-1- و نحن مقبلون علي مؤتمر التعليم الثالث لابد من نعترف بأن مؤسساتنا التعلمية تحتاج مراجعة شاملة و امينة منهجا ، معلما و بيئة . يجب ان تكون غاية المؤتمر، تمكين و تطوير مؤسسات التعليم في بلادنا لتكون قادرة علي ربط الأجيال اللاحقة بالسالفة دينا وتراثا ،قيما وخلقا. لكن، نريده تعليما، على تمسكه بالأصل لايتخلف عن العصر أخذا بالمعارف وتجارب الانسانيه جمعاء .بلدنا يحتاج تعليما ينمي مقومات المجتمع القوي المستقل الإرادة توكلا على الله اعتمادا على الذات وتسابق في الخيرات. نريد تعليما يزكي روح الانتماء لهذا الوطن وروح المسؤولية المشتركة وروح الإيثار والتكافل. نريد تعليما يعلو بقيمة العلم والعلماء هديا بقول الحق( و هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون. ) . نريد تعليما يربط العلم بالتقوى والخشية والصدق والإصلاح هديا بقوله تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ). تعليما يعلو من قيمة العمل مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( من بات كالا من عمل يده بات مغفورا له ). لابد من التركيز علي التعليم الجيد الذي ، ينمي العقول ويرقي المعرفة ويفجر الطاقات الكامنة ويطلق عنان المواهب والمهارات و يشجع الاداب و الفنون وبذلك يضفي على حياة المجتمع روح الابداع و التميز. نريد تعليما يعمق الشورى ويؤطر التحول الديمقراطي ويرسخ قيم التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد وبعمق روح التسامح والدعوة إلي الله بالحسنى ويعزز السلام الاجتماعي . نريد لمؤسساتنا العلمية ان تكون منارات للبحث العلمي وإشاعة حرية التعبير وتوسيع وترقية أدوات الرأي العام . نريد ه راقيا وواعيا وواقيا لأجيالنا من الغزو الثقافي والتردي في هاوية الاقتراب النفسي والاستلاب الفكري لذا نريد في المؤتمر المرتفب التواضع على مسلمات وموجهات قومية واضحة وصارمة تؤسس لمنهج تعليمي ينهض بالسودان . نريد أيضا لهذا المؤتمر التركيز على ضرورة ضمان مجانية التعليم بل وإلزامية التعليم بمرحلة الأساس . مهم لهذا المؤتمر ان يبحث كيفية ربط التعليم بالتنمية وربط التنمية بالقدرة علي التنافس في سوق العمل الاقليمي و الدولي . المعرفة و المهارات و السلوك الراقي هي آليات التنافس في عصر العولمة . نريد أيضا لمؤتمر التعليم ان يناقش ضمان توفير الدعم القومي للتعليم العام والتعليم الأهلي بالولايات و يأخذ بعين الاعتبار كيفية تقنين العلاقة بين الجامعات والمعاهد ووزارات التعليم بالولايات . المحور الثاني الذي أراه مهما في هذا المؤتمر المناهج ، لابد من بحث علمي دقيق في هذا المجال مصطحبا كل العوامل التي لها انعكاسات على التكوين الفكري و النفسي و الثقافي للمتحصل .لابد ان يراعي واضعو المناهج الأعمار والظروف الاقتصاديه والاجتماعية والمظاهر النفسية والمجتمعية التي تحيط بالدراسين في كل المراحل ، لابد ان تتسم مناهجنا بالسهولة والبساطة في المراحل العمرية الأولى ثم تترقي الجرعة العلمية والفكرية رويدا رويدا حتى نرغب الطالب في التحصيل و المثابرة Fagir Ahmed [[email protected]]