وبالأدلة الثبوتية والصوتية خرقت اتفاقية نيفاشا على لسان رئيسها سلفا كير على الملأ ولا بد للسودان من اللجوء للمنابر والعدالة الدوليتين. ولا مجال لاجراء استفتاء قبل أن تنفذ الحركة الشعبية إلتزاماتها التعاقدية ؛ كما أن موعد استفتاء يناير ليس نهاية العالم أو وقدس الأقداس ؛ فقد تأجلت الانتخابات الرئاسية والتشريعية والولائية مرتين لأسبابٍ موضوعية ولكنها تمت بعد ذلك . أكرر سؤالي للحكومة : هل هذا الموعد قدس الأقداس؟!.. يجب عدم التردد في اتخاذ القرار الصائب والشعب من خلفها سنداً وعضداً .!!
 إن لم يُتفق على جميع القضايا العالقة التي هي مشروعات حروب أهلية وأشبه بمسمار جحا ؛ فلا بد مما ليس منه بد ومجبرٌ أخاك لا بطل من اتخاذ قرارٍ بتأجيل الاستفتاء يستسحن التوافق عليه فإن لم يكن ممكناً فمن جانب الحكومة منفردة بناءً على رؤية واضحة من مفوضيتى الاستفتاءين أبيي والجنوب ؛ وأن على مفوضية الاستفتاء أن ترفع تقريرها للأمم المتحدة – ومجلس الأمن عبر الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية توضح مدى امكانية أو استحالة إجراء استفتاء شفاف ونزيه وبارادةٍ حرة للناخب الجنوبي لتفادي مسامير جحا العالقة ؛ أما إن حدث وتمّ الاستفتآن في ظل هذه الظروف ودون حل القضايا العالقة التي ذكرتها آنفاً ضمن سياق السرد؛ فهذا يعد إذعان.. إذعان بين لا محالة مرفوضٌ من أغلبية أهل السودان.!!
Abubakr Ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.