• ليلة افتتاح الاسبوع الثقافي السوداني بمسرح قطر سيطر علي سؤال لمن تقام مثل هذه الاسابيع !! هل هي للجالية السودانية بالدوحة ام لتعريف اهل الدوحة كعاصمة للثقافة العربية والجاليات المقيمة بها بمخزننا التراثي والثقافي وبحكم ان كل قضايا الاوطان تعبر ببوابات الثقافة وقاماتها ترتفع بتراثها الحضاري حين تجليه تحت ناظري الشعوب وحين تدافعت الجموع ولامس “ الكتف الكتف “ وتاه بعض الضيوف القلائل وسط الجموع واغلق باب المسرح دون الكثيرين كنت على قناعة ان القائمين على امر هذه البعثات الثقافية يرتكبون الخطأ دوما وباصرار بدليل وفد الاسبوع السوداني ضم اكثر من 70 شخصا بينهم أكثر من 20 اداريا وحضرها السودانيون وغاب عنها الادباء والاعلاميين والمثقفين من الجنسيات الاخرى . • في العام 2005 حينما كانت الخرطوم عاصمة للثقافة العربية وضمن نفر كريم تلقينا دعوة من سعادة السفير السوداني بالدوحة في ذلك الحين للمشاركة في وضع تصور لاسبوع سوداني يقام بقطر وكان السؤال المحوري لمن الاسبوع هل هو ترفيه للجالية السودانية أم تعريف للآخر بمكنونات “ عظم وعظمة “ الثقافة السودانية وبحرها الغزير .. خاصة وان الدوحة في ذلك الوقت وحتى يومنا هذا بين ظهرانيها “ أمم “ مختلفة المشارب والثقافات والعادات والالسن واحسب ان تلك اللجنة استطاعت لحد ما ان توصل وجهة نظرها بأن “ الزول “ دوما متعطش لكل ما هو سوداني ولكن من حق الاخرين علينا اطلالة على مكنونات ثقافتنا تراثنا عاداتنا وتقاليدنا وجاء الوقت لنعتني بمهمة تقديم السودان وبكل مكنوناته للآخرين دون استحياء وان نقتنص له الفرص كاملة وليس لرهط من المحسوبين من اداريين وسكرتارية ومتسوقين وهلم جرا وان نخرجه من عباءة الآنا بتعطشنا اللا منتهي لثقافتنا لدرجة حرمان الاخرين للاطلال عليها وفكفكت مفرداتها والانغلاق والاحتباس في محيطنا المحلي للدرجة التي نحتضن مناسباتنا ونتدافع لها وهي صورة رائعة ولكن الاروع منها ان نفسح المجالات واسعة للاخرين وننقل ثقافتنا للعالم حولنا وقد كان الاسبوع السوداني فرصة مواتية ووقت استثنائي في زمان التشتت العربي والاستقطاب الدولي والالتفاف حول خاصرة السودان لتفتيته واقتيال مشروعه الثقافي العربي الاسلامي لنقول للاخرين هذا هو السودان ولكن هيهأت جاء الزولات وغاب او غيبنا الاخرين !! . • في العام 1986 شارك معنا الراحل المقيم الفنان عثمان الشفيع في لقاء بتلفزيون قطر بث عبر عربسات لكل الدول العربية حيث كان المبدع الشفيع في رحلة فنية خاصة لقطر وفي معيته عود ومخزون من الابداع السوداني النبيل قال لي أنا اغني منذ خمسة واربعون عاما ولكن هذه الاطلالة تساويها وتفوقها نجاحا لانها اطلالة على كل العرب .. • من حق الجالية السودانية بالمهجر اطلالات على فنها الجميل وتراثها الغني المتفرد ولكن من حق “ السودان “ ان يسافر للاخرين ان نفتح كوة واسعة ليسافر تراثنا لشعوب الارض نحادثهم ويحادثوننا بلغة الموسيقى وبالدوبيت وبنظم الشعر وبالوفود الرسمية المنتقاة والمدروس جدواها الاقتصادي والثقافي والسياسي . • ان بعض الوفود التي تأتي في خضم مثل هذه المناسبات بعضها يأتي بقسمة “ شيلني وأشيلك “ وأخوي واخوك وهاك يا أسواق ويا عوازيم وطق حنك .. قليل من العدد “ النقاوة “ يكفي وقليل من حسن التنظيم والانضباط في تكوين البعثات التي تسافر للخارج مهم واستهداف شخوص بأعينهم من المثقفين والاعلاميين والنقاد والمهمومين بسيرة ثقافة الاخر في البلد المضيف كان لابد من دعوتهم واستضافتهم لحضور الفعاليات .. • ان التزاحم كان على اشده وضجيج الصغار والرضع فاق اصوات الماكريفونات بالمسرح الذي افتقد الاخراج المنضبط المدروس واللوحات التراثية و “ الهبابة والرحط وقدح عشا البايتات “ لم تجد حظها من الشرح والتمعن لنفر من الجاليات وسفراء دول عربية واجنبية تاهوا وسط ذلك الزحام الذي كنت بعضه وجزء منه ولم اجد تحليلا منطقيا لعرض “ البلح والدوم “ ضمن المعروضات التراثية. • هل كان الاسبوع الثقافي السوداني لاعضاء السلك الدبلوماسي الاجنبي ولاهل قطر وساكنيها من عموم أهل المعمورة وهي في ابهى حللها الثقافية أم كان خصيصا لاعضاء السفارة السودانية بالدوحة واهل دارهم ونحن وأنتم !! • . عواطف عبداللطيف awatifderar [email protected] اعلامية مقيمة بقطر • همسة : متى نخرج سوداننا الحبيب من خانة “ الآنا “ ليراه الاخرون بكل قسمات وجهه الجميل .. متى نوقف اهدار ميزانيات الدولة تحت ارجل شخوص بعينهم “ ماشين جايين “ .