الاخوة اعضاء مجلس التحرير , تحية واحتراما , وبعد : بوصفى واحدا من الجموع الشمالية الوحدويه اكتب لكم هذه الرسالة لعلى اجد لديكم اجابة عن سؤال ظل يؤرقنى منذ ان بدات اصوات الانفصال فى التصاعد , والاصوات الوحدوية فى الخفوت و الصمت , هذا الصمت الذى تحيرنى دوافعه . . صمت لايمكن تفسيره بانه جبن وخور امام سطوة الانفصاليين الاعلى صوتا والاضعف منطقا وحجة , فالجبن ليس من شيم مناضلين ومحاربين امثالكم . . وبهذه المناسبة لايفوتنى ان احيى رجال شجعان اعلنوا بملء الفم ايمانهم بالوحدة وجدواها لخير وسعادة انسان السودان . . احيى وزير البترول لوال دينق , احيى الاسقف غبريال روريج ,احيى البروفيسر ديشان واخرين كثر لم يتلجلجوا امام صخب الاصوات الانفصالية . وحتى العم جوزيف لاقو الذى لايستطيع احد ان يزايد على مدى حبه لشعب الجنوب ونضاله من اجله , عمنا الوقور جوزيف يستحق التحية والاشادة لانه قال للمذيعة الجنوبيه فى التلفزيون : ( وحتى اذا انفصل الجنوب , ارى ان يحتفظ بالاسم ( جنوب السودان ) عسى ولعل الجنوب والشمال يعودان للوحدة ذات يوم كما فعل شطرا المانيا ) ارى ان قولا كهذا لايمكن ان يصدر الا من رجل وحدوى . ان الوحدويين فى الشمال والجنوب تتم الان تعزيتهم بترديد ان التصريحات الا نفصالية اراء شخصية تعبر عن قائليها وان القطع بتوجه انفصالى للحركة لم يصدر حتى الان عن اى من مؤسساتها . . لهذا السبب يكتسب مؤتمر مجلس التحرير اهمية تاريخية قصوى باعتباره اول مؤسسة BODY للحركة الشعبية ستقرر بخصوص الموقف الرسمى حول الوحدة والانفصال . ايها الاخوة الاعزاء : ان امامكم امتحانا عسيرا جدا اذ يبدو ان هناك انقلابا فى توجه الحركة الشعبية السياسى , من وحدوية السودان الجديد الى الانفصال ! ان هذا الانقلاب يحتاج الى تفسير والى تبرير والى شرح يقنع ليس الجماهير الوحدوية فى الجنوب والشمال فقط ,بل مقنعا امام التاريخ والاجيال السودانية القادمة. ان التبرير الذى ( يخارجكم ) قطعا ليس هو ذلك الذى ورد فى حكاية القط والفار المعروفه عندما قال القط للفار ( وهما فى مركب فى عرض البحر ) : لاتثير علينا الغبار ! اندهش الفار ورد بالقول : من اين ياتى الغبار ونحن فى مركب وسط البحر !؟ فما كان من القط الا ان قال للفار : اعرفت , اننا لاناكلكم الا بسبب جدالكم هذا ! وانقض عليه واكله . الاخوة اعضاء مجلس التحرير : ان كان قراركم هو تبنى الانفصال والنكوص عن برنامج السودان الجديد الذى علقنا عليه نحن الوحدويون فى الشمال والجنوب امالنا العراض فى( وطن حدادى مدادى ,وطن خير ديمقراطى ) وطن التنوع فى اطار الوحدة وطن المواطنة والحقوق المدنية والديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان ومساواة الناس صرف النظر عن قبائلهم ومناطقهم والوانهم وجنسهم . . ان كان قراركم هو التنكر لهذا البرنامج , فعليكم وللدقة نقول ,على الانفصاليين منكم ان يدفعوا عن انفسهم تهمتين : التهمة الاولى : ان