[email protected] (1) تحدث أستاذنا د. البوني عن بربر، ففارقه الحق بعض الشيء، ولعل الكثيرين لا يعلمون أنه عندما وُلد ود الفراش -الشاعر الذي سطّرت شهرته الآفاق- في الأربعينيات من القرن التاسع عشر، كان يوجد ببربر: مستشفى، ومدرسة نظامية، ومكتب للبريد والبرق، ومصنعان! الشاهد: مراجعة التاريخ الوطني، واستكمال الصفحات الناقصة، وإجلاء الغموض عن المشاهد الغامضة، وتصحيح المعلومات المغلوطة؛ واجب ينبغي أن ينهض به الجميع. (2) صدر للأديب محمد زين الشفيع مؤخرا روايته "أوجاع تحت سرابيل الخاصرة"، وسيصدر قريبا للأديب حمور زيادة رواية "الكونج". ترقبوا هذين الاسمين، فهما يعملان في صمت دؤوب.. نحو القمة. (3) معالجة القضايا الأنثروبولوجية بليّ أعناق أطروحاتها لتتماهى مع أسس عقائدية بعينها –بعيدا عن التجرد الأكاديمي- خطأ شائع لدى بعض مثقفينا اليساريين، فالمحاولات تترى –على سبيل المثال لا الحصر- لتثبيت مصطلح "مستعربين" على أحد مكوّنات الشعب السوداني ممن يصفون أنفسهم بأنهم "عرب" أو "من أصول عربية". الفخر بالانتماء العرقي والثقافي حق أصيل للجميع، وخاصة عندما يثبُت ذلك تاريخيا بدلائل لا تقبل الشك، والقاعدة هنا "لا ضرر ولا ضرار"؛ فالفخر بالانتماء لا ينبغي أن يكون مدعاة لأي من أشكال الاستعلاء أو الاستخذاء! أقولُ: كفوا حصاد أقلامكم، ومحاولات زرع المصطلح المغلوط في الذاكرة الجمعية، فاللعبة مكشوفة يا حضرات! (4) بعض التكنوقراط في بلادي لم يستفيدوا كثيرا! اقتصر تحصيلهم داخل البلاد وخارجها على المعارف الأكاديمية، أما السلوك الحضاري الذي يرتبط بتلكم المعارف، فقد طار به غُراب أبيض! يخلع الواحد منهم عباءة الاحتراف عند باب مكتبه، ثم يتحول –بقدرة قادر- إلى إنسان متخلف؛ يمارس بعض العادات البالية بنشاط محموم، وتقيّد صارم لا يدعُ شاردة أو واردة. هذه القطيعة المخيفة بين العلم والسلوك من أهم أسباب المحنة، فهلاّ ارعوينا؟! (5) طربنا بعودة هاشم صديق في رمضان المنصرم، ثم تتوجت أفراحنا بسطوع الشمس من عباءة أبو عركي البخيت. المجد لشعب يعشقُ الإبداع الأصيل، ويتقنُ بسجيته النقية التمييز بين الغث والسمين. (6) قرأنا عن "نكبة" 48، و"نكسة" 67، وننتظرُ "وكسة" 2011. لكَ الله يا وطني! (7) جاء في مثل صيني قديم: "إذا أردتَ أن تسعد ليوم فتناول شيئا من الخمر، وإذا أردتَ أن تسعد لأسبوع فتزوج، أما إذا أردتَ أن تسعد طول حياتك فمارس البستنة". فلنبدأ ولو بشجرة ظليلة، فمدننا تُذكرُ بالصحراء الكبرى!