الأنفصاليين داخل الحركة لم يكونوا سوى منافقين ( HYPOCRITES ) تظاهروا بالايمان ببرنامج الحركة وهم فى حقيقة انفسهم يضمرون شيئا اخر . التهمة الثانية : ان انفصاليى الحركة هؤلاء كانوا ( امعات ) يتبعون بلا ارادة منهم (سوبر مان ) كان اسمه جون قرنق دى مبيور . ان تبرئة انفصاليى الحركة من احدى التهمتين او كليهما لايمكن ان يتم بغير ان تثبت الحركة وتقيم الدليل المقنع ( لادليل القط الذى ذكرنا حكايته ) بان هناك ( ظرفا قاهرا ) ادى لذلك التحول .ان عدم تحقق جاذبية الوحدة لايمكن اطلاقا ان يكون هو سبب التحول لان الحركة تعلم او كان يتوجب عليها ان تعلم ان شريكها (مايسمى بالمؤتمر الوطنى ) هو عدو للشمال وللشعب باسره وهو يفرض نفسه على البلاد والعباد طيلة واحد وعشرين سنة بقوة وسلطان الدولة التى حولها بالكامل لخدمة اهدافه الضيقة وهل تنسى الحركة ان هذا النظام هو الذى وسع دائرة الحرب وجعلها حربا جهادية . هل تنسى الحركة مافعله هذا النظام للشماليين من بطش وقتل وتشريد . هل تنسى الحركة ان ابناء السودان المخلصين فى احزابهم واتحاداتهم ومنظماتهم كانوا معهم فى خندق واحد حتى تحقق بالكفاح وليس سواه ماتحقق من سلام ومن هامش حريه ان رحلة الكفاح ومغالبة هذا النظام المتجبر لم تنته بعد فلماذا تخون الحركة القضية الوطنية وتتجه جنوبا ؟ هل رصدتم مواقف وكتابات الشماليين وما اكثرها ضد هذا النظام ؟ ان نظام الانقاذ وكما عرفه شعب السودان لن يسمح بقيام انفصال سلس ولن يكف عن صنع المشاكل والمعوقات لحكومة الجنوب . فلماذا المجازفة باحتمالات حرب تكون اكثر اتساعا ودموية . ان الحكمة تقتضى ان يواصل ابناء السودان الوطنيون بمن فيهم الحركة الشعبية نضالهم حتى الاطاحة بهذا النظام وليس هناك من سبيل لحل مشاكل الوطن بغير هذا السبيل . ان ابناء الجنوب لم يكافحوا فى يوم من اجل الانفصال ( وان كان هذا راى اقليات لاتنكر ) فاذا اخذنا احد الاباء الجنوبيين الذين ناضلوا بحق من اجل حقوق الجنوبيين ( بنجامين لوكى زعيم حزب الاحرار الجنوبيين ) ان هذا الرجل كان هو من ثنى اقتراح اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان . ان الجنوبيين هم اصحاب هذا البلد الحقيقيين فلم يتركون وطنهم الكبيرويتقوقعون جنوبا . . انظروا ايها الاخوة فى قرى ومدن السودان وفى سحنات الناس تتضح لكم الحقيقة : ان الشماليين والجنوبيين فى هذا السودان هم فى مثل التحام الظفر والاصبع . ليس من الوطنية فى شيىء تقسيم وطننا استجابة لرغبة اخرين ومخططاتهم . يوحدون كياناتهم ويسعون لتقسيمنا نحن . واخيرا ايها الاخوة فاذا ما ارتايتم ان تدابروا برنامج السودان الجديد الى الانفصال فاعلموا انه ( نقض للعهود ) وبذا يثبت ان نقض العهود هو خصيصة سودانية اصيلة ( SUDANESE TRAIT ) ورغم كل شيىء فسوف يستمر كفاح ابناء الجنوب والشمال الوطنيين من اجل سودان جديد . د. محجوب حسن جلى- السعودية- الطائف mahgoub gali [[email protected]]